طفولة مشردة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • المحقق كونان
    أديب وكاتب
    • 17-11-2015
    • 46

    طفولة مشردة

    أقتبس لكم القليل من طفولتي المشردة .. ( وما خفي كان أعظم ) ،،

    " يا ويلي من أكون حتى أستيقظ من السادسة و أنا في سن السادسة ..
    - ( اللعنة على المدرسة ) ، ماذا أستفيد منها سوى التعب .
    - أمي : ماذا تردد في فمك الوقح ؟ ، هيا تغسل و إلبس ملابسك الجديدة .. قبل أن أقضي عليك
    أحا .. من يتغسل الآن مجرد التفكير بهذا الأمر مرفوض و من حق نفسي تقرير مصيرها ، لن و لن أتغسل ...
    فعلا أنا غبي لو أني تغسلت من البداية لما أكلت كفاَ على وجهي في هذا الصباح و لما ( تشلعت ) أذناي الكبيرتان ،
    يا ويلي مصيبة تلو الأخرى ... ما هذا البنطال السخيف ؟! و من إشتراه .. ما هذا بنطال قدمه اليمين سوداء و قدمه الأخرى زرقاء ... و المؤخرة حمراء .. ما هذا بحق السماء ..
    أمي .. أمي ( بغضب ) من إشترى هذا البنطال و ما هذا القزز .. من حق نفسي تقرير مصيرها لن و لن ألبس مهما حصل ..
    فعلا أنا أزداد غباء .. ما أجمل البنطال على خصري .. لو أني لبسته من البداية لما تعرضت لضربة على وجهي الأخر و جعله ينبض من شدة ( الحذاء ) ..
    - ملاحظة :- هذه أمي أعشقها و أعشق هواها و أنا فقط أكتب لأمزح و أمزح لأكتب .. أما أمي فهي نبع صافي للحنان يروي قساة القلوب .. ( نعود للموضوع )
    ما هذا القميص .. قميص أزرق للاجئين .. حقا أشعر بالإهانة .. عروبتي لن تسمح لي أن ألبسه ... لذلك من حق نفسي تقرير مصيرها ، لن ألبس القميص .
    فعلا .. اللون الأزرق جميل جدا على صدري و الأحلى شعار ( الأونروا ) ، لو أني لبسته لما تعرضت للقرص في فخدتي الضعيفة ..
    - أمي : و الآن .. خذ هذا السندوش محشي بالبيض المسلوق و الزيت .. حافظ عليه و إن عدت به للبيت سأسفك دمك ..
    و لكن يا أمي .. أمي .. زملائي لا يحبون البيض لأنه يخرج غازات كريهة .. و صفنا مكتوم .. سيختنق الفصل .
    - رفعتي أمي للأعلى و قالت : سأحشو 45 رغيف من البيض لجميع أصدقاءك و إن كانوا رجال .. فليعترضوا !
    و الآن يا أبله ... إخرج للمدرسة إنها تبعد 70 خريفا من هنا .. إبحث عنها و عن فصلك جيدا .. هيا إنصرف .
    خرجت و أحمل حقيبة ثقيلة و ملابس قبيحة جدا و لكن لا أعلم لماذا الفتيات - طالبات الجامعات - يتصورن معي في الطريق و يقبلونني و يعطونني الحلو .. ( فعلا إنه لطيف ) ، هكذا قالت .
    وصلت المدرسة .. سكان الصين جاءوا ليدرسوا هنا ، يا ويحي كل هؤلاء طلاب .. فعلا نحن شعب متعلم ، من واجبي أن أخطب بهم و أثني على عزيمتهم ..
    أين الميكرفون .. أين الميكرفون ؟ .. ليس هنا ، أوه إنه هناك على المنصة ...
    هكذا علمتني الحياة ، أن أكون شجاعا و جريئا ، أمسكت الميكرفون .. و كان صوتي مزعج في الصغر و صرخت ( يا طلاب المستقبل ، يا أمل فلسطين ) ..
