تويت
القطيع
تعديت اشارة المرور الصفراء و كنا في سياراتنا كالقطيع المساق الى حيث مقدر لنا لو سالت سيارتي ستعرف طريقها وحدها أجلس نصف اليوم خلف جهاز الكمبيوتر أحل مشاكل مؤسسه قوامها مائتان من الموظفين .... و كنت في اتجاهي لمنزلي الذي يقع بعد هذه الإشارة المرورية بمائة متر لأرعى أبنائي و أنفض عن نفسي أذى رؤيتهم طوال النهار .
كان يقف خلف العامود و كان نحيفاً لا تراه و يقوم بعد السيارات التي قطعـــــت الاشارة و التي لم تقطع أهم شيء أن يقوم بإنهاء الكتيب الخاص به حتى يحصل نسبته من إدارة المرور ... لا يمكن أن تنخفض رواتبهم و لا يجدوا الحل أوقفني الجندي الذي يبعد عن الاشارة بخطوات و طلب مني بمنتهى الامتعاض أن أقوم بصف سيارتي ... ظننت في البداية أنه يرغب في التعرف علي و تحسين علاقة المواطن بالمقيم فقمت مثل التلميذ المجتهد بالذهاب اليه لا سمع في الطريق أقذر الشتائم و الإهانات لأحد أبناء جنسيتي من قبيلة الصعيد المحترمين فقمت بوضع حذاءًَ في فمي و بقيت صامتاً أشاهد الأحداث و لا أشارك بها فقط جسد يمضي معهم ... قام بجمع عشرة رجال من جنسيات مختلفة و من يقوم بالتحدث مع أحد الجنود يسمع ما لا يتحمله الحمير ... عندما طلبوا مني النزول من الباص المخصص للسجناء و الركوب في سيارة الدورية الأقل حقارة أخبرت الجندي بانني مصاب ( بفوبيا الأماكن المغلقة ) اعتبرني أتحدث في السياسة و ابتسم ابتسامته الخبيثة و أصــــــــر على ركوبي في نفس المكان الذي رفضته و شحن الغنم الى المرعـــــــــى المخصص لهم أطباء و مهندسين و أشخاص لهم وزنهم و ذهبنا جميعاً الى السجن و لأنني لا أتحدث كثيراً قام بلصق مخالفتين مروريتين الأولى قطع اشارة مرورية و الثانية عرقلة سير مجملهم بقيمة ألف دولار قاموا بوضعنا في الحبس عبارة عن غرفة تسع لمئة فرد ... العجيب أنه في منتصف الليل وصل العدد الى ألفين نفس يمكنك الوقوف بقدم واحدة و العقوبة البقاء هكذا لمدة يوم كامل ... فكرت كثيراً أن أنطلق من هذا المكان الى المطار و العودة الى مصر ... لأنني و لمدة يوم واحد كرهت نفسي ... كيف الحال لو تم حبسي لمدة سنة ... وهذه السنة سهل الحصول عليها فقط عندما لا يعجب بك أحد من الشرطة أو كل من يرتدي زياً رسمياً أو كل من يصادق من يرتدي زياً عسكرياً أو كل من يصادق من يصادق من يرتدي هذا الزي أو قريب لأحد أصدقاء أصدقاء جندي في قسم شرطة ... أو أن تخونك قدرتك على التحمل فتقوم بإيقاظ الفتنة النائمة و هي الحقد الدفين للمقيم الذي يحمل شهادة جامعية... و نأتي هنا الى مشكلة حقيقية ... هناك اجماع على أنك عندما تحمل شهادة جامعية و كفيلك لا يحملها سيقومون بغسلك مع الأطباق أو كنسك مع القمامة ... و عندما توافق أن تعمل عمل يقوم به حامل دبلوم أو أقل و أنت بكالوريوس أو أعلى فأنت ستستلم مع راتبك كشف بإهاناتك هل يجازونك على أن والدك حرم نفسه من القوت الضروري لتحصل على شهادة عالية لقد وصل الغضب الى حده .... كيف يمكنك أن تحصل على حقك في مثل هذا الشأن ... إنهم يقومون بإهانتنا طوال اليوم ... أولاً في العنصرية الواضحة ستجد كلمة ( للقطريين فقط ) في كل مكان ... ثانياً في عدم استلامنا لرواتبنا هناك من ينتظر راتبه منذ عشرة أشهر ... و التفرقة في المعاملة و العقاب و الثواب .... و أخيراً في الإهانات التي لا يتحملها حتى القروي الذي جاء من الحقل ...نقوم ببناء البلد و يقومون بدفننا تحت الأرض ... نقوم بإخراجهم من جهلهم و يقومون بإذلالنا ... نصنع لهم الرقي الذي يوفر لهم الهناء و الحرية و يحبســـونا في معتقلاتهم ننتمي جميعنا لنفس الدين و نفس العروبة و يكرهوننا أكثر من اليهود .
نحمل أحلامنا خلف ظهورنا .... ترى هل ستتحقق و كم سنخسر من كرامتنا كي نحقق خمسها ... من يتحمل ذلك ..... أخبروني بالله عليكم .
