مطرٌ .. في صمت
مطرٌ .. في صمت
على امتداد فانوس ضياء الصّدق.. إذا كان للصدق ضياء..،
و على هدي مساحة إخلاص التّصادق.. إذا كان لما يعرف بالصّداقة إخلاص..،
نصاحب القلم متعثّرين و دروب بليغ الفؤاد كتابةً..، ونكتب من باب الوفاء..،
و نكتب أيضاً كي لا تضيع الكلمات في زحمة التّوالي.. و لا من شكّ أنّنا نكتب إيمانا بالحياة.. ،
و بكلّ ما هو جميل.. في دنيا هذه الحياة .. .
لعلّ ما يشدّ النّظر في تعاقب الأيّام تجوالها بين الأحوال و تناوبها في الحالات..، و لا سيّما انسياقها العفوي في مجرى الزّمن آهلةً إياه بالأخبار و الأحداث..
و من ذلك كُتبت الحكاية و نشر الكتاب في ضيعة الأدبيات..، و للأسف أهمله جلّ المزارعين أو جميعهم و لم يسجّل وجوده سوى لدى أطفالٍ سذّج، ولدوا ليكونوا كباراً..
و لو سُئلوا يومها لأجابوا: بحتُ صدفة.. و بحتُ فضول.. !
لطالما حدّث الرّاوي بلغة الأفهام عن مجالس بغداد..، حيث يحلو السّمر و السّهر..، حتّى كاد أن يقتله الشّوق إلى ماء دجلة العذب..،
و لطالما أشجى حديثه عن نشامة الطائي سامعيه..، إلاّ أنّ فعل السّنين كان و لا يزال قدراً على العالمين..،
فانفرد الجمع..و أصبح المعنى يبحث عن كلمة في قاموس المعاملات كي يأخذ شكلاً لنفسه.. ،
لعلّه بذلك يلفت الأنظار فيُحْجز له مكاناً على أرصفة هذا المدّ الجاري الذي لا جزر له.. .
و من دون أن ندر..، ينساب الأسى سانية وادينا، إذ نشرب ماءه ببساطة الطفل الرّضيع..،
فتذبل حدائقنا و تجفّ ينابيع مدائننا الأخوية المنشأ جفاف القحط اللاّ معلن عنه..،
و تؤخذ البيعة لغير أخينا..، فيصول الوالي و يجول جنوده هنا و هناك.. .
يومها تهتك القيم لدى حماة الموازين.. و يتسيّد الجهل الأعمى بصائر الفقهاء.. و يغيب الورع،
و ترانا نهرم بسرعة صوت المنادي الذي غادر الدّيار بحثا عن صداه..
في حين يتردد الصّدى في آذاننا كصوتٍ جهوريّ متناغم..، يذكرنا أنّ الأسى من عمل الشّيطان .. .
عندما يعتري الشّك صفائح الألباب الخافقة ، تبني لنفسها سدودا رادعة من فولاذ العزيمة ، و تحتاط بأخرى من صلابة صدق الإرادة ..،
إلاّ انّه مع أدنى ارتياب يتشقّق الدّرع الواقي لولا نجدة الموازين العادلة ..
القائمة على ريادة البناء و ضمان بقائه القابل للإثراء والتّوسع ، النّافر لكلّ أنواع التّدني و المساومة ..
و يأبى العُلى إلاّ ان يبقى عالياً..، كما يظلّ الجوهر دوماً نقيّاً مهما خالجت الشّوائب ظاهره،
شأنه في ذلك شأن شمس الصّباح و ضياء طيبة النّفوس التي عتقت الآمال قبل الأرواح.. وسط بحرٍ عكرٍ من الآثام و الأباطيل.. ،
فاهدئي يا نفسُ و توبي..، طالما المرفأُ صلب و الرّبان جسور.. !
و وفاءاً .. ،
و في ليلة شتاء قاتمة السّواد ، تلمعُ أضواء المدينة ..،
تكتكةُ قطرات المطر على النّافذة توحي بحميميّة النّبض المودع في دنيا المخلوقات ، الجامع بين أصنافها عنفوان الوجود و ترياق الكفاح .. .
