الإنسان العربي والحوار (مقالة للتدبر).

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    الإنسان العربي والحوار (مقالة للتدبر).

    الإنسان العربيّ والحِوار

    الحمد لله أنزل القرآن، خلق الإنسان، علّمه البيان، وأكرم هذا الإنسان بالسمع والبصر والفؤاد ليعقل عن الله تعالى وحيَه، وعن أنبيائهم هدايتَهم، وعن عقلائهم إرشادَهم، فيضيف إلى عقله الفطري عقلا كسبيا يتميز به عن باقي الحيوان.

    ثم أما بعد، لا شك في أن الحوار بين بني البشر ميزة كبيرة ووسيلة راقية يعبّرون بها عن أفكارهم ويستطلعون آراءَ بعضهم فيما يهمهم من شئونهم الخاصة والعامة، وبالحوار تتلاقح الأفكار ويتناصح الأخيار، ولو لم تتوفر هذه الميزة للبشر لصاروا كالعجماوات "يتحاورون" بالمخالب والأظفار والأنياب و بالنطح والرفس والعض، أو، بعد تطورهم، بالخناجر والسيوف والرماح، أو بالمسدسات و البنادق والقنابل بعد أن يزدادوا تطورا، وهكذا، كلما ازدادوا تطورا ماديا ازدادت وسائل الحوار بينهم فتكا بهم جميعا وسادت بينهم حُجَّةُ القوة، لكن الحوار الأخوي المتزن يبقى وسيلة الإنسان المتحضر الراقية في تواصله مع بني جنسه، أو غيرهم، حيث تسيطر قوة الحجة، وهنا يكمن الفرق بين الإنسان المتحضر، الإنسان الراقي في آدميته المستأنس ببني جنسه، وبين "الإنسان" المتوحش النّفور المنطوي على نفسه المتمركز فيها وعليها كأنها هي مركز الوجود عنده، وهذا ما سنتطرق إليه، إن شاء الله تعالى، عند الحديث عن أصناف الأشخاص "الأنانيين" المُؤْثرين لأنفسهم على غيرهم خلافا للآخرين المؤثرين للناس على أنفسهم، وشتان بين الإيثار والأثرة، وشتان بين من يتحاور بقوة الحجة وبين من "يتحاور" بحجة القوة، شتان.

    فلسفة الحوار، عندنا نحن المسلمين، ليست غريبة عنا لو كنا مسلمين حقيقيين يعون ما جاءهم عن الله تعالى في كتابه العزيز من نماذج للحوار السامي المثالي، فقد حاور الله تعالى ملائكته الكرام، وحاور عدوه من الجن، الشيطان الرجيم، وحاور أعداءه من الإنس، وعلَّم أنبياءه كيف يحاورن أقوامهم، وأرشد المؤمنين به سبحانه كيف يحاورون خصومهم من الكافرين من جميع الطوائف والملل والأجناس، ولَمَا سقطنا في هذا الحضيض من العنف والشراسة والقسوة والهمجية في حواراتنا "الأخوية"، وليس لأحد من الناس أن يعلمنا، نحن المسلمين، أسس الحوار المتحضر، ولا أن يلقننا أبجديته ولا أساليبه، فنحن أساتيذ العالم في الحوار المتحضر لو بقينا في مستوى حضارتنا الإسلامية الراقية، ونحن مُعلِّمو الأمم الأخرى أساليب الحوار الراقي عندما كانت تلك الأمم في دياجير، ظلمات، الجهل والهمجية المتوحشة يأكل القويُّ فيها الضعيفَ، ويستعبد الأشدُّ فيها بطشا الأقلَّ منه فيه فإذا استقوى هذا الضعيف يوما بطش بغيره من الضعفاء، ولا صوت في تلك المجتمعات المتوحشة يعلو فوق صوت القوة والنُّفوذ والتجبُّر؛ هذه حقيقة تاريخية موثَّقة يعرفها الأعداء الألداء أكثر مما يعرفها الأصدقاء الأوفياء، لكن، وما أمَرَّ هذه الـ "لكن" في نفس المتأمل، المتألم، لحال الأمة الإسلامية عموما والأمة العربية خصوصا اليوم وإلى ما صارت إليه من انحطاط في جميع مجالات الحياة وكيف عادت إلى جاهليتها الأولى النكراء وغرقت في وحشية الأمم الغابرة كأنها هي أو أشد منها وحشية ومع ذلك نراها تتبجح بأنها:{خير أمة أخرجت للناس}(أل عمران:110)، وهي الآن، والله الذي لا إله غيره، أسوأ الأمم قاطبة حتى وإن كررت هذا القول بعدد أفرادها المكوِّنين لها: مليار ونصف المليار نسمة، المعدودين منها.

