هذا العالم
رعد هناك دوّى مجعجعا
لا غيث تدلى ولا هدوء تفشّى
ما أمطرت ناره ودقا
بل حمما تصحّر البرك
أمّي ما هذا الصّداع
من رحمك أطلّ شقيّ
في سماجة طيشه سابح
أضاع ميراث العقلاء
يبادل الودّ فجورا
يراقص خبث الخيلاء
أمّي، ما هذا البلاء؟
إن هُجر شلح الجهل زخرفه
إن صحبته على ظهري
آثارسياط غدر يلابسه
أمّي
سليلك يطربه بوار أحلام
مستبشر بأفول الكبرياء
يا جبلا هات جلمودا
به نرجم أصنام الفتن.
يا شمس، هات نورا يمسح
شديد ظلمة تغشى الحضر.
زرع بذور سقم يمجّدها
عاكفا في ماخور النّجس.
بلادي أنبتت غثاء
دفلة، حنظلة، فثمار زقوم
نسيت ياسمين العطر
فتبختر في رياضك العفن
قالت أمي
خذ المنديل يا صغيري
و امسح عن ناظريك رمادا
لترى الفرس رشيقة
و ضياء النجم وضيئا.
ترجّل من أبراج العصمة
ترى نفسك ضئيلا
وعاين رحابة الكون
تجد ضيق صدرك وهما
مهما علا عويل القصف
فسعاره ما أدفأ الجوّ
وما أزعج صخبه همس السكون
يا ولدي خذ النّاي
واغزل لحن الربيع
اشتمّ من أريجه
إكسير بهجة عذرية
ما حرثت أرضها ريبة
وما أفسد ثغرها نبر نفاق.
تعليق