الرحيل الى الله تعالى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نوري الوائلي
    أديب وكاتب
    • 06-04-2008
    • 71

    شعر عمودي الرحيل الى الله تعالى


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الرحيل الى الله تعالى
    الدكتور نوري الوائلي
    الحبُ يلهبنا والصبرُ يضنينا *** والعشقُ يغلبنا شوقاً ويكوينا
    للغيب يأخُذنا بحثاً ويُبحرنا *** في النفسِ عمقاً وفِي الأكوانِ يُعلينا
    فالنفسُ فيها من الآياتِ مبهرة *** والكونُ يحوي عظيمَ الخلقِ مُوزونا
    يهفو الفؤادُ لغيبٍ من دلائلهِ *** في كلّ شيء يراه العقلُ مقرونا
    يسعى أليه بوقتٍ لا قياس له *** والبعدُ صفر من المقصودِ يحوينا
    ألعقلُ يدركُ أن الحق مُوجدنا *** والكونُ يسعى بأمرِ الله مرهونا
    بالفطرةِ الخلقُ مشدود بخالقه *** والعلمُ لله يطوينا ويدنينا
    فوق العقولِ فلا وصف يقاربه *** والفهمُ يبقى بعجزِ العقلِ مسجونا
    لا يوصف العقلُ إلا في مقارنة *** والعقلُ للوصفِ يستقري الموازينا
    بمنْ يُقارن لا شيء يشابهه *** فوق الصفاتِ علا معنىً ومضمونا
    ألحقُ أنزل أوصافًا لندركها *** حتّى نكون لقدرِ الله واعينا
    ألعقلُ يحبو لفهم الكونِ مفتقراً *** قد يدركُ البعضَ أو يكتال تخمينا
    إنْ يرتق العقلُ للأَكْوانِ مُقْتَرِبَاً *** يرتدْ الى الذاتِ مخسوءاً ومَوْهُونا
    عبر الزمانِ أُنادي والوجودُ صَدىً **** رحماك ربي فنادى الكَوْنُ آمينا
    حَتَّى كأنّ مدى الأَكْوان مئذنةٌ *** و النَّفْسُ تملؤها ذكراً و تدوينا
    يا منْ بِرَحْمَتِه الأَكْوان قائِمة *** و مُنْعُمَ الخَلْق في الآلاءِ غافينا
    ومُنْشِئَ النَّشْأَةَ الأولى وبارَئها *** وهادي الخَلْقَ أن تقفو القوانينا
    وساقي الطفلَ ألباناً مطيبة *** ومُخرج الزرعَ من صخرٍ أفانينا
    وكَاسِي الظُّلْمةَ اَلأنْوارَ دافئة *** ومُنْزَلَ الروحَ والمِيزانَ هادينا
    وخالقَ النحلَ إذ يشفِي بلسعته *** ومُبْرئ الداءَ بالأعْسالِ يشفِينا
    ومُبْتَلِي النَّفْس إن ساءتْ وإن حسنتْ *** لَعَلَّه عن جحِيمِ النارِ يغنينا
    ومُنْقِذَ النَّاسَ من جوعٍ ومن فزعٍ **** والمُرْتجَى كرماً بالدّيْنِ يحيينا
    أَنْقِذْ بمنّك غرقاناً بغفلته *** طالَ الكبائِرَ تنويعاً وتَلْوينا
    واشفِ المواجعَ فالآلام مبرحة *** ما بات فيها جميلُ الصبرِ مضمونا
    وبسْمك الأَعْظم الأشجان سائلة *** أن تَكْشِف الداءَ والإمْلاقَ والحَينا
    أن تُبْعِد النَّاسَ عنّا في مَساوئهم *** أن تَسْتَجِيب الدعا جوداً و تحمينا
    زادي قَلِيل ومكرُ النَّاسِ أَدْركني *** حتّى سقاني خداعُ الناسِ غسلينا
    إن بان رِزْقي أطال النَّاسُ نعمته *** حَتَّى غَدَوْتُ بعين السْوِء مَعْيونا
    ألصبرَ ربّي أُنادِي صبرَ مُحْتَسَبٍ *** قد جاءك الدّهرَ مَكْروباً و محزونًا
    ما كان حُزْني بأيّام البِلى جزعاً *** أو كان دَمْعِي بها يأساً وتَأْبِينا
    بل كنتُ فيها دعاءاً صاغني جملاً *** أجني من الجدبِ رغم الضيقِ زيتونا
    أيْنَ المِفَرُّ ونفسي ما لها أمل *** إلاَّ بعَفْوك يوم الحَشْرِ يُنجينا
    نَسْعَى إليكَ بحالٍ بات يُخْجلنا *** كَيْفَ الوصول وثِقْل الذَّنْبِ يطوينا
    نَسْعَى لك الدَّهْرَ ما هانت مراشِدُنا *** نُحيي لك اللَّيْلَ عبّاداً مُناجينا
    لولا الرَّجَاءُ بمن لا نوم يأْخُذه *** ما طابَ عيشٌ بها والموتُ داعينا
  • جهاد بدران
    رئيس ملتقى فرعي
    • 04-04-2014
    • 624

