مذكرة ميت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد اللغافي
    أديب وكاتب
    • 09-07-2007
    • 142

    مذكرة ميت

    مذكرة ميت


    أنا الآن ميت تماما ،أكاتبكم من تحت ركام القبر ،..أعترف لكم بأنني أذنبت كثيرا..لكنني لا أستحق أن أموت في هذا الوقت وبهذه الحادثة العنيفة،..
    أنا لم أكن عنيفا..انظروا الى الصورة ..ستقرأون في عيني البراءة ..ستدركون من خلال الملامح ،أنني ما زلت أطمح للحياة..وأنني حاقد على تلك اللحظة الخاطئة التي اختطفتني من بينكم ،..لو كنت أعلم من قبل أن نهايتي ستكون هكذا..ما هيأت نفسي للخروج من البيت،..وما فكرت في تلك المشؤومة التي تراءت لي في المنام ،..
    لا أنكر أنني عشقت فيها كل شئ..،..كانت صبية جريئة..عيناها البلوريتان كانتا تتخطفاني في منامي واستيقاظي...
    أنا كذلك كان لدي حلم..وطموح كبير..كنت هكذا أفكر في الاستقرار.."رصيد في البنك" أتزوج سلوى ..أسكن في آخر طبق من عمارة فضائية..!سأنزل "بلاسانسير" وأتوجه الى سيارتي الفاخرة ..وأنا أسوي ربطة عنقي وزر المعطف الأنيق...
    أمسح الضباب عن الزجاج الأمامي ..وسلوى من ستقوم بالسياقة..،..طفلان يتبادلان اللعب في المقعد الخلفي..وسنسافر في العطلة الي "الأسطنبول" او الى أرض النيل ..ربما سنكتشف التاريخ من جديد..عن طريق الأهرامات أو في شرم الشيخ........عفوا......هذا لم يحدث ولن يحدث أبدا....فسلوى الآن تبحث عن شاب آخر ..ينسيها وجهي السالف..ينسيها كل اللحظات التي قضيناها نحلم بين أشجار السندباد...وورد الكاردينيا والأقحوان الذي يطرز حديقة الكورنيش ،..
    سلوى الآن تعيش على أمل ...تعيش حلما آخر..وأنا لم يبق من جسدي المشعر غير بعض العظام النخرة..،..
    ما زلت أذكر يومها ..حين تركت الكرسي الذي أعتقد أنه ما زال يحمل بصمات أصابعي..هناك في مقهى الزهور...وهرولت لاستقبالها ..وهي تنزل من" الأتوبيس" ..فصدمتني تلك الشاحنة اللعينة........
    كان الجو رطبا ..والشارع نديا،
    آه ..كم كانت مفجعة تلك الميتة..
    صار رأسي تحت العجلة الخلفية ..!..كنت أراني كما كنت أراكم في نفس الوقت تتحلقون حولي ..وتضعون أيديكم على عيونكم.....
    لابأس ....أعلم أن المشهد مفزع.
    .أحبائي كادوا أن يغتسلوا بدمي لو لم تمسكوهم...،...سلوى الوحيدة..لم تستطع البقاء بينكم ..غادرت ..وهي تحمل صورتي في قلبها ...وأنا ما زلت أحملها كاملة في ما تبقى من رميم
    ....وقفت في الأخير سيارة حمراء..نزل منها فريق..مكون من عدة أفراد...استجمعوني..وأخدوني الى مستودع الأموات...،...
    ياه كم قساةأولئك الذين يعاشرون الأموات..!
    أخدوا جثتي ..رموها بعنف هناك في جهة من غرفة مثلجة..بعدها ..جاء فريق آخر ..فتق صدري ..أستاصل القلب والشرايين...ثم أخاطوني وهيأوني للدفن ...
    أنا الآن مرتاح من صخبكم ..وضجيجكم أيها الأحياء.
    معذرة ...لست شاعرا ولا أديبا..أنا انسان

    http://ellaghafi02.jeeran.com/


    http://pic6.piczo.com/gh-mhd/?g=42866694&cr=6
  • د.رياض السالم
    عضو الملتقى
    • 13-08-2008
    • 27

    #2
    الاخ محمد
    قد لا اكون ناقداً وربما لست من اولئك الذين يحق لهم منح الشهادات والرخص لكنني قارئ ومستمع جيد واستطيع ان اقول ل كانت كاتب وقاص بامتياز بغير مجاملة حتى ان قرائتي لنصك الجميل ايها الكاتب الجميل اعطاني الدافع لاتابع ما بدأت به في مشلروع روايتي التي عرضت على حضراتكم مقدمتها في هذه الزاوية من المندى باسم( مشروع رواية )
    اتمنى ان تمتعنا دائما بكلماتك وخصب خيالك

