[align=center]قصة قصيرة
حسين عبدالغنى ابراهيم [/align]
متخمة .. كانت المائدة البيضاء .. تعلوها مائدة أخرى .. تملؤها حتى آخرها : أسماء الشهداء وضحايا الحافلات والقطارات و المناجم .
فى منتصف الليل الماضى .. بح صوته محذرا .. وكان أكبرهم سنا : " إياكم و الخروج " .
ربما كان عقله الراجح هو السبب فى احتفاظه بحياته حتى وطأت قدماه لحيته . وربما كان توسطه للحشد القابع أسفل المائدة هو السبب فى عدم قذفه – كلما تزايد العدد – إلى خارج الدائرة التى يحدها فى إحكام الستار الأسود المنسدل فوق أحذية لامعة .
فى منتصف كل ليلة .. عندما يتوافد وقع الأقدام من الطرقات الجانبية العديدة .. تحتبس الأنفاس أسفل المائدة .. و يسكن الستار .. ولكن العدد يكون قد تزايد واحدا .. و بالتالى يقذف واحد خارج الدائرة السوداء ..
تتسارع الأحذية إلى أسفل الستار .. ليطل لمعانها على الحشد المظلم .. يتسرب إلى أسفل المائدة مزيج من الروائح الغريبة .. يسيل لعاب البعض .. تهيج أمعاؤهم غثيانا .. يبصق الجمع السفلى على الأحذية حتى تجف حلوقهم .. تزداد الأحذية لمعانا .. وتزداد الأقدام المحشورة فيها تضخما .. بينما يمحى اسم ويكتب اسم آخر فى مائدة الأسماء .
قال العراف : فى منتصف الليل القادم .. عندما يتوافد وقع الأقدام من الطرقات الجانبية العديدة .. سوف تحتبس الأنفاس .. ويسكن الستار .. و يقذف بعجوز تطأ قدماه لحيته.. إلى خارج الدائرة .. يرى أفواه الطرقات الجانبية العديدة .. يدرك مصدر الروائح الغريبة .. يسقط من فوق المائدة .. ولكن .. بعدما تسقط مائدة الأسماء ..
كل الأسماء ..
وبكى .
حسين عبدالغنى ابراهيم [/align]
متخمة .. كانت المائدة البيضاء .. تعلوها مائدة أخرى .. تملؤها حتى آخرها : أسماء الشهداء وضحايا الحافلات والقطارات و المناجم .
فى منتصف الليل الماضى .. بح صوته محذرا .. وكان أكبرهم سنا : " إياكم و الخروج " .
ربما كان عقله الراجح هو السبب فى احتفاظه بحياته حتى وطأت قدماه لحيته . وربما كان توسطه للحشد القابع أسفل المائدة هو السبب فى عدم قذفه – كلما تزايد العدد – إلى خارج الدائرة التى يحدها فى إحكام الستار الأسود المنسدل فوق أحذية لامعة .
فى منتصف كل ليلة .. عندما يتوافد وقع الأقدام من الطرقات الجانبية العديدة .. تحتبس الأنفاس أسفل المائدة .. و يسكن الستار .. ولكن العدد يكون قد تزايد واحدا .. و بالتالى يقذف واحد خارج الدائرة السوداء ..
تتسارع الأحذية إلى أسفل الستار .. ليطل لمعانها على الحشد المظلم .. يتسرب إلى أسفل المائدة مزيج من الروائح الغريبة .. يسيل لعاب البعض .. تهيج أمعاؤهم غثيانا .. يبصق الجمع السفلى على الأحذية حتى تجف حلوقهم .. تزداد الأحذية لمعانا .. وتزداد الأقدام المحشورة فيها تضخما .. بينما يمحى اسم ويكتب اسم آخر فى مائدة الأسماء .
قال العراف : فى منتصف الليل القادم .. عندما يتوافد وقع الأقدام من الطرقات الجانبية العديدة .. سوف تحتبس الأنفاس .. ويسكن الستار .. و يقذف بعجوز تطأ قدماه لحيته.. إلى خارج الدائرة .. يرى أفواه الطرقات الجانبية العديدة .. يدرك مصدر الروائح الغريبة .. يسقط من فوق المائدة .. ولكن .. بعدما تسقط مائدة الأسماء ..
كل الأسماء ..
وبكى .
تعليق