بلاء أم ابتلاء؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عمربن طويلة
    أديب وكاتب
    • 24-03-2008
    • 57

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصالح الجزائري مشاهدة المشاركة
    بعد انفجارات العاصمة ـ الجزائر ـ مؤخرا أعادت إلى ذهني صورة لطفلة بغدادية فقدت ذويها أيام حرب الخليج... فما أشبه أوطاننا في الحزن والدمار....


    صَاحَتْ ـ وَقَدْ حَلَّتْ بها المِحَنُ ـ ...أُمَّـاهُ ! بي جوعٌ وبي وَهَنُ
    هذي يدِي ممـدودة هـــــدَرا...تبًّا ! فما أَقْســاكَ يا زمَنُ!
    أَبْكِي ولي في الأرض قاطـــبة... إِخْوانُ لكن مـــالهم أُذُنُ
    أُمّي خيـــــال عانقت شَبَحًا... لا الدفء مـوجود ولا الَّلبنُ
    والخبز أضـــحى ها هنا حُلُمًا...لا غروَ إنْ بالــخبز نُفتتنُ !
    والموت أفـــعى في شوارعنا... عزَّ الـــدواء سُمِّمَ الوطنُ
    لا شيءَ في بــــغدادَ يجمعنا... إلاّ الطّوى والرّعبُ والحَزَنُ
    إنّي أُجيلُ الطّرْفَ عـــــارية... كلمى وقد مادت بيَ المدُنُ
    حولي أرى صــرْعى وما اقترفوا... ذنبا فهــل أفنتهمُ الفتنُ
    أمْ ذا ابتلاء بات يـــــــجهله...شعبي فراح الله يمتحنُ ؟!
    أمْ هو ظلم من جـــــــبابرة...(فالحكمُ ظلمًا)عندهم سننُ
    رُحماك ربي هَبْ لنا جَـــــلَدًا..خارت قوانا فانضوى البدنُ
    "بلادي..
    وما كنّا نعرف أنك أنت الدماء التي ترعوي في العروقْ..
    وما كنا نعرف أنك أنت السناء الذي يرتقي في الشروقْ..
    فلا زلنا في غينا ..
    نستحلّ حماك الرّصين..
    إلى أن أضعناك من جهلنا..
    وأصبحت ذنبا يحاصرنا..
    ونحمله ندبةً.. في سماء الجبينْ..

    بلادي..
    إليك أزفّ الورود قرابين حب جريحْ
    وهل تهدأ الجنبات.. وهل تستريحْ؟
    وفوقك أرضي أرى الحلم.. طفلا ذبيحْ؟
    وهل يستكينُ فؤادي..
    وفوق بلادي ..
    أرى الأمسَ..
    واليومَ..
    والغَدَ..
    رمزا عتيقا..
    تُمزّقه ألفُ .. ريحْ..

    بلادي..
    وإنا هنا نعترفْ..
    بأنا ذبحناك مليون مرهْ..
    وأنا قتلناك مليون مرّهْ..
    ولكنك..
    ستظلين دوما ..
    نسيما يعانقنا كلّ سهرهْ..
    ونورا.. سيرشدنا للطريق الذي أضعناه مرّهْ..

    بلادي..
    تظلّين رغم الصّروف.. ورغم الخطايا..
    ينابيع مسك وعنبرْ..
    وأحواض حبّ معطّرْ..
    تظلّين آيهْ..
    وفي كلّ شبرٍ..سيولد شبلٌ ..
    يردد في فسحة الفجر.. لحنَ نوفمبرْ!!"

    ***

    أخي الحبيب "محمد الصالح"..

    لا أدري لماذا انهمرت هذه الكلمات من ذاكرتي التعبة جدّا..
    هذه الكلمات التي كتبتها ذات تعبير إنشائي.. كان موضوعه "الوطن".. في المرحلة الثانوية الأولى.. والتي هي أيضا مرحلة بداية "العشرية السوداء".. التي أزهقت أرواح أحلامنا.. قبل أرواحنا!!..

    وأنا أقرأ قصيتك المعبّرة جدّا.. شعرت بأنني أقرأ حال الأمة جمعاء..
    فرغم أن مناسبتها كانت في "الطفلة" التي فقدت ذويها .. في بغداد.. إلا أنها تجاوزت هذا المشهد بكثير .. فتغدو "الطفلة" هذا الوطن الكبير.. وتتحوّل القصيدة لتكون مناسِبةٌ لوصف الواقع المر الأليم الذي تعيشه البلاد الإسلامية.. !!

