أسبرتام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد فطومي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 05-06-2010
    • 2433

    أسبرتام

    لطالما تساءل عن سرّ تحمّل زوجته لطعم قهوتها المُحلاّة بالأقراص. يُجهّزها بنفسه. يحرّك السكّر في فنجانه بسخاء ولها يضيف حبّتين. في البداية كان يعوّل على ذاكرته حتّى لا يقع الخطأ. كأن يظلّ يردّد إلى أن تتسلّم قهوتها:«الذي على اليمين لي». إلاّ أنّه يسهو أحيانا فيتسرّب إليه الشكّ. عندها يُضطرّ إلى سكبها في حوض الأواني. مع مرور الوقت ابتدع فكرة بدت له حاسمة: يضع فنجانه فوق الوردة الحمراء القانية المرسومة على الطّبق، وفنجانها فوق الوردة المُفتّحة. قال لها :« لأنّك وردة مُفتّحة». ثمّ حدث أن تكسّر مقبض أحد الفناجين فصحّح لها:«ليكن المعطوب لي وانتهينا». في يوم عاد مُتجهّما. جهّز القهوة كالعادة. جاء بالطّبق. شرد. سألت: «الوردة أم السّليم؟». أجاب: «لم يعد هناك فرق».
    ***
    * الأسبرتام: هو مستحضر للتحلية يعوّض السكّر.

    محمد فطومي
    مدوّنة

    فلكُ القصّة القصيرة
  • ريما ريماوي
    عضو الملتقى
    • 07-05-2011
    • 8501

    #2
    انعطب بنفس بلواها، على ما يبدو..
    أعجبني النص ووجدته رومانسي بطريقة أو بأخرى،
    لكن تمنيت لو لم يصب بدوره بهذا المرض الذي
    لا يخلّف لمريضه إلا المرارة رغم أن اسمه سكر.

    مودتي.


    أنين ناي
    يبث الحنين لأصله
    غصن مورّق صغير.

    تعليق

    • محمد فطومي
      رئيس ملتقى فرعي
      • 05-06-2010
      • 2433

      #3
      مرحبا ريما
      كعهدي بك لا تخطئين الهدف خصوصا إذا تعلّق الأمر بالق ق ج.
      تمنيتِ لو أنّه لم يُصب بمصابها. هذا يعني أنّك قرأتِ باهتمام و بوجدان يقظ.
      شكرا . أجمل أمنياتي لك.
      مدوّنة

      فلكُ القصّة القصيرة

      تعليق

      • نورالدين لعوطار
        أديب وكاتب
        • 06-04-2016
        • 712

        #4
        حين يتساوى تفتح الوردة و انغلاقها حين يتساوى المعطوب و السليم فتمّة يقين أنّ الحلاوة غائبة لكن ظل وفيا لحلاوة خدمتها و إن غرقت دماؤهما في الحلاوة حدّ التخمة.
        تصوير جميل ذو ملمح فكاهي يحكي عن خريف العمر ، يحكي عن الدلال عن التأثر بمصاب الصّاحب .

        عافنا الله و إياكم من أمراض العصر ظاهرها و باطنها ، التي تغزونا لشدة تعلقنا بأسبابها ، من حيث لا عزاء لمن يغزل بنفسه خيوط كفنه بشغف ، و إن حضر صدق النّية و نبل المقصد ، فالنّهاية تجبّ ما تراكم من ثمار السّعادة لذلك كان الشرود و كان الاعتراف صعبا .

        تحية

        تعليق

        • محمد فطومي
          رئيس ملتقى فرعي
          • 05-06-2010
          • 2433

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة نورالدين لعوطار مشاهدة المشاركة
          حين يتساوى تفتح الوردة و انغلاقها حين يتساوى المعطوب و السليم فتمّة يقين أنّ الحلاوة غائبة لكن ظل وفيا لحلاوة خدمتها و إن غرقت دماؤهما في الحلاوة حدّ التخمة.
          تصوير جميل ذو ملمح فكاهي يحكي عن خريف العمر ، يحكي عن الدلال عن التأثر بمصاب الصّاحب .

