- لو كانت السماء بيضاء ! كررتها ثلاث مرات بشغف الغريق حتى قاطعتها عبارة مباغتة
- لكان القمر أسود ...
ارتبكت وطرقعت اصابعها بخجل ملحوظ ثم ربتت فوق رأس كلبها الذي ظل طيلة الوقت يتمسح بطرف ثوبها بقلق وتوتر محاولاً معرفة ما الذي اعتراها ولماذا اندفعت سيول الادرينالين من خلاياها الصامتة، حتي طمأنته أصابعها ليجلس إلى جوارها بهدوء .
قطع الصمت بعبارة أخرى:معذرة سيدتي ولكن جذبتني العبارة فتخيلت تلك السماء الحيادية تستحيل إلى بحر من اللبن الأبيض لا يقطع موجه سوى قمر أسود يكتمل مرة كل شهر جالبا ً المزيد من التعاسة والظل فوق البيوت المزيد من الأرق والحيرة والسؤال اللحوح:متى ينتهي الليل؟
- ينتهي الليل حين نكف عن السؤال عن القمر والتاريخ وابداء الضجر والضيق ينتهي الليل حين نتعلم كيف نتجاوز التفاصيل الدميمة للذكريات السيئة ونكف عن عادة المزاج السيء .
- المزاج السيء ... المزاج السيء ...لا يتبدد المزاج السيء أبدا لأن الليل يطول ..أتدرين أن لصوتك وقع جميل ؟
- ولكن صوتي ليس جميلا ً كصوت أمي.
- هناك صوت لا يتجاوز الأذن فقط ولكنه ينفذ إلى جدار القلب بشكل مباشر مزيحا ً هالات الغربة وبشاعة الخوف من الآخر، الصوت مفتاح كل شيء من حولي .
- وأنا كذلك أستنشق الأصوات وأراها وأتلمسها حتي قمرك الأسود الذي ذكرته منذ قليل أمسكه بين أصابعي الآن ..أقلبه كتفاحة أو حجر نرد حفر علي وجوهه الستة أرقام تخمينية.
- الحياة يا سيدتي محض نغمات تتراقص فوق سلم موسيقي، تتنوع جودتها كتنوع مستوى عازفي الأوركسترا .
- تذكرت الآن تحديدا ً أول الدروس التي تعلمتها في عزف الكمان حين كانت يدي ترتعش وتفسد الأمر كله حتي بدأت بشكل تدريجي الإصغاء التام لرنة الوتر..إنه الصوت..الصوت .
سادت لحظات صمت قطعها صوت حارس الحديقة :ياسيدي حان وقت الإنصراف وأنت وحيد هنا هل تنتظر أحدا ً يصطحبك أم أساعدك حتى سيارة أجرة .
ارتبك كثيرا ً متساءلاً: وحدي ! وأين السيدة التي كانت هنا منذ قليل ؟
امتقع وجه الحارس : اصطحبتها سيدة أخرى وغادرتا منذ قليل .....
في تلك اللحظة أدرك أنها رهينة الصوت مثله تماما ً.
- لكان القمر أسود ...
ارتبكت وطرقعت اصابعها بخجل ملحوظ ثم ربتت فوق رأس كلبها الذي ظل طيلة الوقت يتمسح بطرف ثوبها بقلق وتوتر محاولاً معرفة ما الذي اعتراها ولماذا اندفعت سيول الادرينالين من خلاياها الصامتة، حتي طمأنته أصابعها ليجلس إلى جوارها بهدوء .
قطع الصمت بعبارة أخرى:معذرة سيدتي ولكن جذبتني العبارة فتخيلت تلك السماء الحيادية تستحيل إلى بحر من اللبن الأبيض لا يقطع موجه سوى قمر أسود يكتمل مرة كل شهر جالبا ً المزيد من التعاسة والظل فوق البيوت المزيد من الأرق والحيرة والسؤال اللحوح:متى ينتهي الليل؟
- ينتهي الليل حين نكف عن السؤال عن القمر والتاريخ وابداء الضجر والضيق ينتهي الليل حين نتعلم كيف نتجاوز التفاصيل الدميمة للذكريات السيئة ونكف عن عادة المزاج السيء .
- المزاج السيء ... المزاج السيء ...لا يتبدد المزاج السيء أبدا لأن الليل يطول ..أتدرين أن لصوتك وقع جميل ؟
- ولكن صوتي ليس جميلا ً كصوت أمي.
- هناك صوت لا يتجاوز الأذن فقط ولكنه ينفذ إلى جدار القلب بشكل مباشر مزيحا ً هالات الغربة وبشاعة الخوف من الآخر، الصوت مفتاح كل شيء من حولي .
- وأنا كذلك أستنشق الأصوات وأراها وأتلمسها حتي قمرك الأسود الذي ذكرته منذ قليل أمسكه بين أصابعي الآن ..أقلبه كتفاحة أو حجر نرد حفر علي وجوهه الستة أرقام تخمينية.
- الحياة يا سيدتي محض نغمات تتراقص فوق سلم موسيقي، تتنوع جودتها كتنوع مستوى عازفي الأوركسترا .
- تذكرت الآن تحديدا ً أول الدروس التي تعلمتها في عزف الكمان حين كانت يدي ترتعش وتفسد الأمر كله حتي بدأت بشكل تدريجي الإصغاء التام لرنة الوتر..إنه الصوت..الصوت .
سادت لحظات صمت قطعها صوت حارس الحديقة :ياسيدي حان وقت الإنصراف وأنت وحيد هنا هل تنتظر أحدا ً يصطحبك أم أساعدك حتى سيارة أجرة .
ارتبك كثيرا ً متساءلاً: وحدي ! وأين السيدة التي كانت هنا منذ قليل ؟
امتقع وجه الحارس : اصطحبتها سيدة أخرى وغادرتا منذ قليل .....
في تلك اللحظة أدرك أنها رهينة الصوت مثله تماما ً.
تعليق