"علماء الجهل (أو ضحايا التجهيل المُمَنْهَج).

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    "علماء الجهل (أو ضحايا التجهيل المُمَنْهَج).

    "علماء الجهل

    (أو ضحايا التجهيل المُمَنْهَج)

    أُصِبتُ بذهول كاد أن يشل تفكيري المتواضع لما قرأت عن "علم الجهل" أو "علم التجهيل"، وهكذا يجب تسميته، فما هو هذا "العلم" الخطير؟ وما هي أسسه ومنطلقاته؟ وهل له نظرية ومنظرون، أو علماء ومفكرون؟ وهل له مؤسسات تعلمه أو تلقنه أو تنشره وتبثه وتمنح فيه الشهادات والجوائز والحوافز و"الديبلومات"؟ هذه جملة من التساؤلات سنحاول إعطاء الإجابات عنها والشروحات إن شاء الله تعالى.

    "علم الجهل"، ويسمى في الفرنسية بـ "Agnotologie " وفي الإنجليزية بـ"Agnotology"، علم يبحث في عوامل انتاج الجهل في المجتمعات وفي كيفية نشره فيها.



    وضع التسمية الأعجمية المؤرخ الباحث الأمريكي Robert N. Proctor عام 1992 وهو الذي أعطى رؤية جديدة لمسار تاريخ العلوم تجعل من الجهل موضوع بحث ودراسة."اهـ.

    هذا ما كتبته منذ يومين فقط وتوقفت حتى أبحث في الموضوع أكثر فخطر لي أن أنشر هذه الخطوط العريضة والأولى لعلي أجد عند أعضاء هذا الصرح العامر بالخير مَنْ يشاركني البحث أو لعل بين الأعضاء مَنْ سبق له التفكير في هذا الموضوع الخطير، المهم.
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

  • mmogy
    كاتب
    • 16-05-2007
    • 11282

    #2
    استاذنا الأديب المحترم حسين ليشوري
    السلام عليكم ورحمة الله
    سريعا أقول .. من أهم عوامل انتاج الجهل محركات البحث لغير المتخصص ، والاعتماد على الكتب دون أستاذ
    تحياتي لك
    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

    تعليق

    • السعيد ابراهيم الفقي
      رئيس ملتقى فرعي
      • 24-03-2012
      • 8288

      #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      أقدم احترامي واعتزازي بشخصكم النبيل
      1
      التجهيل سلاح خطير ومدمر،
      ولايستثني طبقة عن طبقة،
      ولايستثني فئة عن فئة،
      ولاشعب دون شعب،
      2
      التجهيل يقوم أساساً على الكذب والتدليس وخلط الأمور،
      ولهذا تبرأ ديننا الحكيم من الكذاب
      2
      أدوات التجهيل كثيرة ولاتُحصى،
      تبدأ من الأجهزة الاستخباراتية التي تنشر الإشاعات،
      إعلام النظم الضعيفة،
      النخب المُستحمرة،
      ........
      3
      التجهيل علم توجيه الدهماء وتسييسهم وتطويعهم
      4
      ننتظر بحثكم بشغف،
      حفظكم الله

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
        استاذنا الأديب المحترم حسين ليشوري
        السلام عليكم ورحمة الله
        سريعا أقول .. من أهم عوامل انتاج الجهل محركات البحث لغير المتخصص، والاعتماد على الكتب دون أستاذ.
        تحياتي لك.
        وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
        أهلا بك أستاذنا العزيز محمد شعبان الموجي.
        القول ما قلتَ أخي، إن محركات البحث السريع سبب من أسباب الجهل ولاسيما ونحن نعيش عصر السرعة والمعلومة الفورية لكن هذه المحركات قد يوجد فيها ما يمكن الاستفادة منه وإنْ نسبيا ما دمنا نفقد العلماء والمؤسسات والخبراء الذين يمكنهم توعية الناس بالحقيقة والصواب.
        إن الشبكة العنكبية الدولية، بما لها وما عليها، لتمنح فرصة ممارسة "الديموقراطية" المعرفية النسبية بلا قيود ولا حدود ولا سدود خلافا للمؤسسات الموجودة في الواقع وقديما قيل:"الأعمش غير من الأعمى" ولذا يُكتفى، مؤقتا، بالعمشان في عالم العميان.
        تحيتي إليك أخي العزيز ومحبتي لك.

        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #5
          وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
          أهلا بك أستاذنا الفاضل السعيد إبراهيم الفقي.
          أسعد الله أوقاتك بكل خير.
          أشكر لك مشاركتك الطيبة فقد بيّنتَ فيها دور التجهيل المنظم وبعض مؤسساته وعلى من يُصَبُّ.
          وأخشى ما أخشاه أن المُجَهَّلِين بما غَرَسه فيهم المُجهِّلون من الجهل وما مُورس عليهم من تجهيل لأجيال لن يصدِّقوا ما يُكشف لهم من حقائقه ومخاطره حتى وإن جاءهم ذلك كله من أسيادهم ومعلميهم وأساتيذهم.
          وبعد ما اطلعت عليه منه، علمَ الجهل، وهو قليل جدا من كثير متوفر أو مستور، زاد يقيني بأن ما قاله أسلافنا، رحمهم الله تعالى، أن العلم إِنَّمَا (بالحصر والقصر) هو قول الله وقول رسوله، صلى الله عليه وسلم، وكل ما عداهما، إلا ما جاء موافقا للحق، فهو "خُرْطِي في خُرْطِي"(*) وكذب في كذب وتزيور في تزوير وتلفيق في تلفيق ولعل إبليس اللعين لما له من أسبقية وأقدمية في الكذب والتزوير والتلفيق والتجهيل هو أستاذ أولئك المُجهِّلين الخبثاء، ألم يقص علينا ربنا عزّ وجلّ في محكم كتابه العزيز قولَ إبليس لآدم وحواء عليهما السلام:{
          فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ}(الأعراف:20) والغريب أنه أقسم لهما بالله تعالى فصدقاه:{وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ}(الأعراف:21) وقوله تعالى:{فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى}(طه:120)؟ وكذلك أتباع إبليس من الإنس، وهم جنوده المطيعون، يفعلون فهم يقسمون للناس، ويحلفون لهم، أنهم ناصحون وهم الكذّابون الغشّاشون المزوِّرون اللَّفَّاقون الأفَّاكون، وما أكثر جنود إبليس في العالم عموما والعالم العربي منه خصوصا.
          أسأل الله تعالى أن يلهمنا رشدنا وأن يهدينا سبلنا وأن يوفقنا إلى الخير، آمين يا رب العالمين.
          تحيتي إليك أستاذنا الفاضل ومحبتي لك.
          _________
          (*) الخُرْطي، على وزن الشُّرْطي، في الدارجة الجزائرية، في منطقتي وما جاورها، هو الزائف والكاذب من الأشياء ومن الكلام.
          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • أميمة محمد
            مشرف
            • 27-05-2015
            • 4960

            #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حفزني الموضوع أن أطرح أسئلة:
            من هي النخبة المختارة لتجارب التجهيل؟
            هل تدرك الشعوب/ الأشخاص عملية التجهيل قبل وأثناء وبعد حدوثها وتشعر بها؟
            أهداف التجهيل القصيرة المدى والطويلة المدى؟
            كيفية الحماية من التجهيل؟
            ما هي أنواع التجهيل؟
            هل يمكن أن نعتبر التجهيل نوع من أنواع الإستعمار الجديد الذي لن يكلف معديه إلا مجموعة برامج؟

