" روك آند رول " في كابول ؟!

بلغ الجنون بالإنسان المعاصر إذ استباح كل الحرمات ولم يشبع فضوله ولا غرائزه كل ما يفعله بالحيوان المسكين المغيّب ، فيتحول إلى بني جنسه ، ليجعل من أخيه الإنسان تارة فأر ( كوباي ) يقوم بالتجارب عليه ، وتارة أخرى يروضه كما يفعل بوحش الغابة المفترس عندما يلقي عليه القبض ، ثم يزجّ به في أقفاص السجون ، ولم ينته الأمر عند هذا الحد ليتمادى في إسرافه هذا ( المعاصر الراقي المتحضّر ) الذي يتبنّى الإنسانية ويدافع عن الكرامة والحرية ، لينتهك كل الأعراف ، ويهين أخيه من بني جنسه ، فيجعله يقفز تارة ويرقص ، مثل القردة في السرك ، ليسخر منه .
نعم .. هذه حقيقة وليست مبالغة ، فبالأمس كانوا ثوارًا قبل حرمانهم من الحرية ، وإطعامهم من قمامات المزابل ، وبالأمس كانوا في غاية السعادة ينعمون في أوطانهم حتى أضحوا لاجئين يبحثون عن ملاذٍّ تأوي أجسادهم .
تم القضاء على الدولة الإسلامية وأسقطت الخلافة ، ولم ينطفئ الحقد الذي أوقد نار الحرب الصليبية ، ولا تزال تدور رحاها ، ولم يهدأ لها بال ، تأكل نيرانها كل أخضر ويابس ، وما تزال قائمة ، ليخرج علينا الصليبيون في كل مرة بنظرية ومؤامرة ، فيتم تقطيعنا وتمزيقنا ، ثم يمنحونا بعد ذلك أولوية وفرصة للمشاركة في سلام عالمي ، أومعركة موهومة وحرب مفروضة ، كمحافل اللهو والمجون التي ينظمونها ، وتعد تظاهرة عالمية في الكلام ألفاضي والكذب على الذقون .
ما ينقص الشعب الأفغاني الذي جاع وتشرّد ، وضاقت به الأجواء بعد أن احتلّ الغرب وطنه ودمرّه ، سوى الغنى والرقص ؟ا
ما هذا الهراء يا سادتي ( مه يا سعادة عني *** فما أنا من رجالك ) ؟ا
فرق " الـروك آندرول " تتجوّل داخل البلاد الأفغانية تجوب شوارع كابل ، وأبناء الشعب يطلعون بملامح أشلاء ، وقد فقدوا من خلالها صورة البشر ، ومن كثرة الجوع والتشرّد والأسى ، والغرب المتهوّر المستهتر يروّج لفن الدعارة وسياسة العهر ، يعزف على أنغام الحياة و الحرية ، كأنّها الحياة تجرّدت من الحريةَ ، ويكأن الحياة صارت مسخرة .
تعليق