يتيم يناجي القمر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    يتيم يناجي القمر

    أعجبتني جدّا هذه القصيدة بقلم الشاعر
    مصطفى قاسم عبّاس

    يتيم يناجي القمر


    طفلٌ يُذيبُ لبؤسهِ الأَحجارا
    يبكي ويَمسح دمعَهُ المنهارا

    طفلٌ يتيمٌ يَمتطي سفنَ الأَسى
    ليخوضَ في لُجج الشَّقاءِ بِحارا

    طفلٌ.. ولم يعلَم ليومٍ أنهُ
    سيصيرُ للأحزانِ دَوماً جارا

    يتجرَّعُ التَّذكارَ كأسَ مرارةٍ
    في ظلِّ أحلامٍ مضتْ تتوارى

    ويُشاركُ القمريَّ نَوحاً والجَوى
    ومنَ الطفولةِ لم يَذقْ مِقدارا

    فبكيتُ ثمَّ بكى اليراعُ بلوعةٍ
    ودموعُ قلبي سطَّرت أشعارا

    بحرُ القصيدةِ ثاكلٌ ومُعذَّبٌ
    ومِداديَ المُضنى شَكا واحتارا

    أرنو لذاكَ الطفلِ تَهمسُ روحُهُ
    ليلاً يناجي اللهَ والأَقدارا

    قولي - أيا أقدارُ - أينَ أبي مَضى؟
    فأنا أسائلُ عن أبي الأَقمارا

    أنا منذُ عامٍ ما رأيتُ هلالَهُ
    وسَنا المحبةِ كَحَّلَ الأنظارا

    مذْ غاب عنِّي صارَ دهرِي مُظلماً
    فمَتى ترى عيني سناً ونهارا؟

    كادت بيَ الصُّعَداءُ تُودي.. إنها
    بلهيبها ستُحيلُ صدريَ نارا

    ذاك اليتيمُ شكا إلَينا حالَهُ


    جرَتِ الدموعُ بخدِّهِ أنهارا

    لما أتاهُ النَّعيُ أنَّ أباهُ قد
    ترك الحياةَ وفي الثَّرى قد غارا



    آوى إلى أمٍّ تُكفكِفُ دمعَهُ
    لكنْ تجلُّدُها هوَى وانهارا

    فالبدرُ غابَ.. متى يكونُ أُفولُهُ؟
    ليموتَ حزنٌ والأَسى يتوارى

    ما أبصرَت عينيْ يتيماً بائساً
    إلاَّ وأسبلَتِ الدُّموعَ جِهارا

    فإذا رأيتُم في القلوبِ قَساوةً
    وغدَت تُحاكي تلكُمُ الأحجارا

    فلتمسَحوا رأسَ اليتيم بِرقَّةٍ
    وتعلَّموا من أمِّهِ الإيثارا

    وتذكَّروا أن الحياةَ عجيبةٌ
    وسُكونُها سيُفجِّرُ الإعصارا
    .
    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
  • محمد فهمي يوسف
    مستشار أدبي
    • 27-08-2008
    • 8100

    #2
    جمال التذوق والاختيار

    الأستاذة سليمى السرايري. تحياتي
    المتذوقةُ السحرَ بمهارةٍ ذوقاً تعبيراً و كذا إبهـــارا
    صار اليُتْمُ في زمنِ القَسَاوَةِ ظلمًا وكَأسَ سُكَـــارَى
    مُلعُونُ مَنْ حكمَ الشعوبَ فَمَحَا عدلَ القضاءِ جِهَارا
    كالفرعون في زمنٍ مَضَى لاقولَ إلا قولــهُ المُنْهَارا
    صبرًا فإنَّ الظلمَ قالوا ساعةً ثم ينير الحقُّ فيه نهارا

    التعديل الأخير تم بواسطة محمد فهمي يوسف; الساعة 17-10-2017, 17:27. سبب آخر: تنسيق

    تعليق

    • سليمى السرايري
      مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
      • 08-01-2010
      • 13572

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركة
      الأستاذة سليمى السرايري. تحياتي
      المتذوقةُ السحرَ بمهارةٍ ذوقاً تعبيراً و كذا إبهـــارا
      صار اليُتْمُ في زمنِ القَسَاوَةِ ظلمًا وكَأسَ سُكَـــارَى
      مُلعُونُ مَنْ حكمَ الشعوبَ فَمَحَا عدلَ القضاءِ جِهَارا
      كالفرعون في زمنٍ مَضَى لاقولَ إلا قولــهُ المُنْهَارا
      صبرًا فإنَّ الظلمَ قالوا ساعةً ثم ينير الحقُّ فيه نهارا



