معارج السماء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الأفق البعيد
    أديب وكاتب
    • 01-05-2017
    • 12

    معارج السماء

    #معارج_السماء

    المقدمة

    ربي اجعلني بك أدعو ولك أشكو وفيك أرجو
    ربي اجعلني منك أدنو وعنك أبدو وإليك أصبو

    ربي علمني أن أصبر فيك وأتصبر بك وأصابر إليك
    ربي علمني أن أجهد فيك وأجتهد بك وأجاهد إليك

    ربي لاتكلفني فوق جهدي وبَعدَ جدي وماليس بيدّي

    ربي
    لاأناديك بياء فأنت ماقبل النداء

    سبحانك سعة عرشك وملكك وسلطانك ومجدك وسماواتك وأرضك وأمرك وخلقك

    بك أبدا .. إليك

    التعديل الأخير تم بواسطة الأفق البعيد; الساعة 09-05-2017, 23:10.
    [BIMG]https://pbs.twimg.com/media/CrU91CuUkAEdcxm.jpg[/BIMG]
  • الأفق البعيد
    أديب وكاتب
    • 01-05-2017
    • 12

    #2
    ماعساي صانع ٌ بنفسي أمامك فأي أعذار ٍ ادفع بها بين يديّ !
    وأنا أقف بين يديك بمنتصف العقد الرابع وماأراني إلا قد فرطت بما مضى !

    ولكن أحدثك بما انت أعلم به مني وعني

    ربي !
    لطالما سألت نفسي لماذا أنا هنا !
    ولم أجد في إجابات من حولي إلا ( هكذا كانت مشيئة الله فهل أنت معترض ! )
    وبتلك الإجابة التي تكمم الأفواه وتعطل العقول وتعارض دعوتك للتفكير! .. كنت
    أقنع نفسي .. أن من تمام الدين عدم مناقشة ماقد يعرض الفكر للخطر فحكمة الله
    أصبحت محفوفة بالخطر ومن حدود الله التي لايجب الإقتراب منها خصوصا ً
    لمن هم على شاكلتي .. من عامة الناس ! ذنبه أنه لم يحفظ أمهات الكتب !
    ولم يحظ بمزاحمة الطللبة حول ركب العلماء !

    ولكن وبعد رحلة شاقة تعلمها أكثر مني .. هاأنا ذا أضع رحلي بما لي وماعليّ
    بعد أن اقتنعت أن من لم يجدك فيه لن يجدك حوله وأن من فصلك ماوصلك

    فعذرا ربي إن كنت قد اتبعتهم وبحثت عنك بعيداً
    فإن كانوا يتعبدون (بإجابتهم على أين الله )
    فإنني أتعبدك بسؤالي ( بل أين نحن ) !


    التعديل الأخير تم بواسطة الأفق البعيد; الساعة 09-05-2017, 23:36.
    [BIMG]https://pbs.twimg.com/media/CrU91CuUkAEdcxm.jpg[/BIMG]

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #3
      بسم الله الرحمن الرحيم.
      السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
      ثم أما بعد، موضوع جميل يصدِّق حدسي الأول أنَّ لك نزعةً "صوفيةً/فلسفيةً" (تنظر مشاركتي رقم
      #5)، وليس أجمل ولا أولى بالبحث من معرفة الله تعالى ليس للمعرفة ذاتها، المعرفة النظرية، ولكن لإحسان عبادته تعالى، وهي المعرفة العملية {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} فاطر (28)، وقد قيل وإن كان ليس بحديث نبوي شريف:"من عرف نفسه فقد عرف ربه"، وخير من هذا قول الله تعالى:{وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} الذاريات(21) وقد ورد عن ابن عباس، رضي الله تعالى عنهما، قوله:"تفكَّروا في كلِّ شيءٍ ولا تفكَّروا في ذاتِ اللهِ" إذ لا قدرة للإنسان أن يدرك ذات الله تعالى، والله يقول:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} الزمر(67) لمحدودية قدرات الإنسان الذهنية لتصور ذات الله تعالى.
      هذا، وإن أول الطريق في السير إلى الله تعالى إنما هو الصدق في أبعاده الثلاثة:
      1- الصدق مع الله تعالى بإخلاص النية،
      و2- الصدق مع النفس ببذل الجهد في النصح لها،
      و3- الصدق مع الناس بتجنب المخادعة والمخاتلة والمواربة (= الغش)؛
      والثاني، من الشروط، معرفة الطريق بمعالمه وحدوده حتى لا ينحرف الباحث، عن الله وعن الصراط فيتيه ويضيع في السُّبُل وما أكثرها {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} الأنعام(153)؛ والثالث من الشروط الرفقة الصالحة ولاسيما إن كانت عالمة، والدليل ضروري في السير في البوادي والصحاري والقفار فكيف بالمجاهل في متاهات الفكر و... الروح؟
      هذا ما تبادر إلى ذهني وأنا أقرأ هنا ما سطرته وهناك في الروابط الأخرى خراج هذا الملتقى، وحتى الآن لم تعرفنا بنفسك فمن أنت وما جنسك حتى يمكنني ضبط كلامي؟ لأنني بدأت أشك في كونك "رجلا" ولي دليلي، أو ما أحسبه دليلا، والأمر إليك في تصحيح وهمي أو تدعيمه (ينظر البعد الثالث أعلاه: الصدق مع الناس) لعلي أتخذك دليلي في سبيلي.
      ثم أما بعد، موضوع قيم يخرجنا من رتابة المواضيع الغرامية والعاطفية والشهوانية و... وما فيها من ترف وسخف، فشكرا لك على هذه التُّحَف وما فيها من ظرف وطرف.
      تحيتي إليك وتقديري لك.

