عــيـد الـشــعـب الــحـــزيـن
العـيدُ وافى فلا بِـشـرٌ ولا ألـقُ***وفـى مِـثْـلهِ عَـهِـدنا الـدارَ تأتـَلِقُ
حبورٌ كانت تعمُّ الناسَ بهجـتُه***وشـلالاتٌ من الخـيراتِ تسـتَـبِقُ
فسَطا عليهِ لُصوصٌ ذوُو دَجلٍ***ونَصْبِ خِـداعٍ فيه الغدْرُ منْطَـبِقُ
أحَـطُّ الـناسِ أخْـلاقًا ومـنِزلةً***خـيرُ الصـالحينَ فيهم فاسـقٌ أبِقُ
يُخـادِعونَ بالدينِ وكلُّ فِعالهمْ***فـسـقٌ وانـحرافـاتٌ قادها الشَبَقُ
شُبْقٌ للمالِ وأعْراضِ الحرائرِ***فكلُّ ثمينٍ من ما لغـيرهم سَرقوا
فتكًا تمادوا وقـتلًا فى كل شبرٍ***حـتى غـدت أرجـاءُ بلادنا مِـزقُ
وإذا الديـارُخرابٌ لامثيلَ لهُ و***غرابيبُ البينٍ فى أطلالها نَعَقـُوا
وأدْلَهَّمـتْ دروبُ الـدارِ قاتمةً***وخَجلاً تَقلَّصَ فوقَ سَمائِنا الأُفُقُ
فما بَانَ بَعدها الإِصْبَاحُ وضَّاحاً***وخَيَّمَ فى كُلِّ فَجرٍ كالحاً غَسَقُ
صَوَّحَ الوردُ فى أغْصانهِ حَزناً***وجَـفَّ الـزهرُ لازاهىٍ ولاعَـبِقُ
صَارَ الناسُ فى دوامةٍ قهراً فما***تَبدَّىَ لهم فِيها غَربٌ ولاشَرقُ
فلْنُشمر للجـدِ زنداً يرُدُ حُقوقـًا***لشعبٍ كريمٍ فى الأغْلالِ مُختَنِقُ
لنْ نَرتَضِى للشعبِ إذلالاً وإن***مُزِّقَتْ أطْرَافُنا مِنَّا ودُقْـتِ العنقُ
بِحُبِّكَ للعَلياءِ ياسُودَانَ نَسْمُوا***وإِنْ تَقاصَرَ فى أرْوَاحِنا الرَمَقُ
_________________________
عبدالرحمن إبراهيم محـمـد
بوسطن - الولايات المتحدة
الإثنين 12 سبتمبر 2016
تعليق