مصدر الإلهام ؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إحسان خاتون
    • 27-10-2015
    • 4

    مصدر الإلهام ؟؟

    السلام عليكم.. مساؤكم معطر بعبير أحبابكم
    عندي سؤال للسادة الأدباء في هذا المنتدى من مشرفين وغيرهم..
    إذا لاحظ من حولك أن لديك موهبة في الكتابة وأرض خصبة يمكن استصلاحها
    وعزمت على العناية بها وتنميتها..
    فبدأت بتقوية ما ضعف من قواعد لغتك وإثراء خزينة كلماتك والتوسع بحثا وقراءة لكبار الأدباء
    لكن واجهتك مشكلة ربما صغيرة في حجمها لكن كبيرة في أثرها .. ألا وهي (حاجتك لمصدر إلهام دائم)
    فما الحل ؟
    هل ستبقى تنتظر تلك المشاعر العاصفة التي تلي بعض الحوادث في حياتك وتشعل فيك الحماسة للكتابة وتلهمك؟!
    بالمختصر سادتي : لا أجدني قادرة على إمساك القلم في أي وقت أشاء! حتى وإن كان للتمرن ليس إلا
    بينما تمر بي لحظات أستطيع فيها كتابة نصوص أدهش بها نفسي حتى أقول لها : من أين لك هذا ؟!
    أنتظر نصائحكم الثمينة سادتي..

  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #2
    وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
    أهلا بك إحسان خاتون في هذا الصرح الكبير وأتمنى لك إقامة طيبة معنا.
    سؤالك مهم ويحتاج إلى وقفة متأنية أسأل الله تعالى أن يوفقني للمساهمة في مناقشتها وأدعو الإخوة والأخوات الزملاء لتناولها بالبحث والدراسة.
    تحياتي.

    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • سوسن مطر
      عضو الملتقى
      • 03-12-2013
      • 827

      #3


      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      أهلاً بكِ أختي إحسان بيننا، تُفيدي وتستفيدي.
      سعيدة جداً بانضمامكِ لنا
      وأرجو أن تجدي بين آرائنا ما يُساعِدُكِ على بدء أو إكمال طريقك في مجال الكتابة.

      قد تختلف الآراء هنا وكل شخص سيقدم رأيه حسب تجربته
      ويبدو أنَّكِ تُحبّين الكتابة ومؤكَّد أنَّ هذا عنصر هام سيساعدكِ.

      من وجهة نظري، من الصعب أن يقول المرء مثلا : (أريد أن أكتب الآن) ويحاول البحث عن شيء يكتبه.
      لكن هي فكرة تخطر ببالكِ وتدفعكِ بدورها لأن تكتبيها، وهنا فإنَّ خبراتكِ وقراءاتكِ وكل ما درستيه لتحسين فن الكتابة عندك
      بالإضافة إلى صفاء ذهنكِ في وقت الكتابة... كل ذلك سيساعدكِ على تقديم فكرتكِ بأفضل صورة ممكنة.
      وقد يختلف الأمر هنا بين (الخاطرة والنثر والشعر) من جهة وبين (السرد القصصي) من جهة أُخرى.
      وبرأيي أن المجموعة الأولى يَصعُب الكتابة فيها دون إلهام وإن حصل وكتبنا بلا إلهام قد يأتي ما كتبناه هنا بلا روح
      ( أي نشعر بأن الكاتب إنّما يُحاول كتابة شيء ما ولا يصل إلى ما يريد )
      وبحالات استثنائية قد يكون الكاتب ماهراً لدرجة أنه قادر على الكتابة دون إلهام بل بحسب ما يُطلَب منه أو يَطلُبُ من نفسه
      ( مثلا إن قيل له : \اكتبْ عن كذا\ ، لَكتب ) وقد يأتي بنص جميل فعلاً رُغمَ ذلك !!
      أما بالنسبة للقصة، فأعتقد أن الحياة مليئة بالأحداث والعِبر من الماضي والحاضر،
      قد تخطر في بالنا فكرة هامة لنضعها في قالب "قصة"،
      أيضاً يمكننا أن نبحث نحن عن فكرة هامة ونؤلّف حولها قصة ذات مغزى،
      وهذا يحتاج للموهبة وللفكر الخصب ( الأمران الّذان قلتِ أختي بأنّكِ تملكينهما ) وكذلك للقراءة ( التي تهتمين بها حالياً ).

