تويت
ضميربحجم الشيطان قصة قصيرة
احمد الغانم
شعرت ان الدم يتجمد في عروقها حين توجهت بكلامها للقاضي الذي نظر إليها بتفحص: ياسيدي يمكنني التقيك على انفراد . نظر اليها القاضي بعيون فاحصة ودقق النظر بالورقة التي بين يدية مرة ثانية , وامر باخلاء القاعة.
اقسم أن اقول الحق حتى لا يهدر كرامتي ذلك النذل! وتمسكي بشرفي وحقي هو من دعاني ان اكون بينكم .
قالت:وهي ترتجف كالورقة في مهب الريح: تزوجته موظفاً بسيطاً وبسبب ذلك الزواج تركت دراستي الثانوية وعشت معه اجمل الايام رغم عسر الاحوال وجسامة احداثها . توفي والده بعدعام من زواجنا وبعد عام اخر اعدم اخيه الاصغر لانتمائه لحزب سياسي مناهض وبات الخوف والارق يهز كياننا مع كل طرقة باب .
كانت حياتنا رغم الحزن والظروف الصعبة هادئة فقد كان منشغلا بعمله وحين يعود للبيت لايغادره إلا في اليوم التالي . تغيرت امورنا بعد التغيير في بلادنا وانتعشت احوالنا بعد ان انصفتنا القوانيين والتشريعات ، حيث كانت والدته هي الوريث الوحيد لحقوق اخيه الشهيد ، لهذا حصلت على راتباً شهرياً وتعويضات مالية مجزية مكنتنا من اعادة بناء دارنا وانعكست التشريعات بدورها عليه وتحسن وضعه الشخصي وراتبه في مكان عمله ،وعوضني عن مصوغاتي الذهبية التي بعتها ايام محنتنا وشكرنا الله على مانحن فيه.
ذات مساء فاتحني برغبته في الزواج من اخرى، زميلة جديدة له في العمل، ضحكت لأعتقادي انه يمزح معي كعادته لكنني صعقت
حين قال بغضب : هذا قراري ولا جدال فيه.. !
قلت له: هل تعرف لنا بنتان احداهما في الثانوية والاخرى في المتوسطة وما تأثير ذلك عليهما وعلى مستقبلهما !
اجابني:إنني أحبها ... لا تحاولي مناقشة الموضوع ، لي الحق في الزواج من اربعة إن شئت ، قلت: اعرف ذلك ولكني أرفض رفضا قاطعا زواجك بغيري..أنسيت ما بيننا من عشرة العمر الطويلة ...وانا لا امانع من زواجك ان تركت لنا بيتنا واعالتنا واذهب معها لمكان اخر .
قال والشرر يتطاير من عينيه: ستعيش معنا هنا وان كنت غير قانعة فاطلبي الطلاق !
اعرف تلك الحكاية والهدف من اختياره لها حسب القانون حيث سأخرج من حياته وحياة بناتي وطلب الطلاق برغبتي يفقدني كرامتي قبل كل حقوقي حين يسمع الناس انني رفضته بعد تلك العشرة الطويلة وتحملنا مصاعبها معاً. بعد أسبوع عاد من عمله حانقاً وكان وجهه ينم عن شىء ما يحاول اخفاءه بصعوبة بالغة.
سألني عما قررته ضحكت لترطيب الاجواء وقلت :مالك وهذا المزاح الغث ! لقد جعلتني أعيش طيلة هذا الأسبوع على أعصابي .. متى ستعترف لي أنها مجرد مزحة لتكتشف عمق مشاعري نحوك؟
جن جنونه وامسك بشعري بقوة ، ثم انهال علي بالضرب بقبضة يده
وادمى انفى وتورمت عيني ، ولولا والدته التي نهرته وتكلمت عليه بالفاظ قاسية ربما ما كنت لأقف الأن في حضرتك.
وبعدها دخل غرفتي بعد ساعتين وانا مستلقية على سريري ،
حاملا معه هاتفه الذكي وجلس قربي مجردا من عواطفه وقال لي : هذه مشاهد وصلتني من مجهول .. يا خائنة شاهدي نفسك
وانت تمورين وترتجفين عارية تحته ،دعيني أستر عليك وعلى شرف بناتي وعائلتي بطلبك الطلاق بنفسك! ..إن لم تطلبي الطلاق فسأفضحك للعلن حتى يعرف الكل أي نوع من النساء أنت ..!!
ضربته على صدره وقلت له: لا أعلم ما الذي دهاك.. قد أصبحت حقيرا..! ليس تلك التفاهات الا من صنعك وانت كذاب .
انا في كل حياتي لم ارتكب أية معصية ..
سالجأ الى القانون وتأكد أنه لن ترهبني تهديداتك، الكل يعرف أخلاقي وسمعتي الطيبة ..
نهض القاضي ونادى على ضابط، وحين اقترب مني الضابط طالبني ان ابصم على ما دونوه من أقوالي.
سمعت القاضي مكفهر الوجه يصدر امرا بالقبض عليه فوراً وإصداره مذكرة بتفتيش المنزل ومصادرة الهاتف لحظة القبض عليه .
