دع عنك ريبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هيثم ملحم
    نائب رئيس ملتقى الديوان
    • 20-06-2010
    • 1589

    شعر عمودي دع عنك ريبا

    ............دَعْ عَنْكَ رَيبَاً ……...
    عاتبْتها قَالَتْ بِمَ العَتَبُ = لِكُلِّ أَمْرٍ يَا فَتَى سَبَبُ
    مَا كُلُّ مَا قَالَوا تُصَدِّقُهُ= فالنَّاسُ مِنْهَا الصِدْقُ وَالكَذِبُ
    دَعْ عَنْكَ رَيْبَاً لا نَوَالَ بِهِ=مَا دُمْتَ مَنْ تَسْلُو وَتَكْتَئِبُ
    وَصُنْ فُؤَادَاً زِدْتَهُ وَجَعَاً = فالقَلْبُ أَنَّ اجْتَاحَهُ التَّعَبُ
    فَالشَّكُ إِنْ ثَارَتْ نَوَائِرُهُ=كَالعِهْنِ فِيْهِ النَّارُ تَلْتَهِبُ
    أَرْضُ الفَلاةِ كَيَفَ تَسْكُنُهَا=فَمَا بِهَا نَخْلٌ وَ لَا عِنَبُ
    أجَنَّةٌ تَلْقَى الظِلَالَ بِهَا=كَالنَّارِ لا يَخْبو بَهَا لَهَبُ؟
    لَوْ كُنْتَ تَنْشُدُ الخَلَاصَ لَهُ=بِكُلِّ شَطْرٍ هَاهُنَا كُتُبُ
    صِدْقُ الحَديْثِ يَا لَبِيْبُ إِذِا=رَقَّ الهَوَى رُوَّادُهُ النُّجُبُ
    بِكُلِّ حَرْفٍ رَاقَ مَنْهَلُهُ=قَصَيْدَةٌ مِدَادُهَا الذَهَبُ
    يَاصَاحبي لي في الوَرَى سَلَفٌ=مثلُ السَّمَاءِ تُزينُهَا الشُّهُبُ
    فَكُنْ إِذَا سَاءَ الهَوَىَ وَرِعَاً=إِنَّ الدُّنَى في لَهْوِهَا الرِّيَبُ
    فَالنَّفْسُ إِنْ نَزَّتْ مَفَاسِدُهَا=فَجرحُهَا أَوْلى بهِ العَطَبُ
    sigpic
    أنت فؤادي يا دمشق


    هيثم ملحم
  • عبد الحق بنسالم
    شاعر
    • 07-08-2013
    • 281

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة هيثم ملحم مشاهدة المشاركة
    ............دَعْ عَنْكَ رَيبَاً ……...
    عاتبْتها قَالَتْ بِمَ العَتَبُ = لِكُلِّ أَمْرٍ يَا فَتَى سَبَبُ
    مَا كُلُّ مَا قَالَوا تُصَدِّقُهُ= فالنَّاسُ مِنْهَا الصِدْقُ وَالكَذِبُ
    دَعْ عَنْكَ رَيْبَاً لا نَوَالَ بِهِ=مَا دُمْتَ مَنْ تَسْلُو وَتَكْتَئِبُ
    وَصُنْ فُؤَادَاً زِدْتَهُ وَجَعَاً = فالقَلْبُ أَنَّ اجْتَاحَهُ التَّعَبُ
    فَالشَّكُ إِنْ ثَارَتْ نَوَائِرُهُ=كَالعِهْنِ فِيْهِ النَّارُ تَلْتَهِبُ
    أَرْضُ الفَلاةِ كَيَفَ تَسْكُنُهَا=فَمَا بِهَا نَخْلٌ وَ لَا عِنَبُ
    أجَنَّةٌ تَلْقَى الظِلَالَ بِهَا=كَالنَّارِ لا يَخْبو بَهَا لَهَبُ؟
    لَوْ كُنْتَ تَنْشُدُ الخَلَاصَ لَهُ=بِكُلِّ شَطْرٍ هَاهُنَا كُتُبُ
    صِدْقُ الحَديْثِ يَا لَبِيْبُ إِذِا=رَقَّ الهَوَى رُوَّادُهُ النُّجُبُ
    بِكُلِّ حَرْفٍ رَاقَ مَنْهَلُهُ=قَصَيْدَةٌ مِدَادُهَا الذَهَبُ
    يَاصَاحبي لي في الوَرَى سَلَفٌ=مثلُ السَّمَاءِ تُزينُهَا الشُّهُبُ
    فَكُنْ إِذَا سَاءَ الهَوَىَ وَرِعَاً=إِنَّ الدُّنَى في لَهْوِهَا الرِّيَبُ
    فَالنَّفْسُ إِنْ نَزَّتْ مَفَاسِدُهَا=فَجرحُهَا أَوْلى بهِ العَطَبُ
    ما أروع الحرف حين يُعانقه الصدق و الإحساس المرهف فلا يرتضي إلا ان يصير شلالا من النور، ينسكب في الأرواح انسكاب الأنفاس فيسمو بها نحو آفاق من السحر و الطرب
    أبدعت أيها الأصيل ، الشاعر الشاعر " هيثم ملحم "
    لا حُرمنا حرفك النوراني الألق
    محبتي

