مُشَاهَدَاتٌ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى الطوبي
    أديب وكاتب
    • 04-11-2008
    • 278

    شعر عمودي مُشَاهَدَاتٌ


    سَمِّ الإلَـهَ إِذَا رُمْتَ الرُّكُــــوبَ مَــعَا
    وَاسْــمعْ قَرِيــــحَةَ صَبٍّ يَنْثَنِي وَلَعَا
    وَفَتِّقِ الرَّمْلَ مَاءً بالعُذُوبَةِ صَـــــــــــــا
    رِخـــا تَكُنْ قَطْرَةً فِي المَـــــــــــاءِ إذْ نَبَعَا
    سِــينـَـاءُ طَاحَتْ عَصًا فِي المَاءِ وَانْفَلَتَتْ
    تُخْفِي الحَـوَاجِبَ والأهْدَابَ وَالفَرَعَا[1]
    مَالَتْ إلَى قَبَسٍ فِي الطُّـورِ، تَهْمِسُ لِي
    "..حِينًا من الدَّهْرِ كَانَ البَحْرُ مُــــتَّسِعَا"
    تَجْــرِي مَعَ الدَّمْعِ عِندَ الفجْرِ أتْبَــعُهَا
    تَحْتَ الرُّمُــــوشِ خَيَالاً يَلتَوِي رَمَعَا
    تَوَقَّفَتْ بَغتةً سِـــــينَاءُ وَاخْتَمَــــــرَتْ
    مِنَ السَّوَادِ وَقَالتْ، و اليَـــــدَانِ دُعَا[2]:
    يَا رَاعِيَ البَدْرِ في العْلـــيَاءِ تَرْقُـــبُهُ
    تَبْغِي الكُشُوفَ وتَبْـغِي النَّبْعَ والكَرَعَا[3]
    اخْلَعْ نِعَالكَ إنَّ الأرْضَ طَاهِــــــــرَةٌ
    وخَفِّفَ الوَطْءَ إنَّ الطُّـــــورَ قَدْ سَمِعَا
    وَقَفْتُ تَوًّا عَلَى الأعْــــتَابِ أبْحَثُ هَا
    هُـــنَاكَ عَــــــــنْ فَلَــــقٍ شِمْنَاهُ[4] مُذْ نَصَعَا
    مَاذَا تَرَى؟ قالَ صَوْتٌ في السَّماءِ مُشَبْ
    بَعٌ بِـــــــخَطْفٍ مـــــــنَ الأنْوَارِ قدْ لَمَـــــــعَا
    شَاهَدْتُـــها بُقْعَةً فــــي الأرْضِ طَيِّبَةً
    تَدَافعَ النَّــــــاسُ فِي أرْجَــــائِهَا هَرَعَا
    شاهدْتُ شخْصًا تُضِيءُ الكَوْنَ صُورَتُه
    يُفَرِّقُ الخَيْرَ والإحـْـــسَانَ وَالوَرَعَا
    شَاهَدْتُ نَجْـــــمًا تَدَلَّى فِي هَوَازِنَ حَـــتْ
    تَى غَادَرَ اللَّـــــيْلُ بالأسْــــــــرَارِ مُرْتَدِعَا
    تحوَّلَ النَّجْمُ شَيْخًا وَانْحَــــنَى خَجَلاً
    كَيْ يَرْفعَ الرِّجْسَ منهُ بَعْدَمَا رَضَعَا
    وَأسْرَعَتْ أختُهِ بالخَوْفِ رَاكِـــضَةً
    لَدَى حَلِيـــمةَ تــــرْجُو العَوْنَ والمَنَعَا
    لا أخْتُهُ بَلْ وَلاَ الدُّنيَا بأجْمَــــــعِهَا
    تَرُدُّ شرْعًا مِـــــــنَ المَوْلَى إذَا شُرِعَا
    شَاهدْتُ من أرْبَعَتْ قَفْرُ الرمَالِ لَهُ
    وَجَـــمَّــــعَ اللهُ مَـــنْ كَانُوا به شِــيَعَا
    غَذَّاكَ ربُّكَ بالرُّؤْيَا مُـــــــــطَاوِعَةً
    كأنَّهَا الصُّبْحُ بِالأنْوَارِ قدْ سَــــــــطَعَا
    اقْرَأْ كِتَابَــــــكَ مِنْ جِبْرِيــلَ مُنْزِلِهِ
    صَوْتًا مِنَ اللهِ لاَ تَــــــــمْشِي به هَلِعَا
    تَسَّاقَطَ البَحْرُ قَمْحًا فِي الغِــيَابِ كَمَا
    تَفَتَّقَ المَـــــــاءُ فِي شُـــــطْآنِهِ مَرَعَا
    اقْرَأْ نُقُوشًا مِنَ المَـــــوْلَى مُبَرَّزَةً
    فِي كُلِّ شيْءٍ يَــرَاعُ الحَقِّ قَدْ بَـــــرَعَا
    اقْرَأ، وَهَا ربُّكَ الأعْلَى يُعَلِّــــمُكَ التْ
    تَــــــوْحِيدَ والشُّـــــكْرَ والإِيـــمَانَ والجُمُعَا
    قَالَ ابْنُ نَوْفلَ، إذْ بَانتْ نــُــــبُوَّتُهُ،
    يَا ليْتَنِي كُنْـــــــتُ في أيَّامـــــِهِ جَذَعَا
