
الاحتلال ثم من بعده الانقلاب :
" بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ "
نعم ..هكذا يريد منا الغرب الذي لا يحب الخير لنا ، ولا يريدنا أن تكون لدينا مبادئ حقيقية ولا إرادة قوية ، لأننا بالنسبة له مجرّد قمامة لرمي فضلاته ، و مساحة لتسويق بضاعته ، وفضاءً لاستعراض عضلاته في أسوأ الأحوال ، ولسنا بأحسن الظروف ؛ لا نمثّل سوى شيفون لخردواته ومهروداته ...وكيف نستطيع أن نبني مجتمعًا راقيًا بفكر عقيم وإنسان لا يملك إرادته ؟ا
يقول البعض إن العلمانية هي تلك ا لسلطة التي تبني للمؤمنين معبدًا يسبونها ويشتمونها منه
ونحن رضينا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد – صلى الله عليه وسلم – نبيًّا نقول غيره بأن العلمانية هي " دين من لادين له " وسلطة تتبنّى أفكارًا تلعن الشريعة وتسب الدين ولا تحب الخير للمؤمنين ؛
فقد قال تعالى: ï´؟ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ï´¾ [البقرة: 120].
لا يراد لنا سوى أن نكون قطيع نعاجٍ وخرفانٍ ننصاع لأوامر غيرنا .
منذ سقوط الدولة الإسلامية وليس هناك من تولّى أمر الأمة سوى قوميّات باغية أو جنرالات طاغية تسفك الدماء ، ثم خرج هؤلاء المراءون ينكرون فضل الدين على السياسة :
{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ الله وَاللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيط}
وما الآراء التي يروّجون لها سوى الشرك الذي جعل أصحاب موسى يطالبونه بإلهٍ غير الذي يعبدونه ؟ا
وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَـؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (139) قَالَ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140)
هم القوم الآن يقدّسون علمانية فاجرة ونظريات تافهة ، وحجج داحضة لتشويه صورة الإسلام والمسلمين في العالم وشريعة سمحاء ( لَّا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ) :
- وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ
- يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ
- يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ
ويكأن الدين إنّما جاء بالاضطهاد ، لا لينشر العدل بين الناس ، بل ليحرّض على الاستبداد.
منذ آخر عهد للخلافة ، والحرب معلنة صراحة من قبل اليهود- الصهاينة ، ضد كل من له صلة بالإسلام، ينقلب النظام الجائر على (رجب طيب أردوغان)و يوجّه له اللوم وللشعب التركي - بدايةً - على اختياراته ، ثم يُتَّهم في عِرضه ونسبه ووفائه لدينه ، لتمارس عليه السلطة " الأبوية " من جديد ؛
هي الأمة هكذا دائمًا تدفع ثمن " المراهقة " غاليًا ، وعند كل استحقاق سياسي .
هي الأمة هكذا دائمًا تدفع ثمن " المراهقة " غاليًا ، وعند كل استحقاق سياسي .
تلك بداية عهد الانقلاب على الشرعية ، ومنذ سقوط الدولة الاسلامية ظهر ما يسمّى بالقومية يتزعّمها دونمي مندس عبر صفوف الأتراك يسمّى ( مصطفى كمال أتاتورك) http://www.aljazeera.net/specialfile...9-3b54eff01b78) جعل منه الصهاينة بطلاً يفتخر به السذّج ، أطاح بالخليفة المسلم ، و مزّق البلاد الاسلامية ، فصارت دويلات مشتّتة ، تخضع للانتداب ، ولم يتبق من تراث الأمة وأصالتها سوى ذكريات أليمة لم تستطع الصمود أمام مؤامرة كبيرة ومدبّرة ، لم تقدر على مقاومتها الخلافة حينها ، والتي لم يرق أسلوب حكمها إلى مستوى التحدّي الذي فرضه عليها النظام العالمي الجائر ، بواسطة الانتداب والاحتلال ، ثم الانقلاب بعد الإعلان عن " استقلال " موهوم لإدخال فرحة هشّة على القلوب الكظيمة ؛
الانتداب فالاحتلال ، ثم الانقلاب على إرادة الشعوب من بعدها ؟ا
لبئس الاستقلال والاستحقاق والانتخاب
( وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ )
تعليق