    تعليق

    • هيثم ملحم
      نائب رئيس ملتقى الديوان
      • 20-06-2010
      • 1589

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عبد الحق بنسالم مشاهدة المشاركة
      ما أروع الحرف حين يُعانقه الصدق و الإحساس المرهف فلا يرتضي إلا ان يصير شلالا من النور، ينسكب في الأرواح انسكاب الأنفاس فيسمو بها نحو آفاق من السحر و الطرب
      أبدعت أيها الأصيل ، الشاعر الشاعر " هيثم ملحم "
      لا حُرمنا حرفك النوراني الألق
      محبتي
      ما أسعدني بهذا الحضور الراقي
      وبهذه العبارات النبيلة التي تدل على نبلك وأصالتك
      وسمو روحك وصدق أحساسيك ومشاعرك الرقيقة
      أخي وشاعري الحبيب الدكتور عبد الحق بن سالم
      بارك الله فيك ورعاك وأسعدك في الدارين
      وكل عام وأنت وجميع الأحبة بألف خير
      محبتي وتقديري
      sigpic
      أنت فؤادي يا دمشق


      هيثم ملحم

      تعليق

      • خالد سرحان الفهد
        شاعر وأديب
        • 23-06-2010
        • 2869

        #4
        صِدْقُ الحَديْثِ يَا لَبِيْبُ إِذِا=رَقَّ الهَوَى رُوَّادُهُ النُّجُبُ
        بِكُلِّ حَرْفٍ رَاقَ مَنْهَلُهُ=قَصَيْدَةٌ مِدَادُهَا الذَهَبُ
        ..................
        ركبت صعبا وجئت بالثمين النادر
        لقصائدك شكل مختلف وألق خاص للغاية
        أيها الشاعر الكبير
        تثبيت مع المودة
        https://www.facebook.com/profile.php?id=100010660022520

        تعليق

        • هيثم ملحم
          نائب رئيس ملتقى الديوان
          • 20-06-2010
          • 1589

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة خالد سرحان الفهد مشاهدة المشاركة
          صِدْقُ الحَديْثِ يَا لَبِيْبُ إِذِا=رَقَّ الهَوَى رُوَّادُهُ النُّجُبُ
          بِكُلِّ حَرْفٍ رَاقَ مَنْهَلُهُ=قَصَيْدَةٌ مِدَادُهَا الذَهَبُ
          ..................
          ركبت صعبا وجئت بالثمين النادر
          لقصائدك شكل مختلف وألق خاص للغاية
          أيها الشاعر الكبير
          تثبيت مع المودة
          أسعدك الله في وقت وحين
          أخي الغالي
          الشاعر القدير:خالد سرحان
          شهادة عالية أعتز بها أخي الحبيب
          بارك الله فيك ورعاك
          وكل عام وأنت بألف خير
          مودتي وتقديري
          sigpic
          أنت فؤادي يا دمشق


