مؤامرة

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الشرفي
    أديب وكاتب
    • 23-08-2014
    • 159

    مؤامرة

    كان رجلا ضخما ولكنه في الحقيقة لم يكن بتلك القوة التي تدل عليها هيئته، كان يحلو له دائما ان يصول ويجول في الحي الذي يقع في ضا حية من ضواحي مدينة نيويورك والذي تقطنه الجالية العربية، ولم يكن احد من سكان هذا الحي يعرف هوية هذا الرجل الا انهم ظلو معتقدين انه مكلف بحماية مصالحهم من الغرباء واذكر يوما ان احد الشبان الغرباء دخل الحي فاراد ان يستعرض قوته على صاحب دكان فشاهد الرجل ذلك الغريب فحضر على الفور فدفعه حتى اوقعه على الارض فلم يدري هذا الغريب الذي اراد النهوض ليثار لكرامته ان لكمة يسارية ملتفة كانت متجهة نحو فكه لكنه استطاع ان يتجنبها ببراعة وخفة امام اندهاش السكان الذين لا يدرون ان هذه كانت تمثيلية من تمثيليات هذا الرجل، فحضرت سيارات الشرطة على الفور حيث لا يتركون للهذا الرجل الفرصة في تتمة السيناريوهات التي يبداها في كل صراعاته فامسكتهما معا واصعدتهما داخل السيارة وذهبت بهما .
    وفي صبيحة اليوم الموالي اذ بابناء الجالية العربية يشاهدون هذا الرجل يتجول من جديد بين ازقة حيهم.
    منذ ذلك اليوم ذاع خبر هذا الرجل واصبحوا يلقبونه ب(البوليسي) وكل هذا كان يحدث في مدينة نيويورك فكنت ترى هذا الرجل (البوليسي) يطوف في نهاية كل شهر على جميع متاجر هذا الحي حتى انه كان يدخل الى سوقهم الرئيسي ليجمع منهم مايسميه ضريبة الحماية بدعوى انه يحميهم من اللصوص الغرباء الذين ياتون من انحاء مختلفة من نيويورك ليسرقوا متاجرهم فكان الجميع يدفع بسخاء ويملاون سيارته التي اقتناها من اموالهم بانواع من البضائع لكن ومع كل هذا الاستغلال كانت قلة قليلة من الناس تشك في امر هذا الرجل لكنهم لا يستطيعون التغييرمن حال واقعهم شيئا . لكن الامر الذي اردت ان الفت الانتباه اليه والذي لم يكن ليعلمه جميع سكان الحي ان مؤامرة كبرى كانت تدبر منذ اكثر من نصف قرن من الزمن ينسج خيوطها اناس مجهولون تعاقبوا على استنزاف خيرات هذا الحي وابتزاز سكانه بشتى انواع التسلط فاستخدموا عبر عقود من الزمن رجالا تعاقبو على هذا الحي بدعوى حماية المصالح وظلت نفس القصة تعيد نفسها لعقود من الزمن حيث كانت سنوات قمع وظلم لهذا الحي دون باقي الاحياء الاخرى التي كانت تعيش بامان لكن هذا الحي وحده ظل يعيش تحت سلطة القهر والنهب يمارسها هذا الرجل (البوليسي) ومن سبقوه في هذه المهمة يطوف على المتاجر والمحلات ومن لم يكن يستطيع الدفع كان يغلق متجره او يترك الغرباء ينهبون ويسرقون .كان هذا الامر جزءا من اللعبة الماكرة التي اشترك فيها (البوليسي) والغرباء اللصوص والشرطة. ظلت هذه الاحداث تتوالى على هذا الحي بما تحمله من ماسي وذل وهوان الى ان جاء اليوم الذي كان فيه احد شباب الحي متجها نحو السوق الذي سيعرض فيه بضاعته لاول مرة . فبدا اليوم كباقي الايام وبدا الرجل البوليسي يطوف كعادته اخر كل شهر على الباعة ليجمع منهم ضريبة الحماية الى ان وصل عند هذا الشاب الذي جاء دوره كي يدفع الثمن كباقي الباعة لكن هذا الشاب رفض ان يدفع وقال له باي حق تاخذ اموال هؤلاء التجار وكيف تتوهم انني يجب ان امنحك نصيبا من تعبي وجهدي فوقعت كلمات هذا الشاب على سمع هذا الرجل (البوليسي) كالصاعقة حيث لم يكن يتوقع رفض احد من التجار حتى جاء هذا الشاب الغريب عن السوق العربي ليضع حدا لغطرسته. اغتاظ (البوليسي) من كلمات هذا الشاب فرفع يده كي يبادره بها على خده لكن الشاب فاجاه في سرعة هائلة بلكمة خاطفة اوقعت به على الارض فقام البوليسي مفزوعا كانما استيقظ من حلم مخيف حيث ضاع كبريائه الفاشي فاخرج مسدسا كان يخفيه خلف ظهره لمثل هذه الطوارئ امام هلع التجار وزبنائهم وامام انظار الشرطة التي كانت تراقب المشهد كعادتها من بعيد دون ان تحرك ساكنا الا اذا رأت ان هناك خطرا على رجلها (البوليسي) الذي بدا يهدد بمسدسه ذلك الشاب فتعالت صيحات الناس ثائرة ارتبك خلالها (البوليسي) فاطلق رصاصة غدر على الشاب اردته قتيلا فاسرعت حينها الشرطة بالسيارة نحو المكان وصعد فيها الرجل البوليسي دون ان تهتم لامر الشاب الصريع امام اندهاش الجميع .
    اجتمع الناس حول القتيل ليستطلعوا هويته فاستخرج احدهم بطاقته ليعلموا انه فلسطيني فازداد بكاء الناس وعلى صراخهم ولم تاتي الاسعاف ومن ذا الذي سيبالي ولو حتى بامطار من الدماء ان كانت من فلسطين وامام المشهد الاليم ادرك احد شبان الحي ان في الامر سر خفي فركب دراجته النارية ليلحق بسيارة الشرطة حيث لحق بهم في مكان مهجور بدا صاصب الدراجة يراقبهم وهو متخف عن انظارهم يستمع اليهم وهم يقتسمون الاموال التي كان قد جمعها قبل الحادث الاليم وهم يضحكون على سداجة هذا الحي العربي لكن مما سمعه وهاله اثناء استطرادهم في الحديث ان هذا (البوليسي) يحمل جنسية دولة تعادي العروبة منذ زمن بعيد .
    عاد صاحب الدراجة بعد ان علم امر مامرتهم الى ان وصل الى مكان الحادث ليجد الناس في انتظار سيارة الاسعاف التي لم تاتي ولن تاتي ثم اخبرهم بما راى وسمع وان الشرطة و(البوليسي) ظلوا يتامرون على هذا الحي لسنوات طويلة فازداد غضب السكان العرب مما سمعوه فحملوا الشاب الفلسطيني جثة على اكثافهم وخرجوا به نحو شوارع حيهم حيث بدا يخرج المئات من السكان بعدما علموا حقيقة ما كان يدبر لهم بدعوى حماية المصالح وبدات اللافتات ترتفع والحناجر تصدح بشعارات الحرية ليسقط عهد الاستبداد والاستغلال فوصل الخبر الى الجهات المتامرة واقلعت طائرات متجهة نحو هذا الحي لينطلق الخريف العربي كي يسقط اوراق المستبدين من بقايا الربيع العربي ويحرقها في كومة من قش ويرميها رمادا في البحر.
    التعديل الأخير تم بواسطة الشرفي; الساعة 12-01-2017, 10:57.
  • عمار عموري
    أديب ومترجم
    • 17-05-2017
    • 1300

