جميل أن تثير الآخر و ينبش في عالمك أيها الإنسان ، جميل أيضا أن يحاول البعض محاكاة أسلوبك في الحياة ، فالذات أخيرا هي من تصنع أساليب الحياة التي تسطو عليها الجماعة و تحتكرها سعيا إلى تعميمها ، لكن لابد ذاتا أخرى هناك ستنتفض مغرّدة خارج السّرب ، فلا تنتظر دوام الحال على كلّ حال .
مقدّمة لا بأس بها لإنسان يحب أن يكتب على السّليقة ، أكثر من التموضع بين الجدران ، ستجد الكثيرين حتما يحبون هذه الفوضوية ، ليس لأنهم فوضويون ، بل فقط روحهم أعياها التقنين ، و لم تعد مستعدّة للبرمجة ، و خصوصا اللغوية والعصبية منها ، فهم يجدونها مجرد سراب يحسبه العاري كساء ، هذا طبعا في انتظار هدوء الذات لتصنع توازنا جديدا .
أحيانا تشفق على الذين يغوصون في مجاهيل الذّوات مثلي ، رغم سابق معرفة وعلم أن السّير مجرّد إشارات فقط ، و من لا يملك في ذاته فن الإشارة و الرّمزية تبعثره السّير حتما ، أنا لا أحبّ أدب السيرة عموما ، لأنه زائف كلّية ، و ما يحاصر كاتبه و خاصة في عالمنا أكثر من محفّّزاته على البوح ، حتى الذّاكرة كمخزون معرفي متلاطم ، ما يطفو فيها على السطح مجرد أكاذيب تحاول بها الذّات الاستمرار و كتابة وجودها ، أما ركائز الذات الحقيقية فهي قابعة في عمق الأعماق و الذات لن تفرج عنها حتى للوعي الحقيقي ، لتكون موضع اشتغال العقل ، بل فقط الإشارات هي ما يتفلت بين الفينة و الأخرى في ظروف خاصّة .
تغلبني البسمة حين يلمّح شخص أو يصرح أنني أعرفك جيّدا ، أتذكر يوما شخصا فنّانا ، دخلت نفسه وسوسة المسّ ، فقصد طبيبا نفسانيا ، مجرّد استكشاف لعوالم هذا الطبّ ، لكن لا تعتبرني أومن بموت الطّب كما خطر لواحد يوما و كتب في الموضوع ، فقط هذه إشارة إلى عوالم الإنسان ، صاحبنا دخل عند الطّبيب ، وبدأ الحديث بينهما كتشخيص أوّلي ، وحدّد معه موعد الجلسات العلاجة ، حضر صاحبنا عند الطّبيب وبدأا يتحدّثان هكذا ، لم يستطع الطّبيب التحكّم في نفسه فجرفته نسقيّة الخطاب الذي ينتجه صاحبنا ، و دخلا في نقاشات كثيرة ، و عند نهاية الحصّة دفع الفنّان ، ما بذمته ، وقال للطبيب ، لا تنتظرني فأنا اكتفيت ، حاول الطّبيب إقناعه بالمجيء للحصص الأخرى مجّانا ، لكنّه بكثير من اللباقة أقنعه أنه لن يعود ، هناك دائما أشخاص فعلا يحتاجون إلى كثير من اللّباقة للتّخلّص منهم ، قال صاحبي متهكّما ، مسكين الطّبيب ، يريد أن يقرأ على حسابي . يقصد أن الطّبيب يريد أن يتعلم منه مادام هذا الفنّان يعرف الكثير من سياقات الشخصيّة الإنسانية التي تحفل بها المكتبات .
أعود من هناك لأقول ، هو الإنسان مهما حاولت معرفته فأنت تزيد من مقدار جهلك به ، خذها باللطف و تصرّف وفق الحدث ، و لا تضخّمه أكثر ، حاول أن تجعله ، كشرب كأس مشروب حلو ، أو نظرة إلى وردة حين يكون جميلا جدّا ، و لا تجعله أكثر من لسعة شوكة ثمرة الصّبار إن كان مؤلما ، هان الواخز والوخزة .