      كلّ الشكر أستاذنا العزيز
      محمد فهمي يوسف

      مرورك أسعدني جدّا.
      لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

      تعليق

      • السعيد ابراهيم الفقي
        رئيس ملتقى فرعي
        • 24-03-2012
        • 8288

        #4
        الأستاذة الفاضلة سليمى السرايري
        لك التحية والشكر والاحترام
        جهدك طيب
        واجتهادك رائع
        وتواجدك مثمر
        وهمتك تعزيز واثراء
        لاحرمنا الله من عزيمتك
        ====


        المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
        أعجبتني جدّا هذه القصيدة بقلم الشاعر
        مصطفى قاسم عبّاس

        يتيم يناجي القمر


        طفلٌ يُذيبُ لبؤسهِ الأَحجارا
        يبكي ويَمسح دمعَهُ المنهارا

        طفلٌ يتيمٌ يَمتطي سفنَ الأَسى
        ليخوضَ في لُجج الشَّقاءِ بِحارا

        طفلٌ.. ولم يعلَم ليومٍ أنهُ
        سيصيرُ للأحزانِ دَوماً جارا

        يتجرَّعُ التَّذكارَ كأسَ مرارةٍ
        في ظلِّ أحلامٍ مضتْ تتوارى

        ويُشاركُ القمريَّ نَوحاً والجَوى
        ومنَ الطفولةِ لم يَذقْ مِقدارا

        فبكيتُ ثمَّ بكى اليراعُ بلوعةٍ
        ودموعُ قلبي سطَّرت أشعارا

        بحرُ القصيدةِ ثاكلٌ ومُعذَّبٌ
        ومِداديَ المُضنى شَكا واحتارا

        أرنو لذاكَ الطفلِ تَهمسُ روحُهُ
        ليلاً يناجي اللهَ والأَقدارا

        قولي - أيا أقدارُ - أينَ أبي مَضى؟
        فأنا أسائلُ عن أبي الأَقمارا

        أنا منذُ عامٍ ما رأيتُ هلالَهُ
        وسَنا المحبةِ كَحَّلَ الأنظارا

        مذْ غاب عنِّي صارَ دهرِي مُظلماً
        فمَتى ترى عيني سناً ونهارا؟

        كادت بيَ الصُّعَداءُ تُودي.. إنها
        بلهيبها ستُحيلُ صدريَ نارا

        ذاك اليتيمُ شكا إلَينا حالَهُ


        جرَتِ الدموعُ بخدِّهِ أنهارا

        لما أتاهُ النَّعيُ أنَّ أباهُ قد
        ترك الحياةَ وفي الثَّرى قد غارا



        آوى إلى أمٍّ تُكفكِفُ دمعَهُ
        لكنْ تجلُّدُها هوَى وانهارا

        فالبدرُ غابَ.. متى يكونُ أُفولُهُ؟
        ليموتَ حزنٌ والأَسى يتوارى

        ما أبصرَت عينيْ يتيماً بائساً
        إلاَّ وأسبلَتِ الدُّموعَ جِهارا

        فإذا رأيتُم في القلوبِ قَساوةً
        وغدَت تُحاكي تلكُمُ الأحجارا

        فلتمسَحوا رأسَ اليتيم بِرقَّةٍ
        وتعلَّموا من أمِّهِ الإيثارا

        وتذكَّروا أن الحياةَ عجيبةٌ
        وسُكونُها سيُفجِّرُ الإعصارا
        .

