لأنها سعودية ..
في اليوم الاول : اسبلت عباءتي وارتديت النظارة لأول مرة
كانت خطاي ثقيلة ومتعثرة اكثر من المعتاد
ألقي بنظري علي زوايا السقف تارة وتارةً حول الارض هرباً من الاعين الجاحظة .
احاول ان لا أصطدم بالزائرين ولا تلتصق بي رائحة الصندل والكهرمان كان علي ان أضع الملابس في الرفوف بشكل مرتب بعد ان اخلصها من خربشة الاكياس وان أضع ملصقات التسعيرة علي خمس مئة قطعة قبل حلول التاسعة مساءً .
كان اليوم منهكاً متعباً رغم قلة الزبائن .
اليوم الثاني :
كاليوم الاول تماماً إلا أني تناولت الكثير من القهوة واسقطت الكثير من الأشياء .
اليوم الثالث :
رغم ان المكان خصص لنساء كان احدهم يتجول في ارجاءه مصطحباً زوجته متفحصً البضائع المعروضة
وقتها كنت ارتب القطع التي عبث بها
رمقني بنظرة اشمئزاز وكأنني ذبابة تحوم حول الأنوف
والتفت الي زوجته وقال باستنكار :
- سعودية !!
لجمني الصمت .. ولا تفسير ينتشل الموقف ،
اكملت عملي دون أن اشعر بالضغينة .
اليوم الرابع ..
الكثير من القهوة والكثير من الأسبرين ،
والمكان يختنق بالمشترين .
بعد اسبوع ..
فتاتان بالجوار تتهامسان وترقبان تحركاتي
وبعد حديث ليس بالطويل
ضغطت إحداهن علي يدي صاحبتها وقالت :
(الله لا يحوجنا)
(الله لا يحوجنا)
خرجن من المحل وهن يكثرن الحمد .
شعرت ان الارض تنفر مني هي الاخرى
لكن جاذبية البقاء من اجل الحاجة تجذبني بقسوة ..
جئت هنا لكى امشي بكل شجاعة وايمان ..
لكي لا انحني لريح ..
لأتعلم الوقوف منفردة بثبات بين الارض والسماء ..
لن اضطر الي خلع حذائي والمشي حافية وسط الماء العكر..
يصعب علي كفاي المخضبتان بالغبار والحبر ان تفردها إلا الي السماء.
لن اقبل الاستيقاظ علي حسنات الصالحين
لن يخذلني الله أبداً
لن تخذلني الارض .
تعليق