            نفع الله بكم وبارك لك

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حفزني الموضوع أن أطرح أسئلة:
              من هم النخبة المختارة لتجارب التجهيل؟ هل تدرك الشعوب/ الأشخاص عملية التجهيل قبل وأثناء وبعد حدوثها وتشعر بها؟
              أهداف التجهيل القصيرة المدى والطويلة المدى؟ كيفية الحماية من التجهيل؟ ما هي أنواع التجهيل؟
              هل يمكن أن نعتبر التجهيل نوعا من أنواع الاستعمار الجديد الذي لن يكلف معديه إلا مجموعة برامج؟
              نفع الله بكم وبارك لك
              وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
              أهلا بك أختي الكريمة الأديبة أميمة محمد.
              أشكر لك تفاعلك الطيب مع موضوعي المتواضع والذي نحن في بدايته فقط.
              أقترح عليك قراءة ما كتبه الأستاذ عبد الرزاق بني هاني وتجدينه في الرابط التالي:

              وها هو بنصه وفصه:
              "
              تصميمُ وهندسةُ الجهلِ وصناعتُه وتسويقُه
              05/01/2017 - 05:39:26 PM

              د.عبدالرزاق بني هاني
              عندما كنت طالباً في مرحلة البكالوريوس سمعت من استاذي في مساق التاريخ، وكان اسمه جون سويني، رأياً لم استوعبه ولم أصدقه آنذاك عن علم الجهل، وعن تخصص فرعي في التاريخ اطلق عليه psycho-history، أي التاريخ النفسي، وكان ذلك في العام 1976 !!! فكنت كثيراً ما أردد في نفسي مقولة " هل هناك علم أسمه علم الجهل والتجهيل، مثلما يوجد علم اسمه الفيزياء أو ما شابه ؟ وكيف للعلم أن يكون مُجهلاً؟ ... وبقيت على رأيي هذا إلى أن أخبرني صديق لي،أمريكي يعمل في مؤسسة راند البحثية Rand Corporation، بأن هناك مؤسساتٍ، تابعة لحكومات دولٍ عُظْمَى، ومنها حكومة الولايات المتحدة، متخصصة في هندسة الجهل وصناعته وتغليفه بأرقى الأشكال، ثم تسويقه على نطاقٍ واسع ... من هم مستهلكو سلعة الجهل، حسب رأي صديقي؟
              قال هم ثلاث فئات في كل مجتمع: 1 ) الفقراء في المجتمع، وجلهم من الأقليات الاجتماعية والدينية وعمال البلديات، وفقراء المناطق النائية وفقراء الريف، وعمال المزارع، وما شابه هذه التصنيفات. لكن الفاجعة التي ألمت بي كانت شمول معلمي المدارس وأساتذة الجامعات في الفئة المستهدفة من هذه السلعة الملعونة. وحسبما أخبرني به، فقد تصل نسبة هذه الفئات كلها في الولايات المتحدة لوحدها إلى ظ©ظظ?‏ من حجم السكان، وكان جنود القتال الأمريكيان مشمولين في هذه الفئة ... 2 ) المتدينون الذين يؤمنون بالقدرية، فهم مستسلمون للقدر الذي يظنوا به أنه لا يتغير، وعلى عاتقهم تقع مسؤولية تجهيل أكبر عدد ممكن من الناس الذين لديهم ميول دينية ... 3 ) المغفلون الذين يعملون في الحكومات، وعلى وجه الخصوص حكومات الدول الفقيرة، وبالتحديد فئة التكنوقراط (الفنيين) الذين يقدمون النصح والمشورة لمتخذي القرار في دولهم. فيتم تدريب هؤلاء على تمرير الجهل وتبريره تحت مسمى النظرية والعلم والإمكانيات والموارد، ويأتي في مقدمتهم المعنيون بالشأن السياسي و الاقتصادي، إذ تنحصر مهامهم في بث روح اليأس في نفس صاحب القرار من إمكانية الإصلاح ... وممارسة الكذب والكذب والكذب على عامة الناس وترسيخ الأكاذيب في أذهان العامة على أنها حقائق لابد أن يدافعوا عنها ...
              من جملة ما اخبرني به صديقي، وكان من أخطر ما قاله، بأن بث العداوة بين الأشقاء يندرج تحت صناعة وتسويق الجهل، وهو ما اجتهد به صانعو الجهل منذ العام 1906، فقلت ألهذا التاريخ يعود تطور هذا العلم ؟ فقل نعم ، منذ مؤتمر هنري كامبل بانيرمان Henry Campbell Bannerman، والذي انعقد في لندن ودام لشهرٍ كامل، وتم فيه رسم السياسة المتعلقة بالمنطقة العربية، قبيل انهيار الدولة العثمانية، ومن تلك السياسات أن تطلُبَ الدولة العربية تأشيرة دخول للمواطن العربي الذي كان من التبعية العثمانية، ويعيش على بعد أمتارٍ معدودة من حدودٍ رسمها ساسة المؤتمر !!!! كان أحد وزراءه اسمه ريتشارد هالدين قد قال متهكماً على حديث نبيكم " الأردن أرض الحشد والرباط" ... "سأجعل من الأردن شعوباً متناحرة!!"
              وللأمانة بأن حديث صديقي الأمريكي قد أذهلني من شدة الحيرة .... وكنت أترنح بين الحقيقة والخيال من سطوة أفكاره ومعلوماته التي أضافها إلى مخزوني المتواضع ...
              أقرأ كثيراً في السياسات المحلية للدول المختلفة ... وعندما أدقق في عمق الأوضاع السائدة في الدول المعنية لا أستطيع أن ادحض مصداقية هذا العلم وهندسته وصناعته ... وآثاره المدمرة ... فاتعظوا يا أصحاب العقول ... وتباً للجهل والتجهيل..." اهـ.
              أرجو أن تجدي في هذه المقالة ما يجيب عن بعض أسئلتك كما أرجو منك مواصلة البحث في الشبكة وغيرها عساك تفيديننا بما ستجدينه إن شاء الله تعالى.
              قراءة ممتعة ونافعة وبحث موفق إن شاء الله تعالى.
              إن أول خطوة صحيحة في سبيل المعرفة الصحيحة هي أن نسأل عما لا يسأل عنه كثير من الناس فيما يخص ترقية النفس وتنقيتها من الشوائب والجهل أخطرها وأفسدها، وهذا، والله، أمر غير يسير ولكنه يسير على من يسره الله له.
              تحيتي إليك أختي الفاضلة وتقديري لك.


              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • رجب عبد العال
                تاجر أقفال و مفاتيح
                • 06-05-2016
                • 106

                #8
                سيدي حسين الأشوري
                لا أختلف معك يا سيدي الفاضل , و أنا أرى الجهل يمشي بيننا و الجهال يتبعونه و يروجون له طرقه و قوانينه و يقيمون له المدارس و الجرائد و القنوات الفضائية , و يحكمنا الجهل بقوانين الجهال فلا داعي للبحث الأكاديمي ,
                التعديل الأخير تم بواسطة رجب عبد العال; الساعة 02-03-2017, 19:21.