مقدّمة لا بأس بها لإنسان يحب أن يكتب على السّليقة ، أكثر من التموضع بين الجدران ، ستجد الكثيرين حتما يحبون هذه الفوضوية ، ليس لأنهم فوضويون ، بل فقط روحهم أعياها التقنين ، و لم تعد مستعدّة للبرمجة ، و خصوصا اللغوية والعصبية منها ، فهم يجدونها مجرد سراب يحسبه العاري كساء ، هذا طبعا في انتظار هدوء الذات لتصنع توازنا جديدا .
أحيانا تشفق على الذين يغوصون في مجاهيل الذّوات مثلي ، رغم سابق معرفة وعلم أن السّير مجرّد إشارات فقط ، و من لا يملك في ذاته فن الإشارة و الرّمزية تبعثره السّير حتما ، أنا لا أحبّ أدب السيرة عموما ، لأنه زائف كلّية ، و ما يحاصر كاتبه و خاصة في عالمنا أكثر من محفّّزاته على البوح ، حتى الذّاكرة كمخزون معرفي متلاطم ، ما يطفو فيها على السطح مجرد أكاذيب تحاول بها الذّات الاستمرار و كتابة وجودها ، أما ركائز الذات الحقيقية فهي قابعة في عمق الأعماق و الذات لن تفرج عنها حتى للوعي الحقيقي ، لتكون موضع اشتغال العقل ، بل فقط الإشارات هي ما يتفلت بين الفينة و الأخرى في ظروف خاصّة .
تغلبني البسمة حين يلمّح شخص أو يصرح أنني أعرفك جيّدا ، أتذكر يوما شخصا فنّانا ، دخلت نفسه وسوسة المسّ ، فقصد طبيبا نفسانيا ، مجرّد استكشاف لعوالم هذا الطبّ ، لكن لا تعتبرني أومن بموت الطّب كما خطر لواحد يوما و كتب في الموضوع ، فقط هذه إشارة إلى عوالم الإنسان ، صاحبنا دخل عند الطّبيب ، وبدأ الحديث بينهما كتشخيص أوّلي ، وحدّد معه موعد الجلسات العلاجة ، حضر صاحبنا عند الطّبيب وبدأا يتحدّثان هكذا ، لم يستطع الطّبيب التحكّم في نفسه فجرفته نسقيّة الخطاب الذي ينتجه صاحبنا ، و دخلا في نقاشات كثيرة ، و عند نهاية الحصّة دفع الفنّان ، ما بذمته ، وقال للطبيب ، لا تنتظرني فأنا اكتفيت ، حاول الطّبيب إقناعه بالمجيء للحصص الأخرى مجّانا ، لكنّه بكثير من اللباقة أقنعه أنه لن يعود ، هناك دائما أشخاص فعلا يحتاجون إلى كثير من اللّباقة للتّخلّص منهم ، قال صاحبي متهكّما ، مسكين الطّبيب ، يريد أن يقرأ على حسابي . يقصد أن الطّبيب يريد أن يتعلم منه مادام هذا الفنّان يعرف الكثير من سياقات الشخصيّة الإنسانية التي تحفل بها المكتبات .
أعود من هناك لأقول ، هو الإنسان مهما حاولت معرفته فأنت تزيد من مقدار جهلك به ، خذها باللطف و تصرّف وفق الحدث ، و لا تضخّمه أكثر ، حاول أن تجعله ، كشرب كأس مشروب حلو ، أو نظرة إلى وردة حين يكون جميلا جدّا ، و لا تجعله أكثر من لسعة شوكة ثمرة الصّبار إن كان مؤلما ، هان الواخز والوخزة .
تعليق