لطالما تساءل عن سرّ تحمّل زوجته لطعم قهوتها المُحلاّة بالأقراص. يُجهّزها بنفسه. يحرّك السكّر في فنجانه بسخاء ولها يضيف حبّتين. في البداية كان يعوّل على ذاكرته حتّى لا يقع الخطأ. كأن يظلّ يردّد إلى أن تتسلّم قهوتها:«الذي على اليمين لي». إلاّ أنّه يسهو أحيانا فيتسرّب إليه الشكّ. عندها يُضطرّ إلى سكبها في حوض الأواني. مع مرور الوقت ابتدع فكرة بدت له حاسمة: يضع فنجانه فوق الوردة الحمراء القانية المرسومة على الطّبق، وفنجانها فوق الوردة المُفتّحة. قال لها :« لأنّك وردة مُفتّحة». ثمّ حدث أن تكسّر مقبض أحد الفناجين فصحّح لها:«ليكن المعطوب لي وانتهينا». في يوم عاد مُتجهّما. جهّز القهوة كالعادة. جاء بالطّبق. شرد. سألت: «الوردة أم السّليم؟». أجاب: «لم يعد هناك فرق».
محمد فطومي
***
* الأسبرتام: هو مستحضر للتحلية يعوّض السكّر.محمد فطومي
تعليق