                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة رجب عبد العال مشاهدة المشاركة
                  سيدي حسين "الأشوري" ليشوري
                  لا أختلف معك يا سيدي الفاضل، و أنا أرى الجهل يمشي بيننا و الجهال يتبعونه و يروجون له طرقه و قوانينه و يقيمون له المدارس و الجرائد و القنوات الفضائية، و يحكمنا الجهل بقوانين الجهال فلا داعي للبحث الأكاديمي.
                  أهلا بك أخي الكريم رجب عبد العال.
                  أضحك الله سنك وقد نسبتني إلى الأشوريين وقد أكون منهم، من يدري؟
                  أما عن الجهل الممنهج فإن آثاره ضاهرة بينة واضحة ولكن درسه أكاديميا قد يقنع الأكاديميين المتعصبين لتلك الأكاديمية المزعومة لأنهم هم أنفسهم، أو كثير منهم، فريسة للتجهيل الممنهج.
                  المصيبة هي أننا لا نجد بين علمائنا من يكشف لنا هذا التجهيل الممنهج وإن وجد فهو غير مسموع عند الناس.
                  أما لو عدنا إلى ديننا الحنيف فإننا سنكتفي بما أوصانا به لنحذر الجُهَّال والمُجهِّلين ومن سار على دربهم أو سلك نهجهم.
                  شكرا على المشاركة وتحيتي إليك وتقديري لك.

                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #10
                    الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
                    أدرت ما قاله أخونا الأستاذ المهندس محمد شعبان الموجي في ذهني رابطا له بما نحن بصدده هنا فتبين لي أننا أمام موضوعين كبيرين وخطيرين في الوقت نفسه، فأما الأول فهو ما قاله أخونا الفاضل في مداخلته الكريمة وهي الأولى هنا حيث قال:
                    "
                    [...] من أهم عوامل انتاج الجهل محركاتُ البحث لغير المتخصص، والاعتمادُ على الكتب دون أستاذ."اهـ وهو يدخل ضمن ما قد نسميه التجهيل الذاتي العفوي، وأما الثاني، وهو ما نحاول مناقشته هنا فهو التجهيل الخارجي المخطط له.


                    أما الأول من النوعين فهو ناتج عن محاولة التعلم خارج أطر التعليم النظامي، أو التعليم المنظم، ويدخل ضمن العصامية والاعتماد على الذات في كسب المعارف، وهذا ورغم ما له من مزايا كالحرية ودراسة ما تحلو دراسته مثلا فإن له مساوئَ كبيرةً وخطيرةً على المتعلم إذ قد يحوِّله إلى حاطب ليل لا يفرِّق بين قطعة الخشب المبتغاة والحية السامة القاتلة، وكما للتعلم المنظم، عند أستاذ مثلا أو في مدرسة، مزاياه فله مساوئه كذلك فقد يكون الأستاذ تابعا لمدرسة فكرية ما أو تياري سياسي ما أو مذهب ديني ما إلخ... فينقل الأستاذ قناعاته إلى تلميذه، أو تلاميذه ويتلقونها منه وهم لا يدرون فيصيرون مثل أستاذهم، أو أساتيذهم، خطرا على أنفسهم وعلى مجتماعتهم وهم لا يدرون ولاسيما إن كانت تلك الأفكار أو المدرسة أو التيار أو المذهب منحرفة أو ضالة أو عدوة، مع أن نسبة العداوة إلى الأفكار نسبة مجازية فقط.

                    أما ما نحن بصدده هنا فهو الحديث عن تلك المؤامرة الشنيعة في تجهيل الشعوب والأجيال من الناس بتخطيط رهيب وحرص عجيب وأموال طائلة ومعدات هائلة بقصد تضليل الناس وجعلهم تابعين للأسياد المعلمين والأساتيذ النافذين تحت شعارات براقة وألقاب رنانة وأفكار لامعة وشهادات خادعة وغيرها مما ينخدع به السذج من الأتباع والغافلون من الأشياع؛ وقد حاولت عرض هذه الفكرة منذ مدة (عام 2014) في بعض نصوصي المتواضعة مثل:
                    "
                    السوس" و"وثنية حديثة" لكن عَرْضي ذاك كان عفويا تلقائيا وأما اليوم فهو بعد... صدمة وتفكير وبعد الصدمة وذهاب السكرة تأتي الفكرة.

                    إن مصائب الأمة الإسلامية عموما والأمة العربية خصوصا لكثيرة ومتنوعة وشديدة وخطيرة لكن أخطرها في تقديري الخاص هو هذا التجهيل الممنهج والتضليل المبرمج والذي يدخل ضمن مؤامرة كبيرة جدا هي ما حاولت عرضه عام 2011 في: "
                    المؤامرة على الإسلام و الأمة الإسلامية: قضية عقدية و حقيقة تاريخية." أما الفسوق العام وضعف الوازع الديني فهما مما يقدر عليه ببعض الوعظ الكريم والإرشاد الحكيم والتوجيه العليم والصبر الحليم، والله المستعان وعليه التكلان فهو سبحانه الرحمان الرحيم.
                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • حسين ليشوري
                      طويلب علم، مستشار أدبي.
                      • 06-12-2008
                      • 8016

                      #12
                      المشاركة الأصلية بواسطة السعيد ابراهيم الفقي مشاهدة المشاركة
                      نتابع جهدكم النبيل، أيها النبيل المفكر حسين ليشوري
                      أشكر لك أخي الفاضل الأستاذ السعيد إبراهيم الفقي تشجيعك الكريم بارك الله فيك.
                      تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ولاسيما في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة.

                      sigpic
                      (رسم نور الدين محساس)
                      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                      "القلم المعاند"
                      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                      تعليق

                      • حسين ليشوري
                        طويلب علم، مستشار أدبي.
                        • 06-12-2008
                        • 8016

                        #13
                        علم الجهل وهندسة التجهيل! مقالة لبشار طافش من الأردن.

                        أنقل فيما يلي بعض ما وجدته في الشبكة العنكبية الدولية من مقالات تدخل مباشرة في صلب موضوعنا هنا وما جاء في تلك المقالات من معلومات وآراء فهي على عهدة كُتابها.

                        1- مقالة الكاتب
                        بشار طافش من الأردن، وهي بعنوان: "علم الجهل وهندسة التجهيل!" مع الملاحظة أن بداية المقالة مضطربة كأنها مبتورة من كلام سابق.
                        "[كأنَّ هنا بترا من كلام سابق أو كأن الفقرات غير مرتبة ترتيبا منطقيا فالكلام غير مستقيم.(حسين)] حد الوجوب فمن الضروري أن تكون تلك الدهاليز المظلمة، والسراديب الرطبة المعتمة التي تربطها ببعضها تلك الممرات التي تكسوها مادة لزجة ذات رائحة نتنة للغاية، تلك الأماكن المخيفة والمقرفة تستهوي أناساً بعينهم، إنهم السياسيون ومدمنو السياسة، وهذه هي السياسة بعينها -حسب اعتقادي- حقيقة لم أستطِع وصفها بغير ذلك بعد تفكير وتركيز عميقين، لا أدري لماذا؟! فقد عرف المفكرون أن السياسة هي "فن الممكن"، فأن تختار لنفسك العيش في أماكن مماثلة من دهاليز النفس والضمير والوجدان لهو بالفعل فن بحد ذاته، لا يقوى على ممارسته إلا القلة.

                        حقيقة، معظمنا يعلم ذلك الوصف عن السياسة ومتعاطوها من السلطويين وعبيدهم، أو معظمنا على الأرجح خامره اعتقاد مماثل عن السياسة، لكن ربما أنَّ ما سأفصح عنه خلال هذا المقال سيكون بمثابة قنبلة من مفاجآت عالم السياسة والسياسيين، وربما أنه سيجعل الكثيرين يراجعون تلك المعتقدات عن سياسيين مشوا خلفهم وآمنوا بهم أشد من إيمانهم بالله، وربما أنهم سيسترجعون كثيراً من الأحداث صنعها هؤلاء السياسيون لطالما ألبست عليهم الأمور كمؤيدين وجعلتهم حيارى يهيمون في ملكوت عبوديتهم تلك.

