جوْرٌ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سمرعيد
    أديب وكاتب
    • 19-04-2013
    • 2036

    جوْرٌ

    جورٌ
    بسيف البغيّ ، يقضي بينهم.
    يشيّدون له قصرًا من الولاء والطاعة العمياء.
    يجرّ مزهوا عباءةَ الغرور؛
    تنحني الورودُ وتختفي الطيور..
    وحدها الأرانبُ تتجوّلُ في ساحة القرية !!
  • سالم وريوش الحميد
    مستشار أدبي
    • 01-07-2011
    • 1173

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة سمرعيد مشاهدة المشاركة
    جورٌ
    بسيف البغيّ ، يقضي بينهم.
    يشيّدون له قصرًا من الولاء والطاعة العمياء.
    يجرّ مزهوا عباءةَ الغرور؛
    تنحني الورودُ وتختفي الطيور..
    وحدها الأرانبُ تتجوّلُ في ساحة القرية !!
    أستاذة سمر
    راقني أن تكون قصتك القصيرة جدا
    هي الأولى بين قراءاتي الصباحية ..
    رأيت أنك تحلقين بالنص من خلال سرد شاعري
    متمكن من ادواته
    حيث يتسم اسلوبك بالسهولة والجزالة
    تؤثرين الايجاز والتركيز ..وهذا النوع من السرد يعطي
    نكهة خاصة للنص .. الكثير من كتاب القصة القصيرة جدا
    يبتعدون عنه ..
    العنوان جاء فاضحا للنص قبل ان يلج المتلقي
    إليه .. فالجور معناه الظلم ، العسف ، الطغيان وكلها تأتي من شخص
    قادر متمكن على من هم ليس كفؤا له .
    .اذن جاء العنوان مقروءا
    أي انه أوصل رسالة مسبقة للقارئ بمضمون النص ..
    (بسيف البغيّ ، يقضي بينهم. )
    المدخل جاء ايضا بائن الدلالة القصدية ولا يحتاج لتأويل ..
    المقصود هنا حاكم متنفذ كان يقاضي
    رعيته بسيف غير عادل ..
    (يشيّدون له قصرًا من الولاء والطاعة العمياء. )
    نعم حين يسيطر الخوف على الناس ، تغيب العقول ، وتموت الإرادة ،
    وكم هم اولئك الحكام الطغاة الذين حكموا شعوبهم ،
    وكانوا أداة هدم لشخصية الإنسان وارادته وقدراته الإبداعية ،
    في حين كان ذلك الانسان المستضعف يبني لهم قصورا ويهتف
    باسمهم ويشيد بأعمالهم ويتغنى بعدلهم ، ويموت من أجل نزواتهم واحلامهم المريضة ،
    ((يجرّ مزهوا عباءةَ الغرور؛))

    امام هذا التزلف والولاء والطاعة العمياء ، لا يمتلك الحاكم إلا أن يكون جبارا عتيا ،
    فيرى كل هذا الكم من الناس يهتفون له ويمجدون أعماله ،
    يرى الشعب من خلال هؤلاء ،
    ومن يخالف هؤلاء الرأي فهو خائن ، مجرم ، جاحد ،
    عليه أن يسلط سيف ظلمه عليه ..
    وهذا ما تؤكده مقولة أرسطو منذ زمن بعيد حيث سؤل
    _ من يصنع الطغاة ..؟
    فرد على الفور
    _ ضعف المظلومين ..؟
    نعم فالشعوب هي من تصنع الطغاة ..
    ((تنحني الورودُ وتختفي الطيور..))
    هنا تحول النص من المباشرة إلى الرمزية ، فما عنته الكاتبة بالورد
    والطيور هما عنصري الجمال والبراءة والسلام والأمان .
    .يذبل الورد فينحني
    وتغادر الطيور مطارحها إذا فقدت الأمان .
    مغادرة الطيور قد تعني هجرة ابناء الوطن

    ((وحدها الأرانبُ تتجوّلُ في ساحة القرية !! ))
    الأرنب رمز للجبن والخوف ..
    لذا فإن من بقى في القرية
    هم فقط الخائفين والجبناء .
    وهم وحدهم الذين يتجولون في الساحة هذا ما أرادت الكاتبة إيصاله للمتلقي
    هنا لابد من الإشارة ..وحسب اعتقادي
    إلى أن استخدام الأرنب كرمز لم يعط
    النص إلا تأويلات قد تبعد القاريء عن قصدية الكاتبة ..
    مع العلم إن تتابع السرد جاء متساوقا مع سياق النص
    فهي أشارت في البدء إلى( سيف البغي )هو الذي يقضي بين الناس
    أي أنه القوة المفروضة لاستدامة الخوف في
    القلوب الضعيفة ، الواهنة ..وهو استخدام ذكي ..
    أذا ما تعمقنا في النص ..
    (( وحدها الذئاب تتجول في ساحة القرية ))
    أرى أن استخدام هذه النهاية قد يوصل لذهن المتلقي دلالات
    يمكن تأويلها بشكل قد يبعده عن الشطط والكيفية في التأويل ، ..
    لأن الذئاب
    ترمز إلى القوة ، والتسلط ، والفتك من دون رحمة ووجودها يعني
    إ لا أحد يستطيع المواجهة ، والمعارضة ..ومعناه بقاء الخوف شائعا
    هذا مجرد رأي وهو لا ينقص من قيمة النص وكماله ..
    تقديري واحترامي الكبير
    على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
    جون كنيدي

    الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

    تعليق

    • سعد الأوراسي
      عضو الملتقى
      • 17-08-2014
      • 1753

      #3
      أهلا بك
      وتلك القرى ..
      النص بين التحرر والانهزام ، انتهى إلى حالة من التخلف والقصور ، أوجدتها حيدة الترسيمة عن الموضوع ..
      في مثل هذه النصوص حين نشير إلى الاستبداد التحكمي ، لا بد أن يكون
      خط البديل في الرسالة تحرريا ..
      وعليه لقد اختل مؤشر نمطك السردي ، في شاعرية يرفضها الموقف
      وفي أواني ، أراها لازمة الأدب النسائي في عمومه ..
      لقد تراجعت أشكال التحليل والتفسير في الظاهرة ، بذبول الورد واختفاء الطيور، وشرعنت لفكرالخوف والاستبداد دولة ومنهجا ..
      فحين يهاجر الأحرار، وتموت الحياة المعنوية في الوسط ، لا داعي لتوجيه من لا يحب الحياة ..
      كيف يصنع الحياة ، من لا يحبها .. ؟
      عندما تقوم الحركة الفكرية أمام ظاهرة من هذا النوع ، بتحديث الفكر والأسلوب ، دون شك ستحلق النسور ولا يبقى للآرانب مكانا غير جحور مظلمة ، هكذا يسجَل تاريخ النخب التي توجه العامة ، ويسجل تاريخ الأحرار أيضا ..
      تقبلي مروري وهديتي
      تحيتي لك

      تعليق

      • سمرعيد
        أديب وكاتب
        • 19-04-2013
        • 2036

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة سالم وريوش الحميد مشاهدة المشاركة
        أستاذة سمر
        راقني أن تكون قصتك القصيرة جدا
        هي الأولى بين قراءاتي الصباحية ..
        رأيت أنك تحلقين بالنص من خلال سرد شاعري
        متمكن من ادواته
        حيث يتسم اسلوبك بالسهولة والجزالة
        تؤثرين الايجاز والتركيز ..وهذا النوع من السرد يعطي
        نكهة خاصة للنص .. الكثير من كتاب القصة القصيرة جدا
        يبتعدون عنه ..
        العنوان جاء فاضحا للنص قبل ان يلج المتلقي
        إليه .. فالجور معناه الظلم ، العسف ، الطغيان وكلها تأتي من شخص
        قادر متمكن على من هم ليس كفؤا له .
        .اذن جاء العنوان مقروءا
        أي انه أوصل رسالة مسبقة للقارئ بمضمون النص ..
        (بسيف البغيّ ، يقضي بينهم. )
        المدخل جاء ايضا بائن الدلالة القصدية ولا يحتاج لتأويل ..
        المقصود هنا حاكم متنفذ كان يقاضي
        رعيته بسيف غير عادل ..
        (يشيّدون له قصرًا من الولاء والطاعة العمياء. )
        نعم حين يسيطر الخوف على الناس ، تغيب العقول ، وتموت الإرادة ،
        وكم هم اولئك الحكام الطغاة الذين حكموا شعوبهم ،
        وكانوا أداة هدم لشخصية الإنسان وارادته وقدراته الإبداعية ،
        في حين كان ذلك الانسان المستضعف يبني لهم قصورا ويهتف
        باسمهم ويشيد بأعمالهم ويتغنى بعدلهم ، ويموت من أجل نزواتهم واحلامهم المريضة ،
        ((يجرّ مزهوا عباءةَ الغرور؛))