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة نوري الوائلي مشاهدة المشاركة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الرحيل الى الله تعالى
    الدكتور نوري الوائلي
    الحبُ يلهبنا والصبرُ يضنينا *** والعشقُ يغلبنا شوقاً ويكوينا
    للغيب يأخُذنا بحثاً ويُبحرنا *** في النفسِ عمقاً وفِي الأكوانِ يُعلينا
    فالنفسُ فيها من الآياتِ مبهرة *** والكونُ يحوي عظيمَ الخلقِ مُوزونا
    يهفو الفؤادُ لغيبٍ من دلائلهِ *** في كلّ شيء يراه العقلُ مقرونا
    يسعى أليه بوقتٍ لا قياس له *** والبعدُ صفر من المقصودِ يحوينا
    ألعقلُ يدركُ أن الحق مُوجدنا *** والكونُ يسعى بأمرِ الله مرهونا
    بالفطرةِ الخلقُ مشدود بخالقه *** والعلمُ لله يطوينا ويدنينا
    فوق العقولِ فلا وصف يقاربه *** والفهمُ يبقى بعجزِ العقلِ مسجونا
    لا يوصف العقلُ إلا في مقارنة *** والعقلُ للوصفِ يستقري الموازينا
    بمنْ يُقارن لا شيء يشابهه *** فوق الصفاتِ علا معنىً ومضمونا
    ألحقُ أنزل أوصافًا لندركها *** حتّى نكون لقدرِ الله واعينا
    ألعقلُ يحبو لفهم الكونِ مفتقراً *** قد يدركُ البعضَ أو يكتال تخمينا
    إنْ يرتق العقلُ للأَكْوانِ مُقْتَرِبَاً *** يرتدْ الى الذاتِ مخسوءاً ومَوْهُونا
    عبر الزمانِ أُنادي والوجودُ صَدىً **** رحماك ربي فنادى الكَوْنُ آمينا
    حَتَّى كأنّ مدى الأَكْوان مئذنةٌ *** و النَّفْسُ تملؤها ذكراً و تدوينا
    يا منْ بِرَحْمَتِه الأَكْوان قائِمة *** و مُنْعُمَ الخَلْق في الآلاءِ غافينا
    ومُنْشِئَ النَّشْأَةَ الأولى وبارَئها *** وهادي الخَلْقَ أن تقفو القوانينا
    وساقي الطفلَ ألباناً مطيبة *** ومُخرج الزرعَ من صخرٍ أفانينا
    وكَاسِي الظُّلْمةَ اَلأنْوارَ دافئة *** ومُنْزَلَ الروحَ والمِيزانَ هادينا
    وخالقَ النحلَ إذ يشفِي بلسعته *** ومُبْرئ الداءَ بالأعْسالِ يشفِينا
    ومُبْتَلِي النَّفْس إن ساءتْ وإن حسنتْ *** لَعَلَّه عن جحِيمِ النارِ يغنينا
    ومُنْقِذَ النَّاسَ من جوعٍ ومن فزعٍ **** والمُرْتجَى كرماً بالدّيْنِ يحيينا
    أَنْقِذْ بمنّك غرقاناً بغفلته *** طالَ الكبائِرَ تنويعاً وتَلْوينا
    واشفِ المواجعَ فالآلام مبرحة *** ما بات فيها جميلُ الصبرِ مضمونا
    وبسْمك الأَعْظم الأشجان سائلة *** أن تَكْشِف الداءَ والإمْلاقَ والحَينا
    أن تُبْعِد النَّاسَ عنّا في مَساوئهم *** أن تَسْتَجِيب الدعا جوداً و تحمينا
    زادي قَلِيل ومكرُ النَّاسِ أَدْركني *** حتّى سقاني خداعُ الناسِ غسلينا
    إن بان رِزْقي أطال النَّاسُ نعمته *** حَتَّى غَدَوْتُ بعين السْوِء مَعْيونا
    ألصبرَ ربّي أُنادِي صبرَ مُحْتَسَبٍ *** قد جاءك الدّهرَ مَكْروباً و محزونًا
    ما كان حُزْني بأيّام البِلى جزعاً *** أو كان دَمْعِي بها يأساً وتَأْبِينا
    بل كنتُ فيها دعاءاً صاغني جملاً *** أجني من الجدبِ رغم الضيقِ زيتونا
    أيْنَ المِفَرُّ ونفسي ما لها أمل *** إلاَّ بعَفْوك يوم الحَشْرِ يُنجينا
    نَسْعَى إليكَ بحالٍ بات يُخْجلنا *** كَيْفَ الوصول وثِقْل الذَّنْبِ يطوينا
    نَسْعَى لك الدَّهْرَ ما هانت مراشِدُنا *** نُحيي لك اللَّيْلَ عبّاداً مُناجينا
    لولا الرَّجَاءُ بمن لا نوم يأْخُذه *** ما طابَ عيشٌ بها والموتُ داعينا


