إنهم يصعدون إلى السماء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد الفاضل
    أديب وكاتب
    • 21-12-2011
    • 208

    إنهم يصعدون إلى السماء

    إنهم يصعدون إلى السماء – محمد الفاضل

    - انهض يا ولدي فقد حان موعد ذهابك إلى المدرسة ، لقد جهزت لك الفطور ... لماذا لا ترد ؟ ماخطبك ؟
    - ها أنت تمارس لعبتك المفضلة مجدداً ، حتى إخوتك لايردون ! لماذا هذا الصمت اللعين ؟
    - سامحني يا فلذة كبدي لأني لم أستطع أن أشتري لك اللعبة التي طلبتها ، انهض وأعدك بأني سوف أشتري لك لعبتك المفضلة ، انهض أرجوك ! لا تفعل هذا بي ، يكفي تظاهر ... يا ولدي ، رحيلك يخنق روحي ويسحبها من جسدي ، فتتحول إلى شجرة ذبلت أوراقها وتساقطت على شرفات سنين عمري .
    جثت الأم على ركبتيها والعبرات تخنقها ودموعها الحارة تسيل على الوجنات لتبلل وجوه صغارها الثلاثة ، وهي تلثم جباههم مودعة إياهم الوداع الأخير ، لقد فقدت أعز ما تملك ، بدت غائبة عن الوعي وهي ترثيهم بكلمات قدت من وجع عميق يمتد إلى أعماق روحها ، تقطعت أوتار قيثارة قلبها ولم تعد تصلح للعزف ، أضحت مجرد اَلة لا روح فيها . بدأت تهذي من هول الصدمة ، - فقدكم قصم ظهري يا سلوة الروح .

    بالأمس كانوا يتقافزون مثل عصافير الدوري وهم يشيعون الفرح في زوايا المنزل ، كانت ضحكاتهم تنعش فؤادها وتمدها بالأمل بمستقبل مشرق ، كم سهرت الليالي وهي تهدهدهم بيدها الحانية ، فينبع الحب والحنان سخياً من بين أناملها ليمتد إلى أرواحهم البريئة فيغمرها بالسكينة والطمأنينة ، فتغدو حديقة غناء . لطالما كانت تردد : " الله لا يفرقكم عن بعض ، يا أولادي " ولم يدر في خلدها أن دعاءها سوف يتحقق .

    كان الأب يقف مشدوهاً على مقربة من جثامينهم المسجاة على الأرض ، انحنى فوقهم ودموع فقدهم تحرق قلبه وبدأ يقبل جباههم الواحد تلو الاَخر ، حتى حجارة الدار بدت وكأنها تنعيهم وتحن لوجودهم ، لطالما كان صخبهم وصراخهم يتردد في جنبات الغرفة . هنا رسموا بشقاوتهم على الجدار أحلامهم وأمانيهم ، وهناك كانوا يلعبون الغميضة ، لا ترحلوا يا أولادي فالحياة بدونكم جحيم لا يطاق ، من سوف يستقبلني بالأحضان عندما أرجع من عملي ويتعلق بكتفي ؟ ويردد بصوت رخيم
    " بابا ، عطينا مصاري نشتري بوظة"
    - " بابا ، خدنا مشوار بالسيارة "

    السويد – 20 / 6 / 2016




    sigpic

    روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
  • محمد عبد الغفار صيام
    مؤدب صبيان
    • 30-11-2010
    • 533

    #2
    المبدع / محمد الفاضل
    و كأنك آليت أن توجع قلوبنا الموجوعة ...
    أذكر أن آخر قصصك تدور فى ذات الإطار و إن اختلفت التفاصيل ، بل إنه واقع أمتنا الحزين ، و نزيف الأرواح فى سوريا الجريحة !
    أسأل الله أن يحقن دماء السوريين و كل الظلومين و أن يدبر لهم أمر يسر يعز فيه أولياؤه و يذل فيه أعداؤه ..
    حقيقة لا يؤذينى وجع القصة بقدر ما يؤذينى عجزى !
    دمت كاتبا مبدعا .
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبد الغفار صيام; الساعة 21-06-2016, 09:57.
    "قُلْ آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ"

