قراءة في ديوان الشاعر عصام واصل (قبل بزوغ الجرح)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • اسماء الشريف
    عضو الملتقى
    • 16-08-2008
    • 19

    قراءة في ديوان الشاعر عصام واصل (قبل بزوغ الجرح)

    قراءة في ديوان الشاعر عصام واصل (قبل بزوغ الجرح)


    1- قراءة في العتبات


    [align=right]تعطي الدراسات النقدية الحديثة العتبات المحيطة بالمتون أهمية لابأس بها فتناولها النقاد بأشكال مختلفة وكل حسب المنهج والتصور والخلفية التي ينطلق منها والعتبات أو المناص أو النص الموازي هو كل ما يحيط بالمتن ويجعل منه متنا/كتابا أو نصا، ومن أهم هذه العتبات صفحة الغلاف الأولى، والعنوان والإهداءات وصفحة الغلاف الأخيرة...
    إن المتصفح لهذا الديوان سيدرك منذ الولهة الأولى إن بناء العتبات أتى على شكل مكثف للمتن مما يجعلنا نسلم انه بني بشكل واع جدا من حيث المبنى الشعري والخلفية الفنية ومن حيث التفنية البصرية للعلاف واختيار النص في الغلاف الأخير

    أ‌- العنوان

    يعتبر العنوان من أهم المفاتيح الدلالية التي توجه المتلقي إلى استكناه المتن وتفكيك ما استغلق منه لتسهل عملية التلقي بين المتن/الرسالة والمرسل والمرسل إليه وتأويل الدلالة أيضا
    إن أول ما يواجه المتلقي من هذا المتن/الديوان هو عنوانه الرئيسي قبل بزوغ الجرح وهذا العنوان يبدو للوهلة الأولى مألوفا خصوصا في المحورين الأولين قبل وبزوغ، فيضن القارئ ان البقية هي الفجر مثلا غير أن المحور الأخير من هذه الجملة المفتاحية تنحرف بالمتلقي إلى جهة بعيدة تماما فيحل محل الفجر الجرح ليس ذلك فحسب فان العنوان هذا منفتح دلاليا على أفاق شتى بإمكاننا أن نمسك بثلاث آفاق منها باعتبارها آفاق محورية
    بإمكاننا أن نتساءل أولا لماذا قبل بزوغ الجرح وما محمول هذا العنوان في درجته الصفر ودرجته العليا أيضا؟ وهل هو عنوان ملفوظ أم ملحوظ؟
    هل يعني الشاعر بان هذا المتن قبل بزوغ الشعر –كما يقول الدكتور عبد العزيز المقالح في عموده الأسبوعي من صحيفة الثورة اليمنية- أم هل هذا المتن جاء قبل بزوغ الجرح أم أن الكتابة تمت قبل بزوغ الجرح؟
    إذا سلمنا برؤية المقالح وهي رؤية تنم عن تعمق في دلالة المتن والعنوان أيضا فهل المتن خاليا من الشعر؟ أم انه شعر فوق المألوف؟ إن الإجابة على هذا السؤال لا يمكن ن نلقاها هنا ولا تتم إلا من خلال الربط بين العنوان والمتن والعتبات الأخرى أيضا
    وإذا رأينا أن هذا المتن جاء قبل بزوغ الجرح فكيف ستكون المتون الأخرى القادمة للشاعر وكيف سيكون الشعر بعد أن يبزغ الجرح ويتشظى؟
    وكيف ستكون الكتابة بعد بزوغ الجرح أيضا؟
    العنوان يحمل معنى ترميزيا مكثفا لا يحيل على معناه بسهولة كما رأيناه بل انه يتأبى على القبض ويستعصي على البوح بمضامينه الدلالية بسهولة لاسيما إذا رينا انه يحمل طابعا مجازيا حينما يتحول الجرح إلى ما يشبه الشمس وهي تشرق وإذا لم يبح لنا أيضا عن ما هية الجرح ولا كيفيته مما يجعلنا نتساءل هل الجرح أنساني أم قومي ام شعري/رمزي هل هو جسدي ام روحي؟ ام غير هذا وذاك؟
    ربما تخبرنا عن كل هذه الفوضى الدلالية مايأتي من عتبات ومتن أيضا، والملاحظ ان هذا العنوان جاء ملفوظا أي مأخوذا من نص داخل المتن فهو عنوان داخلي خارجي أيضا وهو عنوان شامل وجزئي أي هو عنوان لنص وعنوان للمتن الكلي وهو عنوان للنص الذي اجتزئ منه نصا للغلاف الأخير مما يعطي النص هذا أهمية كبيرة والعنوان أيضا من حيث أن الذات الشاعرة في وعيها ولا وعيها ظلت تلح عليه وتوظفه في العنوان الكلي وفي الصفحة الأخيرة للمتن..

