(( تَذَكَّرْتُ جَيْشِاً وَ الخُيُولَ العَوَادِيَا ))
--------------
تَذَكَّرْتُ جَيْشَاً وَ الخُيُولَ العَوَادِيَا
وَأَيَّامَ لَا نَخْشَى سِوَى اللهِ قَاضِيَا
--------------
وَرُكْنَاً لَمَسْرىً كِدْتُ أَنْسَاهُ بَعْدَمَا
تَصَاعَدَتْ الأَنْفَاسُ عِنْدَ احْتِضَارِيَا
--------------
لَأَهْوَنُ مَا فِي القَلْبِ مَا أَعْلَنَ الفَتَى
وَأَقسْاهُ مَا قَدْ كَانْ فِيْ القَلْبِ خَافِيَا
--------------
وَثَبْتُ عَلَى كَفِّ الزَّمَانِ وَ إِنَّنِي
لَرَامٍ بِأَشْبَــاهِ الرِّجَالِ النَّوائِيِا
--------------
وَ أَمْسَكْتُ عَنْ كُلَّ الغَوَانِيْ مِنْ الهَوَى
فَصَارُوا - لَعَمْرِيْ - يَلْهَثُونَ وَرَائِيَا
---------------
فَلَيْسَ ابْنُ حُرٍّ مَنْ تَسُوقُهُ نِسْوَةٌ
وَلَنْ تَرْكَبَ النُّوقُ الذِيْ عَاشَ حَادِيَا
---------------
"يَقُولون لَيْلَى فِي العِراقِ مَريضةٌ "
كَفَى الدَّاءُ فِيهَا "أنْ تَرى المَوْتَ شَافِيَا"
---------------
أَلَا قَبَّحَ الله المَجَالِسَ كُلَّهَا
إِذَا كُنْتَ فِيهَا للِنِّسَاءِ المُحَابِيَا
---------------
شَكَوْتُ إِلْى بَدْرِ السَمَاءِ وَ إِنَّهُ
لَمِثْلِيْ حَبِيسٌ لَيْلَهُ فَاشْتَكَى لِيَـا
---------------
إِذَا بَاتَ أَهْلُ الشِّعْرِ فِيْ حَانْةِ الخَنَا
أَبِيتُ لِضَادِيْ حَامِياً أَوْ مُحَامِيَا
---------------
تُصَلِّيْ القَوَافِي فِيْ قَصِيدِيْ تَهَجُّدَاً
وَ نَافِلَة الليْلِ الذي سَاقَهَا لِيَا
---------------
أَنَا الأَشْهَبُ المَبْعُوثُ مِنْ عَرْكَةِ الوَغَى
وَمَا السَّيْفُ إِلَّا ضَرْبَةٌ مِنْ لِسَانِيَا
---------------
تَمُرُّ عِجَافُ الدَّهْرِ فِيْ أَرْذَلٍ بِهَا
سِنِينَاً ، وَ مَرَّتْ بِيْ العِجَافُ ثَّوَانِيَا
---------------
إِذَا لَمْ تَكُنْ بِالشِّعْرِ تَسْمُو بِأُمَّـةٍ
لَكُنْتَ كَغَيْرِي فِيْ زِنَى الشِّعْرِ زَانِيَا
---------------
تَقُولِينَ شِعْرَاً ؟؟ بِالرِّجَالِ تَشَبُّهَاً !!!