      أما بالنسبة إلى أنَّكِ تجدين نفسكِ أحياناً غير قادرة على الكتابة، فلا تشغلي بالكِ بهذا الأمر،
      هي ليست مشكلة، بل هي أمر طبيعي بالنسبة لأغلب الكُتَّاب .

      هذا كان رأيي المتواضع حول سؤالكِ أختي وأرجو أن أكون قد أفدْتُ به،
      وأنتظر معكِ الآراء القيمة للكُتَّاب والأساتذة لنستفيد جميعاً
      أعتذر عن الإطالة أُختي
      وكل عام وأنتِ بألف خير







      تعليق

      • إحسان خاتون
        • 27-10-2015
        • 4

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
        وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
        أهلا بك إحسان خاتون في هذا الصرح الكبير وأتمنى لك إقامة طيبة معنا.
        سؤالك مهم ويحتاج إلى وقفة متأنية أسأل الله تعالى أن يوفقني للمساهمة في مناقشتها وأدعو الإخوة والأخوات الزملاء لتناولها بالبحث والدراسة.
        تحياتي.

        شكرا لسماعكم شكواي أستاذ حسين
        أنتظر بفارغ الصبر آراءكم ..

        تعليق

        • إحسان خاتون
          • 27-10-2015
          • 4

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سوسن مطر مشاهدة المشاركة


          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          أهلاً بكِ أختي إحسان بيننا، تُفيدي وتستفيدي.
          سعيدة جداً بانضمامكِ لنا
          وأرجو أن تجدي بين آرائنا ما يُساعِدُكِ على بدء أو إكمال طريقك في مجال الكتابة.

          قد تختلف الآراء هنا وكل شخص سيقدم رأيه حسب تجربته
          ويبدو أنَّكِ تُحبّين الكتابة ومؤكَّد أنَّ هذا عنصر هام سيساعدكِ.

          من وجهة نظري، من الصعب أن يقول المرء مثلا : (أريد أن أكتب الآن) ويحاول البحث عن شيء يكتبه.
          لكن هي فكرة تخطر ببالكِ وتدفعكِ بدورها لأن تكتبيها، وهنا فإنَّ خبراتكِ وقراءاتكِ وكل ما درستيه لتحسين فن الكتابة عندك
          بالإضافة إلى صفاء ذهنكِ في وقت الكتابة... كل ذلك سيساعدكِ على تقديم فكرتكِ بأفضل صورة ممكنة.
          وقد يختلف الأمر هنا بين (الخاطرة والنثر والشعر) من جهة وبين (السرد القصصي) من جهة أُخرى.
          وبرأيي أن المجموعة الأولى يَصعُب الكتابة فيها دون إلهام وإن حصل وكتبنا بلا إلهام قد يأتي ما كتبناه هنا بلا روح
          ( أي نشعر بأن الكاتب إنّما يُحاول كتابة شيء ما ولا يصل إلى ما يريد )
          وبحالات استثنائية قد يكون الكاتب ماهراً لدرجة أنه قادر على الكتابة دون إلهام بل بحسب ما يُطلَب منه أو يَطلُبُ من نفسه
          ( مثلا إن قيل له : \اكتبْ عن كذا\ ، لَكتب ) وقد يأتي بنص جميل فعلاً رُغمَ ذلك !!
          أما بالنسبة للقصة، فأعتقد أن الحياة مليئة بالأحداث والعِبر من الماضي والحاضر،
          قد تخطر في بالنا فكرة هامة لنضعها في قالب "قصة"،
          أيضاً يمكننا أن نبحث نحن عن فكرة هامة ونؤلّف حولها قصة ذات مغزى،
          وهذا يحتاج للموهبة وللفكر الخصب ( الأمران الّذان قلتِ أختي بأنّكِ تملكينهما ) وكذلك للقراءة ( التي تهتمين بها حالياً ).