    #2
    قرأت هذا النص بكل عناية...
    سأحاول تصحيحه وتقديم ملاحظات عليه قريبا جدا.
    في الانتظار
    تقبل مني أخي الحبيب الشرفي
    التحية مع الاحترام والتقدير

    تعليق

    • عمار عموري
      أديب ومترجم
      • 17-05-2017
      • 1300

      #3
      تعليقات وملاحظات حول قصة
      مؤامرة
      للكاتب : الشرفي

      1. هي قصة من ضواحي نيويورك مدينة التجارة والمال، في حي تقطنه جالية عربية، أين يحاول رجل غريب فرض إرادته على التجار ليقدموا له كل آخر شهر ضريبة مقابل حمايته لهم من اللصوص الغرباء عن الحي، وذلك على خلفية قيامه بالدفاع عن صاحب دكان تعرض لمحاولة سرقة من طرف أحد الشبان الغرباء عن الحي، الشيء الذي تسبب في توقيفه من طرف أفراد من الشرطة كانوا في عين المكان، لكن إطلاق سراحه في اليوم الموالي، عزز اعتقاد الناس بأن الرجل يعمل مع الشرطة لتأمين الحي من اللصوص، فأطلقوا عليه اسم ''البوليسي'' ورضخوا لمطالبه.

      2. قبول الأمر الواقع دون التأكد من هوية الرجل البوليسي، أثار حفيظة أحد الشبان العرب الذي رفض تقديم الضريبة ما سبب شجارا بينهما أدى إلى مقتل الشاب بطلقة نارية من طرف الرجل البوليسي الذي سارع أفراد الشرطة إلى إركابه في سيارتهم وغابوا به عن الأنظار من دون الاهتمام بأمر القتيل، هذا السلوك قوى الشكوك عند الناس، وأدركوا أن في الأمر سرا، فركب أحدهم دراجته النارية ولحق بسيارة الشرطة في مكان مهجور أين شاهد أفراد الشرطة يتقاسمون الأموال التي تمكن الرجل البوليسي من جمعها قبل حادثة قتل الشاب وهم يضحكون على سذاجة سكان هذا الحي العربي، وفهم من حديثهم ''أن الرجل من جنسية تبغض العرب من زمن بعيد''

      3. بعد عودة صاحب الدراجة النارية وإخبار الناس بتورط الشرطة مع الرجل البوليس، خرج سكان الحي حاملين الشاب القتيل وجابوا به الشوارع هاتفين ''بالحرية'' ومطالبين في شعاراتهم بإسقاط ''عهد الاستبداد والاستغلال''، فسارعت الجهات المتآمرة إلى تطويق المكان للقضاء على هذه المظاهرة الحاشدة. هذه المظاهرة اعتبرها الكاتب خريفا عربيا انطلق ''كي يسقط أوراق المستبدين من بقايا الربيع العربي ويحرقها في كومة من قش ويرميها رمادا في البحر.''

