فِي مُلتقَى البَحْرِ والنَّهْرِ
يَدُورُ الحُزْنُ
يزْرَعُ شَوكَ المَنافِي نَسْلاً فِي جُذوعِ الرَّاحِلينْ
يُمشِّطُ بالهَمِّ جَدَائلَ المَوْجِ ..
إِذْ يَمْتَطِي صَهوَاتِ الهُرُوبْ
وقَبْلَ الوُصُولِ الَّذِي لَنْ يَكونَ
تَشْتعِلُ الغَيْمَاتُ , تَبْكِي اغْتِرَابًا
مَا بَارَحَتْهُ المَدَائِنْ
سِيرَةُ البَحْرِ وَالنَّهْرِ وَالوَجَعِ المُسَافِرِ
فِي أُغْنِيَاتِ الفَنَاءِ تُحَاصِرُ صَدْرِي
تَرْتَدِي الوَطَنَ الَّذِي هَاجَرَتْهُ المَوَاسِمْ
تُرَى مَنْ سَرَقَ الأُغْنِيَاتِ مِنْ فَمِ الرِّيحْ ؟
وَمَنْ أَغْمَضَ الشَّمْسَ ..
وأَطْفَأَ النَّجْمَاتِ فِي صَوْتِ الصِّغَارْ ؟
أيَا وَطَنًا مُضَمَّخًا بالخَطَايَا وَنَحْنُ ذُنُوبٌ لا تُغْتَفَرْ
ضَائِعُونْ ..لَيْسَ فِي الأفْقِ مَرْسًى وَلا مُنْتَهَى
نُهَاجِرُ مِنْكَ وَفِيكَ وَنَبْحَثُ عَنْك وَعَنَّا..
ليْتَ أنَّا غُرَبَاءٌ وَلا نَقْتَاتُ الغُرْبَةَ فِيكَ قَهْرًا
فَلا انْتَحَرَتْ زُهُورُنَا عَلَى أقْدَامِكْ
وَلا نَضَجَتْ أرْوَاحُنَا عَلَى مِقْصَلَةِ الشَّوْكْ.

تعليق