                        نعم إنه علم الجهل "Agnotology" كالعنوان تماماً، وهو علم يهتم به وبتعلمه السياسيون والسلطويون، فلا وجود لشيء اسمه سياسة أو سياسي دون أن يكون مُلمّاً بعلم الجهل، والغريب في الموضوع أن قوانين هذا العلم لا يمكن للسياسي أو السلطوي تطبيقها إلا على الشعب بشكل عام ومؤيديه من الشعب بشكل خاص، وهذه حقيقة كما أن الماء يتكون من ذرتين من الهيدروجين وذرة من الأكسجين.

                        في البداية بدأت تظهر القوانين التي أسست لعلم الجهل حين اشتد الصراع بين السلطويين والسياسيين على السلطة والاحتفاظ بها لأطول أمد من خلال امتلاك المعرفة ومصادرها، فقد أدرك السلطويون منذ فجر التاريخ أن امتلاك المعرفة يوازي في أهميته امتلاك القوة والعتاد والقوى البشرية؛ لذلك ظهر قبلاً علم أطلق عليه علم إدارة الفهم والإدراك "Perception Management" بين أوساط السلطويين والسياسيين، وقد عرفت وزارة الدفاع الأميركية علم إدارة الفهم بـ"أنه نشر لمعلومة أو معلومات، أو حذف معلومة أو معلومات لأجل التأثير على تفكير الجمهور والحصول على نتائج يستفيد منها أصحاب المصالح" غير أن هذا النشر أو الحذف يتطلبان دراية كافية باتخاذ خطوات وأساليب دقيقة للغاية إلى جانب المعرفة التامة بعلم النفس والسلوك، فقد قام باحث بجامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأميركية "Robet Proctor" بصياغة مبادئ أطلق عليها "علم الجهل" Agnotology وهو العلم الذي يدرس صناعة ونشر الجهل بطرق علمية.

                        في الحقيقة رغم أن السلطويين بشكل عام والعرب منهم بشكل خاص - بل شديد الخصوصية - مارسوا على شعوبهم سياسات الجهل والتجهيل بطرق رصينة للغاية، فإن علم الجهل هذا ظهر حديثاً كعلم له مبادئه وقوانينه في تسعينيات القرن الفائت، وبالتحديد حين لاحظ الباحث الأخير دعايات شركات التبغ التي تهدف إلى "تجهيل" المستهلك بمخاطر التدخين من خلال "إثارة الشكوك في البحوث العلمية المبرهنة والمثبتة والتي تربط التدخين بمرض السرطان"، أو حين لاحظ تلك الأبحاث العلمية التي تناهض المخدرات في حين أنها تروج لها! فقد تقرأ بحثاً مطولاً يبحث في مخاطر المخدر وآثاره المدمرة على الصحة والمجتمع، ويأتي بتلك البراهين المثبتة علمياً ثم يدس عبارة بوسط البحث تقول "احذر المخدرات فهي (قد) تؤدي إلى الإدمان من الجرعة الثانية" أو من الجرعة الثالثة مثلاً، وهنا يكمن علم التجهيل، فهذا البحث العلمي يدعوك لتجربة المخدر طالما أنه لا يؤدي إلى الإدمان من التجربة الأولى أو الثانية، بينما الحقيقة تقول إن تجربته تؤدي إلى الإدمان من المرة الأولى، فتجار المخدرات استخدموا علم الجهل في سبيل تجارتهم أيضاً من خلال قوانين ثابتة ورصينة، كما لاحظنا.

                        لاحظ عزيزي القارئ [أن] "الجهل" لم يعد عدم العلم بالشيء أو "انعدام المعرفة" فهو غدا الآن ليكون لبَّ العلم بالشيء ضمن أسس واضحة وصريحة في سبيل خدمة أهداف سياسية بالضرورة، واقتصادية أو تجارية، لكنه بات يستخدم بشكل أوسع من قِبل السلطويين والسياسيين، وخاصة العرب منهم، كما يقول الفيلسوف الأميركي "أفرام نعوم تشوميسكي" حين أسست الإدارة الأميركية لما يعرف اليوم بمجال "العلاقات العامة" لبث الجهل بين أطياف المجتمع الأميركي من خلال لجان العلاقات العامة لتضليل الرأي العام الأميركي والزج به في أتون الحرب العالمية، وكذلك غزو العراق من خلال ما عرف بـ"Creel commission" لجنة كريل التي بثت التضليل على الشعب الأميركي بأسس ممنهجة واستراتيجية على أساس علم الجهل، والتي استندت وقتها على أسس ثلاثة:
                        - بث الخوف لدى الآخرين.
                        - إثارة الشكوك.
                        - صناعة الحيرة.

                        وليس هناك أشد وضوحاً من أنظمة وحكومات العرب كأمثلة على ذلك، وخاصة تلك الأنظمة البوليسية كنظام الأسد والأنظمة العسكرية كنظام السيسي حالياً والحكم العسكري المصري عامة، ونظام صدام حسين في العراق قبل التسعينات.

                        غير أن معظم أنظمة العرب لم تجد بُداً من استخدام علم الجهل بكل أسسه وتفاصيله، بل وبرعت في ذلك وزادت عليه حداً وصل بالشعوب عامة لتقديس زعمائها ورؤسائها وملوكها وتنزيههم، وبالمناصرين والمؤمنين خاصة حد العبادة والطاعة العمياء وحياكة الأساطير حولهم.

                        لقد عمدت تلك الأنظمة العربية الاستبدادية إلى تطبيق تلك الأسس بشكل حقيقي وفعال للغاية جعل المناهضين من الشعب حتى في أتون الحيرة، إلى جانب قناعة المناصرين التامة من خلال:
                        - خلق أعداء وهميين، والهدف تحشيد وتحريض الرأي العام، وأخذ الشعب للاعتقاد بالمستقبل المظلم الوحشي في حال عدم تفويض الحاكم بتلك الحرب، حتى ولو كانت تلك الإبادات والتصفيات الجماعية في الشوارع! وهنا تصبح معركة بقاء تخطَّت لقمة العيش والأمان، الذي بدأ منه أصلاً.
                        - إثارة الشكوك، وخلق أعداء من نفس الشعب - أنتم شعب ونحن شعب - بحيث لم يعد هناك أعداء أشد خطورة خارج الحدود من أولئك الأعداء الذين هم داخل الحدود والذين يعيشون بينكم وبيننا، وهنا تظهر أهمية "الإعلام" والتقارير الوهمية والأخبار المفبركة المكثفة واستضافة المفكرين والصحفيين والكتاب ورجال الدين والفنانين بتحليلاتهم المدفوعة والمملاة عليهم بخطوطها العريضة وتفاصيلها الدقيقة.
                        - كثرة المعلومات المتضاربة، هذه مرحلة متقدمة من مراحل تطبيق علم الجهل على الشعوب -العربية- بحيث يدخل المواطن بغض النظر عن توجهه في دوامة من الحيرة حول ما يدور حوله من أحداث وتطورات دراماتيكية، وهنا يزيد خوفه من المستقبل وما هو آتٍ، فيلوذ بقبول ما لا يمكن قبوله وتصديق ما لا يمكن تصديقه والاختباء تحت أجنحة الوحش هرباً من الخوف والشر! وهذا هو ذروة مبتغى تطبيق علم الجهل من قبل الأنظمة -العربية- على شعوبها.
                        لذلك هي دعوة لتلك الشعوب -العربية- التي تعاني الانحدار المستمر في كل أمورها المادية والإنسانية والمعنوية وما زالت، دعوة لتلك الشعوب التي تباد أو تنتظر ذلك، دعوة لتلك الشعوب الحائرة، هي دعوة لإعادة النظر بأولئك الذين يحكمونهم ويتحكمون بهم وبحاضرهم ومستقبلهم وأمنهم وخوفهم ولقمة عيشهم وتعايشهم ومعيشتهم وإنسانيتهم، دعوة لهم ليتبصروا هل يطبق عليهم علم الجهل ويجهل عليهم؟" اهـ بنصه وفصه.
                        sigpic
                        (رسم نور الدين محساس)
                        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                        "القلم المعاند"
                        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                        تعليق

                        • حسين ليشوري
                          طويلب علم، مستشار أدبي.
                          • 06-12-2008
                          • 8016

                          #14
                          "الجهل و صناعة الجهل" للأستاذ شوقي ناجي جواد من العراق.