          هيثم ملحم

          تعليق

          • جهاد بدران
            رئيس ملتقى فرعي
            • 04-04-2014
            • 624

            #6
            دع عنك ريبا
            ما أجمل هذه اللوحة البديعة التي تناسلت من ضفافها هالات من إبداع قد غلفتها العبر والحكم في زمن ضاع من يلملمها ليتكامل في الزمان عقد التغيير بين النفوس وبين من يقود هذه النفوس..
            مجموعة ذهبية من قلائد نفيسة .. قدمت مواعظ قيمة لمن يعتبر.. حرف يروي نفوسا عطشت لغربلة الروح من جديد لمعالم تعيد ترتيب الذات الإنسانية لتستقيم بين تدفق القيم المتغيرة والتي غزت النفوس وتماشت مع التغيير لواقع عاصر جهلا فظيعا وإن كنا على فوهة العلم المعاصر.. وهي تغيير معالم الذات والانخراط بين صفات النفس الغير حميدة .. كالكذب والشك مثلا..
            دع عنك ريبا.. هي بمثابة منهاج لتدريس أسس التقوية للذات وعدم الإنصياع لمجاهيل إجتماعية تخرق عاداتنا وتمزق أوصالنا..
            في هذه القصيدة يقدم الشاعر توجيهاته ونصائحه الراقية بصورة شعرية فذة .. لترتيب معالم الذات وتحويلها لبؤرة أخلاقية حميدة تنطلق الروح عبرها لبناء الذات والانخراط في علاقتها مع الآخر بصورة بيضاء..
            من توجيهاته التي يجسدها بنظم بديع متقن ما قاله :
            عاتبْتها قَالَتْ بِمَ العَتَبُ
            لِكُلِّ أَمْرٍ يَا فَتَى سَبَبُ
            مَا كُلُّ مَا قَالَوا تُصَدِّقُهُ
            فالنَّاسُ مِنْهَا الصِدْقُ وَالكَذِبُ
            دَعْ عَنْكَ رَيْبَاً لا نَوَالَ بِهِ
            مَا دُمْتَ مَنْ تَسْلُو وَتَكْتَئِبُ
            وَصُنْ فُؤَادَاً زِدْتَهُ وَجَعَاً
            فالقَلْبُ أَنَّ اجْتَاحَهُ التَّعَبُ
            فَالشَّكُ إِنْ ثَارَتْ نَوَائِرُهُ
            كَالعِهْنِ فِيْهِ النَّارُ تَلْتَهِبُ
            هذه موعظة قيمة جدا.. وعملية توجيهية لقلع بذور الشك بالآخرين والتحقق من منابت القول إن كان فيه مسحة من الصدق أو غبار الكذب..
            ليكون أسلم للقلب وعدم إتهام الآخرين بما ليس محمودا.. والناس أجناس تختلف طبائعهم وتصرفاتهم وتنعكس أخلاقهم بصورة موازية لنفوسهم وما يكمن فيها من طبائع..
            فالشاعر هنا مدرسة في فن التلقين لكيفية تذويت الحكمة وحسن التدبر في الأمور الحياتية..
            فالصور والتشابيه التي نثرها الشاعر عبارة عن قوة توظيفه للحرف ودلالاته المتينة التي تتغلف لصورة الفرد وطباعه المتغيرة..
            نرى في هذا البيت جمالية ساحرة في الوصف والتشبيه والذي يقول فيه:
            فَالشَّكُ إِنْ ثَارَتْ نَوَائِرُهُ
            كَالعِهْنِ فِيْهِ النَّارُ تَلْتَهِبُ
            ما أبهر هذا الوصف والتشبيه.. وكيف يفعل الشك في القلب .. فهو كالنار تلتهب من شدة الشك واتساع دائرته وازدياد نطاقه ليبقى نارا يلتهم كل طيب وكل خلق حسن..