أَلَا لَيْتَهَا كَانَتْ سَتَجْلِيْ الأَوَانِيَا
---------------
فَأَينَ الذِيْ يَخْتَارُهَا اليَوْمَ زَوْجَةً ؟؟
أَبَيْتُ وَيَأْبَى الأَتْيُ بالأَتْيِ مَائِيَا
---------------
وَ أَيْنَ الذِيْ يَسْتَمْنِعُ الأُسْدَ مِنْبَرَاً ؟
يُضَرِّسُهُ بِالطِّحْنِ للمَوْتِ نَابِيـَا
---------------
فَإِنْ أَبْعَدَ اللهُ النِّسَاءَ تَغَزُّلِي
فَمَا أَبْعَدَ اللهُ الرِّجَالَ هِجَائِيَا
---------------
هُوَ القَاطِعُ الصَّمْصَامُ و الأَبْرَقُ الذِي
رَكِبْتُ بِهِ الخَيْلَ الأَغَرَّ المُذَاكِيَا
---------------
أَجُزُّ رُؤُوسَ الخَلْقِ فِيْ عُقْرَ دَارِهَا
وَ أَسْتَعْبِدُ الجِنَّ الذِيْ جُنَّ غَازِيَا
---------------
فَيَا قَيسُ مُتْ ، إِنِّي لَبَاقٍ عَلَى الثَّرَى
وَإِنْ مُتُّ تُبْقِي نَجْمَتَيَّ القَوَافِيَا
---------------
فَمَا خَلَقَ الرَّحْمَنُ مِثْلِي كَعَاشِقٍ
خُلِقْتُ كَمَا لَمْ يُخْلَقْ الخَلْقُ سَامِيَا
---------------
وَ مَا الصَّقْرُ إِلَّا بَاسِقٌ مِنْ جَنَاحِهِ
يَطِيرُ فَيَهْوِيْ كَيْ يَصِيدَ الأَفَاعِيَا
---------------
وِإِنْ كَانْ شِعْرِي يُعْبِقُ المِسْكَ طِيبُهُ
فَذَا شِعْرُ لَيْلَى يُخْرِجُ الحَيْضَ بَالِيَا
---------------
فَدِعْ لِيْ حَمَامَ البَوْحِ واسْتَبْقِ بُومَهَا
وَدِعْنِيْ قَصِيدِاً يَقْطُرُ الشَّهْدَ حَالِيَا
---------------
وَعِشْ وَاتَّبِعْ مِنْ شَهْوَةِ النَّفْسِ حُبَّهَا
فَلَسْتَ عَلَى الأمَجَادِ مَا عِشْتَ بَاكِيَا
---------------
وَمَا الدَّهْرُ وَاسَانِي وَ أَثْلَجَ خَافِقِي
وَ لَا أَنْتَ كُفْؤٌ أَنْ تَكُونَ المُوَاسِيَا
---------------
وَ أَتْعِسْ بِأَنْ يَلْقَى الفَتى عِنْد حَوجِهِ
أُشِيمِطَ بَغْيٍ أَو صَدِيقَاً ضَبَابِيَا
---------------
عَلَى عَثْرَةٍ أَمْضَيتُهَا بَعْدَ عَثْرَةٍ
فَكانِتْ لِيْ العَثْرَاتَ مَا كَانَ كَافِيَا
---------------
كَأَنَّ الليالي مُحْجِبٌ كُلَّ ظَاهِرٍ
فَأَبْدَتِ لِقَلْبِيْ غَيْبَ مَا كَانَ خَافِيَا
---------------
وَ مَا يُحْرِقُ الدَّهْرُ الذِي عِاشَ يَوْمَهُ
خَبِيثاً و يُفْنِي مِنْ تَزَّكَاهُ زَاكِيَا
---------------
ظَلُومٌ يُدَّانِي مَنْ تَقّصَّى إِلَهَهُ
بِكُفْرٍ وَ يُقْصِيْ مِنْ رَبَى مِنْهُ دَانِيَا
---------------
عَمِيٌّ وَ يَرْمِي وَ الأسَى يَتْبَعُ الأَسَى
وَلَيْسَ -سِوَى الحُرِّ الذِي كُنْتُ- رَامِيَا
---------------
فَمَا أَسْوَأَ الشَّكْوَى -غُثَاءً مِنْ الوَرَى-
وَسَيَّانَ مَا دُمْتَ الهِشَامِ الحِجَازِيَا
---------------
وَإِنِّي عِراقِيٌّ إِذَا الدِّجْلَةُ اكْتَسَى
بِهَمٍّ وِإنْ تِبْكِ الشَّآمَاتُ شَاميَا
---------------
شَرِبْتُمْ كُمَيْتَ اللوْنِ لَمَّأ نَزَفْتُهَا
وَلَمْ تَعْلَمُوا أَنِّ الكُمَيْتَ دِمَائِيَا
---------------
كَأَنِّي إِذَا يَعْلُو الغَمَامُ بِإِخْوةٍ
رَأَيْتُ غَمَامَ النَّائِبَاتِ اعْتَلَانِيَا
---------------
وأَقَسَى هُمُومُ المَرْءِ مَاذُقْتَ عِنْدَمَا
وَجَدْتَ بِهَا مِنْ يَحْفَظُ الدِّينَ نَاسِيَا
---------------
يُعَادي حَمِيمَاً مُخْلِصَاً فِي ضَمِيِرهِ
و يَرْضَى صَدِيقاً فَاجِرَاً أَوْ مُعَادِيَا !