و تبقى المدينة عامرة بمن آمن بها..، مشعة بمصابيح من شمعٍ لا يذوب..؛
فلا زلنا و لا زالت..، و لا تزال و إن نحن زلنا..
ذلك هو عهدُ الوفاء بيننا و بين مدينتنا.. !
و يمضي المسير .. في وجهة الملتقى المترامي بين إحداثيات المكان و الزّمان ..،
عابراً نقاط الحدود من دون جواز سفر ..، سالكاً سبل الأكوان بتحدٍّ هادئ و شجاعة متّقدة .
يتساءلون عن موطنه و هوية مدرجه..، فيأبى الجواب بلاغةً و إيجازاً..، مع أنّه في كلّ خطوة يعطي موعظة في فنّ التلقين..،
بينما قلّما يتّعظ المسافرون..، حيث غدى الازدراء نعمةً تضاهي راحة الشّكوى في عهد المقاطعة الحرّة لسكينة الضّمائر.. .
ليت الإنعكاس يلغي بدائل حمّى الإلتباس من تيّارات و آلام التّضاد،
فينقشع بذلك غيم مجمل الحيثيات و المقاصد الواحدة، التي تحوي في ذاتها الفسيح آفاقاً متفرقة لأفكار مشتّتة،
جمعتها أيدي لاهية خلال غبطة زائلة.. .
و مع نهاية كلّ صيف ..، ينتعل الوديع دروب الجبال..، محتمياً بسجائد البوادي..،
راحلاً لا باحثاً..، متجوّلاً لا مسافراً..، و المطر ينهمر في غور تلك الكهوف لؤلؤاً و ماساً..
بينما يظلّ السّر في ذلك المطر.. أنّه لا يحدثُ صوتاً.. .
هل رأيتَ مطراً ينزل بلا صوت .. ؟
هناك ..، ينزلُ المطرُ .. في صمت .. !!
مطرٌ .. في صمت
على امتداد فانوس ضياء الصّدق.. إذا كان للصدق ضياء..،
و على هدي مساحة إخلاص التّصادق.. إذا كان لما يعرف بالصّداقة إخلاص..،
نصاحب القلم متعثّرين و دروب بليغ الفؤاد كتابةً..، ونكتب من باب الوفاء..،
و نكتب أيضاً كي لا تضيع الكلمات في زحمة التّوالي.. و لا من شكّ أنّنا نكتب إيمانا بالحياة.. ،
و بكلّ ما هو جميل.. في دنيا هذه الحياة .. .
لعلّ ما يشدّ النّظر في تعاقب الأيّام تجوالها بين الأحوال و تناوبها في الحالات..، و لا سيّما انسياقها العفوي في مجرى الزّمن آهلةً إياه بالأخبار و الأحداث..
و من ذلك كُتبت الحكاية و نشر الكتاب في ضيعة الأدبيات..، و للأسف أهمله جلّ المزارعين أو جميعهم و لم يسجّل وجوده سوى لدى أطفالٍ سذّج، ولدوا ليكونوا كباراً..
و لو سُئلوا يومها لأجابوا: بحتُ صدفة.. و بحتُ فضول.. !
لطالما حدّث الرّاوي بلغة الأفهام عن مجالس بغداد..، حيث يحلو السّمر و السّهر..، حتّى كاد أن يقتله الشّوق إلى ماء دجلة العذب..،
و لطالما أشجى حديثه عن نشامة الطائي سامعيه..، إلاّ أنّ فعل السّنين كان و لا يزال قدراً على العالمين..،
فانفرد الجمع..و أصبح المعنى يبحث عن كلمة في قاموس المعاملات كي يأخذ شكلاً لنفسه.. ،
لعلّه بذلك يلفت الأنظار فيُحْجز له مكاناً على أرصفة هذا المدّ الجاري الذي لا جزر له.. .