            صورة متقنة جدا بنسجها ونقشها على حرير من الأدب..
            ثم يكمل الشاعر لوحته الراقية البديعة بقوله:
            أَرْضُ الفَلاةِ كَيَفَ تَسْكُنُهَا
            فَمَا بِهَا نَخْلٌ وَ لَا عِنَبُ
            أجَنَّةٌ تَلْقَى الظِلَالَ بِهَا
            كَالنَّارِ لا يَخْبو بَهَا لَهَبُ؟
            لَوْ كُنْتَ تَنْشُدُ الخَلَاصَ لَهُ
            بِكُلِّ شَطْرٍ هَاهُنَا كُتُبُ
            صِدْقُ الحَديْثِ يَا لَبِيْبُ إِذِا
            رَقَّ الهَوَى رُوَّادُهُ النُّجُبُ
            بِكُلِّ حَرْفٍ رَاقَ مَنْهَلُهُ
            قَصَيْدَةٌ مِدَادُهَا الذَهَبُ
            يَاصَاحبي لي في الوَرَى سَلَفٌ
            مثلُ السَّمَاءِ تُزينُهَا الشُّهُبُ
            فَكُنْ إِذَا سَاءَ الهَوَىَ وَرِعَاً
            إِنَّ الدُّنَى في لَهْوِهَا الرِّيَبُ
            فَالنَّفْسُ إِنْ نَزَّتْ مَفَاسِدُهَا
            فَجرحُهَا أَوْلى بهِ العَطَبُ
            يا لهذا النور الذي ينبعث من وحي هذه الألفاظ العميقة والتي تتحلل إلى سلوكيات مستقيمة تهدف إلى تغيير النفس من نزعاتها المغايرة نحو العيش بين ظلال الريبة والكذب.. إلى وعظ الشاعر للفرد أن يعيش في بيئة ترتكز على دعائم الخلق الحسن.. والتعلم من مفاتن الحياة بعدم الإنغماس بملذاتها المنحنية المنكسرة.. وليكن الإنسان حكيما في التصرف والمعاملة.. والتحري عن المفاسد بالورع والتقوى والخشية من الرب العالي العظيم..
            لأن النفس كما وصفها الشاعر في آخر بيت من هذه الخريدة الرائعة النفيسة... إن نزت مفاسدها وتناسلت قبحا فإنها تتعرض للتلف والإنحدار نحو الهاوية.. لأنها فقدت بوصلة التوجه نحو السماء.. وبوصلة المؤمن الصحيحة التي تمده بالحق وحسن الخلق إنما هو مصدرها السماء...
            دع عنك ريبا... قصيدة قالت الكثير وفتحت أمامنا أبواب التأويل ونوافذ التدبر .. وفسحت للنفس أن تعيد ترتيبها لما يرضي الله ثم النفس.. براحة الطمأنينة وقبول الذات...
            في هذه القصيدة قرأنا الجمال بتسلسل الأفكار وتدفق العبرات والحكم مع موسيقى عذبة أطربت الروح خشوعا وتدبرا..
            تصوير فني رائع من مصور حسي بدرجة عالية.. كشف من خلالها عيوب النفس ليقدم معها منهاج إصلاح لها وفق منظومة متقنة جدا في سبكها وبلاغتها وتشابيهها..
            لغة مؤثرة استدرجت المتلقي بطريقة بارعة وتثبيتها في نفس المتلقي عن طريق الصور التي أيقظت العواطف بلغتها التصويرية الفذة..
            الأستاذ الكبير والشاعر المبدع أ. هيثم ملحم
            شكرا لكم على نسج هذه اللوحة الراقية المبدعة..
            جزاكم الله كل الخير ووفقكم لما يحبه ويرضاه