    تعليق

    • محمد الفاضل
      أديب وكاتب
      • 21-12-2011
      • 208

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد عبد الغفار صيام مشاهدة المشاركة
      المبدع / محمد الفاضل
      و كأنك آليت أن توجع قلوبنا الموجوعة ...
      أذكر أن آخر قصصك تدور فى ذات الإطار و إن اختلفت التفاصيل ، بل إنه واقع أمتنا الحزين ، و نزيف الأرواح فى سوريا الجريحة !
      أسأل الله أن يحقن دماء السوريين و كل الظلومين و أن يدبر لهم أمر يسر يعز فيه أولياؤه و يذل فيه أعداؤه ..
      حقيقة لا يؤذينى وجع القصة بقدر ما يؤذينى عجزى !
      دمت كاتبا مبدعا .

      الأستاذ القدير محمد
      أنا ممتن على جمال حضورك ومداخلتك القيمة
      تقبل خالص شكري وتقديري
      لقلبك الياسمين
      sigpic

      روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

      تعليق

      • بسام طهشه
        كاتب
        • 03-04-2016
        • 94

        #4
        رائعة هي القصص التي تحكي شقاوة الاطفال والاجمل التي تحكى لهم ...شكرا

        مساء الليله ..
        .................

        أنطق الله رمضان مع الزمان في وداً وتواد مليح يهيج أشجان العابدويتوثب الصائم في مطاردة حب الله سباقاً وظفراً بنيل الفوز العظيم .
        تمظي الأيام ويعذب سمر الليالي بالنظر إلى السماء الصافية في صيف تلطفه نسمات آتية من وهد الجبال التي تعلو غمدها السحب المنفطرة إلى بقع متناثرة ترسل زخات من مطر تبرد الرياح .
        ينتصف الشهر فيصبح القمر أزهى وأنقى فيتقاطر الصبيان عشية يلفون الحي بيتاً بيتاً باهازيج وترانيم بريئة ربانية أجاد الأسلاف صناعتها ومناسبة لفضل السمر على السامر ورب البيت على الطارق ،لايعلمون مقصدها ومعناها يدركون أنها تحرك المشاعر وتجلب المدد وتزهد في القسط ويعدل القسطري ...
        ينتهي العدل بتعهد المخلفين وتفقد الناهمين! هل من حاجة لآكل وشارب ؟ثمة مازاد وكفى يترادون مطلقين الضحكات الممزوجة بالكح .
        يعلن بدء اللهو والترويح تحت ضوء قمر رمضان البهي لايجدون في باقي الشهور كمثله حتى تدور السنة إلى أن تاتي به ،يحين الآن التتابع مع الزقر واللمس وهي رمضانية في زوال الإنقراض أستعاض عنها وجبات الديلفري والسمبوسة والمهلبية ويختتم السمر وضل القمر في رفعته ويناعته بروعة كبتي طيارة .....
        يعود الاولاد وقدبلغ النوم منهم عتيا تتلقفهم ايدي الامهات مسرعة...
        بسام فاضل
        سوف يتحرر وطني عما قريب وسيثأر من قتلة الاطفال

        تعليق

        • محمد الفاضل
          أديب وكاتب
          • 21-12-2011
          • 208

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة بسام طهشه مشاهدة المشاركة
          رائعة هي القصص التي تحكي شقاوة الاطفال والاجمل التي تحكى لهم ...شكرا

          مساء الليله ..
          .................