          أما بالنسبة إلى أنَّكِ تجدين نفسكِ أحياناً غير قادرة على الكتابة، فلا تشغلي بالكِ بهذا الأمر،
          هي ليست مشكلة، بل هي أمر طبيعي بالنسبة لأغلب الكُتَّاب .

          هذا كان رأيي المتواضع حول سؤالكِ أختي وأرجو أن أكون قد أفدْتُ به،
          وأنتظر معكِ الآراء القيمة للكُتَّاب والأساتذة لنستفيد جميعاً
          أعتذر عن الإطالة أُختي
          وكل عام وأنتِ بألف خير







          وأنا أيضا سعيدة جدا بانضمامي لكم أختي سوسن.. وسعيدة أن أحدا مثلك قام بتخصيص وقت لي لكتابة مثل هذا الرد الجميل
          في الحقيقة أنا أميل للنثر ولفن (القصة القصيرة جدا) أكثر من غيرها من الفنون..ولي بعض المحاولات الشعرية البائسة
          ربما يحتاج الأمر كما تفضلتي إلى إضافة خبرات وقراءة كثيفة وصفاء ذهن لا تتوفر لي مجتمعة في كل حين
          شكرا جزيلا لمرورك اللطيف هذا وأنتظر معك آراء وتجارب أساتذتنا...

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #6
            الإلهام: ماهيته ومصادره.


            الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
            ثم أما بعد، موضوع الإلهام ومصدره، أو مصادره، موضوع واسع وفضفاض سيدخلنا في متاهة النفس البشرية وغياهب الخاطر وفضاء الفكر، وحتى يكون حديثنا ممنهجا ومنظما يجب علينا أن نعرف الإلهام: ما هو؟ وما هي مصادره إن كانت متعددة؟ أو ما هو مصدره إن كان واحدا؟ الإلهام في القرآن الكريم؟
            ونعرف الموهبة: ما هي؟ وكيفية تنميتها، وظاهرة "الورقة البيضاء" كيف تحدث؟ وكيف نعالجها؟ وغير هذه الأسئلة الموضوعية، وهي أسئلة تدخل مباشرة في تساؤل أختنا الفاضلة إحسان خاتون ولذا أدعو كل من يهمه الموضوع ليشاركنا الحديث فيفيدنا بعلمه وله منا جزيل الشكر سلفا.
            مع خالص التحية.

            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • إحسان خاتون
              • 27-10-2015
              • 4

              #7
              صحيح أستاذ حسين الموضوع واسع وفضفاض لدرجة أني لم أعرف كيفية البحث عنه بين الكتب ومن أين علي البدأ.. لذلك طلبت منكم رجاء إفادتي بتجاربكم

              تعليق

              • محمد مزكتلي
                عضو الملتقى
                • 04-11-2010
                • 1618

