

**
طريق الخيل أم سيرك ؟
***
لعل بعض أبناء هذا الجيل لا يعرفون مدلول الكلمة ولأنّ ما يميّز حياتهم وأفراحهم هو استعمالهم المفرط لوسائل أكثر حداثة ، تغير المشهد ولم يعد هو ذاته رغم كونه يحمل نفس المشاعر الانسانية ، وبات الفرق واضح من خلال استخدام وسيلة التعبيرعن الفرح ، وفيما مضى كانت الخيل ترقس وتمرح ونسمع صهيلها مدويًّا ، وطلقات البارود بعيدًا ، حفاظًا على السكينة العامّة ، ويطلق فيها العنان لفطاحل الشعر الملحون وأرباب البيان يقولون حكمة ، وأمّا في يومنا هذا ، فقد تغيّر الجو ليتم تعويض الخيول بوسائل براقة حديثة ، جامدة جمود أصحابها ، ربما لغلاء المُهَر وارتفاع شأن المُهُور ، لتُنتزع البركة من كل شيء ، إلاّ من فضاضة صور لمرشّحي الانتخابات البرلمانية ؛ وقد قاموا بوضعها في كل مكان تقريبًا ، وحتى أن لوحات الإرشاد المرورية لم تنجو من لَزاقاتهم ، وصارت عائقًا دون سير المراكب في الإتّجاه الصحيح ، بدلاً من أن تكون وسيلة للتعبير عن البهجة و الفرح ، في مشهد غريب يكاد يشبه السيرك .
طريق الخيل أم سيرك ؟
***
تعليق