          أنطق الله رمضان مع الزمان في وداً وتواد مليح يهيج أشجان العابدويتوثب الصائم في مطاردة حب الله سباقاً وظفراً بنيل الفوز العظيم .
          تمظي الأيام ويعذب سمر الليالي بالنظر إلى السماء الصافية في صيف تلطفه نسمات آتية من وهد الجبال التي تعلو غمدها السحب المنفطرة إلى بقع متناثرة ترسل زخات من مطر تبرد الرياح .
          ينتصف الشهر فيصبح القمر أزهى وأنقى فيتقاطر الصبيان عشية يلفون الحي بيتاً بيتاً باهازيج وترانيم بريئة ربانية أجاد الأسلاف صناعتها ومناسبة لفضل السمر على السامر ورب البيت على الطارق ،لايعلمون مقصدها ومعناها يدركون أنها تحرك المشاعر وتجلب المدد وتزهد في القسط ويعدل القسطري ...
          ينتهي العدل بتعهد المخلفين وتفقد الناهمين! هل من حاجة لآكل وشارب ؟ثمة مازاد وكفى يترادون مطلقين الضحكات الممزوجة بالكح .
          يعلن بدء اللهو والترويح تحت ضوء قمر رمضان البهي لايجدون في باقي الشهور كمثله حتى تدور السنة إلى أن تاتي به ،يحين الآن التتابع مع الزقر واللمس وهي رمضانية في زوال الإنقراض أستعاض عنها وجبات الديلفري والسمبوسة والمهلبية ويختتم السمر وضل القمر في رفعته ويناعته بروعة كبتي طيارة .....
          يعود الاولاد وقدبلغ النوم منهم عتيا تتلقفهم ايدي الامهات مسرعة...
          بسام فاضل

          أخي الكاتب العزيز بسام تقبل خالص شكري على حضورك ومشاركتك الجميلة
          سلمت
          دمت بخير
          sigpic

          روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

          تعليق

          • أميمة محمد
            مشرف
            • 27-05-2015
            • 4960

            #6
            أحييك أخي محمد على الاهتمام بالكتابة و مواكبة الحدث الراهن
            وتساءلت إذا كان بالإمكان حذف تعبيرات وجمل من القصة لتكثيفها دون أن يضر بجمال القصة وبهائها
            مع الاحترام والتقدير

            تعليق

            • مصباح فوزي رشيد
              يكتب
              • 08-06-2015
              • 1272

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
              أحييك أخي محمد على الاهتمام بالكتابة و مواكبة الحدث الراهن
              وتساءلت إذا كان بالإمكان حذف تعبيرات وجمل من القصة لتكثيفها دون أن يضر بجمال القصة وبهائها
              مع الاحترام والتقدير
              لا أظنها مجرد لمسة جافية سيدتي الفاضلة !
              فمن وراء " مواكبة " الأحداث شعلة حامية ؛ لايحس بلوعتها إلاّ الذي اكتوى بنارها
              التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 29-06-2016, 09:26.
              لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

              تعليق

              • محمد الفاضل
                أديب وكاتب
                • 21-12-2011
                • 208

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
                أحييك أخي محمد على الاهتمام بالكتابة و مواكبة الحدث الراهن
                وتساءلت إذا كان بالإمكان حذف تعبيرات وجمل من القصة لتكثيفها دون أن يضر بجمال القصة وبهائها
                مع الاحترام والتقدير
                سلمت سيدتي على حضورك الجميل وأعتز بوجهة نظرك
                باقات ورد
                sigpic

                روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

                تعليق

                • محمد الفاضل
                  أديب وكاتب
                  • 21-12-2011
                  • 208

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة مصباح فوزي رشيد مشاهدة المشاركة
                  لا أظنها مجرد لمسة جافية سيدتي الفاضلة !
                  فمن وراء " مواكبة " الأحداث شعلة حامية ؛ لايحس بلوعتها إلاّ الذي اكتوى بنارها
                  يامرحبا بحضورك المميز أخي المبدع
                  شاكر تفاعلك الطيب
                  sigpic

                  روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

                  تعليق

                  • عباس العكري
                    أديب وكاتب
                    • 07-07-2016
                    • 139

                    #10
                    [aimg=borderSize=0,borderType=none,borderColor=blac k,imgAlign=none,imgWidth=,imgHeight=]https://1.bp.blogspot.com/-Oy1oa9QGi2w/V4B6ndqfx3I/AAAAAAAADBM/V3YRoHrRTEsZHVj6XFoPtKEHMCSKv50KACLcB/s1600/%25D9%2584%25D9%2584%25D8%25B3%25D9%2585%25D8%25A7 %25D8%25A1.png[/aimg]

                    تعليق

                    يعمل...
                    X