    ب‌- صورة الغلاف الأول:

    العتبة الثانية من هذا المتن هي صورة الغلاف الأول وإذا أمعنا النظر إلى الغلاف هذا فنجده مقسم إلى وحدت دلالية متتابعة وموحية أيضا فهو ملفوف باللون الأسود واللون الأسود دلالته المحيلة على الحزن والضياع والاغتراب والمتن تربطه علاقة حميمة مع الغلاف هذا من حيث انه مليء بالتراكيب والمفردات المليئة بالحزن والغربة والوجع لذلك فاللون الأسود مختار بذائقة واعية لكي يتلاءم مع الجو العام للمتن، ونجد في الأعلى مؤشر سلسلة دار النشر (كتاب الحياة) الذي يحمل رقم (32) بلون سماوي ويأتي إلى جواره اسم الشاعر في أعلى الصفحة بخط ابيض ولذلك دلالته أيضا لن نقولها هنا كي لا يضن القارئ أن هذا التأويل تعسفيا من ثم يأتي عنوان الديوان جانبيا وهو مُشَكَّل والجيم في الجرح مفتوحة وفي اعتقادي انه أمر غير صائب حينما فتحت هذه الجيم ولو بقيت بدون فتح أو غيره لتعددت الدلالة حينها واتسعت وكما يعلم القارئ أن انفتاح الدلالة واتساع تأويلها له فائدة عظيمة
    وتتوسط الغلاف صورة لنفق ليموني الشكل لا يبدو مكتملا من الأعلى أي ان أعلاه يبدو مقصوصا أو ناقصا مما يجعل المتلقي يعيش داخل هذا النفق وليس خارجه أي انه داخل العملية الإبداعية إذا سلمنا أن النفق هو المرور إلى العمل الإبداعي هذا كما يجد المتلقي أن الضوء يندلق من آخر النفق مما يوحي بان الضوء لن يكتمل في بداية النفق أو في وسطه وإنما يكتمل بعد إتمام المرور في النفق/العملية الإبداعية


    ج- عتبة الإهداءات:

    يتصدر المتن إهداء عام وهو:

    [align=center](إلى الوطن المشنوق في ذاكرتي
    حلما
    لن
    يتحقق).
    [/align]