    إن الخيرية التي امتدح الله تعالى بها الصحابة، رضي الله تعالى عنهم أجمعين، مرتبطة أشد الارتباط [وأوكده وأوثقه] بالشروط التي ذكرها الله تعالى في الآية نفسها، ولنقرأها معا وهي قوله تعالى:{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}(آل عمران:110)، وقبل هذه الآية الكريمة جاء في الآية 104 من السورة نفسها، قوله تعالى:{ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَـظ°ئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(آل عمران:104)؛ إذن، الخيرية المنوه بها مرتبطة بشروطها:1) الإيمان بالله تعالى، 2) الأمر بالمعروف، 3) النهي عن المنكر، 4) الدعوة إلى الخير، أشد الارتباط وأوثقه [وأوكده]؛ ولما وَفَّرَ الصحابة، رضي الله تعالى عنهم أجمعين، تلك الشروط في أنفسهم بداية نالوا التكريم من الله تعالى والتنويه بهم نهاية مكافأةً لهم وجزاءً وفاقا على صدقهم وإخلاصهم وصبرهم ووفائهم بما عاهدوا الله عليه، أما أن يُلغِي قومٌ هذه الشروط في أنفسهم وينكرونها على من يحاول العمل بها ولها ثم يروحون يتبجحون بتلك "الخيرية" المزعومة ويستكبرون بها على الناس [ويستعلون]، فهذا، والله، هو الغرور في النفس والتغرير بالناس والادعاء بما ليس فينا والافتراء على الله سبحانه، مع أن الله تعالى يقول للصحابة، رضي الله عنهم جميعا:{لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ، مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}(النساء:123)، إذن، لا محاباة عند الله تعالى ولا محسوبية ولا وساطة، فالكل عنده سواسية: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}(الزلزلة:8،7)، والمسلمون كغيرهم من الناس، من يعمل منهم خيرا يجده، إن آجلا أو عاجلا، ومن يعمل منهم شرا يجده، إن آجلا أو عاجلا كذلك؛ ولا "بنوة" و لا "محبوبية" عند الله لا للمسلمين ولا لغيرهم كما ادعت ذلك اليهود والنصارى كذبا وزورا وافتراء على الله تعالى:{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ، قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم، بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ، يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ، وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}(المائدة:18) فلا اليهود ولا النصارى أبناء الله تعالى ولا أحباؤه ولا المسلمون كذلك إن ظنوا أن حب اللهِ تعالى يُنال بالتمني أو بالتحلي، كما قال الحسن البصري، رحمه الله تعالى:"ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن [الإيمانَ] ما وقر في القلب وصدَّقه العمل" والمسلمون اليوم، إلا من رحم ربي منهم، مدَّعون للإسلام بل صاروا محاربين له وخصوما، فلا عجب إن حل بهم ما حل وسيحل إن لم يسرعوا بالتوبة إلى الله تعالى.