    [poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    حولي أرى صــرْعى وما اقترفوا=ذنبا فهــل أفنتهمُ الفتنُ؟؟[/poem]
    نعم أخي..

    ما أكثر الصرعى.. ولا ذنب لهم .. إلا تواجدهم.. في المكان والزمان.. ليمضوا إلى السماء معا.. يحملون معهم أسئلتهم!!..وكأنّ لسان حالهم يقول:

    [poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    ما زلت أصعد في السماء محلّقا = نحو الأعالي في ارتقاء بارعِ
    ما زلت أسألُ عن دموعيَ .. عن دمي= عن طعنة الإخوان لي .. عن صارعي؟؟[/poem]
    نعم أخي..

    هو الجرح.. جرحنا جميعا..
    ولعلّها ضريبتنا.. ولعلّها مصيبتنا.. ولعلّها...!!

    [poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    أمْ ذا ابتلاء بات يـــــــجهله=شعبي فراح الله يمتحنُ ؟![/poem]

    ولعلّ ميزة هذا الجرح الوحيدة.. هي أنه استطاع أن يوحّد ما لم تستطع أن توحّده كلّ الاجتماعات بين أقطار الوطن الحبيب الكبير!!

    حتّى الأشعار.. تقف متسائلة ذاهلة..
    هي التي من المفروض أن تكون رأس حربة التفاؤل..
    لكن مع هذا الوضع الغامض.. فهي لا تزداد إلا غموضا.. وتيها!!..

    تتساءل .. كحالنا جميعا عن الغد.. ولا تدري ما سيكون فيه :

    [poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    أغدا ستشرق بالأنوار يا بلدي=ويكون في مرج الأفراح متسدي
    أغدا ستغمرنا البسمات صادحة=بالحب ترجم ما قد كان من كمد
    أغدا ستطربنا الأطيار ناشرة=لحن المودة إيذانا بفجر غد
    أغدا تحوط بنا الآمال عابقة=بالبشر يملؤنا أمنا إلى الأبد
    أغدا يذوب صدى الأحقاد ياوطني=وأرى القلوب معا تمضي إلى الرشد
    أغدا سنسبح في عز ومفخرة=والحب نلبسه من أجمل البرد
    يا أيها الوطن المطلي بالألم=المبعوث من زمن الأغلال والصفد
    ماذا أقول وفي أحشائي قد صرخت=هذي الهموم وغير الحزن لم أجد
    ماذا أقول وفي عيني قد مثلت=أشباح تخنق أحلاما بلا عدد
    ضمدت جرحك بالأشعار فانسكبت=آهاتي ... وانكسرت بوابة الجلد
    فإذا الدموع سؤال حائر : أغدا؟=وإذا الهموم جمار تذكى في كبدي[/poem]
    ***

    أخي الحبيب "محمد"..
    آسف على اقتطاع كلّ هذه المساحة .. لكن..
    إني بهذا الجرح أعتذرُ.. فهو الذي أسال كلّ هذا الحبر/الدمع/الدم...!!..

    أخي "محمد"..
    تقبل خالص تحياتي..
    ودمت بكل الود ..

    حفظكم الله

    تعليق

    • محمد الصالح الجزائري
      عضو الملتقى
      • 30-03-2008
      • 207

      #17
      ___"بلادي..
      وما كنّا نعرف أنك أنت الدماء التي ترعوي في العروقْ..
      وما كنا نعرف أنك أنت السناء الذي يرتقي في الشروقْ..
      فلا زلنا في غينا ..
      نستحلّ حماك الرّصين..
      إلى أن أضعناك من جهلنا..
      وأصبحت ذنبا يحاصرنا..
      ونحمله ندبةً.. في سماء الجبينْ..

      بلادي..
      إليك أزفّ الورود قرابين حب جريحْ
      وهل تهدأ الجنبات.. وهل تستريحْ؟
      وفوقك أرضي أرى الحلم.. طفلا ذبيحْ؟
      وهل يستكينُ فؤادي..
      وفوق بلادي ..
      أرى الأمسَ..
      واليومَ..
      والغَدَ..
      رمزا عتيقا..
      تُمزّقه ألفُ .. ريحْ..

      بلادي..
      وإنا هنا نعترفْ..
      بأنا ذبحناك مليون مرهْ..
      وأنا قتلناك مليون مرّهْ..
      ولكنك..
      ستظلين دوما ..
      نسيما يعانقنا كلّ سهرهْ..
      ونورا.. سيرشدنا للطريق الذي أضعناه مرّهْ..

