...رآها فسرقت النوم من أحلامه...سأل عن أخبارها...فعلم أنّها أرملة شريفة،كرهت الزواج وفاءا لصغارها و الراحل زوجها...لم يعد يتحمّل فقرر أن يصطادها...فكّر و قدّر... قدّر و فكّر.. قرّر...قرّر أن يسحرها...
صباحا...استبقى صغيرها و أهداه حلوى لذيذة كان قد أعدّها له،ثمّ رجاه أن يأتيه بخصلة من شعرها...ألحّ عليه إلحاحا أن يكتم الأمر عن أمّه و كلّ الدنيا...وعده بحلوى كثيرة...وعده بأن لا يضربه أبدا...حتّى إن لم يحفظ درسه لا يضربه...نام يحلم...في الغد أرسل زوجته و صغارها إلى أهلها...و ذهب إلى المدينة البعيدة و اشترى بخورات...بخورات دفع فيها كلّ ما ادخره من أموال...رجع إلى داره...قضى كامل الليل يقرأ...يقرأ و يضيف الفحم إلى الكانون كلّما خبا جمره... أخيرا...أخيرا طلع له عفريتا صائحا ً...شبيك لبيك مروان بين ايديك...ًفردّ المؤدّب صائحا ً صاحبة هذا الشعر يا مروان... الليلة القادمة أريدها معي...ً تناول مروان الشعر و غاب ...نام المؤدّب يحلم...قضى كامل اليوم يحلم...لم يذهب إلى الكتّاب،كان نائما يحلم...إستيقض فوجد أنّ الشمس قد غربت...إستحمّ وجلس منتظرا حالما... وفجأة...فجأة دخت حمارة هائجة ملئت اليل البهيم نهيقا...كانت حمارة الأرملة الشريفة...الطفل ببراءة الأطفال كان قد أخبر أمّه و الأمّ بدهاء النساء كانت قد أعطته خصلة من شعر ذيل حمارها....