ورقة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نورالدين لعوطار
    أديب وكاتب
    • 06-04-2016
    • 712

    ورقة

    يحبّ الأوراق، هي وقوده، هي حبه، هي كل ما يسعى إليه، يراها تفكّ عقد حياته، تشقّ السبل أمامه غير آبهة بالعوائق ، تحول بينه وبين السقوط في ظلمات العوز وجحور الفقر. رفعت منزلته في هرم بلدته. تجعل زوجته راضية عن نفسها أمام نساء البلدة، تنعم بآخر ما تفتقت به بصيرة الحرفيين من حليّ و أقمشة و أحذية. تفتح أمام أبنائه أبواب المدرسة الحرة الباسمة في وجوه براعم علية القوم، الناطقة بأساليب الحداثة والحاضنة لطفولة اليسر، تقيهم شرّ سباب أبناء الأحياء المكتظة، وألعابهم العنيفة وخصوماتهم المتناسلة.
    توقيع و طابع كافيان ليتهاطل وابل الأوراق على روافد برصته، قد لا يحتاج بريقا من عينيه ولا صوتا مدويا في وجه زبنائه، فأغلبهم يدفعون وقلوبهم مطمئنة راضية، وآخرون يعرفون نهمه الشديد، وعطشه الذي لا يرويه غير طوفان المال، هو أيضا خبير بفنون الابتزاز، تجاهل الزبون ورميه على كراسي الانتظار كاف لتطويع شدّته و تأديب نشوزه، فتراه يبحث يمينا وشمالا عن وسيلة لقضاء مأربه. بعضهم لا تنفع معه كل المحاولات، لكن أخطاء تركت بلا معالجة منذ القدم في وثائقهم يكلفهم إصلاحها أضعاف ما يمكن أن يشتروا به غض الطرف عنها وتوقيعها من السيد المحترم.
    تقدم بدوي بجلبابه الرثّ إلى مكتبه راجيا أن يشفع له مظهره في توقيع أوراقه بلا ضريبة، لكن السّيد ماعاد يميز بين الأخضر واليابس، فنار جشعه علا لهيبها. دمعت عيناه واستعطف الموظّفين ليتوسطوا له عند كبيرهم، فأكّدوا له أنّ ورقة واحدة تكفي لجبر كل أضراره، تقدّم قرب المكتب وأخرج محفظة جلديّة متلاشية خيوطها من جيبه، أرغم الورقة اليتيمة المطويّة المتآكلة على شمّ الهواء، واضعا إيّاها على المنضدة فانساب التوقيع على الورقة بنعومة. تقدّمت أنامل السيّد نحو الورقة النقدية يبسطها على المكتب في اشمئزاز، فتراءت له حشرة ظنّها انقرضت بأطرافها الستة تغادر مخدعها مسرعة باحثة على أقرب مخبإ تلوذ إليه. أمسكها بين أصابعه والرعشة تعصف بهدوئه، فأطبق عليها ظفري إبهاميه كما كانت تفعل أمه و هي تطارد القمل في بدنه وشعر أخته قديما. سافر عقله أعواما إلى الوراء، تذكر والده الذي تمّت تصفيته من طرف عملاء الاستعمار، لأنّه أبى أن يسلم محصوله و أراضيه، تذكر وصاياه: "يا بني، إياك والظلم، يا بنيّ كن عونا للفقراء." تذكر أمّه التي هاجرت به إلى المدينة بعد موت أخته جراء الجوع والأوبئة، تذكّر كدّها المتواصل كخادمة بيوت، حتى بدأت ملامح رجولته تظهر مع بزوغ الاستقلال، فودعت الحياة في أول يوم نال فيه مرتب وظيفته. فتح حصّالته وقدم ما جمع من المال للفقير معتذرا عن فعلته.
    خرج من مكتبه وتوجه إلى شباك المصرف حيث يستقر أجره، سحب بضع ورقات، تفحّص لائحة مطالب أسرته وبدأ جولته عبر الدكاكين. عند العشاء صاحت ابنته الصغرى: "بابا ما أحلى أكلة اليوم، فأنا لم أتذوق مثلها من قبل، تستحقّ قبلة لأنّك أحضرت أجود ما في السوق".
  • سوسن مطر
    عضو الملتقى
    • 03-12-2013
    • 827

    #2
    ..