و من دون أن ندر..، ينساب الأسى سانية وادينا، إذ نشرب ماءه ببساطة الطفل الرّضيع..،
فتذبل حدائقنا و تجفّ ينابيع مدائننا الأخوية المنشأ جفاف القحط اللاّ معلن عنه..،
و تؤخذ البيعة لغير أخينا..، فيصول الوالي و يجول جنوده هنا و هناك.. .
يومها تهتك القيم لدى حماة الموازين.. و يتسيّد الجهل الأعمى بصائر الفقهاء.. و يغيب الورع،
و ترانا نهرم بسرعة صوت المنادي الذي غادر الدّيار بحثا عن صداه..
في حين يتردد الصّدى في آذاننا كصوتٍ جهوريّ متناغم..، يذكرنا أنّ الأسى من عمل الشّيطان .. .
عندما يعتري الشّك صفائح الألباب الخافقة ، تبني لنفسها سدودا رادعة من فولاذ العزيمة ، و تحتاط بأخرى من صلابة صدق الإرادة ..،
إلاّ انّه مع أدنى ارتياب يتشقّق الدّرع الواقي لولا نجدة الموازين العادلة ..
القائمة على ريادة البناء و ضمان بقائه القابل للإثراء والتّوسع ، النّافر لكلّ أنواع التّدني و المساومة ..
و يأبى العُلى إلاّ ان يبقى عالياً..، كما يظلّ الجوهر دوماً نقيّاً مهما خالجت الشّوائب ظاهره،
شأنه في ذلك شأن شمس الصّباح و ضياء طيبة النّفوس التي عتقت الآمال قبل الأرواح.. وسط بحرٍ عكرٍ من الآثام و الأباطيل.. ،
فاهدئي يا نفسُ و توبي..، طالما المرفأُ صلب و الرّبان جسور.. !
و وفاءاً .. ،
و في ليلة شتاء قاتمة السّواد ، تلمعُ أضواء المدينة ..،
تكتكةُ قطرات المطر على النّافذة توحي بحميميّة النّبض المودع في دنيا المخلوقات ، الجامع بين أصنافها عنفوان الوجود و ترياق الكفاح .. .
و تبقى المدينة عامرة بمن آمن بها..، مشعة بمصابيح من شمعٍ لا يذوب..؛
فلا زلنا و لا زالت..، و لا تزال و إن نحن زلنا..
ذلك هو عهدُ الوفاء بيننا و بين مدينتنا.. !
و يمضي المسير .. في وجهة الملتقى المترامي بين إحداثيات المكان و الزّمان ..،
عابراً نقاط الحدود من دون جواز سفر ..، سالكاً سبل الأكوان بتحدٍّ هادئ و شجاعة متّقدة .
يتساءلون عن موطنه و هوية مدرجه..، فيأبى الجواب بلاغةً و إيجازاً..، مع أنّه في كلّ خطوة يعطي موعظة في فنّ التلقين..،
بينما قلّما يتّعظ المسافرون..، حيث غدى الازدراء نعمةً تضاهي راحة الشّكوى في عهد المقاطعة الحرّة لسكينة الضّمائر.. .
ليت الإنعكاس يلغي بدائل حمّى الإلتباس من تيّارات و آلام التّضاد،
فينقشع بذلك غيم مجمل الحيثيات و المقاصد الواحدة، التي تحوي في ذاتها الفسيح آفاقاً متفرقة لأفكار مشتّتة،
جمعتها أيدي لاهية خلال غبطة زائلة.. .
و مع نهاية كلّ صيف ..، ينتعل الوديع دروب الجبال..، محتمياً بسجائد البوادي..،
راحلاً لا باحثاً..، متجوّلاً لا مسافراً..، و المطر ينهمر في غور تلك الكهوف لؤلؤاً و ماساً..
بينما يظلّ السّر في ذلك المطر.. أنّه لا يحدثُ صوتاً.. .
هل رأيتَ مطراً ينزل بلا صوت .. ؟
هناك ..، ينزلُ المطرُ .. في صمت .. !!
تعليق