                          أنقل فيما يلي بعض ما وجدته في الشبكة العنكبية الدولية من مقالات تدخل مباشرة في صلب موضوعنا هنا وما جاء في المقالات من معلومات وآراء فهي على عهدة كُتَّابها.

                          2- مقالة الأستاذ شوقي ناجي جواد الساعاتي من العراق: "الجهل و صناعة الجهل" محاضرة الثلاثاء 6/12/2016
                          [مع الملاحظة أنني تدخلت لإصلاح ما انتبهت إليه من الأخطاء الإملائية وبعض النحوية ويبدو أن كاتب المقالة السابقة الأستاذ بشار طافش قد اقتبس بعضا مما جاء في هذه دون أن يشير إلى ذلك والله أعلم.]

                          وقفت على مصطلح Agnotology منذ فترة تكاد تكون طويلة نسبياً وتعجبت من استخدامها دون ان تهتم بأصولها الكتب والبحوث؛ وعبر محرك الـ Google أكتشفت عالماً مليئًا بالقصص والأحاديث والبحوث والدراسات بشأن ذلك المصطلح، ومصطلح آخر يتحدث عن الإجهاض لإنتاج حضارة الجهل منذ القرن الثامن عشر؛ وعثرت على مراجع زاد عددها عن 55 مرجعاً ركزت كلها على الجهل وكيف يمكن ان يصنع؛ ونقلت البحوث أن المدعوة Sibylla Merian كانت تبحث ذلك في أفريقيا والأمريكتين (Surinam) و (Guiana)، وهذه السيدة واحدة من الذين تعمقوا في دراسة الطبيعة وعلم الإنسان، إلى جانب ولعها في فحص طبيعة الإنسان الإفريقي والأمريكي، وأشارت إلى الاستخدام المفرط للإجهاض بقصد السيطرة على عدد الولادات لدى السكان الأصليين هناك، وأن سكوت الآخرين عن الحدث يجب أن يكون مراقباً ذاتياً Self Censorship وليس من قبل السلطة ولكن من خلال تحيز حضاري جامع، ولم أعثر على ترجمة لمصطلح Agnotology في أي قاموس حتى اليوم، وبالتالي عقدت العزم على البحث وبعمق عن أصول هذا المصطلح، فتبين لي أنه مأخوذ من كلمة إغريقية ومرتبطة بصناعة الدخان.

                          وخلال عقد الستينيات من القرن المنصرم وخلال تصفحي لإحدى المجلات وأنا في الطائرة مع والدي المرحوم ناجي جواد ونحن في طريقنا إلى سويسرا عثرت على مقالة زرعت من قبل إحدى شركات الدخان لنشر الشك بشأن المخفي من جوانب الضرر المؤثر في صحة الإنسان، وهل أن الضرر بالسرطان له علاقة بالتدخين! ثم زادت حيرتي وثبتت شكوكي بعد فضيحة جاءت عبر تقرير تعرض لذلك الضرر وكان قد نشر بغفلة من المحرر.

                          في العام 2007 حضرت مجلساً عشوائيا في عمان تعرض بالصدفة إلى ما أسميه اليوم بصناعة الحضارة السياسية الاجتماعية للجهل، وأول طرح كان حول خديعة صناعة الدخان وكيف أن بعض أجزاء السيجارة يصنع من مادة الأسبست الضارة وجزءا آخر يصنع من مواد أخرى لا علاقة لها بالتبغ على الإطلاق، إلى جانب المطيبات والمواد الأخرى التي تضاف إلى التبغ ليستنشقها المدخن بعد احتراق التبغ.

                          الجهل Agnotology هو علم يدرس غرس ثقافة الجهل أو الشك أو الوهم، ويجري من خلاله نشر بيانات خاطئة أو مخَطَئة أو غير كاملة، وأول من تلبس في هذا العلم هو Robert N Poctor الأستاذ في جامعة Stanford؛ وتمتد جذور مصطلح Agnotology إلى الإغريق الكلاسيكين المحدثين إنطلاقاً من كلمة Agnosis "لا يعرف" أو "غير معروف"، وقد انتشر وتوضح ذلك المصطلح ليعبر عن عدم التأكد بشكل أو بآخر، كما دُرس موضوع الجهل وصناعته من قبل شخص أكاديمي آخر يدعى David Dunning.
                          محركات صناعة الجهل drivers:
                          هناك أكثر من محرك أدى إلى استمالة الترويج إلى نشر الجهل ومنها:
                          1- وسائل التواصل المختلفة (سواء كان ذلك بالتجاهل، أو العرض المنقوص، أو العرض المتعمد، أو التلاعب بالنصوص).
                          2- المؤسسات الحكومية، ومنظمات الأعمال، التي ساهمت عبر أساليب (الكتمان، والتكتيم، والطمس، وإتلاف المستندات، وإخفاء المعلومات)
                          3- الحضارة السياسية وما تنشره من أمور قد يتمخض عنها شكل من أشكال التجاهل أو التمويه، أو النسيان.
                          وقد برز كل ذلك وباشكال متعددة وكما يلي:
                          صناعة السكائر، وتحت راية العلم فإن صناعة السكائر قد أسثُنيت من نشر ما يترتب عنها من أمراض ومشكلات صحية؛ كذلك البرامج الإعلانية بخصوص مرض السرطان؛ كما ركز علم التجهيل على كيف؟ ولماذا؟ يجب أن تكون بعض المعارف مخفية أو يتم تجاهلها أو تبقى ممنوعة من العرض مثل المعرفة بشأن هندسة الشرائح التي تم وضعها تحت الرقابة المشددة وعدم السماح بنشرها في حينها، لأن البعض صنفها على أنها تقع في إطار المعلومات العسكرية.
                          منشأ نشر الجهل Origin
                          يعد Proctor أول من أشار إلى الجهل عبر كتابه في العام 1995 والذ جاء تحت عنوان حروب السرطان، وكيف أن السياسة تشكل ماذا نعرف، وماذا يجب أن لا نعرف، بشأن مرض السرطان ...... The Cancer War: How Politics Shapes What We Know and Don’t Know، وقد تعامل العلماء والمؤرخون مع مصطلح الجهل على أنه حالة ممتدة لا تقف عند حد، والذي من خلاله يتم امتصاص المعرفة، كما تموت الأم لصالح العلم، علما أن الجهل حالة معقدة، وفي نفس الوقت هي حالة مميزة ومتغيرة، جغرافيا سياسيا، والجهل يشكل المؤشر الجلي لسياسة المعرفة، وقد قيل نحن نريد سياسة الجهل لنراوس [؟!!!(حسين)] بها سياسة المعرفة.
                          الاقتصاد السياسي
                          في العام 2004 أعطت Londa Schiebinger تعريفاً أكثر دقة بشأن الجهل عبر ورقة تطرقت إلى أسئلة تدور حول كيف لنا أن نعرف How We Know في الوقت الذي تثار جدلية تقول لماذا علينا أن لا نعرف Why We Do Not Know.