---------------
وَيَعْلَمُ رَبِّيْ أَنَّهُمْ يَصْبِرُونَهُ
لِذَاكَ ابْتَلَاهُمْ مِحْنَةً وَابْتَلَانِيَا
---------------
أَسِيرُ عَلَى جَمْرِ الْحيَاةِ بِدَمْعَةٍ
تَخُطُّ عَلَى جَمْرِ الحَيَاةِ رِثَائِيَــا
---------------
تَهَدَّمَ بَعْضِيْ فَوْقَ بَعْضِيْ تَحَسُّرَاً
وَمَا حَسْرَتِيْ قَدْ رَجَّعِتْ لِيْ بِنَائِيَا
---------------
فَمَا عَادَ شِعْرِيْ يَرْسُمُ العِشْقَ وَالهَوَى
وَمَا عَادَ ظِلِّيْ بَارِزَاً أَوْ مُوَازِيَـا
---------------
وَلَمْ يُغْنِ عَنِّيْ الخَلْقُ يَامْن سَأَلْتَنِيْ
فَلَا تَسْأَلْ المَكْلُومَ إِنْ سَارَ بَاكِيَـــا
---------------
سَأَمْشِيْ عَلَى دَرْبِ التُّقَاةِ وَمَنْ مَشَى
تَقِـيَّـاً عَلَيْهَا عَاشَ أَوْ مَاتَ رَاضِيَا
---------------
فَضَعْنِي كَرِيمَاً أَوْ لَئِيمَاً بِـمُنْزَلٍ
سَيَبْقَى مَقَامِيْ -لَا فَعَلْتَ- مَقَامِيَا
---------------
ظُلِمْتُ وَ إِنْ يُظْلَمْ بَرِيْءٌ وَجَدْتَهُ
إِلَى اللهِ لَا لِلْنَاسٍ قَدْ بَاتَ شَاكِيَا
---------------
وَمَا جُرْمَ مَنْ رَامَ المَعَالِي بِسَقْطَةٍ
سِوَى أَنَّه قَدْ رَامَ فِيهَا المَعَالِيَا
---------------
الشاعر / هِشَامْ مَخْدُومْ ،،،
--------------
تَذَكَّرْتُ جَيْشَاً وَ الخُيُولَ العَوَادِيَا
وَأَيَّامَ لَا نَخْشَى سِوَى اللهِ قَاضِيَا
--------------
وَرُكْنَاً لَمَسْرىً كِدْتُ أَنْسَاهُ بَعْدَمَا
تَصَاعَدَتْ الأَنْفَاسُ عِنْدَ احْتِضَارِيَا
--------------
لَأَهْوَنُ مَا فِي القَلْبِ مَا أَعْلَنَ الفَتَى
وَأَقسْاهُ مَا قَدْ كَانْ فِيْ القَلْبِ خَافِيَا
--------------
وَثَبْتُ عَلَى كَفِّ الزَّمَانِ وَ إِنَّنِي
لَرَامٍ بِأَشْبَــاهِ الرِّجَالِ النَّوائِيِا
--------------
وَ أَمْسَكْتُ عَنْ كُلَّ الغَوَانِيْ مِنْ الهَوَى
فَصَارُوا - لَعَمْرِيْ - يَلْهَثُونَ وَرَائِيَا
---------------
فَلَيْسَ ابْنُ حُرٍّ مَنْ تَسُوقُهُ نِسْوَةٌ
وَلَنْ تَرْكَبَ النُّوقُ الذِيْ عَاشَ حَادِيَا
---------------
"يَقُولون لَيْلَى فِي العِراقِ مَريضةٌ "
كَفَى الدَّاءُ فِيهَا "أنْ تَرى المَوْتَ شَافِيَا"
---------------
أَلَا قَبَّحَ الله المَجَالِسَ كُلَّهَا
إِذَا كُنْتَ فِيهَا للِنِّسَاءِ المُحَابِيَا
---------------
شَكَوْتُ إِلْى بَدْرِ السَمَاءِ وَ إِنَّهُ
لَمِثْلِيْ حَبِيسٌ لَيْلَهُ فَاشْتَكَى لِيَـا
---------------
إِذَا بَاتَ أَهْلُ الشِّعْرِ فِيْ حَانْةِ الخَنَا
أَبِيتُ لِضَادِيْ حَامِياً أَوْ مُحَامِيَا
---------------
تُصَلِّيْ القَوَافِي فِيْ قَصِيدِيْ تَهَجُّدَاً
وَ نَافِلَة الليْلِ الذي سَاقَهَا لِيَا
---------------
أَنَا الأَشْهَبُ المَبْعُوثُ مِنْ عَرْكَةِ الوَغَى
وَمَا السَّيْفُ إِلَّا ضَرْبَةٌ مِنْ لِسَانِيَا
---------------
تَمُرُّ عِجَافُ الدَّهْرِ فِيْ أَرْذَلٍ بِهَا
سِنِينَاً ، وَ مَرَّتْ بِيْ العِجَافُ ثَّوَانِيَا
---------------
إِذَا لَمْ تَكُنْ بِالشِّعْرِ تَسْمُو بِأُمَّـةٍ
لَكُنْتَ كَغَيْرِي فِيْ زِنَى الشِّعْرِ زَانِيَا
---------------
تَقُولِينَ شِعْرَاً ؟؟ بِالرِّجَالِ تَشَبُّهَاً !!!