            جهاد بدران
            التعديل الأخير تم بواسطة جهاد بدران; الساعة 09-06-2016, 18:00.

            تعليق

            • ناظم الصرخي
              أديب وكاتب
              • 03-04-2013
              • 1351

              #7
              قصيدة ماتعة مائزة ترفل بالموعظة والرقي
              كل عام وأنت بخير أخي الغالي
              رمضان كريم
              تحياتي الزكية

              تعليق

              • هيثم ملحم
                نائب رئيس ملتقى الديوان
                • 20-06-2010
                • 1589

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة جهاد بدران مشاهدة المشاركة
                دع عنك ريبا
                ما أجمل هذه اللوحة البديعة التي تناسلت من ضفافها هالات من إبداع قد غلفتها العبر والحكم في زمن ضاع من يلملها ليتكامل في الزمان عقد التغيير بين النفوس وبين من يقود هذه النفوس..
                مجموعة ذهبية من قلائد نفيسة .. قدمت مواعظ قيمة لمن يعتبر.. حرف يروي نفوسا عطشت لغربلة الروح من جديد لمعالم تعيد ترتيب الذات الإنسانية لتستقيم بين تدفق القيم المتغيرة والتي غزت النفوس وتماشت مع التغيير لواقع عاصر جهلا فظيعا وإن كنا على فوهة العلم المعاصر.. وهي تغيير معالم الذات والانخراط بين صفات النفس الغير حميدة .. كالكذب والشك مثلا..
                دع عنك ريبا.. هي بمثابة منهاج لتدريس أسس التقوية للذات وعدم الإنصياع لمجاهيل إجتماعية تخرق عاداتنا وتمزق أوصالنا..
                في هذه القصيدة يقدم الشاعر توجيهاته ونصائحه الراقية بصورة شعرية فذة .. لترتيب معالم الذات وتحويلها لبؤرة أخلاقية حميدة تنطلق الروح عبرها لبناء الذات والانخراط في علاقتها مع الآخر بصورة بيضاء..
                من توجيهاته التي يجسدها بنظم بديع متقن ما قاله :
                عاتبْتها قَالَتْ بِمَ العَتَبُ
                لِكُلِّ أَمْرٍ يَا فَتَى سَبَبُ
                مَا كُلُّ مَا قَالَوا تُصَدِّقُهُ
                فالنَّاسُ مِنْهَا الصِدْقُ وَالكَذِبُ
                دَعْ عَنْكَ رَيْبَاً لا نَوَالَ بِهِ
                مَا دُمْتَ مَنْ تَسْلُو وَتَكْتَئِبُ
                وَصُنْ فُؤَادَاً زِدْتَهُ وَجَعَاً
                فالقَلْبُ أَنَّ اجْتَاحَهُ التَّعَبُ
                فَالشَّكُ إِنْ ثَارَتْ نَوَائِرُهُ
                كَالعِهْنِ فِيْهِ النَّارُ تَلْتَهِبُ
                هذه موعظة قيمة جدا.. وعملية توجيهية لقلع بذور الشك بالآخرين والتحقق من منابت القول إن كان فيه مسحة من الصدق أو غبار الكذب..
                ليكون أسلم للقلب وعدم إتهام الآخرين بما ليس محمودا.. والناس أجناس تختلف طبائعهم وتصرفاتهم وتنعكس أخلاقهم بصورة موازية لنفوسهم وما يكمن فيها من طبائع..
                فالشاعر هنا مدرسة في فن التلقين لكيفية تذويت الحكمة وحسن التدبر في الأمور الحياتية..
                فالصور والتشابيه التي نثرها الشاعر عبارة عن قوة توظيفه للحرف ودلالاته المتينة التي تتغلف لصورة الفرد وطباعه المتغيرة..
                نرى في هذا البيت جمالية ساحرة في الوصف والتشبيه والذي يقول فيه:
                فَالشَّكُ إِنْ ثَارَتْ نَوَائِرُهُ
                كَالعِهْنِ فِيْهِ النَّارُ تَلْتَهِبُ
                ما أبهر هذا الوصف والتشبيه.. وكيف يفعل الشك في القلب .. فهو كالنار تلتهب من شدة الشك واتساع دائرته وازدياد نطاقه ليبقى نارا يلتهم كل طيب وكل خلق حسن..
                صورة متقنة جدا بنسجها ونقشها على حرير من الأدب..
                ثم يكمل الشاعر لوحته الراقية البديعة بقوله:
                أَرْضُ الفَلاةِ كَيَفَ تَسْكُنُهَا
                فَمَا بِهَا نَخْلٌ وَ لَا عِنَبُ
                أجَنَّةٌ تَلْقَى الظِلَالَ بِهَا
                كَالنَّارِ لا يَخْبو بَهَا لَهَبُ؟
                لَوْ كُنْتَ تَنْشُدُ الخَلَاصَ لَهُ
                بِكُلِّ شَطْرٍ هَاهُنَا كُتُبُ
                صِدْقُ الحَديْثِ يَا لَبِيْبُ إِذِا
                رَقَّ الهَوَى رُوَّادُهُ النُّجُبُ
                بِكُلِّ حَرْفٍ رَاقَ مَنْهَلُهُ
                قَصَيْدَةٌ مِدَادُهَا الذَهَبُ
                يَاصَاحبي لي في الوَرَى سَلَفٌ
                مثلُ السَّمَاءِ تُزينُهَا الشُّهُبُ
                فَكُنْ إِذَا سَاءَ الهَوَىَ وَرِعَاً
                إِنَّ الدُّنَى في لَهْوِهَا الرِّيَبُ
                فَالنَّفْسُ إِنْ نَزَّتْ مَفَاسِدُهَا
                فَجرحُهَا أَوْلى بهِ العَطَبُ
                يا لهذا النور الذي ينبعث من وحي هذه الألفاظ العميقة والتي تتحلل إلى سلوكيات مستقيمة تهدف إلى تغيير النفس من نزعاتها المغايرة نحو العيش بين ظلال الريبة والكذب.. إلى وعظ الشاعر للفرد أن يعيش في بيئة ترتكز على دعائم الخلق الحسن.. والتعلم من مفاتن الحياة بعدم الإنغماس بملذاتها المنحنية المنكسرة.. وليكن الإنسان حكيما في التصرف والمعاملة.. والتحري عن المفاسد بالورع والتقوى والخشية من الرب العالي العظيم..
                لأن النفس كما وصفها الشاعر في آخر بيت من هذه الخريدة الرائعة النفيسة... إن نزت مفاسدها وتناسلت قبحا فإنها يتتعرض للتلف والإنحدار نحو الهاوية.. لأنها فقدت بوصلة التوجه نحو السماء.. وبوصلة المؤمن الصحيحة التي تمده بالحق وحسن الخلق إنما هو مصدرها السماء...
                دع عنك ريبا... قصيدة قالت الكثير وفتحت أمامنا أبواب التأويل ونوافذ التدبر .. وفسحت للنفس أن تعيد ترتيبها لما يرضي الله ثم النفس براحة الطمأنينة وقبول الذات...
                في هذه القصيدة قرأنا الجمال بتسلسل الأفكار وتدفق العبرات والحكم مع موسيقى عذبة أربت الروح خشوعا وتدبرا..
                تصوير فني رائع من مصور حسي بدرجة عالية.. كشف من خلالها عيوب النفس ليقدم معها منهاج ازإصلاح لها وفق منظومة متقنة جدا في سبكها وبلاغتها وتشابيهها..
                لغة مؤثرة استدرجت المتلقي بطريقة بارعة وتثبيتها في نفس المتلقي عن طريق الصور التي أيقظت العواطف بلغتها التصويرية الفذة..
                الأستاذ الكبير والشاعر المبدع أ. هيثم ملحم
                شكرا لكم على نسج هذه اللوحة الراقية المبدعة..
                جزاكم الله كل الخير ووفقكم لما يحبه ويرضاه