    ومن مظاهر انحطاط المسلمين الشامل تصرفاتُهم فيما بينهم في علاقاتهم ومعاملاتهم وتصرفاتهم ولم يعد انحطاطهم محصورا في تخلفهم المادي ولا مقصورا عليه، ولهذا الانحطاط عوامله الذاتية والموضوعية، الداخلية والخارجية، كنت عالجتها في بحث قديم لي بعنوان:"عوامل السقوط الحضاري: بحث في أسباب انهيار الأمة الإسلامية وانحطاطها"، يَسَّر اللهُ طبعَه ونشرَه في الناس، اللهم آمين، وقد جعلت نص الآية الكريمة 115 من سورة التوبة تلخيصا له: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ، إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (التوبة:115)، وهذه الآية الكريمة توجز مأساة الأمة في بضع كلمات، فالأمة عملت بكل ما نهاها الله تعالى عن عمله وتركت كل ما أمرها بفعله، أمرها بالاستمساك بالعروة الوثقى، فتمسكت بالأوهن من العرى، وأمرها بالوحدة، فتفرقت، وأمرها بالأخوة فتعادت وتحاربت، وأمرها بالإحسان فأساءت، وأمرها ألا تركن إلى الأعداء فاتخذتهم أولياء، وأمرها ألا تأكل الربا فأكلته، وأمرها ألا تقرب الزنا فاقترفته، وأمرها بالصدق في الحديث فكذبت، وأمرها بالأمانة فخانت، وأمرها بالوفاء فغدرت، وأمرها بالصدق في التجارة فغشت، وأمرها بالصبر فجزعت، ونهاها عن النفاق العقدي والعملي فنافقت، نسأل الله السلامة والعافية، فأنىَّ يُرجى لها الفلاح والنجاح والفوز والتقدم وهي بهذه الخصال الذميمة؟

    لا، ليس هذا جلدا للذات، ولا هو نظرة سوداء، ولا هو قنوط أو يأس، لا والله، إنما هو تشخيص لأدواء الأمة الإسلامية عساها تنتبه إليها فتبادر إلى تطبيبها، وما ذلك بالمستحيل إن هي أخلصت النية ومحَّضت العزيمة على النهوض ولم تسترسل في غيها ولم تستمرئ كسلها ولم تستلذ سباتها؛ فالقضية قضية تشريح جثة وليست قضية تجريح أمة وإن كان لابد من بعض التجريح في التشريح، ولا بد إن أرادت الأمة أن تنهض من وكستها المستديمة أن تتحلى بالشجاعة اللازمة في مواجهة واقعها المزري ثم أن تتحلى بالشجاعة الكافية لمعرفة أدوائها الكثيرة ثم بالصبر على تجرع الدواء المر الشافي بإذن الله تعالى.

    ومن مظاهر انحطاط المسلمين العملي ما نراه من خصومات في لقاءاتهم فيما بينهم فقط، ليس مع غيرهم، في مختلف الميادين ومتنوع اللقاءات من مجالس الأمة، مجالس الشيوخ ومجالس الشعب، "البرلمانات"، إلى لقاءات الأسرة، ومن لقاءات أولياء التلاميذ في المؤسسات التربوية إلى مجالس الإدارة في المؤسسات الاقتصادية، كلها، إن تحدثوا صخبوا وصرخوا وزعقوا وقل أن تجد متحاورَيْن اثنين يتحاوران بهدوء وأناة وحِلم وروية، فما أسباب تلك المظاهر السلبية يا ترى؟

    هذا ما سنتناوله بالبحث إن شاء الله تعالى بعد هذه المقدمة الطويلة نسبيا، وسنتطرق إلى المظاهر الفردية والمظاهر الجماعية في حوارات الإخوة الأعداء.


    البُلَيْدة، عشية يوم الأربعاء 21 أكتوبر 2015 الموافق 7 من شهر الله المحرم 1437.
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

  • زحل بن شمسين
    محظور
    • 07-05-2009
    • 2139

    #2
    الحوار ومرتبته العليا الجدل :::
    الجدل المادي
    الجدل الاجتماعي
    الجدل الفردي بين الافراد
    هو اساس وقانون التطور للبشرية جمعاء
    بورك جهدك شيخنا