أَلَا لَيْتَهَا كَانَتْ سَتَجْلِيْ الأَوَانِيَا
---------------
فَأَينَ الذِيْ يَخْتَارُهَا اليَوْمَ زَوْجَةً ؟؟
أَبَيْتُ وَيَأْبَى الأَتْيُ بالأَتْيِ مَائِيَا
---------------
وَ أَيْنَ الذِيْ يَسْتَمْنِعُ الأُسْدَ مِنْبَرَاً ؟
يُضَرِّسُهُ بِالطِّحْنِ للمَوْتِ نَابِيـَا
---------------
فَإِنْ أَبْعَدَ اللهُ النِّسَاءَ تَغَزُّلِي
فَمَا أَبْعَدَ اللهُ الرِّجَالَ هِجَائِيَا
---------------
هُوَ القَاطِعُ الصَّمْصَامُ و الأَبْرَقُ الذِي
رَكِبْتُ بِهِ الخَيْلَ الأَغَرَّ المُذَاكِيَا
---------------
أَجُزُّ رُؤُوسَ الخَلْقِ فِيْ عُقْرَ دَارِهَا
وَ أَسْتَعْبِدُ الجِنَّ الذِيْ جُنَّ غَازِيَا
---------------
فَيَا قَيسُ مُتْ ، إِنِّي لَبَاقٍ عَلَى الثَّرَى
وَإِنْ مُتُّ تُبْقِي نَجْمَتَيَّ القَوَافِيَا
---------------
فَمَا خَلَقَ الرَّحْمَنُ مِثْلِي كَعَاشِقٍ
خُلِقْتُ كَمَا لَمْ يُخْلَقْ الخَلْقُ سَامِيَا
---------------
وَ مَا الصَّقْرُ إِلَّا بَاسِقٌ مِنْ جَنَاحِهِ
يَطِيرُ فَيَهْوِيْ كَيْ يَصِيدَ الأَفَاعِيَا
---------------
وِإِنْ كَانْ شِعْرِي يُعْبِقُ المِسْكَ طِيبُهُ
فَذَا شِعْرُ لَيْلَى يُخْرِجُ الحَيْضَ بَالِيَا
---------------
فَدِعْ لِيْ حَمَامَ البَوْحِ واسْتَبْقِ بُومَهَا
وَدِعْنِيْ قَصِيدِاً يَقْطُرُ الشَّهْدَ حَالِيَا
---------------
وَعِشْ وَاتَّبِعْ مِنْ شَهْوَةِ النَّفْسِ حُبَّهَا
فَلَسْتَ عَلَى الأمَجَادِ مَا عِشْتَ بَاكِيَا
---------------
وَمَا الدَّهْرُ وَاسَانِي وَ أَثْلَجَ خَافِقِي
وَ لَا أَنْتَ كُفْؤٌ أَنْ تَكُونَ المُوَاسِيَا
---------------
وَ أَتْعِسْ بِأَنْ يَلْقَى الفَتى عِنْد حَوجِهِ
أُشِيمِطَ بَغْيٍ أَو صَدِيقَاً ضَبَابِيَا
---------------
عَلَى عَثْرَةٍ أَمْضَيتُهَا بَعْدَ عَثْرَةٍ
فَكانِتْ لِيْ العَثْرَاتَ مَا كَانَ كَافِيَا
---------------
كَأَنَّ الليالي مُحْجِبٌ كُلَّ ظَاهِرٍ
فَأَبْدَتِ لِقَلْبِيْ غَيْبَ مَا كَانَ خَافِيَا
---------------
وَ مَا يُحْرِقُ الدَّهْرُ الذِي عِاشَ يَوْمَهُ
خَبِيثاً و يُفْنِي مِنْ تَزَّكَاهُ زَاكِيَا
---------------
ظَلُومٌ يُدَّانِي مَنْ تَقّصَّى إِلَهَهُ