                          الجهل لا يعني غياب المعرفة ولكن هو أحد مخرجات صراع الحضارة السياسية، ثم قدمت ورقة في العام 2010 من قبل Michael Betancourt ناقشت اللامادية للقيمة والشحة في الرأسمالية الرقمية في ندوة Immaterial Value and Scarcity in Digital Capitalism وتوسع بشأنها النقاش عبر كتاب تحت عنوان The Critique of Digital Capitalism وتم التركيز حول فقاعة الإسكان وفقاعة القتصاد بين عامي 1980 و 2008، وقال Betancourt إن الاقتصاد جاهل (الجهل الرأسمالي) كونه يخلق الفقاعات الاقتصادية.
                          الجهل Agnoiology
                          كلمة أخرى مشتقة من جذر الكلمة الإغريقية والتي تحدد نوع الجهل وظروفه، والتي تعني علم دراسة الجهل أو تعبر عن النظرية التي تُعنى بتلك الأشياء التي نجهلها، إلى جانب كونها تعبر عن فرع من فروع الفلسفة التي درسها Ferriere James Friederick في القرن التاسع عشر.
                          مصطلح آخر للجهل
                          Ainigmology كلمة أخرى تحدث عنها Glenn Stone من زاوية علم الإنسان (anthropology) حيث بيَّن أن غالبية الأمثلة الخاصة بالجهل (مثل الترويج لشراء الدخان، والترويج لطبقة الأوزون) لا تؤثر في نقص المعرفة، إلا أنها تثير الإرباك، وأن مصطلح Ainigmology هو أكثر الترجمات المعبرة عن الجهل، ومأخوذ من مصدر المصطلح Ainigma والتي تعبر عن المعنى الصحيح للجهل، لذلك قال Stone أن هندسة الجينات Generic Engineering هي بحد ذاتها جهل لأن المنظمات على اختلاف أنواعها والتي تمتلك حقوق الملكية بشأن هندسة الجينات لا يمكن لها أن تمنع العلماء من إجراء البحوث بخصوص تركيبة البدن الإنساني.
                          آثار وسائل التواصل Media Influence
                          إن وفرة المعلومات وما يتاح منها خلال عصر المعلوماتية قد لا تمهد لإنتاج مواطنين ذوي معرفة، بل إن ذلك قد يتيح للبعض منا ضخ بعض من تلك المعلومات لتعزيز بعض المعتقدات، التي قد تلهي الآخرين عن المعرفة الحديثة من خلال تكرارها، وإعادة نشرها على سبيل الترفيه؛ هناك شواهد متضاربة عما يتعرض له مشاهدو التلفزيون (الاتجاه المعاكس عبر قناة الجزيرة مثلاً) وبما يؤثر في البعد الإستخباري للمعلوماتية، ثم برز نظام علمي له علاقة بالجهل، يدعى ب Cognitronics والذي يهدف إلى:
                          1- تشتيت الإدراك، بسبب مجتمع المعلوماتية في العالم، ومستفيداً من التوجه نحو العالمية.
                          2- دفع ذلك التشتيت في الإدراك، الدخول إلى حقول المعرفة المختلفة.
                          Cognitronics هو نظام يدرس طرقاً جديدة لتحسين آلية الإدراك الفكري في معالجة المعلومات، والتي من شأنها أن تنشيء ظرفاً انفعالياً للنفس الإنسانية؛ وتهدف تلك الطرق إلى التعويض عن تحولات في نظم القيم، وبما يمهد إلى نشوء مترتبات غير مباشرة على طريق إيجاد معلومات رمزية تنعكس على مهارات الأفراد المتعلمين وعلى آلية العلم باللغات، وعلى قدرات التعليل والتسبيب وبما يبعد الفرد المهني عن أداء الأعمال بنجاح في ظل مجتمع المعلوماتية.

                          ففي العام 2013 انعقد المؤتمر العالمي في مدينة Slovenia حول Cognitronics والذي كشف خلاله عن مذكرة صدرت عن صناعة الدخان واطلع عليها العامة، سميت بمقترح التدخين والصحة، كتبت هذه المذكرة عام 1979 وتبنتها شركات الدخان بقصد دحض مزاعم الضرر الذي يتولد عن التدخين، تقول تلك المذكرة في جانب منها "الشك" هو انتاجنا طالما هو أحد السبل لتحقيق النجاح ودعم منافستنا في السوق من خلال زرع ذلك الشك في عقول الجمهور، وقد أثارت محتويات المذكرة كوامن Proctor الذي أخذ يغور في ممارسات شركات الدخان وكيف أنهم ينشرون الوهم والشك بشأن فيما إذا كان الدخان هو السبب في نشوء مرض السرطان، حيث لمس Proctor عدم رغبة الشركات في أن يعلم الجمهور ضرر التدخين ومن هنا تبنى كلمة Agnotology والتي تعني الجهل، بمعنى أن هذه الكلمة تعبر عن العلم الذي يدرس بتعمد الأنشطة والأفعال المساعدة في نشر الوهم والشك والتدليس حتى يتسنى للشركات بيع منتجاتها أو الفوز بما تريده تلك الشركات.

                          وقد تصارع السلاطين والساسة على مر الأزمنة، بشأن حق امتلاك المعرفة والإمساك بمصادر المعلومة، فالمعرفة قوّة وسلاح بشكلٍ يوازي المال والعتاد العسكري، ولأن المعرفة بهذه الأهمية هناك من يحاول الاستئثار بها لنفسه، ولهذا تأسس مجال «إدارة الفهم» في الأوساط الأكاديمية والسياسية، فتُعرّف وزارة الدفاع الأمريكية مفهوم «إدارة الفهم أو الإدرك Perception Management» بأنه أيُّ نشر لمعلومات أو أيُّ حذف لها من أجل التأثير على تفكير الجمهور والحصول على نتائج يستفيد منها أصحاب المصالح، ولأن النشر والحذف يتطلّبان أساليب دقيقة ومعرفة تامة بعلم النفس والسلوك والإدراك، وكما نوهنا، فقد قام باحث مختص بتأريخ العلوم من جامعة ستانفورد اسمه Robert Proctor بصياغة ما يُعرف بعلم الجهل Agnotolgy وهو العلم الذي يدرس صناعة ونشر الجهل بطرق علمية رصينة.

                          بدأ علم الجهل في التسعينيات من القرن الماضي بالظهور بعدما لوحظ أن دعايات شركات التبغ التي تهدف إلى تجهيل الناس بشأن مخاطر التدخين، ففي وثيقة داخلية تم نشرها عام 1979 من أرشيف إحدى شركات التبغ الشهيرة، تبيّن أن أبرز استراتيجية لنشر الجهل كان عن طريق إثارة الشكوك في البحوث العلمية التي تربط التدخين بالسرطان، ومن حينها انطلق لوبي التبغ في أمريكا برعاية أبحاث علمية مزيّفة هدفها تحسين صورة التبغ اجتماعياً ونشر الجهل حول مخاطره.

