" ما يشبع من رايو غير الهجّال و اليتيم "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    " ما يشبع من رايو غير الهجّال و اليتيم "

    " ما يشبع من رايو غير الهجّال و اليتيم "
    ***
    ما انفكّ السّابقون الأوّلون من الآباء والأجداد يقولون كلامًا يشبه كلام الانبياء صرنا نعيشه اليوم ويتجسّد فينا ، و الغريب أن هؤلاء الذين كادوا يكونوا أنبياء من فقههم حين لم يكن لديهم من وسائل معرفية ، صارت اليوم تدخل بيوتها عنوة و بلا استئذان ، سوى بعض المراجع من الكتب على قلّتها .لم يبخل هؤلاء علينا بنصائحهم التي أضحت مع مرور الزمن نبراسًا نستدل بها عند شعورنا باليأس والإحباط وعند فقدان الأمل والثقة في الله واستشعار معيته ، والقرب منه يمنحنا القوة والطمأنينة ، والإيمان به يعوّضنا عن الفراغ الذي أصبحنا نعاني منه في الآونة الأخيرة على الرغم من توفّر أسباب اللّهو وتداولها بكثرة .وفي لحظة من التشاؤم والندم على ما ضيّعت و فات ، كنت خلالها جالسًا أفكّر في حال الدنيا وما آلت إليه ، وتيار الوقت الذي يجري بسرعة فائقة ليسري كالكهرباء في عروقنا حتى أمسينا لا نقدر على الاستغناء عنها ، وحتى بات اللهو سيّدنا دون منازع ، تستعبدنا الشاشة باختلاف ألوانها وأحجامها فتحرمنا من الخير الوفير ، من الذكر والأجر والثواب . ويا حسرتاه على زمان :
    " ربّاه كم كانت الدنيا جميلة هادئة وحلوة قبل أن تصل إلينا وسيلة اللهو العابثة "
    وكيف كنا نتواصل مع بعضنا بشكل طبيعي ، وبدون جفاء ولا نفاق ، وكنا مع الله بكثرة الطاعات وحتى كنا مع الأموات بالزيارات المتتالية والصدقات .والآن كيف صرنا وأصبحنا ، محاطون بالأجهزة المتنكّرة والآلات ، محاصرين من كافّة الجوانب ، نشغلها فتتحكّم فينا تترصّد بنا و تراقبنا ، ونستخدمها فتستعبدنا ونحن راضون مطمئنّون بما قُدّر لنا من أسباب نتائجه جد وخيمة ، وحتى صار الحال الى ماهو عليه حالنا اليوم ، أيتام بلا حياة ، منفردين بانفسنا ، مستأنسين بوسيلة اللهو العابثة ، بعيدين كل البعد عن رقابة الضمير، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ، نتجوّل بحرية مطلقة في عوالم افتراضية لا صلة لها بالواقع ، لأجلها نضحّي بالوقت النفيس ، نفارق الأبناء ، نهجر المضاجع لنلتحق بمعجبين " مخادعين حقيقيين " لا يملكون النصيحة . أين نحن من أولئك الآباء والصالحين ممّن عرفنا فيهم الصدق والإخلاص والوفاء ، لم ينأوا عنّا رغم تبدّل الأحوال والزمان ، نعم الأصدقاء والأصحاب الذين لا ينسون وكانوا خير الأصحاب والأصدقاء لنا ولم يبخلوا بنصائحهم علينا ، ومن خلالهم لا من خلال وسائل اللهو المتنكّرة عرفنا كثيرًا مما يحصل الآن وأن اليتيم مثلاً ليس يتيم الأبوين ، إنّما مثلما قالوا عنه :
    "
    ما يشبع من رايو غير الهجّال و اليتيم "
    مفردات دارجة
    :هجّال : أرمل أو أيّم
    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 30-01-2017, 09:31.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
يعمل...
X