                جهاد بدران
                الأديبة الكبيرة
                والأخت الفاضلة : جهان بدران
                حقيقة أقف عاجز عن الرد
                أمام هذا الشرح الراقي وبيان جوانب ما انطوت عليه أبيات القصيدة بكل وضوح
                ما شاء الله تبارك
                ولا يسعني إلا أن أقول بارك الله فيك وبعلمك وزادك من علمه وفضله
                وأحييك من كل قلبي ولك باقات من الود والعرفان
                وكل عام وأنت وأهلنا وبلادنا بألف خير
                محبتي وتقديري وجل احترامي لك أختي الفاضلة
                sigpic
                أنت فؤادي يا دمشق


                هيثم ملحم

                تعليق

                • هيثم ملحم
                  نائب رئيس ملتقى الديوان
                  • 20-06-2010
                  • 1589

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ناظم الصرخي مشاهدة المشاركة
                  قصيدة ماتعة مائزة ترفل بالموعظة والرقي
                  كل عام وأنت بخير أخي الغالي
                  رمضان كريم
                  تحياتي الزكية
                  حياك الله
                  أخي الحبيب: ناظم الصرخي
                  نورت بحضورك الراقي أخي
                  بارك الله فيك ورعاك
                  وكل عام وأنت بألف خير
                  مودتي وتقديري
                  sigpic
                  أنت فؤادي يا دمشق


                  هيثم ملحم

                  تعليق

                  • علي عزوزي أبو أشرف
                    أديب وكاتب
                    • 02-04-2014
                    • 36

                    #10
                    متينة السبك
                    عميقة المعاني
                    صادقةالعاطفة
                    جديرة بالتأمل
                    والوقوف لدى بعض معانها
                    أبدعت أخي هيثم
                    تحياتي
                    ورمضان كريم

                    تعليق

                    • هيثم ملحم
                      نائب رئيس ملتقى الديوان
                      • 20-06-2010
                      • 1589

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة علي عزوزي أبو أشرف مشاهدة المشاركة
                      متينة السبك
                      عميقة المعاني
                      صادقةالعاطفة
                      جديرة بالتأمل
                      والوقوف لدى بعض معانها
                      أبدعت أخي هيثم
                      تحياتي
                      ورمضان كريم
                      بارك الله فيك ورعاك
                      شاعرنا المفدى: علي عزوزي أبو أشرف
                      أسعدتني بحضورك الراقي وتعقيبك الجميل
                      أشكرك من القلب وكل عام وأنت بألف خير
                      مودتي وتقديري لك
                      sigpic
                      أنت فؤادي يا دمشق


                      هيثم ملحم

                      تعليق

                      • محمد ابوحفص السماحي
                        نائب رئيس ملتقى الترجمة
                        • 27-12-2008
                        • 1678

                        #12
                        الاخ الشاعر هيثم ملحم
                        تحياتي
                        قاموسك الشعري رائق و ثري..
                        و تنحت شعرك من أصالة أصيلة..
                        تقبل إعجابي و محبتي
                        [gdwl]من فيضكم هذا القصيد أنا
                        قلم وانتم كاتب الشعــــــــر[/gdwl]

                        تعليق

                        • زياد بنجر
                          مستشار أدبي
                          شاعر
                          • 07-04-2008
                          • 3671

                          #13
                          شاعرنا الأصيل
                          " هيثم ملحم "
                          تحلّق في سماء الشعر و تؤوب بالحكمة و المعاني الحسان
                          سلمت للشعر الأصيل أخي الحبيب أبا محمد و دام ألق المداد
                          كلّ عام و أنتم بخير
                          لا إلهَ إلاَّ الله

                          تعليق

                          • هيثم ملحم
                            نائب رئيس ملتقى الديوان
                            • 20-06-2010
                            • 1589

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة علي عزوزي أبو أشرف مشاهدة المشاركة
                            متينة السبك
                            عميقة المعاني
                            صادقةالعاطفة
                            جديرة بالتأمل
                            والوقوف لدى بعض معانها
                            أبدعت أخي هيثم
                            تحياتي
                            ورمضان كريم
                            أشكرك من القلب
                            شاعرنا الكبير :أبو أشرف
                            أكرمتني بحضورك الراقي
                            بارك الله فيك ورعاك
                            ولك التحية والتقدير
                            sigpic
                            أنت فؤادي يا دمشق


                            هيثم ملحم

                            تعليق

                            • ناصرصالح الدغاغلة
                              شاعر
                              • 08-08-2014
                              • 41

                              #15
                              الله الله
                              ما أجمل حرفك و أرق طرفك و أعلى عرفك أيها الشاعر المتألق
                              دمت مبدعاً

                              تعليق

                              يعمل...
                              X