                          وكما هو مُلاحظ هنا الجهل ليس انعدام المعرفة فقط، بل هو «مُنتَج» يتم صنعه وتوزيعه لأهداف معيّنة غالبًا سياسية أو تجارية ولتوزيع هذا الجهل بين أطياف المجتمع انبثقت الحاجة لمجال «العلاقات العامة» الصنعة التي تُعتبر الابن الأصيل للحكومة الأمريكية على حد تعبير تشومسكي، فعن طريق لجان «العلاقات العامة» تم تضليل الرأي العام الأمريكي والزج به في الحرب العالمية الأولى سابقاً وما تبع ذلك من حروب حتى وصلنا إلى يوم غزو العراق، وبما كان يُعرف بألـ Creel Commission، هذا التضليل الإستراتيجي والمُمنهج حسب أساسيات علم الجهل يستند إلى قنوات ثلاث:
                          1- بث الخوف لدى الآخرين
                          2- إثارة الشكوك
                          3- صناعة الحيرة
                          وليس هناك أنصع مثالا ما يصدر عن الحكومات في تجسيد مبدأ إثارة الرعب لدى المواطنين، لتمرير مصالحها وأجندتها فتارة يتم صنع أعداء وهميين لتحشيد الرأي العام وتارة يتم ترهيب الجمهور بالقدر المظلم إذا لم يشاركوا في هذه المعركة، وتلك وكأن الأرض ستفنى بدون هذا «الهجوم المقدّس»، لا غريزة بشرية تنافس غريزة حب البقاء، ولذا من الممكن أن تبيع السمك في حارة الصيادين عندما تهدّد أمنهم وبقاءهم!

                          وأما إثارة الشكوك فهو ثاني أعمدة التجهيل ويتم توظيفه غالبا في القطاع التجاري والاقتصادي وهذا بالتحديد منهج الكثير من الشركات فبعد هبوط مبيعاتها بنسبة 25% بدأت شركة كوكا كولا العالمية بدفع ما يقارب 5 ملايين دولار لباحثين أكاديميين لتنفيذ مهمة تغيير فهم المجتمع حول أسباب السمنة، وذلك بتقليل دور المشروبات الغازية في انتشار السمنة وتوجيه اللوم إلى عدم ممارسة التمارين الرياضية! هذه «الأبحاث المدفوعة الثمن مقدماً» يتم نشرها لإثارة الشكوك في ذهنية الفرد حتى يعيد تشكيل موقفه بما يتناسب مع أجندة هذه الشركات.

                          ولأن كثرة المعلومات المتضاربة تصعّب من اتخاذ القرار المناسب، يدخل الفرد في دوّامة من الحيرة حتى يبدو تائهاً وجاهلاً حول ما يجري ويزيد العبء النفسي والذهني عليه فيلوذ بقبول ما لا ينبغي القبول به طمعا في النجاة من هذه الدوامة وهذه تحديداً هي الغاية! نحن نعيش في عالم الجهل، وأعجوبته أن أي حقيقة تذهب هباء عبر الضجيج، ولو أن المعرفة متاحة لنا، إلا أننا لا نصل إليها تماماً؛ ومن جانب آخر فقد انطلق رجال المعرفة (اعتقاداً أو تقليداً، أو من الدعاية التي يتم ترويجها) لنشر الجهل:
                          في هذا العصر الرقمي بات الجهل والتضليل سلعة يومية تُنشر وتُساق على الجمهور من حكومات وشركات وأصحاب نفوذ والصمود أمام كل هذه القوى يتطلّب جهودا ذاتية ووعيا مستقلا يبحث عن الحقيقة بعيدا عن العاطفة والأمنيات وسيكون من قِصر النظر وفرط السذاجة لو اعتقدنا أن «علم الجهل» و» إدارة الفهم» و» العلاقات العامة» محصورة على الغرب بل هي أقرب إلينا من أي شيء آخر! استغلالاً للناس الذين لا يفقهون مغزى ومفهوم ما أو حقيقة ما.
                          إن جماعات المصالح (كالشركات التجارية أو جماعات السياسية) تعمل جاهدة على إثارة الوهم والبلبلة بشأن أمر ما فمن زاوية الجهل بصناعة وما يقال بشأن التغير المناخي، فإن المجتمع سيبقى في حيرة وحساسية عالية إزاء التكتيكات والمناورات المسخرة من قبل [تلكم] الجهات الراغبة في إثارة الوهم والبلبلة والعمل على تعتيم الحقيقة.

                          برز بداية القرن العشرين ما يعرف بـ "غسيل الدماغ" وصار يستخدم في مختلف ميادين الحياة وأنشطتها المتنوعة السياسة / الحروب / عبرالإعلام المرئي / في الفن / في الدعاية / في التجارة / في الأعلان / في التربية / في الثقافة / الاجتماع، وكما تعلمون فإن الدماغ مجهز فزيولوجياً وعصبياً وبشكل موروث بقدرات على اكتساب المعاني والأفكار، ويتم إدخال المعلومات إليه على نحو غير محسوس في الوعي الجماعي من خلال أجهزة الثقافة والأعلام بقصد التضليل.
                          لمحة عن مراحل غسيل الدماغ
                          1- امتهان الذات الإنسانية للهدف (الشخص المجند) وتحطيم معنوياته ودفع الإحساس بالذات نحو منطقة العزل.
                          2- الاهتزاز النفسي والثقة لدى الهدف المجند ودفعه ليخون نفسه، وأن تهتز ثقته بنفسه، وينطلق يقول لنفسه يبدو أنني "أنا اللي على خطأ وأحتاج إلى تغيير طريقة تفكيري أو أسلوب معيشتي".
                          3- مرحلة التلقيين والتدريب بأفكار مغايرة أو جديدة يقبلها الهدف رغم أنها قد لا تتوافق مع فكره السابق أو تتعارض مع عقله.
                          في علم السلوك الإنساني هناك ما يستدعي تغيير سلوك الفرد أو تعديله، وقد اعتنى علماء النفس بما يدعى بـ change model والذي يقع عبر ثلاث مراحل هي Unfreezing و movement ومن ثم refreezing في المرحلة النهائية.