      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • الأفق البعيد
        أديب وكاتب
        • 01-05-2017
        • 12

        #4
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        ماأجملها وماأسماها من طرق ٍ نصحت بها ودليت عليها أيها الأستاذ النبيل
        فالصدق الصدق وآه ٍ ياطريق الصدق !

        أما عن سؤالك عن جنسي فرجل في هذه الدنيا
        واما عن إسمي فما أعلاني ! إن كان كما قيل !

        أستاذي الفاضل لفت نظري حُسن ترتيبك لمداخلاتك وقل ماشاهدت ذلك في العالم الإفتراضي
        فهي تشير إلى أن من خلفها رزين حكيم يعي جيدا كيف يرتب أولوياته .
        وبهذه المناسبة أرجو أن لاتحكم على ماأكتب بناءا على شخصيتك تلك
        بل احكم عليه حكم من يعي أن الكاتب مجرد رجل ( يريد التفكير بصوت ٍ عال )


        [BIMG]https://pbs.twimg.com/media/CrU91CuUkAEdcxm.jpg[/BIMG]

        تعليق

        • الأفق البعيد
          أديب وكاتب
          • 01-05-2017
          • 12

          #5
          أحدثك ربي بما حدثت به نفسي وأنت تعلم !

          قيل لي أنني مسلم فهل حقا ً !
          وقيل أن الإسلام هو الدين الحق فأي إسلام ٍ يكون !
          ففرق الإسلام لاتعد ولاتحصى
          ولست بملم ٍ بها ولابالمطلع على أغلبها .. وأما ماعدى الإسلام من فرق ٍ وأديان فالمحدث عنها لاحرج عليه

          ولكنني لم أجدك بهذه ولاهذه .. فقررت أن أعود لفطرتي .. وحجتك علي (هذا العقل ).. وألزم البحث رويداً رويدا

          أما لماذا ! إن سألتني لماذا !
          فكيف لا أهجر كل ذلك وأنا لم أجد في الأديان إلا البشر ولم أجدك
          لم أرى في معرفة الناس لعبادتك إلا إمتداداً لـ ( أنا خير منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طين )
          فكل ٍ يرى أنه الأصوب .. وماعداه باطل ..
          الجميع يكفر الجميع .. وماأصبرك إذ يتطاول البشر الضعيف على رحمتك فيمنحها من يشاء ويصرفها عن من يشاء
          وأنت صابر ..
          ودائما ماأتذكر مقولة ( سبحان من صبر حتى كأنه غفر )

          وأحدثك أكثر فأكثر ..
          فحتى انا لا أستثني نفسي من هذا الإمتداد لتلك الطبيعة ( أنا خير منه )
          فأقول لنفسي .. ومن أنا لأحكم على كل ذلك بأنه خطأ ! ثم لماذا أرى أن في ابتعادي عن الناس
          خيراً وأفضليةً لي ! فماأنا إلا كمن يعيب على الناس عيبه !

          ولكن وأنت تعلم
          لاأدعي معرفتك فكيف يُعرف من لايوصف !