    قيمة عالية تحملها هذه القصة أستاذ نور الدين

    أقول باختصار : يَطيبُ العَيش عندما تَطيبُ النّفس.

    شكراً لك على ما تقدمه لنا من متعة القراءة والقيَم

    تقديري

    ..

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      "يا بني، إياك والظلم، يا بنيّ كن عونا للفقراء." تذكر أمّه التي هاجرت به إلى المدينة بعد موت أخته جراء الجوع والأوبئة، تذكّر كدّها المتواصل كخادمة بيوت، حتى بدأت ملامح رجولته تظهر مع بزوغ الاستقلال، فودعت الحياة في أول يوم نال فيه مرتب وظيفته. فتح حصّالته وقدم ما جمع من المال للفقير معتذرا عن فعلته.
      خرج من مكتبه وتوجه إلى شباك المصرف حيث يستقر أجره، سحب بضع ورقات، تفحّص لائحة مطالب أسرته وبدأ جولته عبر الدكاكين. عند العشاء صاحت ابنته الصغرى: "بابا ما أحلى أكلة اليوم، فأنا لم أتذوق مثلها من قبل، تستحقّ قبلة لأنّك أحضرت أجود ما في السوق".

      هكذا شاء القاص الجميل أن ينهي جبروت و يهلك جشع بطله و لا أدري بعد كل هذا الاستمتاع لم لم تقنعني القفلة و لم لم تكن على نفس القدر من جمال اللغة و السرد ؟
      ربما شتت منك و زاغت متابعتي ؟
      و لم التفت إلي ما ألهب الروح و أعاد لها الاتزان بعد طول عهدها بالابتزاز و التسلط و النجاح بهذا التسلط حتى الاستواء على قمة المكان و الزمان !!

      خالص احترامي أستاذي
      sigpic

      تعليق

      • حسن لشهب
        أديب وكاتب
        • 10-08-2014
        • 654

        #4
        أخي نور الدين
        لاشك أن لنصوصك قيمة أدبية رفيعة، ولا يخالفني الرأي أي قاريء للغتك الماتعة ...
        بقلمك تأتي بالأعاجيب وجميل الكلام ، فقد قلت لي أن جمال اللغة لا يكفي لخلق النص ، لكنني أرد بأن نصا يفتقر إلى الجمال في غياب اللبوس الفني لمضامينه.
        اعذرني إن كنت أصر على أهمية اللغة في البناء الفني وروعته ، لكن ما استوقفني هنا هو القفلة كما أشار إلى ذلك الأستاذ ربيع لأن هذا التحول السريع الذي انبثق على حين غرة لا يمكن أن يستساغ بالطريقة التي ورد بها.
        هي ملاحظة لا تلغي جمال هذا النص الممتع.
        كن بخير أخي الكريم.

        تعليق

        • نورالدين لعوطار
          أديب وكاتب
          • 06-04-2016
          • 712

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سوسن مطر مشاهدة المشاركة
          ..

          قيمة عالية تحملها هذه القصة أستاذ نور الدين

          أقول باختصار : يَطيبُ العَيش عندما تَطيبُ النّفس.

          شكراً لك على ما تقدمه لنا من متعة القراءة والقيَم

          تقديري

          ..
          الأخت سوسن مطر

          القيمة هي ما يعطي الطمانينة الدّاخلية للشخصيّة.
          القيمة هي لبنة لقيام العلاقات الاجتماعية.
          القيمة هي أخطر ما تعرض للتفسخ و التفكيك في واقعنا الغريب. الذي ما استطعنا التعامل معه بسلاسة نتيجة تضارب قيمي جعله مجمعا للكثير الفوضوية. انتشرت أخلاق من قبيل: " مسكين لا يعرف إلا الاستقامة. رجل نية. لا يعمل إلا الحمار. رجل أخضر"عذري" غير متمرس.
          هذه الدلالات التي شوهت روافد الإنتاجية هي ما جعل الفخر تحمله سلوكات الريع والابتزاز وحتى السرقة المفضوحة وهي سلوكيات كانت على الأقل ذات يوم ترتع في الظلال مطأطأة الرأس.