    ما هذا ؟! حقا كان مؤلم .. فقدت الوعي قليلا .. أوه أين أنا ، ما هذه الرائحة .. ما هذا الظلام .. سأضغط هنا ، إنها قطعة وسادة .. هل إنهال علي سقف المنصة .. سأضغط قليلا لأعلى .. ما هذا .. دخلت يدي البريئة .. أخرجتها .. حقا ما هذا .. رائحة صرف صحي !! لا وقت لدي سأعض هذه القطعة و فجأة يقوم رجل ضخم جدا ، يا ويحي هل كانت هذه مؤخرة ؟! أوه مقزز جدا ، من كان هذا الوقح ؟! يا هذا كيف تجرؤ ؟!
    كان إلتفاته .. ليس كأي إلتفات .. نعم كان مدير المدرسة و حصل الذي حصل .. لقد كدت أموت تحت مؤخرته .. لا بأس ، تعيش مؤخرة الرئيس و يموت الشعب !
    ما هذا الصراخ ؟! هل كانت غوريلا ؟! ( أين فصلك يا فتى .. من مدرسك ؟! )
    حقا فهذه ردة فعل طبيعية مني ( البكاء و خروج نقاط بول خفيفة من الصوت ) .. أين أمي !
    و من ثم حملني من شعري و أذهبني لصف الأول -أ- عند مدرسي ..
    - المدرس : أوه .. أمك وصت عليك جيدا ، أنا الإستاذ ( فوزي ) و أنا قريب لكم ، و أبوك من نفس عائلتي ، تعال ي طفلي لأحضنك .. فعلا القريب سند .. هيا نتعانق عناق الأقرباء ..
    يا ويلي .. لما فعلت هذا ؟! لما أكلت خدي الجميل بهذه القسوة ؟! هل هذا مزاح ! كدت تقتلني يا غبي !!
    اللعنة عليك و على عائلتي .. حقاً حمار
    - المدرس ( فوزي ) : إجلس آخر مقعد .. أنا إنسان نزيه جدا و لأنك قريبي سأكون أشد ظلما لك .. حتى لا يقولو أني أغاوز أو أنحاز لك !!
    و الله لا أعرف كم مجموع 3+3 .. هذا أول يوم أرجوك .. غدا سأدرس أعدك !
    قدمي .. قدمي .. سأبترها عند المغادرة .. لا تضربني على قدمي ، يكفي ضربة واحدة .. يكفي !!!
    - فوزي : لا يكفي .. لأنك قريبي سأضربك مرتين .. أوه قدمي أين هي لم أعد أشعر بها .. أصبحث قطعة ثلج !
    و غادرنا المدرسة و الحزن يملأ عيني !
    - أمي : تحضني .. كيف يومك الأول يا كتكوتي ؟!
    المدرس عذبني و أنا الآن سأغير إسم عائلتي .. اللعنة عليه ..
    أوه .. وجهي تهشم .. ( كيف تجروأ على سب مدرس العائلة الأول ) هكذا قالت .. ( فعلا أنك وقح يا بني )
    - أمي : أرني الحقيبة .. ماذا !!! كيف تجرؤ على ترك رغيف البيض ..
    نعم هنا الهواء الطلق في مشربية المنزل .. و السماء جميلة و أنا مشبوح من قدم واحدة رأسا على عقب .. فعلا حنان الأم لا يوصف يا أخوة .. و بهذا الوقت أهديكم ( ست الحبايب ) ... جميع الناس يا أمي مياه و أنتي وحدك زمزم يروي فؤادي .. جاءت نبع الحنان .. تخيل حنانها عندما بدأت تجلد مؤخرتي الصغيرة .. ( كحجم البرتقالة ) بالعصا .. فعلا .. دعوت ربي أن تكبر مؤخرتي كمدير المدرسة حتى لا أتألم من الضرب ..
    و من ثم أنزلتني و قبلتني و رفعتني لأعلى و قالت أحبك يا ( كتكوتي ) ..
    كتكوتي .. مؤخرته حمراء .. كالضوء .. تصلح أن تكون مصدر إنارة في البيت .
    و أنام في فراشي ... و أفكر ، الناس عادة تفكر متى تنهي مرحلة أو مشروع .. لكن حقا أنا دوما أفكر ( متى أنهي الحياة ؟ ) .. و أغفو و كأني ملاك و تأتي أمي و تقبلني و تظن أني نائم و لكني أشعر بها و أتظاهر بالنوم ..