    على الرغم من أن المتن يعمل على تعدد نصوصه في الغزل كنصي "بنصف انحناءة قلبي" و"امرأة من دخان" والقضايا الاجتماعية كنص "مواويل الصقيع" أو القضايا القومية الممزوجة بالغزل والثيمات الاجتماعية كنص "أعراس الغبار"؛ إلا انه برغم هذا التعدد مُهدى إلى جهة واحدة هي الوطن الذي يتصف بأنه مشنوق في ذاكرة المرسل وانه حلما لن يتحقق
    إن أي عمل حينما يهدى للوطن لا شك انه يوحي بان كل نص أو دال أو جملة شعرية او إيقاعية مهما تعددت أو تغيرت أو غايرت نكون متعلقة به لا بغيره على الأقل في نظر الشاعر ولكنها ستتعدد في نظر المتلقي لا شك فقد يكون –في نظر القارئ- هذا الوطن هو الأم أو الحبيبة أو الروح أو القضية التي يؤمن بها الشاعر أو ما شابه ذلك
    إن المتن الشعري هذا لا يكتفي بالإهداء العام هذا فقط ففيه إهداءان لنصين آخرين هما "وجع الرصيف" ويهديه "للصديق طه الجند متعبا على قارعات الوطن"، وهو نص مُهدى من شاعر إلى شاعر وطه الجند معروف بأنه شاعر متمرد يكتب القصيدة النثرية بسخرية مرة وله ثلاث مجموعات شعرية هي زمن الجراد وأشياء لا تخصكم و رجل في الخارج يقول انه أنا لذا فالإهداء يمثل بنية أولى تختزل بقية مضامين النص وتحيل إليها وتكون فكرة أولية للقارئ عن ما سيقرؤه والنص مليء بالدوال التي تحيل على الدال المركزي في الإهداء/متعبا/ فنجد الضياع والبكاء والرصيف والاغتراب وغيرها ليحيل على الوعي العميق الذي اشتغل عليه الشاعر وهو يكتب نصه هذا
    وهناك إهداء آخر في نص امرأة من دخان ويهديه "
    : [align=center]إلى عشتار..... حلمٌ يراودُني من بعيدٍ ويغسلُني في ضياعِ الأماني....[/align]"
    و عشتار هي آلهة الخصب ولكن هل الاسم عشتار هو رمز لأنثى بعينها أم لأنثى عامة أم لشيء لا علاقة له بالأنثى الحقيقية أي الأنثى الأسطورية التي تعارفت عليها الأساطير؟ هل عشتار هذه هي عشتار الأصل أم عشتار الفرع؟ هل هي حبيبة؟ أم هي الوطن أم القضية التي تثقل كاهل الشاعر إذا سلَّمنا أنها الوطن فما هي صفته وإذا سلمنا أنها الحبيبة فما هي صفاتها؟ وإذا سلمنا أنها القضية فما القضية التي يحملها هذا الشاعر وهذا المتن أيضا؟
    النص لا يحدد شيء بعينه وإنما يجعل الأفق منفتحا على مصراعيه متشعبا غير محدد فتبدو تارة الأنثى "مؤسطرة" تحمل صفات كبيرة غير محدد كما نرى:
    (آه يا امرأةً من بقايا الخيولِ التي سافرَتْ
    منذُ كان الإلهُ هنا لا ينامُ)

    إن هذا المقطع يحيل على صفة دقيقة لهذه المرأة فهي منذ العنوان امرأة من دخان والدخان أحد الركائز الأسطورية من ثم أنها كما يقول المقطع السابق من بقايا الخيول.. والنص مليء بالعديد من المفردات التي تجعل القارئ في بابل دلالي غير مستقر وهو ما يقوله الإهداء منذ البداية إنها حلم يراوده من بعيد ويغسله في ضياع الأماني إنها امرأة حلم ودخان ومن بقايا الخيول....الخ من الصفات

    د- صفحة الغلاف الأخيرة:

    صفحة الغلاف الأخيرة تحمل نصا يبدو انه مختار بعناية فائقة من حيث الفكرة والمعنى والإحالة إلى المتن الذي يجسده بشكل دقيق فهو:

    [align=center](جئتَ مكبلاً بالحبِ
    مسلوبَ الرغيفِ
    وساقكَ الحبلى بأسرارٍ
    تجرجرُ وجهكَ المشبوهَ
    خلفَ روائحٍ للظّلِ
    في عينيكَ قاماتٌ من الشجنِ الجريحِ
    وفيهما وطنٌ ....
    بلا بلدٍ
    يصلي للرياحِ)
    [/align]