          ومازلت أحدثك

          [BIMG]https://pbs.twimg.com/media/CrU91CuUkAEdcxm.jpg[/BIMG]

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة الأفق البعيد مشاهدة المشاركة
            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            ما أجملها وما أسماها من طرق ٍ نصحت بها ودليت عليها أيها الأستاذ النبيل، فالصدق الصدق وآه ٍ يا طريق الصدق !
            أما عن سؤالك عن جنسي فرجل في هذه الدنيا، وأما عن اسمي فما أعلاني ! إن كان كما قيل !
            أستاذي الفاضل لفت نظري حُسن ترتيبك لمداخلاتك وقل ما شاهدت ذلك في العالم الافتراضي فهي تشير إلى أن من خلفها رزين حكيم يعي جيدا كيف يرتب أولوياته .
            وبهذه المناسبة أرجو أن لا تحكم على ما أكتب بناءً على شخصيتك تلك بل احكم عليه حكم من يعي أن الكاتب مجرد رجل (يريد التفكير بصوت ٍ عال).
            السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
            أخي "علي" [هذا ما تبادر إلى بالي من اسمك وأنا أقرأ ردك الجميل هنا ولو قلته لنا صراحة لكفيتنا مئونة التخمين و... التكهن]: أكتب ما تشاء كيف تشاء متى تشاء وليس لأحد أيا كان أن يحكم على كلامك، فإن حصل فهو رأي قائله ولستَ مسئولا ["مسؤولا" والأولى أصوب إملاءً حسب قرارات مجمع اللغة العربية بالقاهرة] عنه، إنما المسئول [المسؤول] قائلُه فقط ولا تزر وازرة وزر أخرى.

            ثم أما بعد، يبدو أن الرجل عندما يصل إلى سن معينة، سن الكهولة، يبدأ في التساؤل عن مصيره أو يبدأ في "التفلسف" وقد يعيد النظر في أفكاره كلها صحيحها وسقيمها متهيئا إلى "الغد" الذي سيصير إليه، وقد ورد في القرآن الكريم هذا المعنى في قوله تعالى:{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} الأحقاف (15)، وإن الرجل المسلم المؤمن الواعي الذكي إذا بلغ أربعين سنة بدأ يتحضر للرحيل، دون أن ينسى نصيبه من الدنيا، خلافا للغافل الساهي اللاهي الغراق في الشهوات والملذات والهفوات والسيئات فإنه يظن أنه لا يزال شابا يصبو [من صبا] إلى الحياة ومغرياتها الكثيرة، بيد أنه يجب التنبه إلى أن "الأربعين" المذكورة في الآية الكريمة إنما هي بالحساب القمري [السنة فيه 355 يوما] وليس بالشمسي [السنة فيه 365 يوما] الخادع، فـ 33 سنة من الحساب الشمسي تعادل 34 سنة من القمري، فيجب أخذ هذا الفارق في الاعتبار.

            ولعل الله تعالى قد أراد بك خيرا وأنت في عقدك الرابع الموشك على الأربعين، حسب تقديري الشخصي، إذ وفقك لإعادة النظر فيما لُقِّنْتَه قبلا، غير أن إعادة النظر هذه على أهميتها وضرورتها تحتاج إلى دليل، أدلاء يرسمون الطريق ويحددون معالمه ويوجهون السير إلى الله تعالى، ومن هؤلاء الأدلاء:

            1- كتاب الله تعالى؛
            2- سيرة النبي محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم،
            3- سيرة أصحابه الكرام، ولاسيما الخلفاء الراشدين المهديين، رضي الله تعالى عنهم أجمعين، الذين ساروا على منهاجه القويم،
            4- سير العلماء المسلمين الربانيين العاملين.

            إعادة النظر مطلوبة حتى يسير المهاجر إلى الله تعالى على هدى وبصيرة بعد تصحيح الأخطاء السابقة وتوقي اللاحقة وأخذ الحيطة منها وإلا لكان السائر بغير هدى كالخابط في الظلماء خبط الناقة العشواء وقد يسيء إلى نفسه من حيث يحسب أنه يحسن صنعا، هذا والله أعلم ونسبة العلم إليه -سبحانه- أسلم وأحكم وأفهم.


            بالتوفيق إن شاء الله تعالى.
            تحيتي إليك وتقديري لك أخي "علي".