                          عشر إستراتيجيات للتحكم بالشعوب:
                          وقد قدم إلينا أحد المعنين والناشطين في مجال كشف الحقائق وجهات نظره بشأن اعتماد الحكومات لإستراتيجيات متعددة، القصد منها إلهاء الجمهور المعني عن أمر ما، وإليكم عرضاً لتلك الإستراتيجيات، وكما يلي:
                          1- استراتيجية الإلهاء:
                          حافظوا على تحويل إنتباه الرأي العام بعيداً عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية وألْهوهُ بمسائل تافهة لا أهمية لها، أبقُوا الجمهور مشغولاً، مشغولاً، مشغولاً دون أن يكون لديه أي وقت للتفكير، فقط عليه العودة إلى المزرعة مع غيره من الحيوانات الأخرى،مقتطف من وثيقة “ أسلحة صامتة من أجل خوض حروب هادئة”.
                          2- إستراتيجية خلق المشكلة وتوفير الحل:
                          تستخدم هذه الإستراتيجية عندما يريد من هم في السلطة أن يمرروا قرارات معينة قد لا تحظى بالقبول الشعبي إلا في حضور الأزمة التي قد تجعل الناس أنفسهم يطالبون باتخاذ تلك القرارات لحل الأزمة، وتعرف بطريقة “المشكلة – رد الفعل – الحل” من خلال اختلاق موقف أو مشكلة يستدعي رد فعل الجمهور فعلى سبيل المثال: دع العنف ينتشر في المناطق الحضارية أو قم بالتحضير لهجمات دموية، مما يجعل الجمهور هو الذي يطالب السلطة باتخاذ إجراءات وقوانين وسياسات أمنية تَحُد من حريته، أو اختلق أزمة اقتصادية للقبول بحل ضروري، يجعل الناس يغضون الطرف عن حقوقهم الاجتماعية وتردي الخدمات العامة باعتبار ذلك الحل “شر” لابد منه.
                          3- إستراتيجية التدرج:
                          لتحقيق ما يمكن قبوله من تدابير عليك، يمكنك تقبله تدريجيا قطرة بقطرة، فخلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي تم فرض عدد من الظروف الاجتماعية والاقتصادية الجديدة والمختلفة بشكل جذري عن سابقتها تدريجيا، وأدت إلى ازدياد نسبة البطالة، ومرتبات غير لائقة، وعدم الاستقرار، واللا مركزية والتوسع في الخصخصة، ونقل الملكيات من إدارة لأخرى، والعديد من التغييرات الجذرية التي كانت ستتسبب في ثورة لو تم تطبيقها دفعة واحدة.
                          4- إستراتيجية التأجيل:
                          واحدة من الطرق التي يتم استخدامها لتمرير قرار غير مقبول شعبيا، هو تقديمه على أنه “موجع ولكنه ضروري”، فمن الأسهل أن يتقبل العامة قرارًا مستقبليًا على أن يتقبلوا قرارًا فوريًا، وذلك لأن المجهود المطلوب من العامة لن يتم بذلك بشكل فوري، كما أن هناك اتجاها عاما لديهم بأن “المستقبل دائما أفضل” ومن الممكن أن نتجنب التضحية المطلوبة، وهذا يعطي مزيدًا من الوقت للعامة كي يتأقلموا مع القرار وقبوله حتى يحين وقت تنفيذه.
                          5- خاطب العامة كأنهم أطفال:
                          إذا تمَّ التوجه إلى شخص ما كما لو أنه لم يتجاوز بعد الثانية عشرة من عمره، فإنه يتم الإيحاء إليه بأنه فعلا كذلك؛ وبسبب قابليته للتأثر، من المحتمل، إذن، أن تكون إجابته التلقائية أو ردُّ فعله مفرغة من أيِّ حس نقدي كما لو أنه صادر فعلا عن طفل ذي اثني عشر سنة.” – دليل “أسلحة صامتة من أجل خوض حروب هادئة”، ودائما ما تستخدم معظم الإعلانات الدعائية الموجَّهة لعامة الشعب خطبا وحججا وشخصيات بنبرةً طفولية ضحلة وسطحية، كما لو كان المشاهدَ طفلًا صغيرا أو معاقًا ذهنيا.
                          6- إستراتيجية استخدام الجانب العاطفي بدلا من الجانب التأملي:
                          استخدام الجانب العاطفي هو أسلوب كلاسيكي للقفز على التحليل المنطقي والحس النقدي للأفراد بشكل عام، فاستخدام الجانب العاطفي يفتح المجال للعقل الباطني اللاواعي لغرس الأفكار والرغبات والمخاوف والقلق والحض على القيام بسلوكيات معينة.
                          7- إستراتيجية إبقاء العامة في حالة من الجهل والغباء:
                          يجب أن تكون جودة التعليم المقدم للطبقات الدّنيا، رديئة بشكل يعمق الهوة بين تلك الطبقات والطبقات الراقية التي تمثل صفوة المجتمع، ويصبح من المستحيل على تلك الطبقات الدّنيا معرفة أسرار تلك الفجوة "– دليل “الأسلحة الصامتة لخوض حروب هادئة"، وبذلك يصبح المجتمع عاجزًا عن فهم التقنيات والأساليب المُستخدمة للسيطرة عليه واستعباده من قبل من هم في السلطة.
                          8- إستراتيجية تشجيع العامة على الرضا بجهلهم:
                          تشجيع الجمهور على أنه من الطبيعي والمألوف أن يكونوا جهلة وأغبياء وغير متعلمين.
                          9- إستراتيجية تحويل التمرد إلى شعور ذاتي بالذنب:
                          من خلال جعل كل فرد يشعر بأنه السبب في تعاسته وسوء حظه، وذلك بسبب قصور تفكيره وذكائه وضعف قدراته، وقلة الجهود المبذولة من جانبه، وهكذا بدلا من أن يتمرد ضد النظام، ينغمس في الشعور بالتدني الذاتي الذي يؤدي إلى حالة من الاكتئاب تحبط أي محاولة للفعل لديه/ وبدون القيام بأي فعل، لايمكن أبدا للثورة أن تتحقق.
                          10- إستراتيجية معرفة الأشخاص أكثر مما يعرفون أنفسهم:
                          أدى التقدم العلمي المتسارع، الذي شهدته الـ50 عاما الأخيرة، إلى توسيع الفجوة بين المعرفة العامة والمعرفة التي تمتلكها النخب الحاكمة، فبفضل علوم الأحياء والأعصاب وعلم النفس التطبيقي، تمكن “النظام ” من معرفة الكائن البشري جسديا ونفسيا، فالنظام يستطيع معرفة الشخص العادي بشكل أفضل مما يعرف هو نفسُه، وهذا يعني أن النظام، في أغلب الحالات، هو الذي يملك أكبرَ قدر من السيطرة والسلطة على الأفراد أكثر من الأفراد أنفسهم.

                          خذ مثلاً التغير المناخي فإن الصراع القائم حالياً لا ينصب في حقيقته على أسباب نشوء التغير المناخي، إنما على أن الله خلق الأرض لنا لاستثمارها، سواء كان ذلك من قبل:
                          1- الحكومة التي تدعي الحق بذلك وتصدر القوانين والأنظمة بذلك؛
                          2- المعنيين بالبيئة وما يمكنهم من إدارك دورهم الصحيح في الحفاظ عليها بشكل أفضل؛
                          3- تكنولوجيا الأنترنت التي وجدت لتمكين الناس من التقارب والتواصل لا زرع الجهل وتوليده.
                          إن قلقي ليس بسبب أننا نفقد القدرة في السيطرة على أفكارنا وعقولنا، ولكن كيف نقبل بما يجري: حيث يستفيد البعض من المعلومات بكبسة مفتاح وقد يحرم الأخرون بسبب غفلة علمية أو أنصرافهم نحو إصلاح ذاتهم.
                          ما نحن بصدده الآن نطرحه عليكم عبر مجموعة من الأستفسارات كيف نُضيع الحكمة؟ كيف يتم العبث بوعي الناس؟ كيف يجري إمساك الرأي العام؟ كيف يحصل الخرس المنزلي؟ كيف يتم اقحام الدول بما ليس يخصها؟ كيف يجري اظهار الجانب المشرق لأمر ما في حين ان ما ينفذ ينطوي على سوء؟

                          أقدم لكم مجموعة من الشواهد التي لا بد من أن نعيد النظر بشأنها حتى نحسن توظيف وخرجاتها [؟!!!] لصالح العامة:
                          (الربيع العربي) (داعش) (صناعة الدخان على سيقان السيدات) (الاتجاه المعاكس) (star academy) (Arab Ideal) [Arab idol] (the Voice) (المسامح كريم) (من يربح المليون) والمخفي أعظم.....
                          sigpic
                          (رسم نور الدين محساس)
                          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                          "القلم المعاند"
                          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                          تعليق

                          • السعيد ابراهيم الفقي
                            رئيس ملتقى فرعي
                            • 24-03-2012
                            • 8288

                            #15
                            بوركت - بوركت - بوركت - بوركت
                            وزادك الله من الخير حتى يتعجب البشر

                            تعليق

                            يعمل...
                            X