القطيع 2.jpg
تعديت اشارة المرور الصفراء و كنا في سياراتنا كالقطيع المساق الى حيث مقدر لنا لو سالت سيارتي ستعرف طريقها وحدها أجلس نصف اليوم خلف جهاز الكمبيوتر أحل مشاكل مؤسسه قوامها مائتان من الموظفين .... و كنت في اتجاهي لمنزلي الذي يقع بعد هذه الإشارة المرورية بمائة متر لأرعى أبنائي و أنفض عن نفسي أذى رؤيتهم طوال النهار .
كان يقف خلف العامود و كان نحيفاً لا تراه و يقوم بعد السيارات التي قطعـــــت الاشارة و التي لم تقطع أهم شيء أن يقوم بإنهاء الكتيب الخاص به حتى يحصل نسبته من إدارة المرور ... لا يمكن أن تنخفض رواتبهم و لا يجدوا الحل أوقفني الجندي الذي يبعد عن الاشارة بخطوات و طلب مني بمنتهى الامتعاض أن أقوم بصف سيارتي ... ظننت في البداية أنه يرغب في التعرف علي و تحسين علاقة المواطن بالمقيم فقمت مثل التلميذ المجتهد بالذهاب اليه لا سمع في الطريق أقذر الشتائم و الإهانات لأحد أبناء جنسيتي من قبيلة الصعيد المحترمين فقمت بوضع حذاءًَ في فمي و بقيت صامتاً أشاهد الأحداث و لا أشارك بها فقط جسد يمضي معهم ... قام بجمع عشرة رجال من جنسيات مختلفة و من يقوم بالتحدث مع أحد الجنود يسمع ما لا يتحمله الحمير ... عندما طلبوا مني النزول من الباص المخصص للسجناء و الركوب في سيارة الدورية الأقل حقارة أخبرت الجندي بانني مصاب ( بفوبيا الأماكن المغلقة ) اعتبرني أتحدث في السياسة و ابتسم ابتسامته الخبيثة و أصــــــــر على ركوبي في نفس المكان الذي رفضته و شحن الغنم الى المرعـــــــــى المخصص لهم أطباء و مهندسين و أشخاص لهم وزنهم و ذهبنا جميعاً الى السجن و لأنني لا أتحدث كثيراً قام بلصق مخالفتين مروريتين الأولى قطع اشارة مرورية و الثانية عرقلة سير مجملهم بقيمة ألف دولار قاموا بوضعنا في الحبس عبارة عن غرفة تسع لمئة فرد ... العجيب أنه في منتصف الليل وصل العدد الى ألفين نفس يمكنك الوقوف بقدم واحدة و العقوبة البقاء هكذا لمدة يوم كامل ... فكرت كثيراً أن أنطلق من هذا المكان الى المطار و العودة الى مصر ... لأنني و لمدة يوم واحد كرهت نفسي ... كيف الحال لو تم حبسي لمدة سنة ... وهذه السنة سهل الحصول عليها فقط عندما لا يعجب بك أحد من الشرطة أو كل من يرتدي زياً رسمياً أو كل من يصادق من يرتدي زياً عسكرياً أو كل من يصادق من يصادق من يرتدي هذا الزي أو قريب لأحد أصدقاء أصدقاء جندي في قسم شرطة ... أو أن تخونك قدرتك على التحمل فتقوم بإيقاظ الفتنة النائمة و هي الحقد الدفين للمقيم الذي يحمل شهادة جامعية... و نأتي هنا الى مشكلة حقيقية ... هناك اجماع على أنك عندما تحمل شهادة جامعية و كفيلك لا يحملها سيقومون بغسلك مع الأطباق أو كنسك مع القمامة ... و عندما توافق أن تعمل عمل يقوم به حامل دبلوم أو أقل و أنت بكالوريوس أو أعلى فأنت ستستلم مع راتبك كشف بإهاناتك هل يجازونك على أن والدك حرم نفسه من القوت الضروري لتحصل على شهادة عالية لقد وصل الغضب الى حده .... كيف يمكنك أن تحصل على حقك في مثل هذا الشأن ... إنهم يقومون بإهانتنا طوال اليوم ... أولاً في العنصرية الواضحة ستجد كلمة ( للقطريين فقط ) في كل مكان ... ثانياً في عدم استلامنا لرواتبنا هناك من ينتظر راتبه منذ عشرة أشهر ... و التفرقة في المعاملة و العقاب و الثواب .... و أخيراً في الإهانات التي لا يتحملها حتى القروي الذي جاء من الحقل ...نقوم ببناء البلد و يقومون بدفننا تحت الأرض ... نقوم بإخراجهم من جهلهم و يقومون بإذلالنا ... نصنع لهم الرقي الذي يوفر لهم الهناء و الحرية و يحبســـونا في معتقلاتهم ننتمي جميعنا لنفس الدين و نفس العروبة و يكرهوننا أكثر من اليهود .
نحمل أحلامنا خلف ظهورنا .... ترى هل ستتحقق و كم سنخسر من كرامتنا كي نحقق خمسها ... من يتحمل ذلك ..... أخبروني بالله عليكم .
القطيع 2.jpg