            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • الأفق البعيد
              أديب وكاتب
              • 01-05-2017
              • 12

              #7
              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              نعم هو كما ذكرت أستاذي الفاضل فالإنسان بحاجة ٍ لمراجعة ماهو عليه من معتقدات ومسلّمات
              بل وكقناعة شخصية أرى أن لابد من ذلك فحسب المرء جهلاً وكبراً أن يرى بحاله التمام والكمال

              وبلاشك أن الإعتماد على العقل وحده ليس من العقل
              فلابد من النظر والتمعن في كتاب الله وسيرة رسول الله
              والأخذ بهما أدلاء ودلائل لطرق النجاة .. والحياة الحق

              وحقيقة ً أن هذه النقطة بذاتها وحقيقتها هي ماجعلني أعيد التفكير في منهجي ونهجي في الحياة
              فلولا ( وكرأي وقناعة شخصية ) أننا ( أو أنا ) في حين نقول أننا نأخذ بكتاب الله وسيرة رسوله
              فالحقيقة أننا نأخذ بالتفاسير ووجهات النظر وأراء البشر ( لكتاب الله وسيرة رسوله ) ومن هنا
              أتى الخلاف والإختلاف في التطبيق والفهم .

              فعودتي لهما عودة لن تكون تحت تأثير أي تفسير !
              أما عن كيفية شرح ذلك فسأترك لمعارج السماء الحديث عن ذلك

              شكراً لك دائمة لاتبرح فائق التقدير
              التعديل الأخير تم بواسطة الأفق البعيد; الساعة 11-05-2017, 23:42.
              [BIMG]https://pbs.twimg.com/media/CrU91CuUkAEdcxm.jpg[/BIMG]

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة الأفق البعيد مشاهدة المشاركة
                (...) فعودتي لهما [إليهما] عودة لن تكون تحت تأثير أي تفسير !
                أما عن كيفية شرح ذلك فسأترك لمعارج السماء الحديث عن ذلك.
                السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
                ثم أما بعد، كنت استشففت من قبلُ
                (تنظر مشاركتك رقم#2 أعلاه وفيها:"(...) ذنبه أنه لم يحفظ أمهات الكتب ولم يحظ بمزاحمة الطلبة حول ركب العلماء") نزعتَك هذه التي أعلنتَها هنا ولذا ذكرتُ لك "الأدلاء" قصدا لأن قراءة الكتب المعتمدة في الإسلام وأولها القرآن الكريم وكتب السنة النبوية الشريفة قراءة تحليلية تحتاج إلى زاد وذخيرة من العلم ولا تكفي اللغة العربية وحدها مهما كان القارئ عالما فيها، فهذه العرب، وهي أعلم الناس بلغتها وقد نزل القرآن الكريم بها، لم تفهم عن النبي، صلى الله عليه وسلم، ما كان يريد إفهامها إياه.
                لك أن تقرأ القرآن الكريم بتمعن وتدبر للتذكر لكن إياك والمجازفة في تفسيره أو تأويله بما لم يرد في حقه منه أولا ثم من النبي، صلى الله عليه وسلم، ثم من علماء الأمة الذين عاشوا القرآن الكريم نزولا مع النبي، صلى الله عليه وسلم، وتفسيرا منه، صلى الله عليه وسلم، وهم صحابته الكرام، رضي الله تعالى عنهم أجمعين من غير استثناء، ثم الذين جاءوا من بعدهم وقد أخذوا العلم عنهم.
                وقد سبق إلى هذه "المجازفة" الأستاذ سيد قطب، رحمه الله تعالى وغفر له وعفا عنه، في تفسيره الشهير "في ظلال القرآن" فلم يسلم من الطعن رغم مكانته في اللغة العربية والعلم والموت في سبيل أفكاره؛ كما سبقك أحد المجانين المعاصرين وهو الكاتب التونسي "يوسف الصديق" في كتابه "هل قرأنا القرآن؟ أم على قلوب أقفالها" المترجم عن الفرنسية "Nous n'avons jamais lu le Coran"، وفيه دعوى عريضة أنه الوحيد الذي عرف كيف يقرأ القرآن، وهذا الكاتب المسكين أحد المستلبين حضاريا وأحد الممسوخين ثقافيا وأحد ضحايا المدرسة الاستشراقية الغربية الخبيثة.
                صحيح أن في كثير من التفاسير الكثيرَ من الدّخن والخلط والغلط والشتويش والتشويه بسبب النصوص المزَيَّفة سندا ومتنا وفيها كثير من الإسرائيليات والأكاذيب لكن يوجد كذلك الكثير من التفاسير المعتمدة المَرْضية من علماء الأمة وهي الأساس في فهمنا لكتاب ربنا وعليها معتمدنا في إدراك بعض معانيه، أما أن يستغني المرء عما سبقه من عمل الأقديمن العالِمين العارفين ثم يروح يزعم أنه يقول في القرآن من رأيه هو ومن ذوقه هو ومن فهمه هو فهذا غرور ما بعده غرور كما فعل المجنون التونسي سابق الذكر لا طيَّب اللهُ ذكره، آمين.
                على أنه تجدر الإشارة إلى أن تفاسير القرآن الكريم على كثرتها وتنوعها لم تصلنا كلها فما وصلنا منها إلا القليل وهذا القليل لم نقرأه كلَّه فالزعم بالاستغناء عن التفاسير، كل التفاسير، كما قلت: "
                فعودتي لهما [إليهما] عودة لن تكون تحت تأثير أي تفسير" زعم باطل من أساسه لأنك، حسب ظني، لم تقرأ التفاسير الموجودة كلَّها فضلا عن المفقودة، أو غير الموجدوة بين أيدي الناس والمخزونة في المكتبات العامة والخاصة ودور حفظ المخطوطات.
                لا يستطيع أحد مهما أوتي من قوة أو سلطة أو سلطان أو نفوذ أن يمنعك من محاولة الفهم حسب قدراتك لكن إياك ثم إياك ثم إياك والمجازفة المُهلكة، وأعيذك بالله من القول بغير علم والعمل بغير علم والتَّجرُّئِ على الله بالتجرئ على كتابه العزيز.
                هذه نصيحتي أبديتها لك في هذا اليوم المبارك، يوم الجمعة، في هذا الشهر المبارك، شهر شعبان، والدين النصيحة، فلك أن تقبلها ولك أن ترفضها، فأنت حر ما لم تضر نفسَك أولا ثم من يصدقك ويتبعك ثانيا.
                تحيتي إليك وتقديري لك وتقبل الله منا جميعا صالح الأعمال ومنها النصيحة للمسليمن.