      تعليقات حول المضمون :
      1.- هذه القصة تدور حول رجل محتال جعل الناس يتوهمون أنه عميل للشرطة، وهذا ما سيساعده على فرض مطالبه بالقوة وبالقتل إن تحتم الامر وبتواطئ مع الشرطة ؛ على هذا يمكن تصنيف القصة في خانة الأدب البوليسي أوما يشبهه، وقد حافظت القصة على هذا الطابع بداية من المقدمة مرورا بالعقدة ووصولا إلى الحل لكن الخاتمة انعطفت بالقصة إلى مسار لا يتناسب مع الفكرة الأساسية للقصة أو النتيجة المنتظرة عند القارئ. هذه الانعطافة التي خرجت عن سياق النص تمثلت في قول الكاتب : ''لينطلق الخريف العربي كي يسقط أوراق المستبدين من بقايا الربيع العربي ويحرقها في كومة من قش ويرميها رمادا في البحر.'' وكان من الأحسن أن يترك الكاتب الخاتمة مفتوحة على جميع التأويلات من خلال عبارة : ''فوصل الخبر الى الجهات المتامرة واقلعت طائرات متجهة نحو هذا الحي...''

      2.- هذه القصة نجحت في أن تكون شهادة توثيقية لحياة ومعاناة جالية عربية في المهجر، وفي بث رسالة مفادها أن أمن أي جالية لا يتحقق إلا بتضامن أفرادها وبعدم السماح لأي غريب التغلغل في وسطهم، فيهدد مصيرهم المحتوم في الغربة، ولكن هذا النجاح سيضمحل في النهاية مع الأسف، والسبب هو إقحام فكرة بعيدة كل البعد عن أجواء القصة، كما أشرنا سابقا، فكرة لا يصلح لها إلا العنوان : مؤامرة.

      ملاحظات حول الأسلوب :
      1.- أسلوب القصة بسيط، لكن بعض التعابير تصعب فهم ما يجري مثلما في فقرة : ''اذكر يوما ان احد الشبان الغرباء دخل الحي فاراد ان يستعرض قوته على صاحب دكان فشاهد الرجل ذلك الغريب فحضر على الفور فدفعه حتى اوقعه على الارض فلم يدري هذا الغريب الذي اراد النهوض ليثار لكرامته ان لكمة يسارية ملتفة كانت متجهة نحو فكه لكنه استطاع ان يتجنبها ببراعة وخفة'' وكان من الممكن بشيء من التركيز كتابتها على النحو التالي : ''أذكر يوما أن أحد الشبان الغرباء دخل الحي وأراد فرض إرادته على صاحب دكان، فشاهده صاحبنا فحضر إليه على الفور ودفعه حتى أوقعه على الأرض، وعندما حاول النهوض والثأر لكرامته اتجهت نحو فكه لكمة يسارية ملتفة ولكنه تجنبها في آخر لحظة، كما لو كان ينتظرها مسبقا.'' وهكذا نستشف من هذه العبارة أن هذه المشادة، لم تكن سوى تمثيلية مدبرة بين الرجل والشاب، كما سيبين لنا الكاتب فيما بعد.

      هنالك أيضا تكرار لمفردات أو لعبارات مثل :
      - لكن
      - عقود من الزمن
      - ليلحق بسيارة الشرطة حيث لحق بهم
      - التي لم تاتي ولن تاتي. إلخ...

      2.- الأخطاء النحوية والصرفية والإملائية :
      إهمال همزتي القطع والمد ما جعل القارئ يتوقف لفهم كلمة مثل يبداها = يبدأها أو مامرة = مؤامرة أو بامان = بأمان، ماسي = مآس، إلخ...
      ثم :
      ضا حية = ضاحية
      ظلو = ظلوا
      لم يدري = لم يدر
      للهذا = لهذا
      مايسميه = ما يسميه
      يملأون = يملؤون
      التغييرمن = التغيير من
      تعاقبو = تعاقبوا
      ماسي = مآس
      وعلى صراخهم = وعلا صراخهم
      ولم تاتي الاسعاف = ولم تأت الإسعاف والأحسن لم تأت سيارة الإسعاف.
      بامطار من الدماء = بسيول من الدماء
      ادرك احد شبان الحي ان في الامر سر خفي = سرا خفيا
      مامرتهم = مآمرتهم
      المتامرة = المتآمرة

      هذا ما تسنى لي ملاحظته والتعليق عليه بقدر ما توفر لي من جهد ووقت، حول هذه القصة الجميلة الفكرة، والتي يمكن للكاتب الاشتغال عليها من جديد لتكون واحدة جيدة من بين قصص أدب المهجر. وهذا ما أتمناه للكاتب من كل قلبي.

      تعليق

      يعمل...
      X