          شكرا على هذا الحضور القيم

          تعليق

          • نورالدين لعوطار
            أديب وكاتب
            • 06-04-2016
            • 712

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
            "يا بني، إياك والظلم، يا بنيّ كن عونا للفقراء." تذكر أمّه التي هاجرت به إلى المدينة بعد موت أخته جراء الجوع والأوبئة، تذكّر كدّها المتواصل كخادمة بيوت، حتى بدأت ملامح رجولته تظهر مع بزوغ الاستقلال، فودعت الحياة في أول يوم نال فيه مرتب وظيفته. فتح حصّالته وقدم ما جمع من المال للفقير معتذرا عن فعلته.
            خرج من مكتبه وتوجه إلى شباك المصرف حيث يستقر أجره، سحب بضع ورقات، تفحّص لائحة مطالب أسرته وبدأ جولته عبر الدكاكين. عند العشاء صاحت ابنته الصغرى: "بابا ما أحلى أكلة اليوم، فأنا لم أتذوق مثلها من قبل، تستحقّ قبلة لأنّك أحضرت أجود ما في السوق".

            هكذا شاء القاص الجميل أن ينهي جبروت و يهلك جشع بطله و لا أدري بعد كل هذا الاستمتاع لم لم تقنعني القفلة و لم لم تكن على نفس القدر من جمال اللغة و السرد ؟
            ربما شتت منك و زاغت متابعتي ؟
            و لم التفت إلي ما ألهب الروح و أعاد لها الاتزان بعد طول عهدها بالابتزاز و التسلط و النجاح بهذا التسلط حتى الاستواء على قمة المكان و الزمان !!

            خالص احترامي أستاذي
            بداية أهلا وسهلا بأستاذي ربيع
            وشرف عظيم أن أجد هنا قامة من قامات الملتقى تلقي بأنوارها على المتصفح. فلا تحرمنا رأي خبرتك كلّما وجدتم إلى ذلك سبيلا.

            إن كان لكل نصّ ظرف ميلاد. فنصّي هذا لا أملك فيه إلا الصّياغة و بعض إضافات تجعله مقبولا وفق مبدأ السببية. أما الفكرة والحكاية فهي ربما قد تكون شائعة أو على الأقل مثيلاتها شائعة عند أصحاب الكرامات. أو قد تكون حقيقية وفق ما حكى لي زميل ناقلا عن أحد أقاربه و هو يروي واقعة عن أحد معارفه. رغم أن النسبة هنا قائمة لكن الذاتية تتسرب إلى كلّ مقال. هذا كله لا يهم. بل أن الحكاية التي تتحدث عن هذا الموظف الجشع الذي أرعبته قملة فقززه المنظر و أحيى ضميره الفائب و فارق الابتزاز إلى هذا الحدّ تعتبر حكاية عادية باهتة لا تحمل أي دهشة.
            لكن الطريقة العجيبة التي حيكت بها الخاتمة بغية تعزيز السلوك. هذا الانتقال من الحضور إلى الغياب على لسان براءة الطفولة هي ما جعلني أكتب هذه الحكاية. فإن كنت بررت موقف الانتقال من الجشع إلى الالتزام بالفلاش باك من عندي. فتركت تلك الخاتمة على ماهي عليه لكونها أبرز ما أثارني.
            هنا تدخل إشكالية القراءة هل هي موضوعية أو ذاتية فما يثير شخصا قد يبدو للآخر أقل توهجا. وكلاهما له ما يكفي من المبررات. وبما أن الاستاذ لشهب يشاركك التقييم فربما أصل إلى تقدير أنني ربما لم أدخل عنصرا جديدا يسهل الانتقال.

            شكرا سيدي
            غالبا لا أدخل في التّفاصيل لكن هناك دائما من تحسّ أنسا في حضورهم.