    تعليق

    • محمد اللغافي
      أديب وكاتب
      • 09-07-2007
      • 142

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة د.رياض السالم مشاهدة المشاركة
      الاخ محمد
      قد لا اكون ناقداً وربما لست من اولئك الذين يحق لهم منح الشهادات والرخص لكنني قارئ ومستمع جيد واستطيع ان اقول ل كانت كاتب وقاص بامتياز بغير مجاملة حتى ان قرائتي لنصك الجميل ايها الكاتب الجميل اعطاني الدافع لاتابع ما بدأت به في مشلروع روايتي التي عرضت على حضراتكم مقدمتها في هذه الزاوية من المندى باسم( مشروع رواية )
      اتمنى ان تمتعنا دائما بكلماتك وخصب خيالك
      شكرا لك أخي على هذا الامتياز الذي منحته الي.
      مودتي وتقديري
      معذرة ...لست شاعرا ولا أديبا..أنا انسان

      http://ellaghafi02.jeeran.com/


      http://pic6.piczo.com/gh-mhd/?g=42866694&cr=6

      تعليق

      • رحاب فارس بريك
        عضو الملتقى
        • 29-08-2008
        • 5188

        #4
        ألكاتب محمد المحترم
        قصتك واقعيه , مع ان البعض يعتبرها خياليه
        فالموت أخي هو الواقع الوحيد الذي سيصدمنا في أي وقت كان
        إن لم يصدمنا بشاحنه فسيصدمنا بأشياء أخرى
        وحلمك أو أحلامك التي وقفت في طريق تحقيقها عجلات شاحنه
        هي هي نفس الأحلام التي تراود جميعنا
        ولكن للأسف بعضنا يحقق بعضها
        وبعضنا تضيع أحلامه في كفن أبيض
        ومع مواراة أجسادنا تحت التراب تتوارى ذكرانا
        يبكون علينا ولكل سلواه التي تبكيه
        ولكنها بعد وقت إن قصر أو طال ستجد هي أو هو بدورهم
        (سلواهم) التي تجعلهم يتناسون سلوانا
        كنت أتمنى ان تقرأ قصتي ( غريبه )
        ففيها أيضا أنعي نفسي وأموت وادفن
        قصتك غريبه مميزه إلى الأمام
        ولكن إن شاء الله ليس تحت عجلات شاحنه
        إنما الخير كا الخير والعمر الطويل
        ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

        تعليق

        • محمد اللغافي
          أديب وكاتب
          • 09-07-2007
          • 142

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة رحاب فارس بريك مشاهدة المشاركة
          ألكاتب محمد المحترم
          قصتك واقعيه , مع ان البعض يعتبرها خياليه
          فالموت أخي هو الواقع الوحيد الذي سيصدمنا في أي وقت كان
          إن لم يصدمنا بشاحنه فسيصدمنا بأشياء أخرى
          وحلمك أو أحلامك التي وقفت في طريق تحقيقها عجلات شاحنه
          هي هي نفس الأحلام التي تراود جميعنا
          ولكن للأسف بعضنا يحقق بعضها
          وبعضنا تضيع أحلامه في كفن أبيض
          ومع مواراة أجسادنا تحت التراب تتوارى ذكرانا
          يبكون علينا ولكل سلواه التي تبكيه
          ولكنها بعد وقت إن قصر أو طال ستجد هي أو هو بدورهم
          (سلواهم) التي تجعلهم يتناسون سلوانا
          كنت أتمنى ان تقرأ قصتي ( غريبه )
          ففيها أيضا أنعي نفسي وأموت وادفن
          قصتك غريبه مميزه إلى الأمام
          ولكن إن شاء الله ليس تحت عجلات شاحنه
          إنما الخير كا الخير والعمر الطويل
          شكرا لك
          هذا من طيب خاطرك ونبل مشاعرك
          مودتي العميقة
          معذرة ...لست شاعرا ولا أديبا..أنا انسان

          http://ellaghafi02.jeeran.com/


          http://pic6.piczo.com/gh-mhd/?g=42866694&cr=6

          تعليق

          • مها راجح
            حرف عميق من فم الصمت
            • 22-10-2008
            • 10970

            #6
            نص بارع رسمت المشهد وكأنه أمامنا
            وكأننا نحن من دهستنا الشاحنة
            لغة مضيئة وسرد بسيط وسلس

            تحية ليراعك الجميل استاذ محمد اللغافي
            رحمك الله يا أمي الغالية

            تعليق

            • إيهاب فاروق حسني
              أديب ومفكر
              عضو اتحاد كتاب مصر
              • 23-06-2009
              • 946

              #7
              الزميل محمد اللغافي
              كل عام وأنت بخير...
              لقطة رائعة... رغم قسوتها لكنها حملت إلينا حكمةً في ثوب فني مشوق ومتمكن...
              تحية لك من القلب
              إيهاب فاروق حسني

              تعليق

              يعمل...
              X