    **
    أوه ، اللعنة .. من يوقظ طفل صغير مثلي بكأس ماء بارد ؟! ما هذا ( إبتليت بأم مجنونة )
    و نفس البنطال المقزز و القميص البغيض و المفاجأة اليوم حذاء أكبر من قدمي ب5 درجات و أمشي به كأني على زلاجة .. و أمي تقول بأنه صغير قليلا !
    هذا أبي .. ذو العضلات يضمني بقوة .. بدأ جسدي ينعصر و هو يقبل بي و يلاعبني ... و يدغدغني و لكن هو لم يغضب مني عندما تبولت من شدة الدغدغة .. هو فقط ركلني بقوة نحو الحائط .. و أصبحت لوحة مرسومة على جدار البيت ...

    فوزي من جديد ... يراني من بعيد .. حاولت الهرب .. لحق بي .. تزحلقت .. داسني .. كدت أفقد أنفاسي .. ما هذا .. من يصدقني ؟! هذا المدرس لا يفرق بين الحقيقة و اللعب !!!
    و مرت أيام و أيام حتى نهاية العام و ذهبت مع أمي لأستلم كشف علامات الصف الأول و لكن قبل الذهاب ركلني أبي بقدمه و قال هذه الركلة إحتياط ( لو رسبت ) .
    فوزي الغبي ... يجلس و معه عصا .. يضرب جميع الطلاب .. دفعت أمي تقدمي لا أريد أن يراني ، هو يغار من جمالي !!
    ذهبت أمي .. مرحبا فوزي .. ( مرحبا إبنة عمي ) ، هذه شهادة ولدك الفاشل .. حصل على معدل 98،9% .
    أين هو ولدك ؟ ( فوزي يسأل أمي ) ..
    - أمي : لم يأتي معي .. هو خائف منك
    - فوزي : حسنا .. مدي يداكي لأضربكي عنه .
    و هكذا تغضب النساء ... ما أجمل أمي و هي غاضبة تشد شعر فوزي ... و تركله ... و ما أحلى ثوريتي عندما بدأت أرمي الحجارة عليه .. حقا شعرت بروح الإنتفاضة .
    - أمي : لا تحزن يا ولدي .. حقا الأقارب عقارب هذا مدرس مجنون ، سنعوضها في السنة القادمة ..
    و الآن إمرح معي في الإجازة ،
    ( أنا لا أحب السباحة .. دعوني و شأني ) هكذا صرخت في الإجازة .. و لكن ليس عقلانيا أن تدخلني وسط المحيط و تتركني و تقول عد لوحدك .. أنا و أمك ننتظرك على الشاطئ ..
    ( يا رباه .. ما هذا سمك قرش .. أم أني بدأت أتخيل .. أين أنا ... لما الماء مالح ؟! أنا جائع .. ) أصرخ وحيدا في البحر .. حتى جاءت سفينة .. رفعتني معها و جاءت الشرطة البحرية .. و سألني الضابط من فعل هذا ؟! أشّرت على أبي ... و أعطاه مخالفة بقيمة 500$
    حقا أبي من يومها لا يمزح معي نهائيا ،،

    ما هذه الكهرباء ... ماذا ؟؟!!!! أمي لا تمزحي معي ..
    - أمي : إستيقظ يا كتكوت ، بدأت الدراسة للصف الثاني ، أريدك هذا العام مليئ بالحيوية و النشاط ..
    كيف أكون نشيطا و أمي لم تشتري حزاما لبنطالي ؟! ها هو كلما أسير يسقط و أرفعه .. يسقط و أرفعه .
    و كيف أكون نشيطا و أمي تحشو لي هذا العام سندوش بطاطا مقلية مع البيض ( مبعترة بالفلسطيني ) .
    كيف أكون نشيطا و حقيبتي وردية ، كالفتيات .
    لا بأس ... أنا حقا مثابر و سأمضي بعزم لأكون رجلا ، تغيرت مدرستي و المدير و صرت أدرس في مدرسة مختلطة طلاب و طالبات ،، حقا هذا محفز لدراسة ..
    ( ميسون ) .. مدرستي جميلة و رشيقة .. كانت تحبني كولدها زيد .. و دائما تحضنني ، لا أتذكر أنها وبختني يوما ،
    و هذا الأمر يزعج أمي .. تريد أن تنقلني عند ( فوزي ) ، أنا في السابعة من عمري لذلك أهدد و أندد إن لم يستجيبوا لمطالبي .. ( سأتاجر بالمخدرات ) .. هكذا إقتبست من قناة Mbc Action ، و كان هذا آخر إقتباس بعدما صارعتني أمي كالنمر المقنع ..