    الرحيل إلى الله تعالى...
    يا لروعة هذه النفحات الإيمانية ..والوقفات الموجعة مع النفس والذات..وهي بين دفتي ميزان..نعلق فيه همومنا ومساوءنا ونجلد ذنوبنا بين براثن التيه والمعاصي..
    رحلة السماء تحتاج منا للجد والمجاهدة ..ليست هينة تلك النفس وهي تغرز سموم الذنوب بين أهدابها..ترتجف الروح وجلة وهي تطوف سبعا حول المحراب مناجية ..المغفرة والعفو من الله العلي القدير..
    قصيدة قدمها الشاعر على منابر من نور ..وعلقها على أستار الضوء..لتضيء لنفوسنا معنى المحاسبة ومعنى الإنابة إلى الله ..والتوبة من عقيم أعمالنا وهي تسبح بين وجنات الدنيا الفانية..
    حروف من نور ..فتحت من الجراح ما يعيدنا للتوبة..ويرشدنا للتأمل بين أسرار الكون.. ومعجزات النفس والجسد..والتي تنسج لنا دروب الخشية من الله ..وجمال التدبر في أسرار الكون وخلق الله..
    لوحة حاكت الذات وجلدت النفس أن تعيد لها ثباتها على الحق..وأن تعترف بالخطايا والذنوب..كي نعود لحضن السماء في ابتهال ودعاء وتضرع..فتزداد معالم التقوى وتتهيأ قوافل الجوارح أن تستكين بين يدي الله وبين صفحات كتابه العظيم..
    نبقى أمة جاهلة ..وجهل فظيع اسودت معه النفوس..يوم أن تركنا الوضوء على الثرى ولم نتمكن من العودة لنور الله..
    كلمات شاعرنا الكبير ..كانت بمثابة صفعة لعقولنا ولقلوبنا أن تعود ورشدها لأبواب العقيدة وشريعة الله..
    كانت بمثابة لفتة من عبر وحكم ومواعظ لهذا الإنسان الذي يذنب فيستغفر ثم يذنب ويستغفر..حتى يكتب من المستغفرين التائبين...
    الشاعر هنا ارتكز على عدة خصائص في قصيدته..
    على الله ونعمته وحاجتنا إليه لنكون سعداء..
    ثم للكون وما يحمل من أسرار تقربنا لله ولخشيته..
    للإنسان المقصر المذنب في حق الله..
    وقدم لنا عبرا نتعظ منها ..وحكما نتعلم من كنوزها ما يقينا الوقوع في المعاصي والذنوب..
    كانت تتناسل التوجيهات والدروس المستقاة من عبير الشريعة ومنهاج الله..لتكون لنا وقاية ودراية في عتمة الحياة الدنيا وضيقها..
    استعمل الشاعر صوره الشعرية من حسه الصادق وريشته المبدعة التي قدمت صورا وأوصافا بارعة النسج ..متقنة البناء ..لها جمالية خاصة بنفحات إيمانية عذبة..
    صوره الفنية الراقية دعمت الخيال أن يلتجئ لمواطن الخيال والتدبر الخشوع في عطايا الله..
    التعمق في الخيال والسبح بين أسرار الكون لنتقرب إلى الله زلفى ..
    لقوله تعالى: " وفي أنفسكم أفلا تبصرون" سورة الذاريات 21..
    في الوقفة مع الذات ومحاسبتها أن يفوت الأوان ويكون خسرانا مبينا..
    الشاعر يوجه لنا رسالة نحو السماء..لنعلق عيوننا في قبة الله ..
    وهذه من أعظم التوجيهات والحكم والعبر لنسمو بفكرنا وعلمنا وأنفسنا نحو الطهر والنقاء..
    صور شعرية كانت مباغتة لنا ولقلوبنا وعقولنا..وتهز أفئدتنا نحو الخالق وما أبدع..
    سحر البناء لا ريب فيه ولا شك في جمالية الألفاظ والمشاعر النابضة التي جعلت من العيون مطر رحمة تستيقظ عبرها من وجع الذنوب ووحل المعاصي..
    الأستاذ الكبير الشاعر المبدع د.نوري الوائلي
    سعدنا ونحن نطوف بين ظلال حرفكم ووارق قلمكم ومدرار مدادكم وهو ينثر من الحس عودة لأنفسنا في محراب الله .وتنبيها للغافلين عن طاعة الله..
    بورك بكم وبحرفكم ورسالتكم الإيمانية هذه التي توجه بوصلة فكرنا وقلوبنا نحو الله والهجرة إليه ..ففروا إلى الله جميعا أيها المسلمون..
    وفقكم الله لما يحبه ويرضاه..وزادكم بسطة من العلم والنور والخير الكثير...
    .
    .
    .
    .
    جهاد بدران
    فلسطينية