                #8
                1 الموهبة نعمة من الله,قراءة الكتب والقصص والروايات لا يزيد فيها ولا ينقص
                لكن هذا العمل الضروري واللازم لكل موهوب يزيد في معجم مفرداته ويمد أفق خياله
                ويعلمه تقنيات الكتابة وما سوى ذلك من أسرار هذا الفن
                2 العلاقة بين الكاتب وقلمه علاقة فوضوية مضطربة
                لقاء وفراق,حب وكراهية,شوق وملل ومشاكله ومصالحه
                هذا ديدن كل الكتاب والمبدعين
                3 من العبث أجبار القلم على العمل فهذا لا ينتج فناً
                بل أوراقا تحتاج لتمزيق
                4 لأن أحاسيس الموهوب مرهفة شديدة التأثر بأقل رائز
                من الخطأ مصادرتها أو توجيهها أو استغلالها
                ويجب تركها تعبر عن نفسها بحرية وتفلت ووحشية كما هي الطبيعة
                5 دفتر صغير وقلم لا يفارقا الكاتب في أي زمان ومكان
                ذلك لأنه إن لم يدون الفكرة التي لمعت في باله
                سينساها بعد خمس دقائق
                6 التفاصيل,,أهم شيء هي التفاصيل
                التفاصيل الصغيرة التي لا ينتبه إليها أحد
                7 القصة القصيرة جداً
                يجب أن تشتمل على حدث واضح وبداية واضحة وعقدة واضحة وخاتمة واضحة
                وإلا وقع الكاتب في فخ الخاطرة
                8 القصة القصيرة جداً من أصعب ألوان الأدب بعد الرواية
                وعلى الكاتب أن يلملم الكثير في حيز ضيق
                وعليه أن يعرض الفكرة ويروي الحدث ويبين التفاصيل المهمة ويرسم الهدف ثم يستخلص الفائدة
                9 عند الانتهاء من كتابة القصة على الكاتب أن لا يعيد قراءتها
                ويبعدها عنه لمدة أسبوع على الأقل
                ثم يعود إليها ويقرأها بوعي القارئ وليس بوعي الكاتب
                فإن أعجبته عدل فيها وصحح,وإن لم تعجبه أحالها لملف المنسيات
                10 الإبداع هو كل جديد,وهذا لا يعني عدم الخوض في قضايا خيضت من قبل
                النظر إليها من زاوية مختلفة ومعالجتها بأسلوب مبتكر
                وعرضها بما ينسجم مع الواقع الجديد,وكل يوم جديد هو واقع جديد
                وفي هذا كل الإبداع
                تحياتي لكل الموهوبين والمبدعين الشباب
                أتمنى رؤية أعمالهم تملأ الآفاق,فما أحوج زمانهم إليهم
                وأشكر صاحب المكان هنا الذي له مني كل المحبة والتقدير
                أنا لا أقولُ كلَّ الحقيقة
                لكن كل ما أقولهُُ هو حقيقة.

                تعليق

                • محمد ابوحفص السماحي
                  نائب رئيس ملتقى الترجمة
                  • 27-12-2008
                  • 1678

                  #9
                  الاخت إحسان خاتون
                  تحياتي
                  اعتقد و الله أعلم أن الكتابة الناجحة ترتكز على شرطين لا دخل للكاتب أو الشاعر في كسبهما و هما:
                  - الموهبة ( وهي هبة من الله لا دخل للانسان في صنعها)
                  - صدق العاطفة ( فكم من عشق جامح أو حزن طافح نتجت منه القصة الرائعة أو القصيدة الفاتنة)
                  و شرطان يجب عليه ان يكتسبهما بجهده:
                  - شحذ الموهبة بكثرة قراءة النماذج الناجحة إن كانت شعرا أو نثرا تماشيا مع نوع الموهبة، و ذلك لجمع أدوات العمل.
                  - اكتساب التجربة بمزاولة الكتابة كلما هبت نسائم الالهام، وعرضها على أرباب الفن لأن توجيهاتهم ضرورية للوصول إلى الهدف بلا معوقات.
                  هذا في حالة الكتابة باللغة العربية أما إذا وجدت الموهبة و صدق العاطفة فإن هذه الحالة تعبر عن نفسها باللغة المتداولة و بالوسائل الفنية الأخرى المتاحة للمعني بالأمر..
                  فشاعر الملحون مثلا قد يكون أميا و لكنه إذا اجتمعت لديه الموهبة و صدق العاطفة و كانت لديه دراية سمعية باوزان الشعر الملحون أتى بالعجب العجاب..
                  فهو يستعمل اللغة المتداولة العادية فينفخ فيها من روحه فإذا بها تأخذ بالالباب جمالا و تأثيرا.
                  وقل مثل ذلك في كل أنواع الفنون.. فالتأثير و السبق للصادق الملهم.
                  و روح الفن الناجح هي العاطفة الصادقة، فما صدر من القلب يصل إلى القلوب، و ما صدر من شفتي المتكلم لا يتعدى أذني المستمع.
                  و يقول شوقي:
                  و صادق الحب يُمْلي صادقَ الكَلِمِ.
                  أما الالهام فأعتقد أنه رئيس الجوق (المايسترو) الفوضوي الذي يأتي متى شاء و كيف شاء ليلا أو نهارا فيرتب فرقته و يبدأ في قطعته الموسيقية فيتقنها وينتهي منها و يذهب.
                  وفرقته تتكون من الموهبة، و العاطفة الصادقة، و التجربة، و الحدث المؤثر....
                  مع خالص ودي لك و للأستاذ حسين ليشوري الذي يتابع هذا الموضوع باهتمام.
                  [gdwl]من فيضكم هذا القصيد أنا
                  قلم وانتم كاتب الشعــــــــر[/gdwl]

