
" تقطّع البندير وتفرقوا المدّاحة "
- عرف النظام خلاله كيف يروّض شعبًا أبكم ، عانى عهودًا من الضيق ومن الكبت ، و حرم من ملذّات الحياة ، ليعوّده على البذخ والإسراف فيما بعد ، ففتح له البنوك والحدود على مصراعيها ، وسمح له بالهجرة وبالسرقة أيضًا ، وبـتحويل عائدات " الذهب الأسود " النفط الخام ، كما كان يسمّيه الزّعيم الراحل و الأب الروحي ، وكل من هب ودب يحب أن يغادر البلد ، لديه حق في تصريف العملة الصعبة ، وتحويل المال العام دون قيد أو شرط ، وبغير حساب أو عقاب ، ليعود مثقلاً من الخارج بأنواع الخمور والمأكل واللّباس الفاخر .
نعم ؛ - تجاوب الشعب بكل شهية وشبق مع " المغريات " ، تلك البنود والآليات التي وضعها النظام بطريقة عشوائية ، لم يراعي فيها أدنى المقاييس ، ليعبث بمال الشعب ، ومن " شحمتو يقليه " ، كما يقول المثل ، وليملأ الفراغ الناجم عن تغيير مسار " الشعبوية " ، السياسة التي انتهجها طيلة عقود من الانغلاق ، يسرف يمنةً ويبذّر يسرى ، يذرّه ذرًّا يبعثر في الفيافي كأنّما يستثمره في البوادي والقفار ، فاستفاد بعض اللصوص والانتهازيين من بحبوحة ماجنة ، وذهبت التنمية أدراج الرياح ، وظهر الفساد في البر ، وكثر التطبيل والنهب ، حتى تقطّع " البندير وتفرّق المدّاحة " وكما يقول المثل الجزائري الشهير .
قف / انتهى.
تعليق