    تعليق

    • م.سليمان
      مستشار في الترجمة
      • 18-12-2010
      • 2080

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة نوري الوائلي مشاهدة المشاركة

      بسم الله الرحمن الرحيم
      الرحيل الى الله تعالى
      الدكتور نوري الوائلي
      الحبُ يلهبنا والصبرُ يضنينا *** والعشقُ يغلبنا شوقاً ويكوينا
      للغيب يأخُذنا بحثاً ويُبحرنا *** في النفسِ عمقاً وفِي الأكوانِ يُعلينا
      فالنفسُ فيها من الآياتِ مبهرة *** والكونُ يحوي عظيمَ الخلقِ مُوزونا
      يهفو الفؤادُ لغيبٍ من دلائلهِ *** في كلّ شيء يراه العقلُ مقرونا
      يسعى أليه بوقتٍ لا قياس له *** والبعدُ صفر من المقصودِ يحوينا
      ألعقلُ يدركُ أن الحق مُوجدنا *** والكونُ يسعى بأمرِ الله مرهونا
      بالفطرةِ الخلقُ مشدود بخالقه *** والعلمُ لله يطوينا ويدنينا
      فوق العقولِ فلا وصف يقاربه *** والفهمُ يبقى بعجزِ العقلِ مسجونا
      لا يوصف العقلُ إلا في مقارنة *** والعقلُ للوصفِ يستقري الموازينا
      بمنْ يُقارن لا شيء يشابهه *** فوق الصفاتِ علا معنىً ومضمونا
      ألحقُ أنزل أوصافًا لندركها *** حتّى نكون لقدرِ الله واعينا
      ألعقلُ يحبو لفهم الكونِ مفتقراً *** قد يدركُ البعضَ أو يكتال تخمينا
      إنْ يرتق العقلُ للأَكْوانِ مُقْتَرِبَاً *** يرتدْ الى الذاتِ مخسوءاً ومَوْهُونا
      عبر الزمانِ أُنادي والوجودُ صَدىً **** رحماك ربي فنادى الكَوْنُ آمينا
      حَتَّى كأنّ مدى الأَكْوان مئذنةٌ *** و النَّفْسُ تملؤها ذكراً و تدوينا
      يا منْ بِرَحْمَتِه الأَكْوان قائِمة *** و مُنْعُمَ الخَلْق في الآلاءِ غافينا
      ومُنْشِئَ النَّشْأَةَ الأولى وبارَئها *** وهادي الخَلْقَ أن تقفو القوانينا
      وساقي الطفلَ ألباناً مطيبة *** ومُخرج الزرعَ من صخرٍ أفانينا
      وكَاسِي الظُّلْمةَ اَلأنْوارَ دافئة *** ومُنْزَلَ الروحَ والمِيزانَ هادينا
      وخالقَ النحلَ إذ يشفِي بلسعته *** ومُبْرئ الداءَ بالأعْسالِ يشفِينا
      ومُبْتَلِي النَّفْس إن ساءتْ وإن حسنتْ *** لَعَلَّه عن جحِيمِ النارِ يغنينا
      ومُنْقِذَ النَّاسَ من جوعٍ ومن فزعٍ **** والمُرْتجَى كرماً بالدّيْنِ يحيينا
      أَنْقِذْ بمنّك غرقاناً بغفلته *** طالَ الكبائِرَ تنويعاً وتَلْوينا
      واشفِ المواجعَ فالآلام مبرحة *** ما بات فيها جميلُ الصبرِ مضمونا
      وبسْمك الأَعْظم الأشجان سائلة *** أن تَكْشِف الداءَ والإمْلاقَ والحَينا
      أن تُبْعِد النَّاسَ عنّا في مَساوئهم *** أن تَسْتَجِيب الدعا جوداً و تحمينا
      زادي قَلِيل ومكرُ النَّاسِ أَدْركني *** حتّى سقاني خداعُ الناسِ غسلينا
      إن بان رِزْقي أطال النَّاسُ نعمته *** حَتَّى غَدَوْتُ بعين السْوِء مَعْيونا
      ألصبرَ ربّي أُنادِي صبرَ مُحْتَسَبٍ *** قد جاءك الدّهرَ مَكْروباً و محزونًا
      ما كان حُزْني بأيّام البِلى جزعاً *** أو كان دَمْعِي بها يأساً وتَأْبِينا
      بل كنتُ فيها دعاءاً صاغني جملاً *** أجني من الجدبِ رغم الضيقِ زيتونا
      أيْنَ المِفَرُّ ونفسي ما لها أمل *** إلاَّ بعَفْوك يوم الحَشْرِ يُنجينا
      نَسْعَى إليكَ بحالٍ بات يُخْجلنا *** كَيْفَ الوصول وثِقْل الذَّنْبِ يطوينا
      نَسْعَى لك الدَّهْرَ ما هانت مراشِدُنا *** نُحيي لك اللَّيْلَ عبّاداً مُناجينا
      لولا الرَّجَاءُ بمن لا نوم يأْخُذه *** ما طابَ عيشٌ بها والموتُ داعينا
      الله الله !
      هوذا الشعر الصادق المطابق للحق
      هوذا البيان الساحر
      ما أروع هذه القصيدة موضوعا وشكلا
      كل التقدير والاحترام للشاعر الدكتور نوري الوائلي
      sigpic

