تمرّ الأيام ، ومن السبت إلى يوم الأحد ، دخل المستشفى مريضًا بدأه بعراك مع ممرّض مناوب رفض وصفة طبيب جرّاح ، ثم ّصار شيخًا بعد ذلك يرقي الناس من المس والوسواس ...كثرت همومه ومشاكله وزاد معها الألم فراح يفكّر في الفرار . برح المستشفى دون إذن طبّي ، لأن طبيبه الجرّاح لم يزره منذ اليوم الأول ، وكان قد أخبر ابنته البكر التي تسهر على راحته وطمأنينته ، فطلبت منه التريّث قليلاً ريثما تكلّم طبيبه يجري له العملية ، لكنه ركب رأسه وخرج مودّعا في اليوم التالي و رجع بكرة الى البيت لينزوي ، ولتحتويه جدران إحدى الغرف الصّامته من جديد ، قدكانت فيما مضى من الأيام محاورًا جيِّدًا تصغي إلى نزاعه وتألمه ويشهد عليه صداها بذلك .
بعد شهور من الوجع والألم بدأ بطنه شيئًا فشيئًا يتورّم وينتفخ ، تخلّص من جميع الأعشاب والعقاقير التي احضرها ولم تُجدِ معه ولم تنفعه ، جاءته البنت بعد كل ذلك تقترح عليه الذهاب الى مستشفى سدراتة لإجراء التحاليل اللاّزمة ، ولشدّة الوجع فقد وافقها هذه المرّة دون تردّد ، فلم يبق لديه خيارًا آخر .
خرج باكرًا يتبعها بخطى موهونة يتلكّؤ في مشيه تفوته قليلاً ثم تنتظر قدومه ، يتطلّع عند كل خطوة إلى الوجوه لعلّه يجد فيها جوابًا عن كل ما روّج عنه من أباطيل منذ غيابه:
بعد شهور من الوجع والألم بدأ بطنه شيئًا فشيئًا يتورّم وينتفخ ، تخلّص من جميع الأعشاب والعقاقير التي احضرها ولم تُجدِ معه ولم تنفعه ، جاءته البنت بعد كل ذلك تقترح عليه الذهاب الى مستشفى سدراتة لإجراء التحاليل اللاّزمة ، ولشدّة الوجع فقد وافقها هذه المرّة دون تردّد ، فلم يبق لديه خيارًا آخر .
خرج باكرًا يتبعها بخطى موهونة يتلكّؤ في مشيه تفوته قليلاً ثم تنتظر قدومه ، يتطلّع عند كل خطوة إلى الوجوه لعلّه يجد فيها جوابًا عن كل ما روّج عنه من أباطيل منذ غيابه:
- " ناس معندهاش دم "
من كثرة الفراغ لم يعد للناس شغل في الآونة الأخيرة سوى التجسّس رغبة .
الفضول يشجّع أحيانًا على تقصّي أخبار من يتغيّبون فجأة ، فلا يجب بأيّ حال أن نلقي باللّوم عليهم و نوجّه لهم التّهم جزافًا . وقف بعضهم مسمّرين في الشوارع و الأبواب والحيطان يراقبون خطواته المبعثرة ، يقرأ في ملامح وجوه أصحابها الحيرة والاستغراب .
بمشقّة وصل إلى حيث أقرب وسيلة نقل ، وفي آخر مقعد لأتوبيس يبدو كأنّه الآخر يعاني من الإهمال ومن طول الانتظار رمى بنفسه وتخلّص من مغبّة السير ومن التعب. أخيرًا انطلق ؛ السّائق كان قد جمع الفلوس قبل قطع التذاكر .
إنّه موسم الأزهار ،الطبيعة تفرّغت من حياكة بساطها السندسي الأخضر ليغتنم الأحياء ما تبقّى من رمق .
ليته يبقى حيًّا ويعود الى الديّار وينعم بدوره فيما تبقّى له من عمر .
سنابل الزرع و الحقول المتناغمة تبايع تارة وترقص فرحة عند نسيم منعش هبّ يزّف بشرى لأصحاب الأرض .
الحياة تنبض من حوله ريعانًا وأمّا هو فـ:
ضربت عليك العنكبوت بنسجها *** وقضى عليك به الكتاب المنزّل .الفضول يشجّع أحيانًا على تقصّي أخبار من يتغيّبون فجأة ، فلا يجب بأيّ حال أن نلقي باللّوم عليهم و نوجّه لهم التّهم جزافًا . وقف بعضهم مسمّرين في الشوارع و الأبواب والحيطان يراقبون خطواته المبعثرة ، يقرأ في ملامح وجوه أصحابها الحيرة والاستغراب .
بمشقّة وصل إلى حيث أقرب وسيلة نقل ، وفي آخر مقعد لأتوبيس يبدو كأنّه الآخر يعاني من الإهمال ومن طول الانتظار رمى بنفسه وتخلّص من مغبّة السير ومن التعب. أخيرًا انطلق ؛ السّائق كان قد جمع الفلوس قبل قطع التذاكر .
إنّه موسم الأزهار ،الطبيعة تفرّغت من حياكة بساطها السندسي الأخضر ليغتنم الأحياء ما تبقّى من رمق .
ليته يبقى حيًّا ويعود الى الديّار وينعم بدوره فيما تبقّى له من عمر .
سنابل الزرع و الحقول المتناغمة تبايع تارة وترقص فرحة عند نسيم منعش هبّ يزّف بشرى لأصحاب الأرض .
الحياة تنبض من حوله ريعانًا وأمّا هو فـ:
وفي أمثاله قال آخر :
تَفُتُّ فُؤادَكَ الأَيّامُ فَتّا *** وَتَنحِتُ جِسمَكَ الساعاتُ نَحتا
وَتَدعوكَ المَنونُ دُعاءَ صِدقٍ *** أَلا يا صاحِ أَنتَ أُريدُ أَنتا
لكن لا يجب أبدًا أن يذهب نفسه حسرة على دنيا فانية حتى يفقد كل الأمل في الحياة ، و كما قال الشافعي – رحمه الله -:
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ *** وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ
وَلا تَجْزَعْ لنازلة الليالي *** فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ
تعليق