            تعليق

            • نورالدين لعوطار
              أديب وكاتب
              • 06-04-2016
              • 712

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة حسن لشهب مشاهدة المشاركة
              أخي نور الدين
              لاشك أن لنصوصك قيمة أدبية رفيعة، ولا يخالفني الرأي أي قاريء للغتك الماتعة ...
              بقلمك تأتي بالأعاجيب وجميل الكلام ، فقد قلت لي أن جمال اللغة لا يكفي لخلق النص ، لكنني أرد بأن نصا يفتقر إلى الجمال في غياب اللبوس الفني لمضامينه.
              اعذرني إن كنت أصر على أهمية اللغة في البناء الفني وروعته ، لكن ما استوقفني هنا هو القفلة كما أشار إلى ذلك الأستاذ ربيع لأن هذا التحول السريع الذي انبثق على حين غرة لا يمكن أن يستساغ بالطريقة التي ورد بها.
              هي ملاحظة لا تلغي جمال هذا النص الممتع.
              كن بخير أخي الكريم.
              أستاذي الراقي حسن لشهب.

              لكم مني كامل التقدير. لا أحد ينفي دور اللغة. وربما كنّا نتحدث في سياق مختلف في النصّ الماضي الذي لم يعتمد الحبك و الانتقال عبر أمكنة وفي أزمنة واضحة ممّا جعله يستند على اللغة للقيام بوظيفة مزدوجة خارج الأطر الصّارمة للكتابة السردية. الوظيفة الجمالية و أيضا توسيع امتدادات النصّ في المعاني.
              كتبت هذا النصّ باللغة الفرنسية في مرحلة ما كنت فيها ميّالا لتعبيراتها وكنت عنونته آنئذ بالتائب لكن لعدم اقتناعي بقوة أسلوبي في هذه اللغة رجعت إلى الأصل. قلت هذا فقط لتلمس دور اللغة في صياغة المعاني. فمجرد الانتقال من لغة إلى أخرى تجد النّصّ في حلّة جديدة وصياغة تعبر عن المعاني بشكل مختلف. لذلك تبقى الترجمة لا تطابق الأصل كليّا و تجد بعض الحرج في ترجمة المقاصد.
              أستاذي العزيز

              أما الخاتمة فربما لم تخرج عن هذا التّساؤل اللغوي فإن كان المجاز عند البيانيين صلة وصل بين الحضور والغياب بما يتيحه التشبيه والاستعارة من فرص المزاوجة مما يتيح أيضا قبول المعنى عموما كوجود فما دقة هذه الإمكانية عندما تشتغل على المحسوس. وربما هذا إشكال عميق جدّا لا تفسره إلا الضرورة الأخلاقية.

              شكرا على تفاعلكم النبيل

              تعليق

              • فوزي سليم بيترو
                مستشار أدبي
                • 03-06-2009
                • 10949

                #8
                تقدّمت أنامل السيّد نحو الورقة النقدية يبسطها على المكتب في اشمئزاز، فتراءت له حشرة ظنّها انقرضت
                بأطرافها الستة تغادر مخدعها مسرعة باحثة على أقرب مخبإ تلوذ إليه.


                هذه الفقرة مشهد يصعب أدائه وتجسيده . لكن كاتب هذا النص قد أتقن التعبير عن ما يدور في صدر
                هذا البدوي من قهر وقلّة حيلة .


                تحياتي لك أخي نور الدين لعوطار
                فوزي بيترو

                تعليق

                • نورالدين لعوطار
                  أديب وكاتب
                  • 06-04-2016
                  • 712

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                  تقدّمت أنامل السيّد نحو الورقة النقدية يبسطها على المكتب في اشمئزاز، فتراءت له حشرة ظنّها انقرضت
                  بأطرافها الستة تغادر مخدعها مسرعة باحثة على أقرب مخبإ تلوذ إليه.


                  هذه الفقرة مشهد يصعب أدائه وتجسيده . لكن كاتب هذا النص قد أتقن التعبير عن ما يدور في صدر
                  هذا البدوي من قهر وقلّة حيلة .


                  تحياتي لك أخي نور الدين لعوطار
                  فوزي بيترو
                  تقديري الكبير للأستاذ فوزي

                  شرف كبير أن أجدك بالقرب، و شيء مميّز أن تدبّ الحياة في الملتقى بتضحيات رجال يجيدون نكران الذّات و العمل على درب الرقي والإبداع ولا أراك إلاّ أهلا لهذه الثقة.