    البابلي يقرؤكم السلام

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة زحل بن شمسين مشاهدة المشاركة
      الحوار ومرتبته العليا الجدل :::
      الجدل المادي؛ الجدل الاجتماعي؛ الجدل الفردي بين الافراد، هو اساس وقانون التطور للبشرية جمعاء.
      بورك جهدك شيخنا، البابلي يقرؤكم السلام
      وعليكم السلام وبورك عملُك الخيِّر.
      ثم أما بعد، الجدل نوعان، إيجابي وسلبي، فأما الإيجابي منهما فهو ما خدم الحق والحقيقة، وأما السلبي فهو ما خدم إبليس، وبئس الجليس هو، و النفس، وقد اشتُهر في التاريخ "الجدلُ البيزنطي" العقيم، وهو الجدل من أجل الجدل وليس لغاية سامية.
      تحيتي إليك.

      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        #4
        "الهُمْهِيَّة" في الكتابة والنقد العربيين.

        بسم الله، علَّم القرآن، خلق الإنسان وعلَّمه البيان.
        والصلاة والسلام على محمد القائل: "إن من البيان لسحرا" وهو الذي أوتي جوامع الكلم والإحسان.

        ثم أما بعد، خطر على بالي وأنا أقرأ ما يدور هنا في هذا الملتقى وفي غيره من الملتقيات العربية أن أسجل ملاحظة، ولست وحدي من لاحظها أو عاينها، وهي ظاهرة تحول الحوار من الموضوع المعروض أصلا للنقاش إلى صاحبه فيبدأ الشجار الحاد بين صاحب الموضوع وبين مَنْ يردُّ عليه إما بموضوعية متفاوتة النسبة أو بذاتية مُغرقة في الأنانية والأثرة وهذا ليس من الحوار المتحضر في شيء وهو ما نشاهده ونقرأه هنا وهناك متأسفين متحصرين.

        فما هو السبب المُحوِّل للحوار عن وجهته التي كان عليه أن يتوجَّهَها إلى مشادة كلامية بين خصمين، أو بين عدوين افتراضيين، بعيدين/قريبين، بعيدين من حيث المسافة الحقيقية، أحدهما في المشرق والآخر في المغرب مثلا، قريبين من بعضهما لا تفصل بينهما إلا الشاشة كأنهما جالسان إلى طاولة في مقهى يسمعان تنفسهما ويشمان نكهتهما ويلمسان بعضهما؟

        السبب في نظري هو أن كثيرا من الكُتَّاب لا يُفرِّقون بين ما يكتبون وبين ذواتهم، كأنهم هي أو كأنها هم، وبتعبير معاصر فهم "يتماهون" مع نصوصهم تماهيا مفرطا حتى كأن النقد الموجَّهَ إلى نصوصهم موجَّهٌ إلى شخوصهم، فلا فرق عندهم بين النصوص والشخوص، فَـ "هُمْ هِيَّ، وهِيَّ هُم" أو "هِيَّ هُمْ، وهُمْ هِيَّ"! (يا لها من عبارة تستحق أن تُصاغ، تُنحت، منها كلمةٌ جديدةٌ مثل "الهُمْهِيَّة" في الكتابة الأدبية والفكرية والسياسية وفي النقد العربي المعاصر، سأفكر في الموضوع إن شاء الله تعالى وأعرض الفكرة هنا وقد يكون العنوان:"الهُمْهِيَّةُ" في الكتابة والنقد العربيين وقد جعلت هذا العنوان عنوانا لهذه المشاركة هنا تبشيرا بالمقالة المقبلة إن شاء الله تعالى).

        صحيح أن الكاتب يرتبط ارتاطا عاطفيا مع نصوصه ويحبها كأنها من صلبه وإن كانت من عقله ويعدُّها مع فلذات كبده في دفتر عائلته لكن هذا الارتباط وإن كان مقبولا بنسبة معتبرة لكنه غير مانع من قبول النقد والتمييز بين نقد النص ونقد الشخص، الكاتب نفسه، فالنصوص ومهما كانت عزيزة علينا نغار عليها ونصونها من الاعتداء لكنها ليست نحن ولا نحن هي، فقد يكون الكاتب شخصا رائعا في ذاته حميدا في أخلاقه لكنه يسيء التعبير أو يخطئ التفكير فينقد على هذا الأساس فإن هو خلط بين النقد الموجه إلى نصه واعتبره موجها إلى شخصه الكريم فقد أخطأ خطأ فاحشا قد ينزله من مرتبة العقلاء إلى مرتبة السفهاء بكلمة أو تعبير جاءا عن انفعال مفرط فيه.