بِكُفْرٍ وَ يُقْصِيْ مِنْ رَبَى مِنْهُ دَانِيَا
---------------
عَمِيٌّ وَ يَرْمِي وَ الأسَى يَتْبَعُ الأَسَى
وَلَيْسَ -سِوَى الحُرِّ الذِي كُنْتُ- رَامِيَا
---------------
فَمَا أَسْوَأَ الشَّكْوَى -غُثَاءً مِنْ الوَرَى-
وَسَيَّانَ مَا دُمْتَ الهِشَامِ الحِجَازِيَا
---------------
وَإِنِّي عِراقِيٌّ إِذَا الدِّجْلَةُ اكْتَسَى
بِهَمٍّ وِإنْ تِبْكِ الشَّآمَاتُ شَاميَا
---------------
شَرِبْتُمْ كُمَيْتَ اللوْنِ لَمَّأ نَزَفْتُهَا
وَلَمْ تَعْلَمُوا أَنِّ الكُمَيْتَ دِمَائِيَا
---------------
كَأَنِّي إِذَا يَعْلُو الغَمَامُ بِإِخْوةٍ
رَأَيْتُ غَمَامَ النَّائِبَاتِ اعْتَلَانِيَا
---------------
وأَقَسَى هُمُومُ المَرْءِ مَاذُقْتَ عِنْدَمَا
وَجَدْتَ بِهَا مِنْ يَحْفَظُ الدِّينَ نَاسِيَا
---------------
يُعَادي حَمِيمَاً مُخْلِصَاً فِي ضَمِيِرهِ
و يَرْضَى صَدِيقاً فَاجِرَاً أَوْ مُعَادِيَا !
---------------
وَيَعْلَمُ رَبِّيْ أَنَّهُمْ يَصْبِرُونَهُ
لِذَاكَ ابْتَلَاهُمْ مِحْنَةً وَابْتَلَانِيَا
---------------
أَسِيرُ عَلَى جَمْرِ الْحيَاةِ بِدَمْعَةٍ
تَخُطُّ عَلَى جَمْرِ الحَيَاةِ رِثَائِيَــا
---------------
تَهَدَّمَ بَعْضِيْ فَوْقَ بَعْضِيْ تَحَسُّرَاً
وَمَا حَسْرَتِيْ قَدْ رَجَّعِتْ لِيْ بِنَائِيَا
---------------
فَمَا عَادَ شِعْرِيْ يَرْسُمُ العِشْقَ وَالهَوَى
وَمَا عَادَ ظِلِّيْ بَارِزَاً أَوْ مُوَازِيَـا
---------------
وَلَمْ يُغْنِ عَنِّيْ الخَلْقُ يَامْن سَأَلْتَنِيْ
فَلَا تَسْأَلْ المَكْلُومَ إِنْ سَارَ بَاكِيَـــا
---------------
سَأَمْشِيْ عَلَى دَرْبِ التُّقَاةِ وَمَنْ مَشَى
تَقِـيَّـاً عَلَيْهَا عَاشَ أَوْ مَاتَ رَاضِيَا
---------------
فَضَعْنِي كَرِيمَاً أَوْ لَئِيمَاً بِـمُنْزَلٍ
سَيَبْقَى مَقَامِيْ -لَا فَعَلْتَ- مَقَامِيَا
---------------
ظُلِمْتُ وَ إِنْ يُظْلَمْ بَرِيْءٌ وَجَدْتَهُ
إِلَى اللهِ لَا لِلْنَاسٍ قَدْ بَاتَ شَاكِيَا
---------------
وَمَا جُرْمَ مَنْ رَامَ المَعَالِي بِسَقْطَةٍ
سِوَى أَنَّه قَدْ رَامَ فِيهَا المَعَالِيَا
---------------
الشاعر / هِشَامْ مَخْدُومْ ،،،
تعليق