                  امتناني

                  تعليق

                  • البكري المصطفى
                    المصطفى البكري
                    • 30-10-2008
                    • 859

                    #10
                    الأديب الراقي نور الدين العوطار.... نصك السردي الجميل يشد الانتباه؛ لعذوبة الكلام؛ وسلاسة اللفظ وانسياب المعنى، هذا فضلا عن درايتك بآليات اشتغال قواعد الحكاية.
                    تحياتي.

                    تعليق

                    • نورالدين لعوطار
                      أديب وكاتب
                      • 06-04-2016
                      • 712

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة البكري المصطفى مشاهدة المشاركة
                      الأديب الراقي نور الدين العوطار.... نصك السردي الجميل يشد الانتباه؛ لعذوبة الكلام؛ وسلاسة اللفظ وانسياب المعنى، هذا فضلا عن درايتك بآليات اشتغال قواعد الحكاية.
                      تحياتي.

                      أهلا بكم أستاذ البكري المصطفى

                      شكرا على تفاعلكم النبيل وقولكم العذب و دعمكم و تشجيعكم

                      تقبل احترامي

                      تعليق

                      • عائده محمد نادر
                        عضو الملتقى
                        • 18-10-2008
                        • 12843

                        #12
                        هلا وغلا بالأديب الرائع العوطار
                        اقتبست من النص
                        توقيع و طابع كافيان ليتهاطل وابل الأوراق على روافد برصته، قد لا يحتاج بريقا من عينيه ولا صوتا مدويا في وجه زبنائه، فأغلبهم يدفعون وقلوبهم مطمئنة راضية، وآخرون يعرفون نهمه الشديد، وعطشه الذي لا يرويه غير طوفان المال، هو أيضا خبير بفنون الابتزاز، تجاهل الزبون ورميه على كراسي الانتظار كاف لتطويع شدّته و تأديب نشوزه، فتراه يبحث يمينا وشمالا عن وسيلة لقضاء مأربه. بعضهم لا تنفع معه كل المحاولات، لكن أخطاء تركت بلا معالجة منذ القدم في وثائقهم يكلفهم إصلاحها أضعاف ما يمكن أن يشتروا به غض الطرف عنها وتوقيعها من السيد المحترم.
                        وكنت أتمنى أن تبقى النسق على الجشع المخيف
                        هل هي حالة استثنائية أم باتت وباء مستشري
                        مؤكد الجواب عند الناس البسطاء والمتعبين والذين لايجدون سد الرمق وتبتزهم الأيادي الجشعة حد الهذيان
                        تأديب الناس بفرض سطوة الحاجة لورقة قد تستنزف منه دهرا لتنهار كل سدود المقاومة ويدفع
                        آه يالعوطار لو تدري كيف تجري الأمور عندنا وعلنا جهارا نهارا بلا خوف بل الأدهى أن الناس هي التي تخاف أن تضيع أوراقها بين الرفوف والأدراج والدهاليز
                        كنت هنا معك
                        محبتي وغابات الورد

                        لو جلس قربك ! سأفترض أنك صعدت الحافلة، بعد انتهاء حفلة الدوام المملة وأوراقها المسافرة الى دهاليز الأرشيف المغطاة بسجادة الغبار، والمفروشة بعبث بتلك الغرفة المنزوية والمنسية في قاع الدائرة المظلم، تنظر بعينين متلصصتان لشاهق القصور وأعمدتها العملاقة دون أن تقارنها ببيتك المتواضع وانزوائه بين البيوت، دون عامود فانوس يضيء بابه،

                        .
                        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                        تعليق

                        • نورالدين لعوطار
                          أديب وكاتب
                          • 06-04-2016
                          • 712

                          #13
                          الأستاذة عايده محمد نادر

                          الفساد مسبباته كثيرة
                          ولعل أبرزها الاحتلال أو الأزمة السياسية و انسداد الآفاق و شح الموارد البشرية، وضعف الإنتاجية و غياب تكافؤ الفرص و هكذا يصبح المجتمع و أفراده ضحية سوء التدبير والتسيير ممّا يجعل القيم تنهار واحدة بعد الأخرى ويصبح كلّ شيء مباحا ومستباحا.

                          تحية تقدير

                          تعليق

                          يعمل...
                          X