        وصحيح كذلك أن اختيار المرء جزء من عقله وأن عقله، أو بعضا منه ومن شخصيته، ينعكس على ما يكتب لكنه لا ينعكس كله على ما يكتب أو ما يقول، لأن الأنسان يكتب أو يتحدث حسب الحالة النفسية التي يكون عليها، فمرة يكون هادئا ومرة منفعلا ومرة نشطا ومرة كسولا ومرة كيسا ومرة عاجزا ومرة فرحا ومرة حزنا وهكذا حسب تداول حالاته النفسية عليه و"تكوُّره" فيها وتقلبه، وكذلك تأتي الكتابات متنوعة، ولذا يكون النقد أساسا تقويما للنص وليس تقويما للشخص إلا لماما أو تلميحا إلى حالته النفسية، أو ما يُستَشف منها، من خلال نصه أما أن يقصد بالنقد قصدا فليس هذا من النقد الأدبي أو الفكري أو السياسي في شيء ألبتة.

        أتوقف عند هذا الحد مرغما لانقطاع الفيض الفكري وأنتظر ما سيجود به علي الخاطر من تتمة أو ما سيجود به علي القراء من آرائهم إن هم قرأُوا هذا الكلام إثراء لهذه الفكرة خصوصا والموضوع عموما.
        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #5
          الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
          يجب شكر أخينا الفاضل السيد العميد على استجابته لاقتراحي بإعادة "النادي الفكري" لما تضمنه من مواضيع جادة تستحق الإبقاء، وقد آلمني غياب موضوعي هذا لأنه يعالج ظاهرة اجتماعية/ثقافية سلبية نعيشها في مجتمعاتنا العربية ألا وهي فشل الإنسان العربي في إدارة الحوارات من أبسطها إلى أعقدها وعلى جميع المستويات.
          طبعا، التعميم خطأ منهجي فالاستثناءات موجودة لكنني أحكم عن السائد وليس عن الشاذ، فالشاذ، كما يقول أهل اللغة، يحفظ ولا يقاس عليه، وإن نجاح أي حوار في أي مستوى ليعتبر شذوذا عن القاعدة العامة التي تقول: الإنسان العربي محاور فاشل عادة.

          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #6
            أنقل هنا، لمن يهمه الأمر، رابط المنتدى الذي نُشر فيه الموضوعُ أوَّل مرة حيث أُثري بمداخلات قيِّمة ولله الحمد والمنَّة:
            الإنسان العربي والحوار

            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
              (...) فحين أدخل نصا أصبح بارتية محضة : / النص ولا شيء سوى النص / ولا يهمني من يكون صاحبه فأنا أعدمه حتى نهاية القر اءة؛ بارتية محضة في قراءاتي ...
              تحية طيبة إلى الجميع من حضر وشارك ومن حضر ولم يشارك.
              استوقفتني كلمة "بارتية" المكررة مرتين في مداخلة أختنا العزيزة الشاعرة الناقدة والأديبة الممتازة فاطمة الزهراء ودار ذهني 1000 دورة في "النانوثانية" وتفحص معجمي اللغوي ... الذهني فلم يجد معنى لها ثم ورد على بالي الناقد الفرنسي "رولان بارت" (
              Roland BARTHES) صاحب كتاب "درجة الصفر في الكتابة" أو "الكتابة في درجة الصفر" (le degré zéro de l'écriture) فقلت لعل أختنا تريد التشبه بـ "بارت" في قراءتها ونقدها فهي إذن تنتمي إلى المدرسة "البارتية" في النقد.
              أرجو أن أكون قد أصبت كبد الحقيقة بتعليقي هذا مع أخلص التحياتي إلى من حضر وشارك وإلى من حضر ولم يشارك.

