مشكاة النور
لقياك ياخير الشهور سماحة
أهدى القلوب وفاءت الأذهانُ
شهر التقى والمرتجى وسراجه
من نبع هدْيّك يرشف الغفــرانُ
يا نافح البركــــات من أوداجه
وأطايبــاً أوصى بها الرحمــــنُ
للصائميــن القائميــن بليــــلهم
للذاكــريـن يزينــــهـم قـــــرآنُ
يا صائمـاً يسـري لقلـب محبـه
نحـو العلى ويسوقـه الإيمــــانُ
فَـوزٌ إذا أدركت معترك النُهى
لله درّك حـــاقــــك البــــرهـــــانُ
غَفـلَ الزمان فعاث فيه مخـــاتلٌ
أزرى بأحـــلام الــورى ثعبــانُ
واستهوت الفجّــار حرفة ماكـرٍ
وتمترسـوا يحـدو بهم شيـطانُ
وتشــدّقــوا إن الـديــانةَ شابهـا
زورٌ وإن قيــامنـــــا بـهـتـــــــانُ
وصيـامنـا زيـفٌ وكـل صلاتنــــا
محـض اِفتــراءٍ نالــه عنـــــوانُ
حتى إذا جاءوا بصورة فكــرهم
وإذا بهـا قــد عـافــها الإنســــانُ
ذبحٌ وتهْجيــرٌ وسلْــخ حضـــارةٍ
رعــبٌ وفكـــرٌ ســاده الهذيـــــانُ
هتكوك يا رمضان في أعمالـــهم
وتضمخــت بدمــائــها الأبـــــدانُ
في مطلع الفجــر المندّى بالمنى
بكـت السمــاء وهالهـا الطغيــانُ
فـي كـل يـومٍ تُـسـتـبــاح مـراقــدٌ
بدم البـراءة تغـــرق الشطــــــآنُ
فـي كـل يـومٍ تستفيــق منــــازل
بعـويــل جـــارٍ شـفّهُ الفقــــــدانُ
فـي كـلّ يومٍ كــربــلاء بـدارنــــا
ودم الرضيـع يُبـيـحـهُ الخــــوّانُ
نحـن الذيـن على ديانــة أحمــدٍ
قد ساسنا الفجّـــارُ و الغلمـــانُ !
زعموا حقوق الله في أقوالــــهم
ليـبـيـنــهـا التكفيــر والعصيــانُ
عملوا بما تبدي قِباح نفوسـهـم
جاءت صديـداً ضخّـه الإدمــــانُ
حتى استحال الدين شركاً مرعباً
ويسـوده التشــكيك والحرمـــانُ
حتّام نبقى في فجيـعـة دهــرنـا؟
نـُبلى وتحرق حلمنـا الأضـــغانُ
ربّاه أنت نصيــر كـل مجـاهــــدٍ
بارك بجهـــدٍ قــرّه الفــرقــــــانُ
جئناك نمتاح الهــدايـة والهــدى
ولديــن أحمــد غنّـت الأكـــــوانُ
ألـف الصـلاة على النـبي وآلــهِ
والصحـب إذ أرواهـم القـــــرآنُ
تعليق