يَقُولون لَيْلَى فِي العِراقِ مَريضةٌ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابن مخدوم
    أديب وكاتب
    • 28-12-2014
    • 344

    شعر عمودي يَقُولون لَيْلَى فِي العِراقِ مَريضةٌ

    (( تَذَكَّرْتُ جَيْشِاً وَ الخُيُولَ العَوَادِيَا ))
    --------------
    تَذَكَّرْتُ جَيْشَاً وَ الخُيُولَ العَوَادِيَا
    وَأَيَّامَ لَا نَخْشَى سِوَى اللهِ قَاضِيَا
    --------------
    وَرُكْنَاً لَمَسْرىً كِدْتُ أَنْسَاهُ بَعْدَمَا
    تَصَاعَدَتْ الأَنْفَاسُ عِنْدَ احْتِضَارِيَا
    --------------
    لَأَهْوَنُ مَا فِي القَلْبِ مَا أَعْلَنَ الفَتَى
    وَأَقسْاهُ مَا قَدْ كَانْ فِيْ القَلْبِ خَافِيَا
    --------------
    وَثَبْتُ عَلَى كَفِّ الزَّمَانِ وَ إِنَّنِي
    لَرَامٍ بِأَشْبَــاهِ الرِّجَالِ النَّوائِيِا
    --------------
    وَ أَمْسَكْتُ عَنْ كُلَّ الغَوَانِيْ مِنْ الهَوَى
    فَصَارُوا - لَعَمْرِيْ - يَلْهَثُونَ وَرَائِيَا
    ---------------
    فَلَيْسَ ابْنُ حُرٍّ مَنْ تَسُوقُهُ نِسْوَةٌ
    وَلَنْ تَرْكَبَ النُّوقُ الذِيْ عَاشَ حَادِيَا
    ---------------
    "يَقُولون لَيْلَى فِي العِراقِ مَريضةٌ "
    كَفَى الدَّاءُ فِيهَا "أنْ تَرى المَوْتَ شَافِيَا"
    ---------------
    أَلَا قَبَّحَ الله المَجَالِسَ كُلَّهَا
    إِذَا كُنْتَ فِيهَا للِنِّسَاءِ المُحَابِيَا
    ---------------
    شَكَوْتُ إِلْى بَدْرِ السَمَاءِ وَ إِنَّهُ
    لَمِثْلِيْ حَبِيسٌ لَيْلَهُ فَاشْتَكَى لِيَـا
    ---------------
    إِذَا بَاتَ أَهْلُ الشِّعْرِ فِيْ حَانْةِ الخَنَا
    أَبِيتُ لِضَادِيْ حَامِياً أَوْ مُحَامِيَا
    ---------------
    تُصَلِّيْ القَوَافِي فِيْ قَصِيدِيْ تَهَجُّدَاً
    وَ نَافِلَة الليْلِ الذي سَاقَهَا لِيَا
    ---------------
    أَنَا الأَشْهَبُ المَبْعُوثُ مِنْ عَرْكَةِ الوَغَى
    وَمَا السَّيْفُ إِلَّا ضَرْبَةٌ مِنْ لِسَانِيَا
    ---------------
    تَمُرُّ عِجَافُ الدَّهْرِ فِيْ أَرْذَلٍ بِهَا
    سِنِينَاً ، وَ مَرَّتْ بِيْ العِجَافُ ثَّوَانِيَا
    ---------------
    إِذَا لَمْ تَكُنْ بِالشِّعْرِ تَسْمُو بِأُمَّـةٍ
    لَكُنْتَ كَغَيْرِي فِيْ زِنَى الشِّعْرِ زَانِيَا
    ---------------
    تَقُولِينَ شِعْرَاً ؟؟ بِالرِّجَالِ تَشَبُّهَاً !!!
    أَلَا لَيْتَهَا كَانَتْ سَتَجْلِيْ الأَوَانِيَا
    ---------------
    فَأَينَ الذِيْ يَخْتَارُهَا اليَوْمَ زَوْجَةً ؟؟
    أَبَيْتُ وَيَأْبَى الأَتْيُ بالأَتْيِ مَائِيَا
    ---------------
    وَ أَيْنَ الذِيْ يَسْتَمْنِعُ الأُسْدَ مِنْبَرَاً ؟
    يُضَرِّسُهُ بِالطِّحْنِ للمَوْتِ نَابِيـَا
