الإنسان المعاصر في قبضة الشيطان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    الإنسان المعاصر في قبضة الشيطان


    **
    الإنسان المعاصر في قبضة الشيطان
    ***
    هل يستطيع الانسان المعاصر التفريق بين حياته الماديّة المصطنعة وبين السعادة الحقيقية التي يفتقدها رغم ما لديه من وسائل ترفيه ؟
    وهل يؤمن الإنسان المعاصر بتلك النبؤات القديمة التي تحمل التهديد والوعيد ؟ وهل كان ذلك بسبب الزّيغ والتطرف بشقّيه المادّي والمعنوي ، وليس في التطرّف من حلال و حرام ؟
    وحين جلس الإغريقي يتدبّر في الملكوت ، يسمو بفكره تتراءى له عوالم من المُثل ، فكان يشعر بسعادة عظيمة لمجرّد فكرة تحقّقت .
    لم يعد يحلو للإنسان المعاصر أن يتكلّم عن القيم الحميدة ، وكان قد استمدّ حضارته المعاصرة من شعلة تلك الأفكار القديمة ، وحين خسرها خسر سعادته وتحوّلت أفكاره كلّها إلى لعنة كجمرة خبيثة . ببزوغ عصر الإختراعات الماديّة ، تغيّر مفهوم الانسان المعاصر للحياة ، ليتملّص من الدين والاخلاق ، وافتقد ذاك الشعور القديم بالسعادة ، وبعدما صار يعتمد بصورة كبيرة على تكنولوجية رخيصة تتحدى الواقع ، وباختراعه لوسيلة دمار لاتبقي ولا تذر ، وأوّل ما يجرّبها على أخيه الانسان الضعيف ، ذاك الذي يعيش في الدول التي تتبنّى الاسلام ، ونتكلّم عن ذات الانسان في عالم يفتقر إلى المروءة ، ليس فيه ضمير ، غلبت عليه شقوته ليغمض عينيه حتى لا يرى الجرائم البشعة ، والدمار الذي يهدّد البشرية ، وتقع في كل لحظة وحين ، وقد كان الإنسان فيما مضى يتغنّى بالانسانية والمثُل العليا ، فلم تعد تعنيه الآن ، وراح يتطلّع إلى حياة ذكية ، تتحكّم فيه رقاقة - كنطفة مجهولة النسب - وليس للأخلاق مكانةً فيها سوى ما تقدم من خدمات ، تتجاوب آليًّا مع غرائز حيوانية صمّاء كالأنانية ، وغريزة حب الذّات والبقاء ، لتُحوّل الانسان من مخلوق بريء يعشق الأخلاق إلى مصّاص دماء يحب القتل وسفك الدماء ، ويغدو في قبضة الشيطان فيعيث في الأرض فسادًا ، فيفجر ويقتل آلاف الأبرياء من الأطفال والناس ويبقر الأرحام ويدمّر البيوت على رؤوس الآمنين ويقضي على معالم الحياة ، ويمارس البغي والعدوان تحت مسمى محاربة التطرّف و الارهاب وفرض الديمقراطية على الشعوب المتديّنة ، شعارات ما أنزل الله بها من سلطان ويمارس الأكاذيب والألاعيب ليبرّر الغزو الذي يستهدف به البلدان العربية على وجه الخصوص ، ليملي مزيدًا من الشروط على أنظمة هشّة لم تعد قادرة على تلبية جميع رغباته نظرًا لعجزها، فيمارس الوصاية على شعوبها المسلمة بدلاً منها ، وقبل أن تستفيق فتعود إلى دينها . ويبرع الإنسان العلماني الغربي في المكر والحيل ، ومن خطه إلى خطة ، يستقوي على الإنسان في الوطن العربي بسبب القيود الوهمية التي تفرضها الأنظمة الفاسدة ، وبما لديه من قوة وأسلحة فتّاكة ، ليقضي على ما تبقى من معالم حضارة قامت في وجه الشيطان ، يفرض عليه إيديولوجيات وأفكار خبيثة لا تعترف بالدين ولا بالأخلاق ، ولم يجن منها الإنسان عبر العصور سوى الزيغ والتطرّف والهلاك .

    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 11-05-2017, 13:27.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
يعمل...
X