          عافنا الله و إياكم من أمراض العصر ظاهرها و باطنها ، التي تغزونا لشدة تعلقنا بأسبابها ، من حيث لا عزاء لمن يغزل بنفسه خيوط كفنه بشغف ، و إن حضر صدق النّية و نبل المقصد ، فالنّهاية تجبّ ما تراكم من ثمار السّعادة لذلك كان الشرود و كان الاعتراف صعبا .

          تحية
          جميع الروايات و القصص يمكن اختصارها في جملة أو أحيانا في عبارات قليلة. هذا يعني أنّنا بكتابة الروايات و القصص لا نروي في حقيقة الأمر، إنّما نسوق القلق بالفنّ لأنّنا آمنّا خلافا لغيرنا ربّما أنّ القلق الإنساني يستحقّ وقفة.
          أديبنا الراقي وجودك مؤنس و مفيد.
          أسعدني حقّا أن تشاركني بعض الأفكار أخي نور الدين.
          مدوّنة

          فلكُ القصّة القصيرة

          تعليق

          • عبدالرحيم التدلاوي
            أديب وكاتب
            • 18-09-2010
            • 8473

            #6
            تساوى الضلعان، وارتاحت نفسه من وضع العلامات الفارقة.
            مودتي

            تعليق

            • محمد فطومي
              رئيس ملتقى فرعي
              • 05-06-2010
              • 2433

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
              تساوى الضلعان، وارتاحت نفسه من وضع العلامات الفارقة.
              مودتي
              الصديق الراقي عبد الرحيم التدلاوي
              أجزت فأضأت . كلّ الشّكر لحضورك أخي.
              مدوّنة

              فلكُ القصّة القصيرة

              تعليق

              • سعد الأوراسي
                عضو الملتقى
                • 17-08-2014
                • 1753

                #8
                مساء الخير
                هنالك سر في تشابه الأزواج من حيث الملامح والطباع ، وقد تعود حلقة التقارب هذه للحب والهدوء والسعادة ..
                لكن أن يتشابها في المرض ، فهو تماثل قد يحول التصور لنقيضه خاصة في الأمراض ، الموصوفة من القلق والتوتر..
                كمن التقيا على الهم فأصبحا فيه سواء ، وما أكثر توائم الهم في مجتمعاتنا ..
                القصة وإن لم تترك فراغات بيضاء ، تركت علامة محيرة ، في لون الوردة وقبضة الفنجان ..
                فهل حقا أن الرجل حين يتألم يكره ، لذا خلق الله حواء من ضلعه وهو نائم ..
                أستاذنا الكريم ،كنت أفكك دوال المرسوم لبناء مفهوم قد يخصني ، كما أني تشرفت بزيارة تونس مرات والمغرب أيضا وأعيش بينهما ، وما رأيت رجلا يجهز القهوة لزوجته ، ولم أجد في قصتك ما يوحي بأن الزوجة مقعدة ، في حين أن نوع المرض لا يمنعها من مزاولة مهامها ..
                ألا ترى معي ، أن الخيال حين يتجاوز أقواس واقعه ، يربك السّياق الثقافي للنص .. ؟
                رؤيتك سردية تامة النسق والصياغة
                تحلية ، عنوان جميل أستاذي ..
                سعدت بمروري هنا
                تحيتي واحترامي

                تعليق

                • محمد فطومي
                  رئيس ملتقى فرعي
                  • 05-06-2010
                  • 2433