    ---------------
    فَإِنْ أَبْعَدَ اللهُ النِّسَاءَ تَغَزُّلِي
    فَمَا أَبْعَدَ اللهُ الرِّجَالَ هِجَائِيَا
    ---------------
    هُوَ القَاطِعُ الصَّمْصَامُ و الأَبْرَقُ الذِي
    رَكِبْتُ بِهِ الخَيْلَ الأَغَرَّ المُذَاكِيَا
    ---------------
    أَجُزُّ رُؤُوسَ الخَلْقِ فِيْ عُقْرَ دَارِهَا
    وَ أَسْتَعْبِدُ الجِنَّ الذِيْ جُنَّ غَازِيَا
    ---------------
    فَيَا قَيسُ مُتْ ، إِنِّي لَبَاقٍ عَلَى الثَّرَى
    وَإِنْ مُتُّ تُبْقِي نَجْمَتَيَّ القَوَافِيَا
    ---------------
    فَمَا خَلَقَ الرَّحْمَنُ مِثْلِي كَعَاشِقٍ
    خُلِقْتُ كَمَا لَمْ يُخْلَقْ الخَلْقُ سَامِيَا
    ---------------
    وَ مَا الصَّقْرُ إِلَّا بَاسِقٌ مِنْ جَنَاحِهِ
    يَطِيرُ فَيَهْوِيْ كَيْ يَصِيدَ الأَفَاعِيَا
    ---------------
    وِإِنْ كَانْ شِعْرِي يُعْبِقُ المِسْكَ طِيبُهُ
    فَذَا شِعْرُ لَيْلَى يُخْرِجُ الحَيْضَ بَالِيَا
    ---------------
    فَدِعْ لِيْ حَمَامَ البَوْحِ واسْتَبْقِ بُومَهَا
    وَدِعْنِيْ قَصِيدِاً يَقْطُرُ الشَّهْدَ حَالِيَا
    ---------------
    وَعِشْ وَاتَّبِعْ مِنْ شَهْوَةِ النَّفْسِ حُبَّهَا
    فَلَسْتَ عَلَى الأمَجَادِ مَا عِشْتَ بَاكِيَا
    ---------------
    وَمَا الدَّهْرُ وَاسَانِي وَ أَثْلَجَ خَافِقِي
    وَ لَا أَنْتَ كُفْؤٌ أَنْ تَكُونَ المُوَاسِيَا
    ---------------
    وَ أَتْعِسْ بِأَنْ يَلْقَى الفَتى عِنْد حَوجِهِ
    أُشِيمِطَ بَغْيٍ أَو صَدِيقَاً ضَبَابِيَا
    ---------------
    عَلَى عَثْرَةٍ أَمْضَيتُهَا بَعْدَ عَثْرَةٍ
    فَكانِتْ لِيْ العَثْرَاتَ مَا كَانَ كَافِيَا
    ---------------
    كَأَنَّ الليالي مُحْجِبٌ كُلَّ ظَاهِرٍ
    فَأَبْدَتِ لِقَلْبِيْ غَيْبَ مَا كَانَ خَافِيَا
    ---------------
    وَ مَا يُحْرِقُ الدَّهْرُ الذِي عِاشَ يَوْمَهُ
    خَبِيثاً و يُفْنِي مِنْ تَزَّكَاهُ زَاكِيَا
    ---------------
    ظَلُومٌ يُدَّانِي مَنْ تَقّصَّى إِلَهَهُ
    بِكُفْرٍ وَ يُقْصِيْ مِنْ رَبَى مِنْهُ دَانِيَا
    ---------------
    عَمِيٌّ وَ يَرْمِي وَ الأسَى يَتْبَعُ الأَسَى
    وَلَيْسَ -سِوَى الحُرِّ الذِي كُنْتُ- رَامِيَا
    ---------------
    فَمَا أَسْوَأَ الشَّكْوَى -غُثَاءً مِنْ الوَرَى-
    وَسَيَّانَ مَا دُمْتَ الهِشَامِ الحِجَازِيَا
    ---------------
    وَإِنِّي عِراقِيٌّ إِذَا الدِّجْلَةُ اكْتَسَى
    بِهَمٍّ وِإنْ تِبْكِ الشَّآمَاتُ شَاميَا
    ---------------
    شَرِبْتُمْ كُمَيْتَ اللوْنِ لَمَّأ نَزَفْتُهَا
    وَلَمْ تَعْلَمُوا أَنِّ الكُمَيْتَ دِمَائِيَا
    ---------------
