(1)القيء الوطني .
صحى من نومه . لم تكن في المطبخ أنبوبة بوتاجاز ليطبخوا عليها . منذ أسبوع بعد عام من الحرب يوقدون الفحم .
أدخل يده في جيبه , كان يريد مائة ريال لتذهب ابنته وتبادلها في فحم نباتي لتوقد المجمر وتقلي لهم على الزيت الذي حصل عليه من منظمات الإغاثة بعض الدقيق كطعام إفطار . لكن يده عادت فارغة .
البارحة قال له البقال : لن أهبك أي شيء من الدكان بعد الآن . لقد تجاوز ديني لديك مبلغ راتبك . ويعلم الله بالديون الآخرى للآخرين عندك . لست وحدك فلقد أوقفت صرف أي شيء من الدكان لجميع الموظفين . لقد مرت ثلاثة اسابيع منذ استحقاق الراتب ولم تستلموا مرتباتكم أيها الموظفون .
فتح باب بيته ونظر في الزقاق . لايريد أن يشحت أحدا فالكرامة تعني أن تموت جوعا في اللحظة الأخيرة . كان أحدهم يمر أمام عينيه في الطريق ويحمل على كتفه بندقية كلاشنكوف حين شاهده على عتبة الباب لينعطف نحوه ويقول له في حماس بالغ : هل تبرعت للبنك المركزي ؟ ألا تدري بأن المرتزقة قد نقلوه من العاصمة إلى عدن . ألم تسمع بحملة " التضامن الوطني " مع البنك المركزي ؟ لقد فتحوا تسعة حسابات للتضامن في مكتب البريد . الجميع يتبرعون , والشعب كله في البريد .
تجشّع إبراهيم . وانطلقت من جوفه فهيقاء طويلة . وبصق عريضا على قدر كفه في التراب . وكاد أن يتقيّأ .
-سأفعل , سأفعل . قال إبراهيم لصاحب الكلاشنكوف واستدار سريعا نحو الداخل ... وتقيّأ جوفه هناك .
(2) العشى
ياإبراهيم . ياإبراهيم .
لم يلتفت . ولم يقف للتو . وعاد أدراجه أخيرا ليجيب الداعي . لكن لاأحد هناك .
عاد يمشي . كنت أتابع خلفه كل شيء . وكان مثلي عائدا من العمل .
ظللت خلفه حتى حاذيت باب بيتي على يميني . لكن إبراهيم ظل يمشي .
تذكرت فورا أن باب بيته كان على يمينه قبل باب بيتي بعد النداء الأول : ياإبراهيم ياإبراهيم .
علمتُ الآن أنه تجاوز بيته . نسي أن بيته كان هناك في الوقت الذي كان يعود إليه قادما من مقر العمل .
لم أدخل بيتي وتبعت إبراهيم قادما من مقر العمل . كان لازال يمشي .
صرخت وراءه : ياإبراهيم ياإبراهم .
.لم يلتفت . لم يقف للتو . وعاد ادراجه أخيرا ليجيب الداعي . لكن لاأحد هناك
وعاد يمشي . وعدت أمشي .
ياإبراهيم . ياإبراهيم . ياإبراهيم
صحى من نومه . لم تكن في المطبخ أنبوبة بوتاجاز ليطبخوا عليها . منذ أسبوع بعد عام من الحرب يوقدون الفحم .
أدخل يده في جيبه , كان يريد مائة ريال لتذهب ابنته وتبادلها في فحم نباتي لتوقد المجمر وتقلي لهم على الزيت الذي حصل عليه من منظمات الإغاثة بعض الدقيق كطعام إفطار . لكن يده عادت فارغة .
البارحة قال له البقال : لن أهبك أي شيء من الدكان بعد الآن . لقد تجاوز ديني لديك مبلغ راتبك . ويعلم الله بالديون الآخرى للآخرين عندك . لست وحدك فلقد أوقفت صرف أي شيء من الدكان لجميع الموظفين . لقد مرت ثلاثة اسابيع منذ استحقاق الراتب ولم تستلموا مرتباتكم أيها الموظفون .
فتح باب بيته ونظر في الزقاق . لايريد أن يشحت أحدا فالكرامة تعني أن تموت جوعا في اللحظة الأخيرة . كان أحدهم يمر أمام عينيه في الطريق ويحمل على كتفه بندقية كلاشنكوف حين شاهده على عتبة الباب لينعطف نحوه ويقول له في حماس بالغ : هل تبرعت للبنك المركزي ؟ ألا تدري بأن المرتزقة قد نقلوه من العاصمة إلى عدن . ألم تسمع بحملة " التضامن الوطني " مع البنك المركزي ؟ لقد فتحوا تسعة حسابات للتضامن في مكتب البريد . الجميع يتبرعون , والشعب كله في البريد .
تجشّع إبراهيم . وانطلقت من جوفه فهيقاء طويلة . وبصق عريضا على قدر كفه في التراب . وكاد أن يتقيّأ .
-سأفعل , سأفعل . قال إبراهيم لصاحب الكلاشنكوف واستدار سريعا نحو الداخل ... وتقيّأ جوفه هناك .
(2) العشى
ياإبراهيم . ياإبراهيم .
لم يلتفت . ولم يقف للتو . وعاد أدراجه أخيرا ليجيب الداعي . لكن لاأحد هناك .
عاد يمشي . كنت أتابع خلفه كل شيء . وكان مثلي عائدا من العمل .
ظللت خلفه حتى حاذيت باب بيتي على يميني . لكن إبراهيم ظل يمشي .
تذكرت فورا أن باب بيته كان على يمينه قبل باب بيتي بعد النداء الأول : ياإبراهيم ياإبراهيم .
علمتُ الآن أنه تجاوز بيته . نسي أن بيته كان هناك في الوقت الذي كان يعود إليه قادما من مقر العمل .
لم أدخل بيتي وتبعت إبراهيم قادما من مقر العمل . كان لازال يمشي .
صرخت وراءه : ياإبراهيم ياإبراهم .
.لم يلتفت . لم يقف للتو . وعاد ادراجه أخيرا ليجيب الداعي . لكن لاأحد هناك
وعاد يمشي . وعدت أمشي .
ياإبراهيم . ياإبراهيم . ياإبراهيم
تعليق