تويت
بعض الآراء في ( الفايس بوك )
" فُساءٌ ضراطً و قدح "
***
بقلم : رشيد ( فوزي ) مصباح
****
مـداوروش في : 2016.11.20
الموافق لـ: . ۲ / صفر ( ۲ .) / ۳۸ ٤ ۱
*****
عندما تضع الإمكانيات التكنولوجية المتطوّرة في يد جاهل غبي ، أو مثقّف مغرض صاحب خلفيات ، فإنه بلا شك سيتعامل مع الآخرين من خلال الجهل أو العقد التي يعاني منها ، وسيجد كل واحد فرصته لنفث سموم أمراضه عبر الوسيلة الاجتماعية ، والتي يفترض فيها تقديم الخدمات الجليلة وتوطيد العلاقات بين البعض ، ورفع المستوى لدى البعض الآخر...
لكن يبدو أن المعتوه أبا جهل، ذاك الفاسد في أخلاقه ونواياه،لا يقدر على العيش خارج محيطه العكر، كما أن الأجواء النقية لا تناسب سلوكه الرديء ..
فلا يجب أن نندهش لإطلالاته المريعة عبر قناة " الفايس -بوك " فهو لا يجد ما يقوله ، وليس في كلامه شيئًا من الصواب ، فإمّا فُساء أو ضَّراط .
- " في هذه الصبيحة المباركة بعد أن فرغنا من صلاة الصبح ، دعاني صديقي ( فاروق ) والذي صرت أستحي من كثرة بذله وعطائه ، فلا يهنأ ولا يهدأ ولا يرتاح حتى يكرمني - أسبغ الله كل النعم عليه وعلى أمثاله - لنجلس معًا بإحدى المقاهي الشعبية ريثما يلتحق بنا صديقنا الآخر ( م ) وهو أكبرنا سنّا وحنكة ، ودراية بالأمور .
بعد التخلّص من مرطّب " البريوش " بالحليب ، يقدّم لنا النادل القهوة قبل آخر خدمة ، يأتي بعدها بالماء المعلّب الجاهز للشّراب ، نزولاً لدى رغبة ( فاروق ) وتنفيذًا لأوامره ورغبته في الاحتفاء بصديقنا الكبير ( م ) هذا الذي قال لي عنه ذات يوم ، وأنه غير مستعد أن يتنازل عن صحبته مهما كلفه ذلك من مال أو وقت .
الأصل في جلوسنا في المقهى،هو تبادل أطراف الحديث ، فلا نعرف أشهى و ألذ من ذلك ،سوى الإكراميات التي تتزيّن بها الطاولة ويتفضّل بها الأخ ( فاروق ) ، لكنه لا يكون للجلوس معنى بدون استقصاء لمواضيع الساعة ، فلا يجب أن يفوتنا من الأخبار أهمّها .
كالعادة ، أول ما يقوم به ( فاروق ) يستفزّ صديقنا المحنّك ( م ).. ليطلب منه هذا الأخير سيجارة بعد تنرفزه ، يلوكها كما يفعل بالكلمة حين يريد أن يسخر من آراء " الفايسبوكيين " التي لا تعجبه ، فكنا نعارضه بشدّة نلومه على ذلك ...
وجدت هذه المرّة أن صديقنا المحترم ( م ) فعلاً لديه حق ؛ بعدما كثر الكلام عن تداول أحد " الفايسبوكيين " لفضيحة ألمّت عندنا بعائلة معروفة ، بغرض التشهير والتحقير :
وما كان يجب نشر مثل هذه الأشياء التي تمس بكرامة الناس
فما عسى نقول لهذا المستخدم مهما كانت نيّته، سوى :
لـإِنك أبا جهل ضربت بالحديث عرض الحائط ، وفيه أن الأصل في التعامل بين الناس :
( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ
اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ )
[مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]
: وزاد أصحاب الأعمش في متن هذا الحديث
((. . ومن أقال لله مسلماً أقال الله عثرته يوم القيامة ))
كثيرًا ما كنا نوجّه اللّوم لأجهزة الرّقابة على تشدّدها، ولكن في هذه المرّة، سنسب ونلعن ذاك الذي نصّب نفسه قاضيًّا أو داعيّة ؛ يتهجّم على هذا ويهتك عرض ذاك دون رخصة أو مبرّر ، فلا يكون الذي يفعله بهذا وبذاك سوى جهلٍ أو نعرة أو نيّة خبيثة مضمرة .