أصبحت ما عليه الآن ، ذلك الشخص عندما كنت يافعا كنا نجلس سويا نتناقش فى أمور تخصه أحيانا وأمور تخصنى أحيانا أخرى ، نتبادل الآراء ووجهات النظر حول الصواب والخطأ وبين الثواب والخطيئه ، كلما حدثته عن الثواب وعن كيفية أن الطيبه والسلام يجلبان الخير والتقدم للجميع ، يستخدم سلطته العمريه طالما كان اكبر منى بستة عشر سنه وبأدنى احترام يقول لى أنت لا تفهم شيئا ، ثم يحدثنى عن آراءه أن الصواب حتى وإن كان ممزوجا بالخطيئه هو الوسيله الأفضل لسلامة الإنسان واحتفاظه بصلابته ضد أهوال اليأس والهزيمه والانكسار أمام ذاته ثم أمام الآخرين ، ولكنى دوما كنت لا أبالى بوجهة نظره ليس لأنه يعاملنى بتدنى ولكن كونها تتعارض مع قناعاتى تماما ، كنت دوما أرى فيها شئ من القسوه والضلال ، وأنا فتى ربيب المساجد لم يعرف قلبى شئ عن الحياه سوى الخير وحب الصلاح وكره الصراعات بين البشر ولا أنكر حب الشهوات أيضا ولكن بما يرضى الله ، فأعود مختلفا معه بأن الصواب الذى يتحدث عنه قد يجدى نفعا ولكن لا ينهى الصراع بل يجعله كبركان معرض للاشتعال فى أى وقت ، يعاود الحديث هذه المره بسخريه أكبر تتلخص فى خمس كلمات " هكذا هى الحياه بين البشر " ثم يكمل حديثه بجديه أكثر قائلا : وإن لم تكن هكذا سيجبرونك أن تصبح كذلك إلا إذا كنت تريد أن تحيا بمفردك فى هذه الحياه وهذا شئ يستحيل على الإنسان القوى تحمله اما الضعيف يستطيع وأنا أراك قويا ، تراودنى الحيره فيما يقوله هل أنا لا أفهم الحياة حقا أم أن قلبه تحجر وما عاد يؤمن بشئ سوى الوجود ، ثم يبدأ بقص مشاكله وصراعاته وكيف ينوى حلها ويحلل ويعلل ويسأل ويجيب وأنا التزم الصمت بما أنى لا أفهم شيئا هما كلمتان فقط كان يرددهما لسانى " صح يامعلم " لا أنكر أن هذا كان ردا منى على سخريته بسخريه أعمق ذو أسلوب ملتوى لفرق السن ،،، حتى مرت الأيام وتحول اختلافنا إلى تخالف وصراع ومكابرة كأن كل منا يدافع عن دينه برغم أننا نعتنق نفس الديانه ، مما أدى الصراع بيننا إلى مقاطعه دامت عشر سنوات .. خلال هذه العشر سنوات مررت بأشياء كاد منها قلبى ينفطر نعم فقدت النقاء الذى كان بداخلى ، ورأيت كم أن الصواب هو من يجلب السلام فكى تنعم بالسلام لابد أن تستعد للصراع وأن الطيبه تحتاج لصبر لا يستطيع مثلى يثور سريعا تحمله ، تلك العشر سنوات تفسر لما أصبحت أنا هو ، حتى شائت الظروف والمناسبات المتتاليه أن نتقابل ونتصافح ويئأذر كل منا الآخر بيديه وكأن كل منا يقول للاخر أنت على حق ، أدركت حينها كم تعلمت منه وكم تأثرت شخصيته بكلماتى مع مرور الزمن و إختلاف التجارب وتتابعها ، أيقنت لما كان ينظر إلينا الجميع خلال تلك العشر سنوات بأننا متشابهين رغم الخلاف والصراع الذى كان بيننا .
هذا الرجل أحبه مثل أبى وهو يعلم ذلك وأعلم أنه يحبنى مثل أبنه ولكننا نتعامل الآن بحذر مع بعضنا لأن الصراع بيننا معرض للاشتعال ونحن نعلم ذلك فلم ولن نتفق وإن تشابهت ملامحنا مشاعرنا أولويات تفكيرنا ، لأنه تعمد القسوه وأنا تعمدت إهانة كبريائه.
لذا وجب أن أقول الحذر مطلوب والاحترام واجب
هذا الرجل أحبه مثل أبى وهو يعلم ذلك وأعلم أنه يحبنى مثل أبنه ولكننا نتعامل الآن بحذر مع بعضنا لأن الصراع بيننا معرض للاشتعال ونحن نعلم ذلك فلم ولن نتفق وإن تشابهت ملامحنا مشاعرنا أولويات تفكيرنا ، لأنه تعمد القسوه وأنا تعمدت إهانة كبريائه.
لذا وجب أن أقول الحذر مطلوب والاحترام واجب
تعليق