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #10
                    الموضوع ما زال مفتوحا لعرض آراء القراء وأحب التذكير بموضوعين لي كنت نشرتهما هنا عام 2010 أراهما يرتبطان بما نحن بصدده هنا ارتباطا مباشرا:
                    الحِكاية ... حِيّاكة !!!

                    و
                    حِكاية "الحِيّاكة"

                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • نورالدين لعوطار
                      أديب وكاتب
                      • 06-04-2016
                      • 712

                      #11
                      الإلهام ـ الموهبة ـ التدريب.

                      ما الموهبة؟ ترى طفلا يلعب كرة القدم ببراعة عالية فتقول هذا موهوب، ترى كاتبا يبدع في كتاباته و يقدمها بشكل مختلف عمّا ألفته فتقول هذا موهوب، فما الموهبة؟ فيما يظهر فالموهبة هي كفاءة عالية في مجال ما هذا يسقط الغموض الموجود في كلمة الموهبة. فالموهبة هي قدرة ما عند إنسان أعلى من قدرات غيره في مجال ممارسة هذه القدرة.
                      علميا هل هناك شيء اسمه الموهبة كشيء مفارق هذا شيء فيه نظر و فيه تشعبات ليست تقف عند حد. لكن الشيء كما يظهر هو ما أشرت إليه سابقا وأقول كما يظهر لا كما هو فعلا في ذاته.
                      أريد أن أكتب، هذه إرادة و الإرادة مفتوحة هو جعل انتباه الشخص يتموضع على شيء معين و الانتباه هو جعل العقل يعي هذا الشيء و يضعه في الذّاكرة القصيرة المدى و المتوسطة المدى إذن إرادة الكتابة هي جعل العقل يركز على الكتابة و استنفار فعل الكتابة، أريد أن أكتب تعبير عن حاجة إلى نشاط، هو كسر رتابة الأنشطة المزاولة بنشاط آخر نظرا لوجود فائض طاقة عند الفرد، فإرادة الكتابة هي نوع من الاستجابة لميول الكتابة. كل فرد له ميولات تكون مرتبة حسب درجة السعادة التي تحققها هذه الميولات. فمثلا أنا أنتجت نصّا أبهرني يجعل مدى السعادة التي حقّق ذلك اليوم هو العتبة التي يجب أن أصل إليها دائما، لذلك كلما كان عندي فائض طاقة جاءت إرادة الكتابة لأنها حققت لي إشباعا ذات يوم وهنا تتخذ الكتابة في نفسي صبغة حميمية، وهذا هو الميول، أي أنّني أميل إلى الكتابة وأحبها.
                      الآن جاء دور الإلهام ما الإلهام، وقعت في مأزق فوجدت حلاّ فأقول ألهمت صوابا، أريد أن أكتب فكتبت فأقول ألهمت الكتابة، إذن الإلهام كما يظهر هو التوفيق في العمل. فالإلهام هو ما يجعلك تنجح في هذا العمل، فهو نوع من حدس موفّق في إصابة الهدف. متى خانك حدسك تقول أنني لم أنل إلهاما. لذلك فالإلهام هو ما يجعلك تتوفق في إنجاز مهمة أنت تريد إنجازها، فالإلهام هو مجموع عوامل تتّحد فتجعل خيارك موفقا.
