عدالة اجتماعية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد الفاضل
    أديب وكاتب
    • 21-12-2011
    • 208

    عدالة اجتماعية

    عدالة اجتماعية – محمد الفاضل

    طفلتان مثل نسمة هواء عليلة في قيظ النهار ، بعمر زهور الربيع وهي تعانق خيوط الشمس ، مثل فراشات تتراقص مزهوة بألوانها الخلابة ، حيثما تحط تضفي المرح والسحر ، تعيشان في زمن العولمة على هامش الحياة ولا يعبأ بهما المجتمع ، تجوبان الحارات ، تنقبان بين فضلات القمامة ومخلفات الطبقة المخملية عن بقايا طعام تسكتان به جوعهما ، فالمعدة خاوية لم تذق الطعام منذ ليلتين . وفي المساء بعد أن ينال منهما التعب تفترشان صناديق الكرتون فوق الرصيف وتلتحفان السماء ..

    الكبرى لا تتجاوز العشر سنوات ، من الوجوه التي أودعها الله البراءة ، أثقلت الهموم ممشاها والهم أضناها ، يكسو وجهها الحزين علامات البؤس والشقاء ، اضطرتها قسوة الحياة وشظف العيش إلى ارتياد براميل القمامة وأكوام الأزبال بشكل يومي ، وترافقها في مشوارها المضني أختها الصغرى ، كانت شفتاها تفتر عن ابتسامة يغلب عليها الحزن . أخيراً وجدا ضالتهما بعد طول عناء ، وكأنهما وجدا غنيمة !

    جثت الصغرى على ركبتيها عن طيب خاطر ، فوق اسفلت الشارع بجانب الحاوية حيث تتبعثر الأكياس البلاستيكية ، وقد أدمت الحصى ركبتيها الغضتين ولكنها تحاملت على نفسها ووضعت ملحاً فوق الجراح ، ارتقت أختها فوق ظهرها الذي بدأ يرتجف مثل سعفة نخل خاوية ، وشرعت تبحث عن بقايا طعام .

    - أسرعي يا أختي! أرجوك فظهري لم يعد يحتمل ، هل وجدت شيئا نأكله ؟ أنا أتضور من الجوع .

    هدأت اختها من روعها ، صدرت عنها زفرة من جوانحها تشتعل ناراً وتحجرت الدموع في مقلتيها .

    - اصمدي قليلاً غاليتي! ريثما أملأ الكيس .

    في الطرف الاَخر من المدينة حيث تتلاًلأ الأضواء وتزدان الغرف بثريا الكريستال المعلقة مثل النجوم المرصعة في كبد السماء ، رجل يزن حفيدته وينقدها مليون دينار مقابل وزنها كهدية بمناسبة عيد ميلادها !
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد الفاضل; الساعة 31-05-2016, 19:18.
    sigpic

    روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
  • عبد الحميد عبد البصير أحمد
    أديب وكاتب
    • 09-04-2011
    • 768

    #2
    تروق لي البساطة والمرونة التي أجدها في نصوصك
    ماهذا الجمال ..!
    شكراً لك
    الحمد لله كما ينبغي








    تعليق

    • محمد الفاضل
      أديب وكاتب
      • 21-12-2011
      • 208

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة احمد فريد مشاهدة المشاركة
      تروق لي البساطة والمرونة التي أجدها في نصوصك
      ماهذا الجمال ..!
      شكراً لك

      بعض ما عندكم أخي الأديب الجميل أحمد
      تقبل شكري العميق وكل عام وأنت بخير
      محبتي
      sigpic

      روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

      تعليق

      يعمل...
      X