    ( تمسح دموعي ) و تقول لا تبكي يا صغيري ، إنها ميسون سأكلم أمك لأقنعها و الآن إجلس ..
    أحب أمي عندما تقتنع .. فعلا وافقت أمي على إقتراح مدرستي ..
    - ميسون : أريد من ولدك أن يقدم إذاعة مدرسية غدا .. ساعديه في الموضوع .. و في الإلقاء حتى يفوز صفنا بمسابقة أفضل مذيع ...
    تحمست أمي كثيرا ، و قلمت أظافري و قصت شعري و حكت وجهي و فرشت أسناني و غسلت ثيابي و إشترت لي قميصا من مصروفها الشهري ( قميصا أحمرا ) ثائرا ، ذو كرامة و له هيبة ..
    و الآن تعطيني أمي ( المشط ) كأنه ميكرفون ... و تعلمني إلقاء الموضوع .. لم أنسى حادثة الميكرفون الأولى عندما سقطت علي مؤخرة المدير و لكن أنا شجاع .. لا ماضي يعلو فوق حاضري
    هكذا علمتني الحياة .. في اليوم التالي صعدت المنصة و بدأت ألقي ... و لكن حماسي أثر قليلا ليس كثيرا .. و بدأت أخطب في الجمع .. حتى صاروا يضحكون ضحكا هستيرياً ، ماذا هناك ؟ ماذا حصل ؟ بدأت أنهار ؟ لما الجو باردا في الأسفل .. ماذا !!!! سقط بنطالي .. اللعنة طلبت من أمي كثيرا أن تشتري لي حزاما .. ما هذا المدرسة منهارة من الضحك و هناك .. ( ميسون ) تبكي من شدة الضحك .. قدماي الضعيفتان .. و قميصي الأحمر .. و بنطالي الساحل و الفتيات لا يخجلن .. هذا مؤسف ، و لكن كانت هنا إنطلاقتي .. حقا ليس كل سقوط نهاية فسقوط الملابس أجمل بداية ..
    كان لا بد أن أتصرف بحكمة و أستغل الموقف بأقصى سرعة و من ثم بدأت أفعل حركات ( مستر بين ) و أضحك الطلاب ...
    حان وقت إعلان النتائج ... الفائز بالمسابقة هو .. هو .. هو ( فصل المعلمة ميسون ) .. كان هذا أول نجاح حققته في حياتي ..
    و غضبت أمي لوقاحتي .. و إشترت لي حزاما و ضربتني به حتى أكون أكثر أدبا !
    و مرت الأيام حتى إنتهت رحلة الصف الثاني مع أجمل مدرسة .. علمتني الحياة ، و ها هي إجازة أخرى و صيف أجمل برفقة أبي و أمي ..
    ( يا أبي لا أحب الصيد ) هكذا توسلت لأبي ، حتى لا يأخذني في رحلته ...
    - أبي : أنا سأقنص على الطيور و أنت تأتي بها ..
    حسنا و لكن أود أن لا تقنصني يا أبتاه !
    و بدأ يصيد .. حتى إصطاد الغابة كلها .. حقا أبي صياد ماهر .. و لكن خرجنا بإصابة بسيطة و هي رصاصة في عيني .. لا بأس المهم أني أتنفس .. و من هنا عاهدت نفسي أن لا أخرج رحلة مع أبي ..
    كانت هذه الرصاصة علامة وسامة جديدة لي ،،،
    ما هذا ؟! كيف توقظيني هكذا .. أنا لم أعد طفلا .. مئة مرة أخبرتك أن لا ترمي حديد على رأسي .. سأستيقظ بمفردي ..
    ( في يوم من الأيام ستفقدوا وسامتي ) هكذا قلت ،
    - أمي : إخرس يا فتى .. و جهز نفسك للصف الثالث ، سأجهز لك طعامك ..
    ما هذا ؟ حقا طفح الكيل ، ما هذا المعطف الجديد .. لن ألبسه مهما حصل ، لا لسياسة تكتيم الأفواه .. كيف ألبس معطفا أسودا يمتد من عنقي لأصابع قدمي ؟ حقا هذا محجل و مضحك و مثير لشفقة ..