        تعليق

        • م.سليمان
          مستشار في الترجمة
          • 18-12-2010
          • 2080

          #5
          مؤثرة جدا هذه القصيدة
          ولعل الشاعر تعمد هذا الفعل
          ليهز مشاعرنا وعواطفنا الإنسانية نحو الطفل اليتيم

          مقاسمة جميلة جدا، أستاذتنا الشاعرة سليمى السرايري

          تحيتي لك.
          sigpic

          تعليق

          • سليمى السرايري
            مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
            • 08-01-2010
            • 13572

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة السعيد ابراهيم الفقي مشاهدة المشاركة
            الأستاذة الفاضلة سليمى السرايري
            لك التحية والشكر والاحترام
            جهدك طيب
            واجتهادك رائع
            وتواجدك مثمر
            وهمتك تعزيز واثراء
            لاحرمنا الله من عزيمتك
            ====


            الأستاذ المحترم الفاضل السعيد ابراهيم الفقي
            لا شكر على واجب ، كلّنا هنا لأجل إثراء المكان

            تقبل فائق التحيّة
            لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

            تعليق

            • سليمى السرايري
              مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
              • 08-01-2010
              • 13572

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة م.سليمان مشاهدة المشاركة
              مؤثرة جدا هذه القصيدة
              ولعل الشاعر تعمد هذا الفعل
              ليهز مشاعرنا وعواطفنا الإنسانية نحو الطفل اليتيم

              مقاسمة جميلة جدا، أستاذتنا الشاعرة سليمى السرايري

              تحيتي لك.
              فعلا هي قصيدة عميقة موجعة تترك الأثر العميق في الإنسان الذي يعرف ويستوعب ما معنى اليتم واليتيم الذي يحتاج الرأفة والعطف والحنان والإحاطة.

              امتناني لمرورك وتفاعل أستاذي العزيز م. سليمان
              لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

              تعليق

              • منيره الفهري
                مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                • 21-12-2010
                • 9870

                #8
                قصيدة أبكتني و تذكرت جهان ابنة أخي رحمه الله
                و قد فقدت الأم و الأب معا في زمن قصير جدا
                رحمهما الله و يا رب احم كل يتيم و اعطه ضعف ما نتمنى له
                سليمى العزيزة تنثرين الحب و الجمال أينما حللت
                قصيدة جد مؤثرة
                ...
                فلتمسَحوا رأسَ اليتيم بِرقَّةٍ
                وتعلَّموا من أمِّهِ الإيثارا
                وتذكَّروا أن الحياةَ عجيبةٌ
                وسُكونُها سيُفجِّرُ الإعصارا.

                شكرا سليمى عزيزتي

                تعليق

                • محمد فهمي يوسف
                  مستشار أدبي
                  • 27-08-2008
                  • 8100

                  #9
                  وعن الطفولة يرتفع السوط لتهبط الرحمة

                  يا طفولتي البائسة هل مَنْ يرحمُكَ فوقَ الأرضِ اليابِسةِ
                  كانتْ طفولةُ أجدادنا تعلو بهم بنسماتها البَرَّةِ الهامِــسة
                  يا وَيْحَ أطفالِ أجيالِنا مِنْ قَسوَةٍِ مِنْ شَرِّ أوْغَادٍ عابســـة
                  أطفال الشوارع في كل وادٍ تشتكي بأسَ دُنيا داهِســـــة
                  ==============================
                  يا ربّ رحمتك إنهم في حاجةٍ إلى مَسِّ الأَكُفِّ اللامِسَة
                  ==============================
                  قلتها في يوم اليتيم أثناء زيارتي للمتابعة في إحدى المدارس
                  التي كانت تحت إشرافي عام 2001م
                  محمد فهمي يوسف

                  تعليق

                  • محمد فهمي يوسف
                    مستشار أدبي
                    • 27-08-2008
                    • 8100

                    #10
                    مجدوا الطفولة بمحبتهم وخوفهم عليها


                    وعن الطفولة والإحساس بها وما تعانيه يقول الشابي :
                    يا قطعةً من كبدي فداكِ يومي وغدي
                    وداد يا أنشودتي البكر ويا شِــعري النّدي
                    يا قامة من قصب الســــكّر رخص العِقَدِ
                    حلاوة مهــــما يزد يــــــوم عليـــها تزدِ توقّدي
                    في خــــاطري وصفّقي وغرّدي
                    تستيقظ الأحلام في نفسي وتسقيها يدي
                    عشـــــرون قل للشمس لا تبرح وللدّهر اجمدِ
                    عشـــرون يا ريحانةً في أُنـمليْ مــبدّدِ
                    عشـــــرون هلّل يا ربيع للصّبا وعـــــيِّدِ
                    وبشّر الزّهر بأختِ الزّهر واطــــرب وأُنشدِ
                    وانقل إلى الفرقدِ ما لم نمْدهُ عن فرقــــدِ
                    يا قطعةً من كبدي فداكِ يومي .... وغدي


                    تعليق

                    يعمل...
                    X