الغريبان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • اسماعيل عبيد
    عضو الملتقى
    • 13-08-2008
    • 99

    الغريبان

    كانتْ عينيهِ تقدحان... وشفتيه تنبجسان عن ابتسامة هلامية أخذت مني مأخذا، طالما تهربتُ منهما مستكبرةً ، أخذتْ فيوضاتُ شعورهِ تكتسحني وأكادُ استسلمَ لولا الكبرياءُ الذي كان يتغشاني تارة ًوالعنهُ تارة ًأخرى حينما يبتعدُ عني قليلاً.
    عندما طلبَ مني أوراق السفر لا ادري كيفَ سمحتُ ليديهِ الدافئتين أن تلمساني وهناك انفجرَ دفقٌ رهيبٌ أطاح بسنيي العجاف وخيلائي المزعوم , حملقتُ بعينيَ الصغيرتين أتقصى تفاصيلهُ المبهمةِ وهوَ ذاهبٌ فتساءلتُ في نفسي كيفَ قفزَ في مضمارِ حياتي كيفَ أتحت له لمسي كيف استطاع ان يطيحَ بهذا العندِ العتي بهذه السهولة أتراها الغربة ساعدت على ذلك أم ان قطار العمر الذي كان يقترب من محطاته الأخيرة لا ادري لملمت شرود ذهني واعتدلت بقامتي الفارعة واستذكرت كل اولاءك الذين كانوا يلاطفونني أيام الدراسة وبعد التعيين وكنت أتحسس نظراتهم وهي تنساب خلسة وأنا غير آبهة بهم أو لعلني كنت فرحة بها لا اعلم نعم كنت اشعر بانتمائي لاحدهم ولكنه كان صعب الفهم فما كنت ادري أيحبني أم لا وكان كلما قفز في ذاكرتي أزلته بأمل بما هو خير فها أنا ذا خلابة بخصري الناحل وقامتي الممشوقة إمام مرآتي مفعمة بالسعادة فأرخي الستار عن صدر ثلجي مشوبا بنمش وردي يحلم بفارس ما يجثو عليه بلهفة فيأخذني الغرور وأستدير بسرعة من أمام مرآتي المغرية فيتطاير شعر ذي جعد يجبرني على العودة للنظر إليها.
    اصغر مني سنا واقصر, منقطع عن الدراسة, مهنته.......,لا ..لا...لا حكم اليوم إلا للقلب فها هو يفتضحني بدقاته المجنونة فقد اوقظت شعور عتيق لم أمارسه منذ زمن المراهقة ,احمررت خجلا وكانت كلمات الشكر تائهة , استشعر ضعفي فمد يده ورفع راسي المنحني هربا من عينيه فالتقتا وكان لهما كلام آخر .
    عشت في غبطة كل أيام السفر ولم اشعر بالوقت منذ إن أذاقني حلاوة ريقه كسرت ساعتي لأنني اعتقدتها نذير بأزوف الوقت أيام متسارعة كقلبي حين تختلط أنفاسنا وهو يهمس في إذني بصوت خافت (احبك)فيسود هدوء مرعب يشعل النار بأجواء جسدي فارتمي بين ذراعيه ليطفئ ناري المستعرة فأتسمر كتمثال في صومعة.
    ماذا جرى...أين كبريائي أين الشموخ أين..أين..كلها تتوارى في نظرة تائقة لليل مخمور انتهت السفرة وخلصت روحي معها وعدنا كالغريبين نسترق النظر لبعضنا عن والدتي وافترقنا عند وصولنا البلدة وهو يحمل على ظهره آثار أظافري وفي رقبته وبعض خصلات شعري المقطع عند الشبق وانا عدت بالندم.
    [CENTER][COLOR="DarkGreen"][SIZE="5"]محبتي
    إسماعيل الصياح[/SIZE][/COLOR][/CENTER]
  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    #2
    نص يغرينا بقراءات عديده للنص
    بورك القلم

    تعليق

    • اسماعيل عبيد
      عضو الملتقى
      • 13-08-2008
      • 99

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
      نص يغرينا بقراءات عديده للنص
      بورك القلم
      شكرا لك سيدتي
      المبدعة
      ريمه الخاني
      شكرا لمرورك الكريم
      ولهذا الاطراء الذي لامس شغاف القلب
      [CENTER][COLOR="DarkGreen"][SIZE="5"]محبتي
      إسماعيل الصياح[/SIZE][/COLOR][/CENTER]

      تعليق

      يعمل...
      X