كيفَ أَن نكُون .. أقوياء .. ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نجاة ومان
    عضو الملتقى
    • 12-12-2007
    • 15

    كيفَ أَن نكُون .. أقوياء .. ؟

    كيفَ أَن نكُون .. أقوياء .. ؟


    يسألني صديقي : كيف أن نكون أقوياء ..؟
    أن نتسلّح بالإيمان و لا نتخلّى عن الصّدق..، أن نواضب على النّزاهة..، و لا ننسى المبادئالسّمحاء...،
    ألاّ نشك بوجود الفضائل و خلودها..، و لا نقنط من الصبر دونما ضجر و لا ملل في انتظار ما هو خير.. و الخير وجودٌ مؤكد و أكيد..،
    أن لا نيأس من بعث أسباب الفرح..، و لا نخضع أبداً للدَّناءة و إن سادتْ..، و لا نؤيّد الشّر و إن عمّت أجواءنا غيوم الظّلم..؛
    أن نعمل دونما انتظار الشكر أو المقابل..، و أن نعمل دائماً بحبٍّ وإتقان .. و إبداع.. .
    حديثٌ حسن و كلامٌ جميل..، و لكن.. ؟ ..
    كيفَ لنا بكلّ ذلك الجلَد و كلّ تلك القوّة في كلّ لحظة و حين.. و النّفس البشرية مُتغيّرة التّغيير و الطبيعة الإنسانية متقلبة الأحوال.. و الظروف بطبعها شرسة..، إذْ منها ما يجعل المستحيل واقعاً و منها ما يُحوّل المنطقيّ و البديهيّ أمراً غريباً.. مستحيلاً..

    تُرى.. كيفَ نكونُ أقوياء.. إذا انهارتْ دُنيا القيم و شُيّدت منابر التيه و التّضاد و بني البشر مُبعثرون..، لاَهُون .. مُختلفوا الطوائف و الأحزاب ..، حتّى تسأل نفسك تُرى .. ما الخير.. ؟ وما الشّر .. ؟

    كيفَ نكونُ أقوياء.. و الباطلُ يسري مجرى الهواء في حياتنا.. و الحقّ والعدل يَذرَعان لهُ بالبيعة..، نُواجه الأمرّين فتُسلّط علينا نبالُ الظّلم و الظلام.. و علينا ألاّ نموت.. ؟

    كيفَ نكونُ أقوياء.. إذا ما اكتسحَ الأسى قلاع شُعورنا و طوى الحزن أجنحةَ أمانينا..،
    نبحثُ عن الأمل فنجدُه هزيلَ المبنى.. ضعيفَ الوتدِ..، غائبَ الحُضورِ تعباً و تَقهقُراً.. ؟

    كيفَ نكونُ أقوياء..إذا عملنا و جاهدنا النّفس فما نجحنا..،
    و لم نفشلْ بل عملنا أكثر بصبرٍ أوفر و رسمنا آمالاً أكبر..، و ما أخطأنا، و لم نفشل بل طُبِّق علينا حُكم الإقصاء.
    . فغدونا شموعاً آدميةً تعبثُ بها مِزاجيةُ الأهواء..؛ غالبتنا الأمواج مغيباً حتىّ أغرقتنا تعرجات الرِّياح..، فانتهيناَ.. ؟

    كيفَ نكونُ أقوياء.. و نحن أكثر ما نحتاجُ إليه مرفئٌ بسيط.. عند منتهياتِ المدينة.. وَ وِهادِ الأحرُف..،
    نُقيلُ على ضفافِ الشّفق أثقالَ حُطامنا للحظة.. .
    سافرنا بعيداً و رحلنا تِكراراً..، عُدنا مراراً و غادرنا مرّات و مرّات..
    فما وجدنا غير ضيقِ عالمنا.. و رحابة بحور أدمُعنا.. ؟

    كيفَ نكونُ أقوياء.. إذا احترق جوهر الإنسان فينا قهراً..
    وانطفأَ اتقاده بالحياةِ يُتماً و انهارَتْ رواسيهِ عدماً .. ؟

    أجل.. نحنُ أقوياء.. !
    و مهماً كان، علينا أن نبق الأقوياء على الرُّغم من اعترافنا بضعفنا الإنسانيّ ..،
    لكنّنا لا نُكابر و نُعلنها في هدوءٍ و وقار .. نحنُ أقوياء و إن خالفتنا الطّبيعة و جاهَدتنا سياطُ الزّمن ..



    أجل .. !
    فكما تُشرق الشّمس بعد طول ظلام الليل ..،
    و كما تُزهر الأزهار الضّعيفة بعد صقيع الشّتاء ..،
    و كما تشدو البلابل مرحاً بعد هُطول الثّلوج و الأمطار ..،
    كذلك يجب أن نكون أقوياء ..، و من ضمن ذلك أن نكون .. ..
    أوفياء .. .

    و يبقى التّساؤل .. كيفَ أن نكون أقوياء .. ؟ ! ..
    و تبقى رحلة الصّديق مُتواصلة ..
    بحثاً عن فكرةٍ جديدة .. و جوابٍ جديد ..
يعمل...
X