
عالم " الغوييم " الأرعن
و
بيت المعبد الأول
(בי×? ×”×קדש הר×گשו×?)
عمِّي أحمد رحمه الله رجل لم يسعفه الحظ في التعليم بسبب الاحتلال البغيض الذي جعل الجهل مصيرًا لأبناء الجزائر حتى لا يتفقّهوا في الحياة ولا يعرفوا معنى التهميش ولا يدركوا نور العلم فيخرجوا من ظلمات الجهل والفقر والحرمان
قال لي ذات يوم:
- " إن الناس صاروا يمشون على بطونهم في هذه الأيام "
لم أستوعب تلك الكلمات ..لأنني ببساطة لم أكن أبالي يومها بما يحدث من حولي ويحاك ضدّي
وهاهو العالم الآن يطبق الحديث ؛ غير مبالي بما يسري ويدبّر من مكائد ومؤامرات تلك البروتوكولات القديمة ..
يسيّره الوجوديون بأهوائهم .. يدين بالظلم والقمع والسيطرة..لا يفقه الأخلاق ولا يأبه بالدين .
ويكأنّ الله لن يحاسبنا ..؟ا
نركن إلى الدنيا نخلد إلى الأرض وحطامها..ااا
ويكأننا سنعيش أبد الدهر ولن تخرج أرواحنا بعدها ؟ا
ما هذه الدعاوي إلى العلمانية وبعض المذاهب والإيديولوجيات التي يزعم أصحابها أنها ستخلّص البشرية من الخوف والجور والجوع .. أو تلك التي تدعو إلى خروج المرأة عارية باسم العصرنة و التقدّم والى السحاق والمثلية باسم الحرية لتحد من سلطة القيود الاجتماعية وتسخر من الأعراف .. ينظّر أصحابها إلى مفهوم دين جديد غير الذي أتى به محمّد.. ليبرالي تقدّمي.. يخضع لمقاييس نظام عالمي جائر .. يزمع تعديل القرآن الحكيم وفقًا لمنظوره الخاص..مقابل ما يروّج له من سلام موهوم لن نحصل عليه أبدًا..ووعودٍ كاذبة لا تزيدنا إلا فقرًا وحرمانًا وبعدًا عن الدين.. لتلتهمنا نيران الشك والضياع ونعود إلى الغي القديم .. نتناحر من جديد تفنينا الحروب..فنموت الواحد تلو الآخر كما تموت الثيران .
ومما يُروى في الأساطير مكيدة دبّرها ضُبعٌ جائرٌ أعماه الجوع لحمارٍ أحمقٍ اشتهى شعيرًا؛ عرض الضبع على الحمار صفقة بأن يوفّر له الشعير مقابل عضّات من خلف و يزيد عنها كلما زاده شعيرا.. فأجابه الغبي على ذلك.. وانطلت حيلة الضبع على الحمار المسكين ..فسهل أكله وغدا لقمة سائغة .
نشاهد ونلاحظ العالم وهو يميل إلى الإسراف .. ينفق أموالاً طائلة لصرف الأنظار عن القتل والنهب .. وليس من البراءة ولا من الصدف أن تصرف الأوقات هكذا دون سبب أو قصد؛ وكل ما يحدث الآن من قتل على الهوية وترويع واغتصاب للحرية ونهب للخيرات...يتزامن مع أخبار ملفّقة لأحداث واهية تبرّر الحرب و تنشر الدمار.. وأخرى تصرف على اللهو والعبث بدواعي الفن والرياضة .. في وقت تزهق فيه أرواح آلاف الأبرياء ويتم فيه تشريد الملايين من البشر.. ااا
" الانتهازيون لا يكترثون للتاريخ لأن عملته لا ترقى إلى رغباتهم الجامحة "
" ولن يستوعب دروسه المجانين من الشعراء لأنهم يفقدون الأمل في الحياة وصار كلامهم كله إما رثاء أو هجاء أو غزل "
هذا التاريخ الذي كتبت صفحاته بدماء الملايين من الأبرياء ودنّس بجرائم الإبادة ولم يجرؤ أحد على محاسبة هؤلاء الطغاة ؛
- من منا يقدر على إحصاء ضحايا هؤلاء المجرمين ؟
- من سيحاسب الظلمة الذين قتلوا المسالمين في الساحات ؟
وقبل ذلك جاء وعد بلفور المشئوم ليبيع الأرض المقدّسة فلسطين لحثالة اليهود - الصهاينة .
وما المؤامرة " سياكس وبيكو " ببعيدة عن تاريخ اللعب بخريطة الشام المستكين .
جرائم لا تعد ولا تحصى.. يندى لها الجبين ...تمتد جذورها إلى عهد تاريخ أولئك الذين أرادوا أن يحكموا العالم بأيّ ثمن ؟ا
يسمّون أنفسهم " الأسياد " وغيرهم بـ " الغوييم " ؟ا
هاهم اليوم يحكمون قبضتهم عليه .. يعقدون على قافيته .. فيستجيب لشروطهم وأحقادهم.. ويتغنى بأمجادهم ويقفز على الضمير . أضحى العالم اليوم يخضع لمنطق القوة .. الناس فيه تسيّرهم رغبات الأهواء.. واللهو سيّد الموقف يهون لأجله كل غالي ونفيس.. يتهاوى العالم .. صار البشر فيه أرخص من الذباب .. والدماء تميّعت تجري كالأنهار.. يهتف العالم الخانع لبرغوثه اسمها " ميسي " ويهتزّ لراقصة فاجرة اسمها " بوسي ".. ولا تتحرّك مشاعره لأشلاء تمزّقت في غزة ودجلة وحلب.. ضحايا ظلم واعتداءات سافرة ... عالم منافق يحمل شعارات كاذبة...يتشدّق بعدل وحرية ومساواة .. ويتكلم ببراغماتية عجماء لا نفقه عن دجلها الكثير ..تخلق الفوضى.. تبرر الحرب وتنشر الدمار.
لم يرض " تيودور هرتزل " بأقل من فلسطين الأرض المقدّسة التي طهّرها صلاح الدين بدماء المسلمين الزكية من دنس المغتصبين ..ولن يقبل الصهاينة بأقل من أن يطبّق العالم الأرعن خيوط مؤامرتهم اللعينة ؛ تلك البروتوكولات المسماة " بروتوكولات حكماء صهيون " ورغبتهم القديمة في بناء " بيت المعبد الأول (בי×? ×”×קדש הר×گשו×?) .
وأما عنا نحن فحدّث ولا حرج..صرنا أمة جاهلة لا تقرأ ولا تفقه ..لا مكانة لها بين الأمم ..
وقد قيل فيها ما قيل وأن:
(العرب أمة لا تقرأ وإذا قرأت لا تفهم وإذا فهمت لا تعمل)
(موشي ديان)
تعليق