    كَأَنِّي إِذَا يَعْلُو الغَمَامُ بِإِخْوةٍ
    رَأَيْتُ غَمَامَ النَّائِبَاتِ اعْتَلَانِيَا
    ---------------
    وأَقَسَى هُمُومُ المَرْءِ مَاذُقْتَ عِنْدَمَا
    وَجَدْتَ بِهَا مِنْ يَحْفَظُ الدِّينَ نَاسِيَا
    ---------------
    يُعَادي حَمِيمَاً مُخْلِصَاً فِي ضَمِيِرهِ
    و يَرْضَى صَدِيقاً فَاجِرَاً أَوْ مُعَادِيَا !
    ---------------
    وَيَعْلَمُ رَبِّيْ أَنَّهُمْ يَصْبِرُونَهُ
    لِذَاكَ ابْتَلَاهُمْ مِحْنَةً وَابْتَلَانِيَا
    ---------------
    أَسِيرُ عَلَى جَمْرِ الْحيَاةِ بِدَمْعَةٍ
    تَخُطُّ عَلَى جَمْرِ الحَيَاةِ رِثَائِيَــا
    ---------------
    تَهَدَّمَ بَعْضِيْ فَوْقَ بَعْضِيْ تَحَسُّرَاً
    وَمَا حَسْرَتِيْ قَدْ رَجَّعِتْ لِيْ بِنَائِيَا
    ---------------
    فَمَا عَادَ شِعْرِيْ يَرْسُمُ العِشْقَ وَالهَوَى
    وَمَا عَادَ ظِلِّيْ بَارِزَاً أَوْ مُوَازِيَـا
    ---------------
    وَلَمْ يُغْنِ عَنِّيْ الخَلْقُ يَامْن سَأَلْتَنِيْ
    فَلَا تَسْأَلْ المَكْلُومَ إِنْ سَارَ بَاكِيَـــا
    ---------------
    سَأَمْشِيْ عَلَى دَرْبِ التُّقَاةِ وَمَنْ مَشَى
    تَقِـيَّـاً عَلَيْهَا عَاشَ أَوْ مَاتَ رَاضِيَا
    ---------------
    فَضَعْنِي كَرِيمَاً أَوْ لَئِيمَاً بِـمُنْزَلٍ
    سَيَبْقَى مَقَامِيْ -لَا فَعَلْتَ- مَقَامِيَا
    ---------------
    ظُلِمْتُ وَ إِنْ يُظْلَمْ بَرِيْءٌ وَجَدْتَهُ
    إِلَى اللهِ لَا لِلْنَاسٍ قَدْ بَاتَ شَاكِيَا
    ---------------
    وَمَا جُرْمَ مَنْ رَامَ المَعَالِي بِسَقْطَةٍ
    سِوَى أَنَّه قَدْ رَامَ فِيهَا المَعَالِيَا
    ---------------
    الشاعر / هِشَامْ مَخْدُومْ ،،،
    التعديل الأخير تم بواسطة ابن مخدوم; الساعة 01-08-2016, 12:08.
    https://www.facebook.com/hesham.makhdoum.3
  • ناظم الصرخي
    أديب وكاتب
    • 03-04-2013
    • 1351

    #2
    فَمَا أَسْوَأَ الشَّكْوَى -غُثَاءً مِنْ الوَرَى-
    وَسَيَّانَ مَا دُمْتَ الهِشَامِ الحِجَازِيَا
    ---------------
    وَإِنِّي عِراقِيٌّ إِذَا الدِّجْلَةُ اكْتَسَى
    بِهَمٍّ وِإنْ تِبْكِ الشَّآمَاتُ شَاميَا
    ---------------
    شَرِبْتُمْ كُمَيْتَ اللوْنِ لَمَّأ نَزَفْتُهَا
    وَلَمْ تَعْلَمُوا أَنِّ الكُمَيْتَ دِمَائِيَا
    ---------------
    كَأَنِّي إِذَا يَعْلُو الغَمَامُ بِإِخْوةٍ
    رَأَيْتُ غَمَامَ النَّائِبَاتِ اعْتَلَانِيَا

    ما أروعك وما أروع هذا النبض العربي الأصيل
    قصيدة حفلت بكل ماهو جدير بالاحتفاء والمتعة من اعتزاز بالنفس والحكمة والموعظة ونبذ المعاصي وطرق المجون
    تثبّت
    مع التقدير وأزكى التحايا

    تعليق

    يعمل...
    X