وَطَني ، لقد قَرَّرْتُ فيكَ قَرارا
وقد اسْتَشَرْتُ مُثَقَّفًا وحِمارا
ما هَمَّنا إلَّا حَياتكَ بعْدما
أصبحْتَ في أيْدي العُروبة عارا
وغدَوْتَ في عُرْف الضِّباعِ فَريسةً
وبَدَوْتَ في عَيْن الثَّعالبِ فارا
جَعَلوكَ يا وطني بِهِمْ أُضْحُوكةً
فَبِأَيِّ عُرْبٍ أَيُّنَا يَتَمارَى ؟!!
هَٰذي العروبة أنْتَ تَعْلَمُ حالها
والْعُرْب تَدْري كيفَ صِرْتَ بَوارا
قالوا بأنَّك كُنتَ جَنَّاتٍ فَمَنْ
جَعَل الْجِنانَ بِكُلِّ أرْضِكَ نارا ؟!
ومَن الَّذي جعل المُخَنَّثَ حاكِمًا
وابْنَ الِّلئامِ خَلِيفَةً مُخْتارا ؟!
فيكَ الْحَقير على الدَّوام مُكَرَّمٌ
وابن الكِرامِ مُحَقَّرًا يَتَوارى
فيكَ الْوَزير مِن السَّفاهَةِ والْخَنا
أَعْمى يَرى هَٰذا المَساء نَهارا
حتَّى الجُنود مِن الحَماقة جُلّهم
ومِن الخُنوع يَرى الْيَمِينَ يَسارا
قالَ المُثَقَّفُ مالَها إلَّا الَّذي
يُعْطي الْيَهُودَ مَع السَّلامِ جِوارا
إنَّ السَّلامَ إذا تَفَشَّى بَيْنَنا
عَمَّ الرَّخاء وكانتِ اسْتِقْرارا
ضَحِكَ الْحِمارُ وقالَ أُقْسِمُ أَنَّني
ما كُنْتُ أَرْضَى أنْ تَكُونَ حِمارا
ماذا تَقُول وأَيّ سِلْمٍ تَرْتَضي ؟!
وهُنا اليهود بِعِرْضِكُمْ تَتَبارى
وغَدَتْ فِلَسْطين الْحَبيبة دَارهُمْ
والقُدْس عَاصِمَةً لَهُمْ إِجْبارا
ما أَقْبَحَ السِّلْمَ الَّذي جَنَحَتْ لَهُ
كُلّ العُروبة واصْطَفَوْهُ مِرارا
وشَرَوْا بِهِ ذُلَّ الْيَهُود وأَنْكَروا
تَاريخَهُمْ وجِهَادَهُمْ إنْكارا
أناْ لا أَرَى حَلًّا لَها إلَّا الَّذي
يُعْطي اليهودَ بِلادَنا اسْتِعْمارا
إنَّا عَلى عَهْدِ اليهودِ جَميعنا
نَبْني الْخَرابَ ونَكْرَهُ الْإِعْمارا
ماذا جَنَيْنا مِن بَني أَوْطاننا
إلَّا الْمَذَلَّة خُفْيَةً وجِهارا ؟!!
ماذا جنينا غَيْرَ فَقْرٍ مُدْقعٍ ؟!
والْجَهْلُ قالَ بِحَقِّنا أَشْعارا
ويَدين حُكَّام العروبة كُلُّهُمْ
دِينَ اليهود ولَمْ تَعُدْ أَسْرارا
فَلَرُبَّما كان اليهود بِشَعْبِنا
رُحَمَاء إنْ حَكَمُوا هُمُ الْأَقْطارا
تعليق