                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                • الأفق البعيد
                  أديب وكاتب
                  • 01-05-2017
                  • 12

                  #9
                  بل أقبلها ياأستاذي الفاضل والناصح الصادق
                  أقبلها لأنها نبيلة وسامية وناصحة وروحها من جوهر الإسلام
                  وأقبلها لأنني أتعبد الله بمقتي للكِبر فتأكد ثم تأكد أنه لن يمنعني من قبول النصيحة إلا كبر النفس
                  وهذا مالست أحمله وأدعو الله أن يثبتني على ذلك


                  ومع ذلك فأرجو منك ومن الذين سيتابعون هنا أن لاتتعجلوا علي ّ
                  فما أنا بمدعي التفسير ولا حدثتني نفسي يوما بتفسير القران ( ككتاب ٍ منزل على رسول الله )
                  فعودتي للقرآن ولسيرة رسول الله هي تقصي للحياة ذاتها والهدف منها وغاية وجودي بها

                  ومحاولة ً مني لرتق سمائي بأرضي

                  بمناسبة نصيحتك هذه أدعو الله لي ولك وللجميع أن يتم لنا شعبان بخير ويبلغنا رمضان في خير
                  ويجمعنا في كنف رحمته وفي عباءة ستره

                  [BIMG]https://pbs.twimg.com/media/CrU91CuUkAEdcxm.jpg[/BIMG]

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة الأفق البعيد مشاهدة المشاركة
                    (...) ومع ذلك فأرجو منك ومن الذين سيتابعون هنا أن لاتتعجلوا عليّ فما أنا بمدعي التفسير ولا حدثتني نفسي يوما بتفسير القران (ككتاب ٍ منزل على رسول الله [صلى الله عليه وسلم])، فعودتي للقرآن ولسيرة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] هي تقصي للحياة ذاتها والهدف منها وغاية وجودي بها
                    ومحاولة ً مني لرتق سمائي بأرضي.
                    بمناسبة نصيحتك هذه أدعو الله لي ولك وللجميع أن يتم لنا شعبان بخير ويبلغنا رمضان في خير ويجمعنا في كنف رحمته وفي عباءة ستره.
                    اللهم آمين على دعائك الطيب.
                    سنتابع، بل سأتابع -إن شاء الله تعالى- ما ستنشره تنثره هنا فقد أكون المتابع الوحيد.
                    بالتوفيق إن شاء الله تعالى.

                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    يعمل...
                    X