                  #9
                  سلاما لك أستاذ سعد،
                  كنتُ بحقّ أسعد بمرورك هنا. مرحبا بك أخا كريما و جارا عزيزا.
                  قراءتك للنصّ و للحدث ماتعة و مختلفة من حيث كيفيّة المقاربة ما في ذلك شكّ.
                  في الواقع ليس من عادتي إضاءة نص من النّصوص التي أكتبها مهما التبس، فلسفتي في ذلك أنّ على العمل الأدبيّ أيّا كان نوعه أن يتحمّل مسؤوليّته كاملة دون مساعدة من صاحبه. وإن كنتُ لا أراه في حاجة إلى ذلك في مثالنا هذا. لسببين أوّلهما أنّي أومن و هذا يلزمني بأنّ على النصّ أن يُبنى على ظاهر بسيط و ذكيّ في آن قادرٍ على أن يجعل المعنى يضوع منه دون أن يُلزم القارىء ببذل جهد كي يعثر عليه كما لو أنّ العقد الذي يجمع بين الكاتب و القارىء هو تمرين كلّما كان مرهقا كلّما كان أفضل و هذا خطأ.
                  أزعم أنّي أكتب حين أكتب نصوصا فإنّي أجهّزها بظاهر يتولّى مهمّة إذاعة المعنى. بالعودة إذا إلى هذا النصّ؛ الأحداث أفادت من أغراض واقعيّة مائة بالمائة و استعمالها جائز و متاح و عاديّ. فالفنجان المكسور و الوردتان المرسومتان على الطّبق أشياء تصادفنا لا غرابة و لا خيال فيها بل و أكثر لا رموز لها أو هكذا ينبغي. ينتهي استدعاؤها عند حدود أسمائها و أحوالها و الحاجة المادية إليها و ما خطر للشخصيّة في شأنها.
                  السّبب الثاني هو أنّ الّلبس أو لنقل إنّ الملاحظات التي تفضّلتَ بها (مُحترمة جدّا) ما كانت ربّما لتجد المجال لتظهر إلاّ لأنّك توصّلتَ إليها بناء على فرضيّات انطباعيّة. فأن يكون تجهيز القهوة مهمّة المرأة قصرا أو أن يستحيل أو يكاد اضطلاع الرّجل في البلدان التي ذكرت بهذه حركة فهذا لا أوافقك فيه كمنطلق نقديّ و ليس كحصيلة تجربة شخصيّة. ثمّ أن يكون أيضا مرض السكّري عافاكم الله مرضا مرتبطا بالقلق أو الضغط ينتفي في ضروف توحي بالهدوء فهذا أيضا لا أوافقك فيك كمنطلق نقديّ لا كنظرة للأشياء. بقي أمر و هو التطابق بين الزوجين و الذي قرّرتَه حضرتُك منذ البداية بالتالي جاز لك أن تبني عليه خللا حكائيّا داخل القصّة في ما يتعلّق بإضافة تشابه آخر يتمثّل في إصابته بنفس الدّاء بعد فترة ليست قصيرة. أقول ردّا و لك طبعا حريّة الرأي و التصوّر، إنّ التطابق تمّ إلغاؤه منذ الجملة الأولى حين قال:"لطالما تساءل عن سرّ تحمّل زوجته لطعم قهوتها المُحلاّة بالأقراص."

                  مع خالص الحبة و الودّ أخي العزيز.
                  أسعدني التفاعل كثيرا.
                  مدوّنة

                  فلكُ القصّة القصيرة

                  تعليق

                  • سعد الأوراسي
                    عضو الملتقى
                    • 17-08-2014
                    • 1753

                    #10
                    سلاما مربعا أخي محمد
                    كنتُ بصدق سعيدا بمروري هنا ..
                    المنطلق ليس أساسا نقديا أستاذي ، قد انطلق معجبا بنص ما
                    و حين لا أكتفي بالتتبع الأفقي كأساس في مقاربة مكونات العمل الأدبي
                    قد لايعجب منطلقي كاتب النص ..
                    أي لا يعجبه الإعجاب ..
                    لذا حين تستنطق مفاصل الانتاج عموديا ، وتنفذ إلى أعماق سياقاتها الجوهرية ، يصبح الدرس الأدبي الجديد مغتصبا لأسس المنهج النقدي ووو ..
                    فيخرج لك من بين الفراغات البيضاء ناقدا بالقوة ، يكتب النص ويحلله
                    ويقارن يد النص بيد كاتبه ويد قارئه ، فيتذبذب المشهد ، بين التحامل والفانطازيا ..
                    إن كانت الواحدة لاتصفق ، فهل الثلاثة تستطيع .. ؟
                    أستاذي توافقني أو لاتوافقني ، هذا لا يقدم ولا يؤخر في الموضوع حجرا ، القاريء الملم بأساسيات التفكيك ، لايتخيل مع الكاتب
                    لكنه يرفض الخيال أو يقبله في سياقه ، كما أنه لا يَحملُ معاني الكاتب لأواني صبه ، كما لا يختار ألوانه لأجزاء صوره ، بقدر ما يَستلُ من أعماقها جديدا يلبسه لحياة النص ..
                    جاري العزيز ، كل عام وأنت وتونس الحبيبة بألف خير
                    كل الود