              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
                أعترف
                لقد اشتقت صينية شاي وأدندن الآن "" صينية والبير والما جاري لالة لالة ""
                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
                  مرحبا بك أستاذنا الجليل حسين ليشوري
                  جمعة مباركة إن شاء الله
                  اللهم آمين بارك الله فيك سليمى ووفقك إلى الخير حيث كنت.
                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #10
                    تحية إكبار وإجلال إلى أخينا وأستاذنا الجليل الجميل النبيل محمد فهمي يوسف متعه الله بالصحة والعافية والهناء والسعادة وجعل ما يبذله من جهد في تصحيح كتاباتنا وتصويبها في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى اللهَ بقلب سليم، اللهم آمين، وأشهد أن أخانا وأستاذنا العزيز ذو قلب سليم والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا لكنه تغليب الظن وما أحسب الله يخيب ظني فيه، بارك الله لنا فيه، آمين.

                    ثم أما بعد، استشففت من كلام أستاذنا الفاضل نبرة مرارة وحزن كأنه تألم مما نشر هنا من استثقال بعض الزملاء والزميلات لملاحظاته عن سقوط الهمزة أو الخطأ في رقن التاء المربوطة أو المبسوطة وهو الحريص الحرص كله على إخراج المكتوبات صحيحة من حيث إملاؤها ونحوُها وصياغتُها فلام نفسه على هذا "التّقحُّم" في متصفح مخصص للفرفشة والفضفضة والدردشة، هذا ما ظننته ولعلي واهم فيما ظننت.

                    القضية وما فيها أن هذا الفضاء "السيبيري" الشاسع قد أتاح فرصا للناس كلهم، جاهلهم قبل عالمهم وعامِّيِّهم قبل مثقفهم، يكتبون فيه ويعبرون عن خواطرهم ومكنونات نفوسهم ولا يهمهم إن جاءت كتاباتهم موافقة للعربية أو مخالفة لها، إلا من شذ منهم، وهم الأقلية، ممن يحرص على إخراج نصوصه صحيحة فصيحة مقبولة شكلا ومضمونا، وإلا فالغالبية العظمى لا تهتم ولا تبالي كيف تخرج كتاباتهم، المهم عندهم "المعنى" (!) حسب زعمهم ولست أدري كيف يستقيم المعنى والنص محشو بالأخطاء من كل نوع: إملائية، نحوية، صرفية، تعبيرية، وقديما قيل: "كيف يستقيم الظل والعود أعوج؟" والنص من حيث شكله هو العمود وظله المعنى الذي ينبعث منه أو عنه.

                    وحتى لا أطيل في هذا الاعتراف، أقول: لم يعد الناس مهتمين بالشكل ما داموا حريصين على المعنى كما زعموا وأذكر هنا والآن أنني تلقيت مرة رسالة تهديد قوية من أحدهم وقد كنت تجرأت على تصحيح خطإ له فاستشاط غضبا وكتب إلي يهددني بالفضح، لست أدري مماذا؟ ربما لأوهام في قلبه المريض، نسأل الله السلامة والعافية، فلم أعد إلى كتاباته ألبتة حتى وإن كانت منزلة من السماء أو كالمنزلة من السماء، ولله في خلقه شئون.

                    يمكن تجاوز بعض الهفوات كنسيان رقن الهمزة على الألف مثلا أو إغفالها ألبتة، فالألف توحي بها لمن يدري أما من لا يدري فلا يهمه وجودها أو انعدامها ما دام غير مهتم أصلا باللغة ولا بقواعدها ولا بأسليبها، والقضية كلها، قضية التصحيح والتصويب، تنقسم قسمين: 1) ما يمكن التساهل فيه إما لخفته في نفسه أو لمعرفتنا بالكاتب فهو، الخطأَ، مما يتجاوز عنه؛ 2) ما لا يمكن التسامح فيه ولا التجاوز عنه لأنه يشوه اللغة ويحط من شأنها مما يخالف قواعدها الأساسية المتفق عليها؛ ثم إن الناس تجاه التصويب فريقان: فريق يقبله ويرحب به بل يطلبه ليستفيد منه، وفريق تأخذه العزة بالإثم فيغضب ويثور ويصخب وفي رده يجور، نسأل الله السلامة والعافية.

