العامريات محمد محضار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد محضار
    أديب وكاتب
    • 19-01-2010
    • 1270

    العامريات محمد محضار

    قصة قصيرة ........العامريات
    قالت أمي بصوت جهوري :
    -إسمع ياولدي هذه المدينة لها نساؤها الشريفات العفيفات ،العامريات حمروات الرؤوس شاربات الحناء ،من دَخلها عليه أن يطلب التَّسْليم ، وسَينال المراد ويحقق مبتغاه، إذا كان نقيَّ السريرة صافي القلب .
    قلت لها مبتسما :
    -أطلبي لهن الرحمة ، مثل جميع أموات المسلمين
    قاطعتني:
    -أروحهن الطاهرة تحلق فوق سماء المدينة ، هن يخرجن في الليل متلفعات بأرديّة بيضاء ، ،يقال أنهن سبع وربما كن عشرا ،لكن العلم لله وحده ،جدتك رأتهن ذات ليلة قرب سوق الخميس بطريق الخطوات ،ومنذ ذلك الحين صارت البَركة ترافقها أينما حلّت وارتحلت ، أنت تعلم أنها عاشت مائة عام ونيف ،وكانت تقول ، " العامريات ديما معايا"،كان الناس يأتون إليها من كل مكان لأخد البركة ولم تكن تبخل عنهم ، خلال طفولتك كنا نذهب جماعات إلى مثواهن الطّاهر ، نزور أيضا ضريح سيدي الرجراجي ، نضع الشمع ونترحم على أهل تلك الدار ، ونقضي يومنا في رحاب الطبيعة نأكل ونشرب ، اليوم كل شيء تغير ، أصبح الناس مشغولين ، والحياة صارت معقدة،القَليلُ كان يدخل البهجة لقلوبنا ، أتعلم أنك كنتَ تسعد وترقص من الفرح عندما أشْتَري لك قلةصغيرة ونحن هناك، كنت تسميها"قلوش العامريات" ، فتملؤها ماءوتمضي تلعب مع أترابك ،أتعلم أن البركة الوحيدة الباقية في هذه المدينة هي بركتهن ،والدك كان دائما يقول : في الشرق الأنبياء وفي المغرب الأولياء ،وخريبكة أولياؤها هن العامريات .تذكر هذا ،ربما يبدو لك كلامي مجرد تخاريف تهدي بها عجوز تعيش خريف العمر ،تَذّكر أن الحياة نية أَولاًّ والنّْية أبلغُ من العَمَلِ .
    قاطعتها ضاحكا:
    -حراس هذه المدينة إذن نساء ، وأكثر من هذا تحت التراب.
    تابعت بصوت تشوبه رنة تأكيد:
    -بلى هذا ما فيه شك ،النساء أحيانا يكُنَّ أشرف من العديد من الرجال، ولو كانوا بشوارب طويلة .
    أحسست ، بأن في كلامها كثير من الصحة ،فأكثر الجرائم يرتكبها رجال ،وأغلب الحروب ، يعلنها رجال، النساء كن دوما ضحايا ، أو سبايا،وفي أحسن الأحوال صوتا غير مسموع،ولكنهن قد يستطعن حراسة مدينة بالبركة ، وهنَّ تحت التّراب .
    محمد محضار يونيو 2016
    sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    #2
    -بلى هذا ما فيه شك ،النساء أحيانا يكُنَّ أشرف من العديد من الرجال، ولو كانوا بشوارب طويلة .
    يحق لهذه الأم الطيّبة أن تفتخر بالعامريات الصالحات السبع .
    استمتعنا باسلوبك الراقي أستاذنا الموهوب " محمد " وأبدعت كالعادة في طريقة ابراز بعض الخصائص التي يتميّز بها منطقة المغرب الكبير .. وبفضل خصال بعض الصالحين والصالحات من الذين يجب نقليدهم في اعمالهم الخالدة رغم كل ما يروّج عنهم من بدع وخرافات .
    كامل المودّة .
    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 10-07-2016, 06:55.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

    تعليق

    • محمد محضار
      أديب وكاتب
      • 19-01-2010
      • 1270

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة مصباح فوزي رشيد مشاهدة المشاركة
      -بلى هذا ما فيه شك ،النساء أحيانا يكُنَّ أشرف من العديد من الرجال، ولو كانوا بشوارب طويلة .
      يحق لهذه الأم الطيّبة أن تفتخر بالعامريات الصالحات السبع .
      استمتعنا باسلوبك الراقي أستاذنا الموهوب " محمد " وأبدعت كالعادة في طريقة ابراز بعض الخصائص التي يتميّز بها منطقة المغرب الكبير .. وبفضل خصال بعض الصالحين والصالحات من الذين يجب نقليدهم في اعمالهم الخالدة رغم كل ما يروّج عنهم من بدع وخرافات .
      كامل المودّة .
      شكرا لكم أستاذي العزيز على مقاربتكم الجميلة ، هي خصائص مشتركة بين أغلب البلدان العربية
      sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...

      تعليق

      • عاشقة الادب
        أديب وكاتب
        • 16-11-2013
        • 240

        #4
        اسلوب سلس مبهر
        يرغمك على متابعة السطور حرفا حرفا وذاك الفضول في النفس لمعرفة النهاية.
        القفلة ممتعة وكلمة حق من جنس ذكررغم ان انينها لم يسمعه الامن هو من جنس الانثى في بلد المرأة فيه في القعر ولا يتذكرها ذكورها الا حين يرغبون في صوتها .
        ابدعت

        تعليق

        • محمد محضار
          أديب وكاتب
          • 19-01-2010
          • 1270

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عاشقة الادب مشاهدة المشاركة
          اسلوب سلس مبهر
          يرغمك على متابعة السطور حرفا حرفا وذاك الفضول في النفس لمعرفة النهاية.
          القفلة ممتعة وكلمة حق من جنس ذكررغم ان انينها لم يسمعه الامن هو من جنس الانثى في بلد المرأة فيه في القعر ولا يتذكرها ذكورها الا حين يرغبون في صوتها .
          ابدعت
          لا يمكن بأي حال من الأحول تغييب دور المرأة وتأثيرها في الحياة العامة أو الخاصة ،للمجتمع ، شخصيا من محاسن الصدف أنني بقدر ما كنت قريبا من أبي رحمه الله ، كانت أمي حاضرة بقوة في كل محطات حياتي ، بسبب معاناتي مع المرض خلال مراحل طفولتي ومراهقتي ، بل حتى بعد زواجي ، كانت تدعمني ما ديا ومعنويا ، أكثر من هذا أنني أب لثلاث بنات ، وطبيعي أن أتعاطف مع المرأة ، خلال وعكتي الأخيرة والتي أجريت خلالها عمليتين جراحيتين ، كانت زوجتي هي ملاك الرحمة ، والداعمة لي .
          sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...

          تعليق

          يعمل...
          X