حكاية ليست قصيرة جدا
ماتَ أبُوكَ مقْتولاً يا وَلَديأجابَ «المُعلم» عن سؤال الانْتِحار بنبْرةٍ مِلؤُها الشكُّ في عَرْض الرَّأْي،
فلَمْ يَبْدُ على «التلميذ» أدْنَى حَماسٍ لِلاِقْتِناَع بِهِ...
اضْطرَبَ لِضحْكَةٍ مُتقَطِّعة نَمَتْ إلى سمْعِه...
هلْ تهيَّأَ له أنَّهُ سمِع شيْئاً و هو يصِف الانْتِحارَ بالجُبْن والاسْتِسْلام ؟!
تلَعْثَم قبل أنْ يُضيفَ بِكونِه قمةَ العجْر عن مُواجَهَة الواقِع مَهْما اسْوَدَّ بالعَزْم والحَزْم الذي يليقُ بالشخْصِية السَّويَّة...
صَمْتٌ كئيبٌ يَجْرِفُ عُيونَ الأطفالِ إلَى انْبِعاثِ حشْرَجَةِ بُكاءٍ في مُقدِّمَةِ الصَّفِّ يَسَارَ بابِ القِسْم،
لمْ يَجِدِ المُعَلِّم ما يسْتدْركُ به لإِنْقاذِ نفسِه من خجَلٍ يُمَزِّقُ أحْشاءَهُ...
قالت الأمُّ: المدينةُ عن آخرِها تعْلَمُ نِهايَة أبيكَ احِتراقاً أمامَ «البَرْلَمان»...
وَدَّ لَوْ أنَّ الحِيطانَ تُصيخُ لِصرْخةٍ لَمْ تُجَاوِزْ جَوْفَهُ،
يأخُذُهُ الاخْتِنَاقُ كُلَّما اهْتَزَّ َلِصَدَى رَنِينِ عبارتها:
«ماتَ أبُوكَ مقْتولاً يا وَلَدي».
*
مات ابوك مقتولا يا ولدي.jpg
تعليق