        امام هذا التزلف والولاء والطاعة العمياء ، لا يمتلك الحاكم إلا أن يكون جبارا عتيا ،
        فيرى كل هذا الكم من الناس يهتفون له ويمجدون أعماله ،
        يرى الشعب من خلال هؤلاء ،
        ومن يخالف هؤلاء الرأي فهو خائن ، مجرم ، جاحد ،
        عليه أن يسلط سيف ظلمه عليه ..
        وهذا ما تؤكده مقولة أرسطو منذ زمن بعيد حيث سؤل
        _ من يصنع الطغاة ..؟
        فرد على الفور
        _ ضعف المظلومين ..؟
        نعم فالشعوب هي من تصنع الطغاة ..
        ((تنحني الورودُ وتختفي الطيور..))
        هنا تحول النص من المباشرة إلى الرمزية ، فما عنته الكاتبة بالورد
        والطيور هما عنصري الجمال والبراءة والسلام والأمان .
        .يذبل الورد فينحني
        وتغادر الطيور مطارحها إذا فقدت الأمان .
        مغادرة الطيور قد تعني هجرة ابناء الوطن

        ((وحدها الأرانبُ تتجوّلُ في ساحة القرية !! ))
        الأرنب رمز للجبن والخوف ..
        لذا فإن من بقى في القرية
        هم فقط الخائفين والجبناء .
        وهم وحدهم الذين يتجولون في الساحة هذا ما أرادت الكاتبة إيصاله للمتلقي
        هنا لابد من الإشارة ..وحسب اعتقادي
        إلى أن استخدام الأرنب كرمز لم يعط
        النص إلا تأويلات قد تبعد القاريء عن قصدية الكاتبة ..
        مع العلم إن تتابع السرد جاء متساوقا مع سياق النص
        فهي أشارت في البدء إلى( سيف البغي )هو الذي يقضي بين الناس
        أي أنه القوة المفروضة لاستدامة الخوف في
        القلوب الضعيفة ، الواهنة ..وهو استخدام ذكي ..
        أذا ما تعمقنا في النص ..
        (( وحدها الذئاب تتجول في ساحة القرية ))
        أرى أن استخدام هذه النهاية قد يوصل لذهن المتلقي دلالات
        يمكن تأويلها بشكل قد يبعده عن الشطط والكيفية في التأويل ، ..
        لأن الذئاب
        ترمز إلى القوة ، والتسلط ، والفتك من دون رحمة ووجودها يعني
        إ لا أحد يستطيع المواجهة ، والمعارضة ..ومعناه بقاء الخوف شائعا
        هذا مجرد رأي وهو لا ينقص من قيمة النص وكماله ..
        تقديري واحترامي الكبير
        أستاذ سالم
        كم أسعدني وشرفني هذا الحضور الباذخ والقراءة الماتعة
        سلم النظر والفكر والمرور الرائع حقا
        بوركت وجوزيت كل خير

        تعليق

        • سمرعيد
          أديب وكاتب
          • 19-04-2013
          • 2036

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سعد الأوراسي مشاهدة المشاركة
          أهلا بك
          وتلك القرى ..
          النص بين التحرر والانهزام ، انتهى إلى حالة من التخلف والقصور ، أوجدتها حيدة الترسيمة عن الموضوع ..
          في مثل هذه النصوص حين نشير إلى الاستبداد التحكمي ، لا بد أن يكون
          خط البديل في الرسالة تحرريا ..
          وعليه لقد اختل مؤشر نمطك السردي ، في شاعرية يرفضها الموقف
          وفي أواني ، أراها لازمة الأدب النسائي في عمومه ..
          لقد تراجعت أشكال التحليل والتفسير في الظاهرة ، بذبول الورد واختفاء الطيور، وشرعنت لفكرالخوف والاستبداد دولة ومنهجا ..
          فحين يهاجر الأحرار، وتموت الحياة المعنوية في الوسط ، لا داعي لتوجيه من لا يحب الحياة ..
          كيف يصنع الحياة ، من لا يحبها .. ؟
          عندما تقوم الحركة الفكرية أمام ظاهرة من هذا النوع ، بتحديث الفكر والأسلوب ، دون شك ستحلق النسور ولا يبقى للآرانب مكانا غير جحور مظلمة ، هكذا يسجَل تاريخ النخب التي توجه العامة ، ويسجل تاريخ الأحرار أيضا ..
          تقبلي مروري وهديتي
          تحيتي لك
          أشكر مرورك الكريم وأحترم وجهة نظرك..
          لكل أسلوبه وأوانيه التي يسكب فيها معانيه
          لك مني وافر الشكر والتقدير

          تعليق

          • فوزي سليم بيترو
            مستشار أدبي
            • 03-06-2009
            • 10949

            #6
            قرأت بعناية نص الأستاذة سمر
            وقرأت أيضا مداخلتي أخي سامر وأخي سعد
            هناك اتفاق على أن في " الهريبة ثلثين المراجل "
            وهذا ما أشارت إليه الكاتبة في قفلة القصة
            تحياتي للجميع
            فوزي بيترو

            تعليق

            يعمل...
            X