الابتسامة الساخرة
كانت الشمس تتوقد أمامي شيئاً فشيئاً في ذلك الفضاء الفارغ وملامح النهر الممتدة إلى ما لا نهاية ، بعيداً أراه وكأنه ينبع من قلبي ويصب عند قبري وددت لو ارتمي الآن وامسك بخيوط الشمس واقبلها قبل أن تطرق خواطري ذكريات مهشمة لنسائم اقتحمت نافذتي ليلة أمس تقدم لي قربان الوداع وبساط الرحيل.
لكن من سيبالي أن غفوت بعيداً وتلك الشابة التي توقفت غير بعيدة عني عند الجسر ترمقني وتقتلني بابتسامتها الساخرة، أغمضت عيني وأغلقت على نفسي وبكيت. ليس لأني سأشتاق للأزقة الضيقة والشوارع الصاخبة، ولرفاقي من المقهى، ولرحلات الصيد المضحكة عند ذلك النهر الذي يجذبني الآن إليه شامتاً. بكيت حين تملكتني عاطفة غريبة لامست روحي فتولد فيها ذلك المزيج الغريب من الاشتياق لحياة مليئة بالعبث ولتلك المجنونة الواقفة خلفي، قد يكون شفقها عليّ صنع تلك الابتسامة، هاجس جعلني انظر ورائي أردت أن تكون نظرتي الأخيرة .. كانت تلك الشابة تبكي بذات الابتسامة الممقتة والتي ارتسمت فجأة على وجهي.
نزلت من حافة الجسر مهرولاً إلى البيت وأنا اقفز واصرخ كالمجنون كم أثارت فكرة الانتحار الصبيانية تلك فضولي وكم جعلتني تلك الشابة ألملم بقايا عقلي.
الرمادي 2014/7/30
تعليق