    إذْ يُخْرِجُوهُ من الأوْطَانِ مَـــظْلَمَةً
    وَمَا يُضَــــــــامُ الَّذِي بِــــاللهِ قدْ رُفِعَا
    هَذَا الرَّسُولُ الَّــــــذِي بَاتَتْ مَناقبُهُ
    مِثْلَ النُّــــجُومِ تُضِيءُ السَّادِرَ الفَزِعَا
    وَسَقْسَقَتْ كعَصَافِيرِ الصَّبَاحِ وَكَـــــا
    نَتْ قَابَ قَوْسَــــــــيْنِ مِـــــنَّا حِينَمَا رَبَعَا
    بَحْرٌ تيمَّمَ مِنْ أصْدَافِ شـــــاطِئِهِ
    ثمَّ اكْتَفَى رَاجِــــــــــعًا بــاللهِ مُقْتَنِعَا
    شَاهَدْتُ نُورًا تَدَلَّى في مَعَارِجِهِ
    صِدْقًا وَأْمْـــــــــنًا وأخْلاقًا ومُجْتَمَعَا
    سَرَى بِنَاقَتِهِ فِي البِيدِ مُنْعَـــــــطِفًا
    يَبْــــغِي المَدِينَةَ وَالأصْحَابَ والمَنَعَا
    وَزَفَّ سِرًّا إلى الأنــصْارِ هِجْرَتَهُ
    مِثْلَ الغَمَـــــــامِ وَمَا وَلَّى وَمَا رَجَعَا
    تَبَسَّمَ الرَّمْلُ عـــنْ شَخْصَينِ فِي سَفَرٍ
    وَرَدَّدَ النَّـــــــــاسُ أنَّ البَدْرَ قدْ طَلَعَا
    بَدْرٌ تربَّعَ في أبْهَى نصاعته
    لمَّا تَـــــــجَلَّى بِبَابِ العَارِفِينَ سَـــعَى
    أيْنَ المَـــــــــــقَامُ وَمُزْنُ الله سَائِرَةٌ
    إلَى المَــــــكَانِ الذِي مِنْهُ الرَّسُولُ دَعَا
    فكَانَ أولُ بَيْــــــــــــتِ اللهِ مَبْرَكَهَا
    وَكَــــــــانَ أوَّلُ صَـوْتِ اللهِ قَدْ سُمِـــعَا
    وسَخَّـــــــــرَ اللهُ ،فـي بَدْرٍ لنُصْرَتِهِ،
    جُنْدًا مِـــــنَ الغيْـــبِ بالتَّمْكِينِ مُلتَفِعَا
    حَطَّتْ مَلاَئكةُ الرَّحْمَنِ مُــــــــرْدِفَةً
    ألفًا بِخَمْـــــــــــــسَةِ آلافٍ وَمَــنْ تَبِعَا
    تَوَضَّأتْ أحُدٌ بالطُّــــورِ إذْ خَطَفَتْ
    مِثْلَ الـــــــدَّوَاءِ تُنَقِّي الرَّيْــبَ والقَذَعَا
    يا سَيِّدَ النَّاسِ طُرًّا جِـــئْتُ مُـــعْتَرِفًا
    أجْــــــــــــــثُو لدَيْكَ ذَلِيلاً بـاكيًا خَنِعَا
    أبْكِي عَلَى فِتْيَةٍ فِي الكَهْفِ مَرْقَدُهُمْ
    نَامُوا وَكَيْفَ يَنُوضُ الغَرْسُ مُقْتَلِعَا؟
    أبْكِي عَلَى مَسْكَنٍ جَاعَـــتْ نَـــوَافذُهُ
    تجْرِي الرِّيَاحُ عَلَيْهَا صَرْصَرًا قَرَعَا
    شَاهَدْتُ خَيْلَ صَـــلاَحِ الدِّين مُقبلةً
    فِيهَا الإمَامُ يُسَـــــــوِّي السَّرْجَ مُنْتَقِعَا
    شَاهَدْتُ فِي الأيْكِ عُصْفُورًا يُرَاقِبُني
    كأنَّ نَظْـــــــــرَتَهُ شَكْوى لِمَا وَقَعَا
    وَصَـــــارَ يَنْبُشُ فِي الرَّمْضَاءِ تَرْوِيَةً
    لَعـَــــــــــلَّنِي أكْتَفِي بـِـــالمَـــاءِ مُتَّبِعَا
    أمْسَكْتُ بالمَـــاءِ فِي سُكْرٍ يُسَاوِرُنِي
    ثُمَّ انْبَرَيْتُ لُهُ بالصَّوْتِ مـُــــــــــرْتَفِعَا
    وَعنْدَهَا وَدَّعَتْ سِينَاءُ صُـــورَتَهَا
    وَرَفْرَفَتْ طَـــــــائِرًا فِي الرِّيحِ مُنْدَفِعَا
    وَخَلَّفَتْ فِي جَنَانِ الصَّبِّ نَارَ جَوىً
    تَنْجَابُ فِي زَمْــزَمٍ أوْ فِي المَسِيرِ مَعَا
    شعر :مصطفى الطوبي

    [1] -الأصل" الفَرْع" بتسكين الراء.
    [2] -المقصود:الدعاء .
    [3] -أقصد بالكرع هنا حصرا ماء السماء .
    [4] -شمناه معناه هنا تطلعنا إليه مترقبين .
يعمل...
X