                      مثلا أريد أن أكتب قصيدة شعرية بالنسبة للشاعر، في حالة أن هذا الشاعر يعرف فن الشعر و أدواته و يمتلك رصيدا لغويا محترما فمجرد وجود الموضوع كاف لتتدفق شعريته أي إلهامه. في حالة ما هذا الشاعر لا يعرف قواعد الشعر فهو في الغالب سيكتب خاطرة تعتريها شعرية متينة.
                      لكن الموضوع في حدّ ذاته لا يأتي هكذا فالموضوع مرتبط بفكرة أو تجربة، قد تكون التجربة إيجابية أو قد تكون سلبية كأثر في نفسية الشاعر، فإن كانت إيجابية طغى التفاؤل بالحياة وإن كانت غير ذلك كان النص مظلما.
                      التدريب هو ما يعطي الكفاءة، وهو ما ينتج الإلهام، فكلّما تدربت أكثر على الكتابة سهلت عليك الكتابة و كلّما أحجمت حين تأتيك الرغبة فإنك تكبت هذا الفعل وتجعل تحقّقه يبتعد، فنفسك لم تختر الكتابة إلاّ لكونها تجيب عن حاجة ما للاستمرارية في توازنها، فكلما كبر الكبت بحثت النفس عن التعويض، فتجد من يعوض بالقراءة التي لها علاقة بالكتابة لكنها استهلاكية، و هنا تحتاج دائما لقراءة نص لتنشيط قابليتك للكتابة، و هناك من يستغرق في القراءة فيجدها تجيب عن أسئلته فلا يجد حاجة للكتابة بل يجد أنّ الأولين خاضوا أحسن منه في المواضيع فلا يجد نفسه مؤهلا لمجاراتهم وتطفأ فيه القدرة على الكتابة. ويتعلق بالقراءة والتواصل ليظهر للناس أنه على بينة وهذا نجده كثيرا في مواقع التواصل الاجتماعي كتحقيق وجود وكتعويض عن فقدان الكتابة. إذن فالتدريب على الكتابة أمر جميل مثلا أختنا الفاضلة، أحسّت برغبة في الكتابة فكتبت مقالتها التي تستفسر فيها عن موضوع الكتابة و في الغالب لن تجد من يجيب عن أسئلتها كما تريد للإجابة أن تكون، فهي وحدها التي تعرف ما تعنيه الكتابة لها هل هي في سلم أعلى من الأوليات أو لا وهل هي مجرد رد فعل أم الأمر يتعلق باختيار حقيقي. لكن ما يظهر أنها قادرة على الفعل هو أنها عبرت عن قلقها بالكتابة نفسها كإبداع ذاتي محض.
                      شخصيّا لا أجد كثرة القراءة شرطا ضروريا للكتابة، فعلى الأقل قرأت لأطفال ما لا أستطيع كتابته في عمري هذا، بل هناك تعلق و ممراسة لهذا الفعل. وعند الممارسة يمكن الاستعانة بالآراء الأخرى لتجويد فن الكتابة.


                      نجد بعض الكتاب بحاجة إلى مثير خاص للكتابة مثلا ، موسيقى هادئة، مقهى هادئ، ليل. وكلها أشياء فقط درج عليها الفعل وليس فيها الاقتران سببيا.

                      وربما أعود مرة أخرى للموضوع.

                      وشكرا على قبول التواصل.

                      تعليق

                      يعمل...
                      X