      تعليق

      • م.سليمان
        مستشار في الترجمة
        • 18-12-2010
        • 2080

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة جهاد بدران مشاهدة المشاركة
        الرحيل إلى الله تعالى...
        يا لروعة هذه النفحات الإيمانية ..والوقفات الموجعة مع النفس والذات..وهي بين دفتي ميزان..نعلق فيه همومنا ومساوءنا ونجلد ذنوبنا بين براثن التيه والمعاصي..
        رحلة السماء تحتاج منا للجد والمجاهدة ..ليست هينة تلك النفس وهي تغرز سموم الذنوب بين أهدابها..ترتجف الروح وجلة وهي تطوف سبعا حول المحراب مناجية ..المغفرة والعفو من الله العلي القدير..
        قصيدة قدمها الشاعر على منابر من نور ..وعلقها على أستار الضوء..لتضيء لنفوسنا معنى المحاسبة ومعنى الإنابة إلى الله ..والتوبة من عقيم أعمالنا وهي تسبح بين وجنات الدنيا الفانية..
        حروف من نور ..فتحت من الجراح ما يعيدنا للتوبة..ويرشدنا للتأمل بين أسرار الكون.. ومعجزات النفس والجسد..والتي تنسج لنا دروب الخشية من الله ..وجمال التدبر في أسرار الكون وخلق الله..
        لوحة حاكت الذات وجلدت النفس أن تعيد لها ثباتها على الحق..وأن تعترف بالخطايا والذنوب..كي نعود لحضن السماء في ابتهال ودعاء وتضرع..فتزداد معالم التقوى وتتهيأ قوافل الجوارح أن تستكين بين يدي الله وبين صفحات كتابه العظيم..
        نبقى أمة جاهلة ..وجهل فظيع اسودت معه النفوس..يوم أن تركنا الوضوء على الثرى ولم نتمكن من العودة لنور الله..
        كلمات شاعرنا الكبير ..كانت بمثابة صفعة لعقولنا ولقلوبنا أن تعود ورشدها لأبواب العقيدة وشريعة الله..
        كانت بمثابة لفتة من عبر وحكم ومواعظ لهذا الإنسان الذي يذنب فيستغفر ثم يذنب ويستغفر..حتى يكتب من المستغفرين التائبين...
        الشاعر هنا ارتكز على عدة خصائص في قصيدته..
        على الله ونعمته وحاجتنا إليه لنكون سعداء..
        ثم للكون وما يحمل من أسرار تقربنا لله ولخشيته..
        للإنسان المقصر المذنب في حق الله..
        وقدم لنا عبرا نتعظ منها ..وحكما نتعلم من كنوزها ما يقينا الوقوع في المعاصي والذنوب..
        كانت تتناسل التوجيهات والدروس المستقاة من عبير الشريعة ومنهاج الله..لتكون لنا وقاية ودراية في عتمة الحياة الدنيا وضيقها..
        استعمل الشاعر صوره الشعرية من حسه الصادق وريشته المبدعة التي قدمت صورا وأوصافا بارعة النسج ..متقنة البناء ..لها جمالية خاصة بنفحات إيمانية عذبة..