    إن هذا المقطع مأخوذ من النص الذي يحمل نفس عنوان الديوان وفي رأيي أن هذا المقطع موفق إلى حد كبير في الاختيار لأنه يجسد رؤية فلسفية عميقة للمتن لأنه يجسد ضياع المرسل وتشضي نفسيته وعدم الجدوى مما يفعله فهو جاء مكبلا بالحب ومسلوب الرغيف... وفي عينيه وطن بلا بلد يصلي للرياح، فهي قمة الضياع وقمة الوحدة إنها تحيل على انه يحمل قيما إنسانية لا تجدي في هذا الزمن/الوطن الذي هو بلا هوية/بلد يصلي للضياع/الرياح
    ويأتي إلى جوار هذا المقطع صورة الشاعر المحاطة بالسواد وذات الخلفية الصفراء المحمرة وهو ملفع بالشتاء وكأنه حينما كتب المتن مليء بشتاء لا علاقة له بشتاء الطبيعة انه شتاء إنساني يحيط به ويجعله يشعر بالبرد والغربة كما يحيل إلى ذلك المتن بكل أبعاده ودلالاته[/align].


    قريبا ساكمل الفصل الثاني من القراءة ان شاء الله فاتمنى ان اوفق
    شكرا لارواحكم
    التعديل الأخير تم بواسطة اسماء الشريف; الساعة 17-08-2008, 15:58.
  • اسماء الشريف
    عضو الملتقى
    • 16-08-2008
    • 19

    #2
    هنا تجون صورة الغلاف وخبر نشر الديوان


    وماكتبه الدكتور عبد العزيز المقالح



    من جدل:


    من جدل ايضا:


    شكرا لارواحكم
    اسماء

    تعليق

    • عصام واصل
      عضو الملتقى
      • 07-08-2008
      • 77

      #3
      أسماء ادهشتني حقا لا املك الا ان اصمت كثيرا
      ؛
      ؛
      ؛
      ؛
      ؛
      تمتماتي ولي عودات شتى
      [align=center][B][B][color=#990000]العسكر
      الذين يتجولون في الشارع
      بحثا عن اللصوص
      سرقوا
      م
      ح
      ف
      ظ
      ت
      ي[/color][/B][/B] [/align]

      [url]http://esamwasel.maktoobblog.com/[/url]

      تعليق

      • اسماء الشريف
        عضو الملتقى
        • 16-08-2008
        • 19

        #4
        عصام شكرا لمروك الديوان جدير بذلك
        شكرا لروحك

        تعليق

        • اسماء الشريف
          عضو الملتقى
          • 16-08-2008
          • 19

          #5
          [align=justify]2- [align=right]دراسة في المتن[/align]:

          يأتي المتن الشعري في هذا الديوان في إحدى عشر نص هي: (الحصى في دمي، مواويل الصقيع، قبل بزوغ الجرح، فاطمة، شجون الملح، ورقة للخريف، وجع الرصيف، ذاكرة الجنون، عرس الحصى، بنصف انحناءة قلبي، امرأة من دخان، آية من إنجيل الضياع) متعددة الأفكار والأساليب والإيقاعات. واللافت فيها أنها تحافظ على زمن ومكان كتابة النص وفي نظري أن ذلك مهم جدا لأنه يساعد القارئ على معرفة تصاعد البنى الفنية وتدرجها من زمن إلى آخر بالإضافة إلى أنها تساعده على التجييل والتحقيب ووضع الشاعر في زمنه المحدد تاريخيا وتوضح مدى مقدرة الشاعر على تجاوز نفسه في نصوصه بينما تبين أماكن كتابة النصوص مدى انعكاساتها على نفسية الشاعر ومدى تكوين تجربته الشعرية والإنسانية فقد تعددت كتابة هذه النصوص بين ثلاثة أماكن رئيسة هي اليمن (صنعاء، حضرموت،المكلا) وبين روما والجزائر أيضا فالنص الذي كتب في روما مليء بالغربة والضياع ويوظف فيه قصة تاريخية قرآنية وهي قصة نوح والسفينة والغرق:
          [align=center]حزينا تغني
          وتنذرهم دون جدوى
          وليل الجنود يجمع أوراقه
          حولهم
          قطرة
          قطرة
          قطرة.....
          حلمهم لم يزل حائرا
          في دهاليز دار البشائر
          والعطل الفارغة[/align]