احمد الغانم
شعرت ان الدم يتجمد في عروقها حين توجهت بكلامها للقاضي الذي نظر إليها بتفحص: ياسيدي يمكنني التقيك على انفراد . نظر اليها القاضي بعيون فاحصة ودقق النظر بالورقة التي بين يدية مرة ثانية , وامر باخلاء القاعة.
اقسم أن اقول الحق حتى لا يهدر كرامتي ذلك النذل! وتمسكي بشرفي وحقي هو من دعاني ان اكون بينكم .
قالت:وهي ترتجف كالورقة في مهب الريح: تزوجته موظفاً بسيطاً وبسبب ذلك الزواج تركت دراستي الثانوية وعشت معه اجمل الايام رغم عسر الاحوال وجسامة احداثها . توفي والده بعدعام من زواجنا وبعد عام اخر اعدم اخيه الاصغر لانتمائه لحزب سياسي مناهض وبات الخوف والارق يهز كياننا مع كل طرقة باب .
كانت حياتنا رغم الحزن والظروف الصعبة هادئة فقد كان منشغلا بعمله وحين يعود للبيت لايغادره إلا في اليوم التالي . تغيرت امورنا بعد التغيير في بلادنا وانتعشت احوالنا بعد ان انصفتنا القوانيين والتشريعات ، حيث كانت والدته هي الوريث الوحيد لحقوق اخيه الشهيد ، لهذا حصلت على راتباً شهرياً وتعويضات مالية مجزية مكنتنا من اعادة بناء دارنا وانعكست التشريعات بدورها عليه وتحسن وضعه الشخصي وراتبه في مكان عمله ،وعوضني عن مصوغاتي الذهبية التي بعتها ايام محنتنا وشكرنا الله على مانحن فيه.
ذات مساء فاتحني برغبته في الزواج من اخرى، زميلة جديدة له في العمل، ضحكت لأعتقادي انه يمزح معي كعادته لكنني صعقت
حين قال بغضب : هذا قراري ولا جدال فيه.. !
قلت له: هل تعرف لنا بنتان احداهما في الثانوية والاخرى في المتوسطة وما تأثير ذلك عليهما وعلى مستقبلهما !
اجابني:إنني أحبها ... لا تحاولي مناقشة الموضوع ، لي الحق في الزواج من اربعة إن شئت ، قلت: اعرف ذلك ولكني أرفض رفضا قاطعا زواجك بغيري..أنسيت ما بيننا من عشرة العمر الطويلة ...وانا لا امانع من زواجك ان تركت لنا بيتنا واعالتنا واذهب معها لمكان اخر .
قال والشرر يتطاير من عينيه: ستعيش معنا هنا وان كنت غير قانعة فاطلبي الطلاق !
اعرف تلك الحكاية والهدف من اختياره لها حسب القانون حيث سأخرج من حياته وحياة بناتي وطلب الطلاق برغبتي يفقدني كرامتي قبل كل حقوقي حين يسمع الناس انني رفضته بعد تلك العشرة الطويلة وتحملنا مصاعبها معاً. بعد أسبوع عاد من عمله حانقاً وكان وجهه ينم عن شىء ما يحاول اخفاءه بصعوبة بالغة.
سألني عما قررته ضحكت لترطيب الاجواء وقلت :مالك وهذا المزاح الغث ! لقد جعلتني أعيش طيلة هذا الأسبوع على أعصابي .. متى ستعترف لي أنها مجرد مزحة لتكتشف عمق مشاعري نحوك؟
جن جنونه وامسك بشعري بقوة ، ثم انهال علي بالضرب بقبضة يده
وادمى انفى وتورمت عيني ، ولولا والدته التي نهرته وتكلمت عليه بالفاظ قاسية ربما ما كنت لأقف الأن في حضرتك.
وبعدها دخل غرفتي بعد ساعتين وانا مستلقية على سريري ،
حاملا معه هاتفه الذكي وجلس قربي مجردا من عواطفه وقال لي : هذه مشاهد وصلتني من مجهول .. يا خائنة شاهدي نفسك
وانت تمورين وترتجفين عارية تحته ،دعيني أستر عليك وعلى شرف بناتي وعائلتي بطلبك الطلاق بنفسك! ..إن لم تطلبي الطلاق فسأفضحك للعلن حتى يعرف الكل أي نوع من النساء أنت ..!!
ضربته على صدره وقلت له: لا أعلم ما الذي دهاك.. قد أصبحت حقيرا..! ليس تلك التفاهات الا من صنعك وانت كذاب .
انا في كل حياتي لم ارتكب أية معصية ..
سالجأ الى القانون وتأكد أنه لن ترهبني تهديداتك، الكل يعرف أخلاقي وسمعتي الطيبة ..
نهض القاضي ونادى على ضابط، وحين اقترب مني الضابط طالبني ان ابصم على ما دونوه من أقوالي.
سمعت القاضي مكفهر الوجه يصدر امرا بالقبض عليه فوراً وإصداره مذكرة بتفتيش المنزل ومصادرة الهاتف لحظة القبض عليه .
تعليق