    على ما يبدو أني لا أتعلم من أخطائي .. يا ليتني لبسته من البداية .. ( أمي إفترستني ) ،
    يا ويحي لا أستطيع الحركة ، كلما أمشي أتعنقل على وجهي .. تهشم وجهي الجميل .. اللعنة !
    ما هذه الشوارع القذرة ، كبريائي لا يسمح لي السير بها ، و لكن !!! ما هذه المصيبة التي لم تكن في البال !
    ( جعفر ) السمين .. يقف على الرصيف يا ويلي سيأكلني ،، إنه دائما يضربني .. سأعود للبيت قبل أن أموت ..
    - أمي : لماذا عدت ؟
    إنه جعفر يا أمي ، جعفر و ما أدراكي ما جعفر و لكن السكين ليس حلا لأفسخ كرشه السمين يا أمي !
    إنه غضب و إرادة شعب .. إنه زئير أسد ، إنه فيل بل برميل .. إنها غضب ثورة .. إنه يضربني يومياً كفا على خدي .. أبقى أتألم منه لمدة عامين ..
    و لأني مؤمنا بالحل السلمي .. قررت أن أحل خلافي مع جعفر على تقاسم طعامي معه .. و بهكذا أستطيع العبور من تحت كرش جعفر بأمان و حرية ..
    و لكن هل هذا كان عام ( السمنة ) ؟! والدليل مدرستي الجديدة فريال بحجم طائرتين .. تجوب في الفصل ، لا أرى منها الصبورة .. تكره الأطفال .. ترعبنا ، أنا أكون بحجم كفة يدها ، عندما أكلت زميلتنا عفاف ، كان هذا يوما لا ينسى .. الرحمة لعفاف ، كانت جائعة جدا ، فإبتلعت عفاف أمام عيناي .. لا تشتموها ، حتى أنا صرت رجلا و عندما أراها في السوق تشتري المحل بأكلمه ... أهرب من أمامها ..
    و لكن كيف حدث هذا ؟ يا رباه .. أتمنى أنها لم تسمع ما حصل ؟ حدث هذا عندما مزقت ورقة من كتاب اللغة العربية بالخطأ ، فقالت بصوت عنيف كأنه زوبعة ريح : من تمزق كتابه ؟! تعال أمامي ..
    نعم كانت تجلس .. قرأت سورة الفلق و آية الكرسي و أسير نحوها أدعو الله بإسمه الأعظم ... و يبدأ الوسواس يملأ صدري ، هل ستبلعني كعفاف ؟ أم تجلس علي ؟ أم تعصرني كالليمون .. و تشربني ؟
    ها أنا أمامها .. أبتسم ، هكذا علمتني الحياة عندما يبتسم المهزوم يُفقد المنتصر لذة الإنتصار ... حقا هذا ما حصل أصبحت أبتسم بلا أسنان ، كانت صفعة عن جميع صفعات أمي .. كان منجنيقا ضرب خدي .. نعم حلقت في السماء .. نعم مسحت بي أرض الفصل ....
    اللعنة .. كل اللعنة على فريال ( أتمنى أن لا تسمعني )
    و غادرت السنة .. من عندها بمعدل بكثير من الكعك ( أي الرسوب ) و عندما سألتني أمي عن الكعك ، قلت لها : مدرستي تحب الطعام ....
    اللعنة ما أقبحه من عام ، و لكن هنا كانت طفولتي التي أحبها .. التي ضحكت و بكيت بها ، لا بأس .. من يهضم الماضي بطريقة خاطئة.. يتقيأه المستقبل "!!

    - النهاية
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    هاهاها
    يالسخريتك الرائعه
    نص استمتعت وأنا أقرأه
    كانت صور المدرسة والمدرسين والمؤخرة كشريط سينميائي
    بساطة لم أتخيل أنها ستفعل فعلها معي ربما لأني مرحة بطبعي أو مجنونه هاهاها
    أحببت أن هكذا علمتني الحياة عندما يبتسم المهزوم يُفقد المنتصر لذة الإنتصار .
    أحببت طريقتك بالسرد وعفويتك
    تحياتي وباقة ورد
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    يعمل...
    X