          فالنص يحاور ذاتا خارج النص ويخبر أن هذه الذات تنذرهم ولكن دون جدوى تماما كما كان نوحا ينذر قومه دون جدوى فأولئك/قوم نوح كانوا غارقين في نفورهم وعصيانهم بينما قوم الذات هذه غارقون في حلمهم الحائر بين دار البشائر والعطل الفارغة ودار البشائر كما هو معروف قصر من قصور الحكام في اليمن من ثم تتصاعد نبرات الضياع واللاجدوى في آخر النص فيختتمه بالمقطع التالي:
          [align=center]تودعهم
          -ثم تمضي إلى جبل-
          حين ألقى الظلام ضفائره
          فوق أجسادهم
          حين احرق أحلامهم
          قطرة
          قطرة
          ق
          ط
          ر
          ة

          وتكتل
          جُنَّ
          واثخنهم
          وتشظى
          ولا عاصم اليوم
          إلا
          تراب
          الندم.
          [/align]

          فالذات تودعهم من شدة ضغط اللاجدوى بعد شدة حلول الظلام عليهم وجنونه حتى فقد الأمل في إنقاذهم وعصمتهم من هذا الظلام الماحق ووحده الذي سيعصمهم تراب الندم فقط
          إن للمكان هنا أثرا كبيرا في نفسية الكاتب والنص أيضا فقد انعكست الغربة وألقت ظلالها على النص
          وهناك نصوص كتبها في اليمن تعج في معظمها بالقبيلة والعسكر وأسماء الأهازيج اليمنية كالزامل ويهيمن على معظمها البحث عن منفى والصراخ في وجه الوطن في محاولات منه لا يقاض مشاعر هذا الوطن ففي نص بعنوان [align=center]عرس الحصى يفتتحه بقوله:
          للقبيلة
          ماليس للحب يا ابتِ
          فانطلق
          صوب تفاحة
          سقطت قبل عام
          ترى هل تراها؟
          ام الريح قد اكلت نصفها
          والقبيلة قد صادرت ما تبقى
          ؟؟
          هلكت من الجوع يا أبتِ
          والتقاويم واقفة
          عند صحراء قلبي
          تجمع ريح القبائل
          أو تبتني مترسا
          عند مدخل روحي
          دون نوافذ
          غير ثقوب صغيرة.[/align]


          النص كغيره من النصوص مليء بنبرات الحزن والاغتراب والحنين إلى الخروج من الوضع المهيمن فدال القبيلة مفتاح في النص ومحوري في بنائه أيضا فمنه يبرز الضياع ويتشضى الحنين إلى الخروج منه وعليه أيضا فهو سبب الجوع وسبب الحرب/مترسا فان هذه القبيلة تبني مترسها عند مدخل الروح بلا نوافذ إلا من ثقوب صغيرة فقط انه قمة الضياع الروحي مع القبيلة هذه لذلك فالقبيلة قضية محورية يشتغل عليها الشاعر هنا في هذا النص أو في نصوص أخرى كتبت في اليمن فتظهر المفارقات الفنية والروحية التي تنتجها القبيلة في آخر النص أو في المقطع الثاني من النص اذ يقول:
          [align=center]للقبيلة ثاراتها في دمي
          ولها عشقها للرمال
          فهل سنرى غيرها
          في الجبال
          وفي الغيم
          في النهر
          في السفح
          في الجدب
          في الجوع
          في الخبز
          في كل شيء ؟؟؟؟؟؟؟؟
          وفي كل شيء لها زيرها
          ولها ثارها
          في كليب
          ولكننا دون جساس
          يا أبت قد دُفنّا
          غداة دفنا
          ك
          ل
          ي
          ب .[/align]