        صوره الفنية الراقية دعمت الخيال أن يلتجئ لمواطن الخيال والتدبر الخشوع في عطايا الله..
        التعمق في الخيال والسبح بين أسرار الكون لنتقرب إلى الله زلفى ..
        لقوله تعالى: " وفي أنفسكم أفلا تبصرون" سورة الذاريات 21..
        في الوقفة مع الذات ومحاسبتها أن يفوت الأوان ويكون خسرانا مبينا..
        الشاعر يوجه لنا رسالة نحو السماء..لنعلق عيوننا في قبة الله ..
        وهذه من أعظم التوجيهات والحكم والعبر لنسمو بفكرنا وعلمنا وأنفسنا نحو الطهر والنقاء..
        صور شعرية كانت مباغتة لنا ولقلوبنا وعقولنا..وتهز أفئدتنا نحو الخالق وما أبدع..
        سحر البناء لا ريب فيه ولا شك في جمالية الألفاظ والمشاعر النابضة التي جعلت من العيون مطر رحمة تستيقظ عبرها من وجع الذنوب ووحل المعاصي..
        الأستاذ الكبير الشاعر المبدع د.نوري الوائلي
        سعدنا ونحن نطوف بين ظلال حرفكم ووارق قلمكم ومدرار مدادكم وهو ينثر من الحس عودة لأنفسنا في محراب الله .وتنبيها للغافلين عن طاعة الله..
        بورك بكم وبحرفكم ورسالتكم الإيمانية هذه التي توجه بوصلة فكرنا وقلوبنا نحو الله والهجرة إليه ..ففروا إلى الله جميعا أيها المسلمون..
        وفقكم الله لما يحبه ويرضاه..وزادكم بسطة من العلم والنور والخير الكثير...
        .
        .
        .
        .
        جهاد بدران
        فلسطينية

        وما أروع هذه القراءة التحليلية
        التي قدمت القصيدة ولخصت ما جاء فيها من تعبير وتصوير بلاغيين

        شكرا جزيلا لك الناقدة والشاعرة جهاد بدران
        على إخراج هذه الدرة الشعرية النفيسة من طي الماضي العابق

        تحيتي الجميلة
        sigpic

        تعليق

        • عبدالهادي القادود
          نائب رئيس ملتقى الديوان
          • 11-11-2014
          • 939

          #5
          فوق العقولِ فلا وصف يقاربه *** والفهمُ يبقى بعجزِ العقلِ مسجونا
          لا يوصف العقلُ إلا في مقارنة *** والعقلُ للوصفِ يستقري الموازينا
          بمنْ يُقارن لا شيء يشابهه *** فوق الصفاتِ علا معنىً ومضمونا
          ألحقُ أنزل أوصافًا لندركها *** حتّى نكون لقدرِ الله واعينا

          ما أروعه من رحيل !!

          وما أجمله من هديل حين يتجلى بهذا الصدق والجمال

          شاعرنا الراقي نوري الوائلي

          بورك سعيكم ونبضكم

          لا عدمناك

          تعليق

          يعمل...
          X