عمر يظهر في حلب شعر : عاطف كامل يوسف
حيوا البطولات تسمو في سما حلب
من كل حر إلى الرحمن مرتغب
حيوا الشباب الذي قد طار في فرح
إلى الجهاد فلم يجزع ولم يهــب
حيوا الشيوخ وما هانت عزائمهم
يغشون سوح الوغى رغما عن الكرب
حيوا النساء اللواتي لا صريخ لهم
عضوا على الجرح نزاف وملتهب
حتى ( الأطافيل ) شبوا قبل موعدهم
خاضوا المعارك رغم الحب للعب
أحفاد أحمد والصحب الكرام لهم
في كل معركة تاج من الذهب
هذي صحائف أمجاد لها سلف
من آل زنكي وأيوب ومن عرب
سود المطامع ماجت في ثرى حلب
بحر من الحقد والطغيان مضطرب
ما للضواري تلاقت حول قصعتها
الدب ينهش والعقبان في طرب
العم سام يخاف اليوم من عمر
والروس ترجف من زحف له لجب
والفرس هاجت وصاحت دونما خجل
فلنثأر اليوم من أحفاده النجب
أما اليهود فهم قد هللوا فرحا
أفخاخهم نصبت صادت ولم تخب
واعجب لحزب ينادي دونما كلل
الفتح يا قدس آت ليس بالريب
أخزاه ربي يخوض اليوم في دمنا
فهل قتلنا حسينا أو أبا ترب ؟!
ومن يعادي صلاحا أو أبا حفص
فلتبرأ القدس من تهديده الكذب
" يا راتعين وراء البحر في دعة "
تاهوا بأموالهم من غير ما تعب
أتسمعون نعيق البوم في حلب
أم أن آذانكم صمت من الطرب
ألا يحرك طفل الردم نخوتكم
يصيح يا جيرتي أمي وأين أبي ؟!
لم يبق من أهله من يستجير به
قد أخرجوه وحيدا دونما نسب
نهر الدماء يسيل اليوم في حلب
أين المصب ألا تخشون من صبب
كم يستجير بنا الأحرار في حلب
فلم نجرهم ولم نسمع ولم نجب
ألا سلاح يغيث اليوم إخوتنا
فقد تكدس حتى ضج من عطب
أم أن سادتكم في الغرب قد أمروا
والعبد يتقن فن الصر والحلب
هذي النسور التي تهوي على يمن
ما بالها عرجت في الشام واعجبي !
فأين من يدعي الإسلام من دول
في الشرق هانوا وأين المغرب العربي ؟!
أشكو إلى الله أشلاء مبعثرة
من أمة أصبحت كالمنزل الخرب
فإن وجدت العدا قد ضيقوا سبلا
فاسجد لربك عند الضيق واقترب
يارب إخوتنا في الشام ليس لهم
إلا حماك فجد بالنصر واستجب
السبت بتاريخ 20 محرم 1438هـ
الموافق 22 \ 10 \ 2016 م
تعليق