          فالقبيلة تبحث عن ثاراتها في دم الشاعر وتعشق الرمال وتتموضع في كل شيء في الجبال والغيم والخبز... الخ ولها زيرها وثأرها في كليب أي أن القبيلة لم تنتج شيئا سوى الثارات والحروب والغزوات والضياع وتنتج زيرا للنساء وللسفك فقط وهو ما تشي به كلمة ثاراتها وهي الكلمة المحورية التي ظل يرددها الزير في حربه على أخيه (يالثارات كليب) إلا أن آخر جملة شعرية في النص تعمق الضياع والاغتراب والحيرة فإنهم دون شيء من كل هذا قد دُفِنوا غداتَ دَفَنوا كليب، فالقضية قضية هلامية توهم الآخرين أنها قائمة بينما أنها قضية تفتعلها القبيلة على فراغ بينما كل شيء قد دفن غدات دفن سبب الحرب والقضية/كليب وبقوا بغيره يبنون قضيتهم
          أما نص (ورقة لخريف) الذي كتبه في الجزائر فانه يحمل نزعة غنائية شفافة وروحا حالمة فهو يتغزل بالاتكاء على الذاكرة الشعبية واستذكاره لجدته وقصصها وحكاياتها التي كانت تتلوها عليه أي أن ذاكرته قد اختلطت وأعيدت صياغتها بين مكانين اثنين الماضي/اليمن والحاضر/الجزائر فيفتتح نصه بـ:
          [align=center]ذاتَ زمانٍ قريبٍ/بعيدٍ
          حكَتْ جدتي للنساءِ:
          بأنَّكِ جئتِ من النبعِ
          حوريةً
          من جمانٍ
          وأنَّ الفراشاتِ
          جاءتْ بِكِ من بعيدٍ
          محملةً بالحنينِ
          وأنَّكِ بنتَ اليمامةِ.....
          [/align]

          إن الشاعر يمزج بين ذكريات الصبا وذكريات الوطن الميثولوجية وبين الحاضر والوطن الجديد الذي ينتج فيه هذا النص ويلقي بضلاله على كل همسات النص بوضوح تام فهو يوظف شيئا من نصوص الأديب الجزائري واسيني الأعرج ويحيل على ذلك بصراحة في الهامش يقول:
          [align=center]لاشيءَ يُدْهِشُكِ
          غيرَ ما يعزفُ البحرُ
          من نغماتٍ
          على شفةِ الرملِ
          أو ما يقولُ (كتابُ الأميرِ)
          و(مريمُ)
          لا شيءَ يذكي ابتساماتِكِ
          مثل عزفِ النجومِ
          ولحنِ المرايا
          ولونِ الصباحِ
          تحاكيكِ كلُّ العصافيرِ
          في لثغةٍ
          ودلالٍ
          يموسقُ وجهَ الضياءِ البريءِ
          [/align]
          فكتاب الأمير كما يقول في الهامش وكما هو معروف إحدى روايات الروائي الجزائري واسيني الأعرج وكذلك مريم هي إحدى شخصيات الأديب الروائية
          إن خلاصة ما يمكن قوله إن لمكان وتاريخ زمن الكتابة أهمية ما تلقي بضلالها على النص بشكل أو بآخر وتهيمن على نفسية الكاتب
          إن هذه قراءة أولية والمتن غني وله أكثر من زاوية يمكن أن يلج الباحث منها إليه ليجس بها جمالياته وفنياته
          ربما لي عودة إليه من زاوية أخرى حينما أجد الوقت المناسب لذلك فارجوا أن أكون قد وفقت ولو بعض التوفيق في قراءتي الأولية هذه.
          [/align]

          تعليق

          • عصام واصل
            عضو الملتقى
            • 07-08-2008
            • 77

            #6
            مدهش يا اسماء ولي عودة ان شاء الر ب
            ؛
            ؛
            ؛
            ؛
            تمتماتي تعانق روحك
            [align=center][B][B][color=#990000]العسكر
            الذين يتجولون في الشارع
            بحثا عن اللصوص
            سرقوا
            م
            ح
            ف
            ظ
            ت
            ي[/color][/B][/B] [/align]

            [url]http://esamwasel.maktoobblog.com/[/url]

            تعليق

            يعمل...
            X