                    هل علي أن أعتذر لثرثرتي هذه وهنا؟ لا أعتذر لأن المتصفح مفتوح أصلا للاعتراف، أو هو للفضفضة والدردشة والفرفشة.

                    تحياتي أخي العزيز الأستاذ الجليل محمد فهمي يوسف وهون على نفسك فالأمر ليس بالجلل ولا يستأهل حزنك ثم إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا وعملك حسن حتما.

                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • حسين ليشوري
                      طويلب علم، مستشار أدبي.
                      • 06-12-2008
                      • 8016

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركة
                      الأخ والصديق أبو أسامة الغالي / سعادة المستشار الأدبي القدير الأستاذ/ حسين ليشوري
                      ما زلت أرقب تحت أفيَاء المُنى = يَوْمًا بِوجهٍ مثلَ وجهِكَ أبيضَا
                      حتى بزغتَ فكنتَ لي طيفا = لَمْ يَجِدْ مَنْ يُحْيِهِ يومًا ليركُضَا
                      إنِّي أحبُّ الضادَ يا معشوقتي= هلْ تروِي قلبي بالحياة لينـــبضا
                      ===========
                      بيتٌ وخاطرةٌ عليه تَشُدُّني = أنْ تستقيمَ عليه لُغتي فَتَنْهَضـَــــــا
                      أحبك في الله أستاذ حسين
                      أحبك الله الذي أحببتني فيه وأنا كذلك، حفظك الله وعافاك ومتعك بالصحة وراحة البال، آمين.
                      sigpic
                      (رسم نور الدين محساس)
                      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                      "القلم المعاند"
                      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                      تعليق

                      • حسين ليشوري
                        طويلب علم، مستشار أدبي.
                        • 06-12-2008
                        • 8016

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
                        السلام عليكم جميعا:
                        (...) وعلى فكرة اخجل من لقب شاعرة وناقدة لست سوى هاوية حرف
                        الله يحفظك أستاذي العزيز السي الحسين؛ بالمناسبة كيف هي البليدة الجميلة ونوارها ومشمومها الزين ؟ مشموم النوار
                        وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
                        مرحبا بلالَّة فاطمة الزهراء عند أختنا سليمى القمراء.
                        أعتذر إليك عن التأخر في شكرك على ردك الجميل، يبدو أن الشيخوخة بدأت تفعل في أفاعيلها النكراء.
                        كلنا هواة الحرف الرقيق والتعبير الأنيق و... الإنسان الصديق المخلص الرفيق.
                        مدينة الورود تحييك وتبعث إليك شذا الياسمين والفل والورد والأخوة الصادقة.

                        أعادتني كلمة "مشموم" إلى صباي البعيد حيث كنا لا نعرف غير كلمة "مشموم" للتعبير عن المزهرية و"الفاز" ثم اختفت الكلمة وحل محلها "الفاز"، حتى أولادي لو قلت لهم اليوم: "هات المشموم" لما عرفوا ما هو، الله يعافينا ويعافي أبناءنا من هذا التفسخ اللغوي المقيت، آمين.
                        شكرا على هذه الفسحة التي أعادتني إلى الماضي فسافرتْ بي إلى حومتي الصغيرة في ضواحي البليدة الكبيرة.

                        تحياتي إليك وتقديري لك.

                        sigpic
                        (رسم نور الدين محساس)
                        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                        "القلم المعاند"
                        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                        تعليق

                        • حسين ليشوري
                          طويلب علم، مستشار أدبي.
                          • 06-12-2008
                          • 8016

                          #13
                          تنبيه للتنويه.