                    تعليق

                    • محمد فطومي
                      رئيس ملتقى فرعي
                      • 05-06-2010
                      • 2433

                      #11
                      سلاما متجدّدا أخي سعد.
                      لم يكن تعقيبا من أو ردّا من جهتي إذا كتبتُ ردّا. كنتُ بالفعل أستمتع بالخوض معك في شأن النصّ و الحديث فيما أحبّ الحديث فيه.
                      في الواقع كنتُ أمام خيارين اثنين: إمّا أن أعبّر عن شكري بسلبيّة لا تقدّم و لا تؤخّر بوصف القراءة مسألة ذوق و رؤية لا تُناقَش و لا يصحّ محاولة تقويمها حسب وى الكاتب. و إمّا أن أكتب ما كتبت. و لقد وقع اختياري على الاحتمال الثاني لإعجابي بمداخلتك و لأنّ النقاش حول النصّ و فلسفة كلينا حوله ستحمل فائدة لمن يتابعنا.
                      دمت عزيزا أخي الكريم.
                      مدوّنة

                      فلكُ القصّة القصيرة

                      تعليق

                      • سوسن مطر
                        عضو الملتقى
                        • 03-12-2013
                        • 827

                        #12
                        .

                        الأستاذ المبدع محمد
                        جميلة هي القراءة لك

                        "ثم حدث أن تكسّر مقبض أحد الفناجين .. "
                        هل كلمة "تكسّر" تماثل "انكسر" ، أم أن "تكسّر" تعطي انطباعا أن المقبض تهشَّم أو تحطَّم ؟!

                        أستاذ محمد، لفتني عرضك للحدث بشكل بسيط قريب من القارئ، يسهل عليه تخيله، يترك أثره في النفس لتبحث فيه ولتنظر بعده.

                        يقول كثيرون أن الأمور السيئة تحدث بعضها تلو الآخر، ولو بإشارات صغيرة تمهد لما هو أكبر، ومن يعلم إن كانت مصادفة أم حقيقة (فكرة: يوم لك ويوم عليك) !؟

                        وهنا أعجبتني صورة انكسار مقبض الفنجان كأنها تمهيد لمرض الرجل الذي كان بالنسبة لزوجته بمثابة (ساعدها) المُعين لها حين اشتد عليها المرض.

                        تقديري لقلمك أستاذ محمد
                        معك نقرأ (القصة)
                        بما لهذه الكلمة من معنى
                        تحيتي لك

                        .

                        تعليق

                        • محمد فطومي
                          رئيس ملتقى فرعي
                          • 05-06-2010
                          • 2433

                          #13
                          لك أجمل تحيّة سوسن و لسوريا السّلام.
                          قراءتك أيضا لافتة وفيها من العلامات ما يكفي ليصلني أنّ كلمة لم تفلت من عنايتك.
                          ذوق رفيع ودقة ملاحظة كبيرة.
                          شكرا لك أسعدني المرور.
                          مدوّنة

                          فلكُ القصّة القصيرة

                          تعليق

                          • عائده محمد نادر
                            عضو الملتقى
                            • 18-10-2008
                            • 12843

                            #14
                            هاهاها
                            ماعاد يهم نعم
                            ابتلى بالسكري
                            لمذا لم يطلب منها أن تضع اصبعها في فنجان القهوة ليصبح حلو هاهاها
                            أمزح معك طبعا
                            النص أكثر من رائع
                            ومضة النهاية جميلة وتهادت بسحر
                            أحببتها
                            حبيتا يخرب بيتا
                            محبتي وغابات نجوم عزيزي
                            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                            تعليق

                            يعمل...
                            X