" تقطّع البندير وتفرقوا المدّاحة "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    " تقطّع البندير وتفرقوا المدّاحة "




    " تقطّع البندير وتفرقوا المدّاحة "

    لا أحد يعرف هم " الفيلاج " ( البلدة ) كما يقال بالعاميّة ، سوى الذي ولد وترعرع فيه ، و تربّى كفرد من أفراد الشعب " الجّايح " ، وتخرّج من أزقّته المتشعّبة ، يغادره ثم يعود إلى أروقته المتدنيّة على حين غفلة من " أُمّاليه " ، ليس بمفهوم " بيداغوجي " على حد ذكر بعض المعلّمين ، ولكن بمفهوم الأهل والعشيرة ، ليمارس مهامّه القذرة ، وفي ظروف صعبة تفشّت الفوضى فيها ، وغلب عليها العبث والارتجال ، في مرحلة حسابات كانت تهدف إلى تكميم أفواهٍ خرجت تندّد " لا للنظام الجائر " ، وتطالب بالتغيير، ونحن نتكلّم عن فترة ما بعد الزعيم المتشدّد ، الذي بكى الشعب الجزائري لفقدانه طويلاً ، حتى ابتلّ ذقنه وسرواله ، حين شد الحزام ، فلا استرسال لحية ، ولا إسبال قميص ، الذي نراه قد تفشّى ، وعلى مرأى من كبار ومشايخ المجتمع القديم ، يتناساه الآن بمجرّد أن وقف النظام " الخبيث " ، الذي عرف كيف يسيل اللعاب له ، يجرّه الى مستنقع اللذّات العفن ، يوفّر له السلع : " الكيوي " و" البانان " ، ويستورد له الماركة : " الطّيبونة " و" الفريجيدير" ... وغيرها من البضائع التي كانت محظورة بسبب القيود التي مورست إبّان " الشيوع " ، عندما وقف الشعب بإجلال وخشوع ، وصفّق طويلاً مطوّلاً ، حتى حني ظهره ، وتورّمت ساقاه ، يردّد الشعارات الجوفاء التي كان ينوم عليها ولا يستيقظ إلاّ على الأغاني التي تبثّ الرّوح الوطنية ، " ومن التحرير الى التحريض الى العبث " ، والذي أرهبه الجوع والحفاء وأدماه الفقر و الاستبداد ، يروي القصص عن الغول ، ويرقص لـ" بوسعدية " ، على إيقاع " الزُّرنة " أو " الغَيْطة " أو " القَصْبة " كما يحلو للبعض تسميتها ، الفلكلور الوحيد الذي يسمح به أثناء فترة " الانبطاح " ، والتهريج الذي تلاه انفتاح ما بعده انفتاح ؛
    - عرف النظام خلاله كيف يروّض شعبًا أبكم ، عانى عهودًا من الضيق ومن الكبت ، و حرم من ملذّات الحياة ، ليعوّده على البذخ والإسراف فيما بعد ، ففتح له البنوك والحدود على مصراعيها ، وسمح له بالهجرة وبالسرقة أيضًا ، وبـتحويل عائدات " الذهب الأسود " النفط الخام ، كما كان يسمّيه الزّعيم الراحل و الأب الروحي ، وكل من هب ودب يحب أن يغادر البلد ، لديه حق في تصريف العملة الصعبة ، وتحويل المال العام دون قيد أو شرط ، وبغير حساب أو عقاب ، ليعود مثقلاً من الخارج بأنواع الخمور والمأكل واللّباس الفاخر .
    نعم ؛ - تجاوب الشعب بكل شهية وشبق مع " المغريات " ، تلك البنود والآليات التي وضعها النظام بطريقة عشوائية ، لم يراعي فيها أدنى المقاييس ، ليعبث بمال الشعب ، ومن " شحمتو يقليه " ، كما يقول المثل ، وليملأ الفراغ الناجم عن تغيير مسار " الشعبوية " ، السياسة التي انتهجها طيلة عقود من الانغلاق ، يسرف يمنةً ويبذّر يسرى ، يذرّه ذرًّا يبعثر في الفيافي كأنّما يستثمره في البوادي والقفار ، فاستفاد بعض اللصوص والانتهازيين من بحبوحة ماجنة ، وذهبت التنمية أدراج الرياح ، وظهر الفساد في البر ، وكثر التطبيل والنهب ، حتى تقطّع " البندير وتفرّق المدّاحة " وكما يقول المثل الجزائري الشهير .
    قف / انتهى.
    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 23-09-2016, 10:20.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    #2
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

    تعليق

    يعمل...
    X