                          تنبيه إلى أستاذنا الجليل محمد فهمي يوسف وإلى من يهمه الأمر ومِن ها هنا يمر:
                          لقد أعدت تحرير مداخلتي رقم
                          #1671 أعلاه بما رأيته يضيف فائدة فالرجاء إعادة قراءتَها كما أعَدتُّ كتابتَها، أو بعضها.
                          تحياتي إليكم جميعا.

                          sigpic
                          (رسم نور الدين محساس)
                          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                          "القلم المعاند"
                          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                          تعليق

                          • حسين ليشوري
                            طويلب علم، مستشار أدبي.
                            • 06-12-2008
                            • 8016

                            #14
                            مرحبا لالَّة فاطمة وعساك بخير وعافية.

                            حسرة ابنك عليك/علينا نابعة من شفقته مما ضيعنا من "ترف" الحياة التي يعيشها جيله ونحن نتحسر عليه، وعلى جيله، مما يضيع من قيمنا النبيلة الجميلة وثقافتنا العريقة؛ يقولون: "صراع الأجيال" (!) وما هو بصراع إنما هو خداع العصر الذي يعيشون فيه ويظنون أن الحياة هي هذه الماديات فقط وينسون أن الحياة قيم ومبادئ ومواقف وسلوك محترم إضافة إلى الماديات المتطورة والمتغيرة والزائلة.

                            حتى هذه الوسائل المستحدثة، وسائل التواصل الاجتماعي كما يسمونها، تسببت في تشويه التواصل الاجتماعي الحقيقي، قطعت الأرحام، وتسببت في الخصومات، وألهت الناس عن كثير من الأمور المهمة وحتى عن حيواتهم الخاصة ذاتها، وزرعت الجفاء وبرودة المشاعر، بل أفسدت لغة الناس وجعلتهم كالخرسان وهم الناطقون المفصحون، ترين الجماعة منهم جالسين في المقاهي والطرقات يمسك كل واحد منهم هاتفه المتطور يلعب أو يتفرج على شريط ولا يحدث جليسه بجواره ثم ينهضون وكأنهم لم يلتقوا ليعودا غدا إلى مثل هذا العبث، وهكذا...

                            من حقهم أن يتحسروا علينا لما جهلوا عنا ومن حقنا أن نتحسر عليهم لما نعرف عنهم، والحديث ذو شجون ولا سبيل إلى إنهائه إلا بالتحية ونقطة الختام بعد السلام.

                            sigpic
                            (رسم نور الدين محساس)
                            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                            "القلم المعاند"
                            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                            تعليق

                            • حسين ليشوري
                              طويلب علم، مستشار أدبي.
                              • 06-12-2008
                              • 8016

                              #15
                              تخطئة استعمال الورد للتعبير عن الزهور خاطئة.

                              "على فكرة يقال بأن مفردة "ورد" ليست صحيحة حين ننعت بها الزهور" اهـ من مداخلة الأستاذة فاطمة الزهراء العلوي رقم: #1678؛ عندنا للتعبير عن الزهور كلمة "نُوَّار"، واحدتها "نُوّارة"، وهي الزهور التي تخرج قبل الثمار في الأشجار المثمرة وغيرها، أما الورد فهو، كما ورد في لسان العرب: "وَرْدُ كلّ شجرة: نَوْرُها، وقد غلبت على نوع الحَوْجَم [الورد الأحمر، واحدته "الحوجمة"]؛ قال أَبو حنيفة: الوَرْدُ نَوْرُ كل شجرة وزَهْرُ كل نَبْتَة، واحدته وَرْدة؛ قال: والورد ببلاد العرب كثير، رِيفِيَّةً وبَرِّيةً وجَبَليّةً."اهـ منه؛ وبناء عليه تكون تخطئة الورد للتعبير عن الزهور خاطئة بدورها، والله أعلم ثم علماء اللغة العربية.
                              sigpic
                              (رسم نور الدين محساس)
                              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                              "القلم المعاند"
                              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                              تعليق

                              يعمل...
                              X