      بلادي..
      تظلّين رغم الصّروف.. ورغم الخطايا..
      ينابيع مسك وعنبرْ..
      وأحواض حبّ معطّرْ..
      تظلّين آيهْ..
      وفي كلّ شبرٍ..سيولد شبلٌ ..
      يردد في فسحة الفجر.. لحنَ نوفمبرْ!!"

      ***

      أخي الحبيب "محمد الصالح"..

      لا أدري لماذا انهمرت هذه الكلمات من ذاكرتي التعبة جدّا..
      هذه الكلمات التي كتبتها ذات تعبير إنشائي.. كان موضوعه "الوطن".. في المرحلة الثانوية الأولى.. والتي هي أيضا مرحلة بداية "العشرية السوداء".. التي أزهقت أرواح أحلامنا.. قبل أرواحنا!!..

      وأنا أقرأ قصيتك المعبّرة جدّا.. شعرت بأنني أقرأ حال الأمة جمعاء..
      فرغم أن مناسبتها كانت في "الطفلة" التي فقدت ذويها .. في بغداد.. إلا أنها تجاوزت هذا المشهد بكثير .. فتغدو "الطفلة" هذا الوطن الكبير.. وتتحوّل القصيدة لتكون مناسِبةٌ لوصف الواقع المر الأليم الذي تعيشه البلاد الإسلامية.. !!

      نعم أخي..

      ما أكثر الصرعى.. ولا ذنب لهم .. إلا تواجدهم.. في المكان والزمان.. ليمضوا إلى السماء معا.. يحملون معهم أسئلتهم!!..وكأنّ لسان حالهم يقول:

      نعم أخي..

      هو الجرح.. جرحنا جميعا..
      ولعلّها ضريبتنا.. ولعلّها مصيبتنا.. ولعلّها...!!


      ولعلّ ميزة هذا الجرح الوحيدة.. هي أنه استطاع أن يوحّد ما لم تستطع أن توحّده كلّ الاجتماعات بين أقطار الوطن الحبيب الكبير!!

      حتّى الأشعار.. تقف متسائلة ذاهلة..
      هي التي من المفروض أن تكون رأس حربة التفاؤل..
      لكن مع هذا الوضع الغامض.. فهي لا تزداد إلا غموضا.. وتيها!!..

      تتساءل .. كحالنا جميعا عن الغد.. ولا تدري ما سيكون فيه :

      ***

      أخي الحبيب "محمد"..
      آسف على اقتطاع كلّ هذه المساحة .. لكن..
      إني بهذا الجرح أعتذرُ.. فهو الذي أسال كلّ هذا الحبر/الدمع/الدم...!!..

      أخي "محمد"..
      تقبل خالص تحياتي..
      ودمت بكل الود ..

      حفظكم الله
      عمربن طويلة
      ________
      لا أجد الكلمات! المعنى ضاق..اللغة تحجّرت..الحروف تأكدست.. لا أجد غير أن أقول لك... أخي في الدين والوطن إنه الغموض.. إنها الضبابية.. إنه الجنون العاصف... لا ألومك لأنك مثلي تملك قلبا وحسا وأكثر من ذلك يسكنك ما يسكنني...
      أشكرك أخي في الدين والوطن على كل حرف ، كل كلمة ... انهمر كتابة وإبداعا...فما أروع الحزن وما أجمله إذا كان يصنع منا المتحدّين لزمن الدم والنار ولو برصاصة قلم...شكرا مرة أخرى على تضميخك صفحتي بعطر أحاسيسك النبيلة..أدام الله تواصلنا أخي الفاضل..تحياتي..

      تعليق

      • محمد ديب
        عضو الملتقى
        • 04-08-2008
        • 88

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصالح الجزائري مشاهدة المشاركة
        شكرا لك على هذا التواصل المثمر وهذه الروح الشفافة ذات الحس المرهف...أريد أن نقرأ لبعض ..أين جديدك يا محمد ديب؟ أخوك الجزائري يشد على يدك بحرارة..
        أخي محمد الجزائري
        حديث عهد أنا بهذا الملتقي ، وقليل من البوح أطلقته على استحياء في ديوان الملتقي كان آخره مساء الأمس بعنوان ( التركة ) ..
        سأبحث عنك لأقرأك صديقي ..
        شكرا ومرحبا بتواصلك
        محمد ديب

        تعليق

        • محمد الصالح الجزائري
          عضو الملتقى
          • 30-03-2008
          • 207

          #19
          سأرحل حالا لأقرأك...شكرا أخي وألف شكر..

          تعليق

          يعمل...
          X