في أحيان كثيرة أشعر أن الكلام انتهى ، ولم يعد هناك ما نقوله ، وأننا مججنا كل الكلمات بحلوها ومرها، بعضها حفرت في الذاكرة وخلدت نفسها ، وبعضها مازالت هائمة في الفراغ كفقاعات الصابون . وربما ... وأقول ربما مازال هناك شيئاً لم نقله .
منذ تكوين المدن والامبراطوريات طغت السياسة على كل النواحي والمجالات الأخرى ، وكان دهاء بعض الأشخاص يصنع مجداً مازال التاريخ يشهد لهم بعظمتهم وحنكتهم السياسية ، وقوانين البابلي حمورابي لم تكن الأولى وإن تأخر اكتشافها إلى القرن العشرين ، لكنها أظهرت أن مراسيم العدالة معروفة وموضوعة منذ القدم ، والكثير من الألواح الطينية اُكتشفت ظهر عليها شرحاً لبعض العلاقات السياسية ، وأنظمة الحكم في عدد من بقاع العالم ، واسم حمورابي مخلداً على لوح من الرخام موجود في المحكمة الأمريكية العليا ، يعطينا فكرة كم استفادت أمريكا ودول الغرب من التشريعات والمراسيم البابلية القديمة .
واختلف الباحثون في تعريف علم السياسة ، وبعض الجامعات قامت بتعريفه وتدريسه ، فالمعاجم الفرنسية تعرّفه بأنه : العلم الذي يقوم بدراسة المجتمعات البشريّة أو الإنسانيّة ، أي بمعنى آخر عرف على أنه علم حكم الدول ،وقد رعت اليونسكو ولادة " الجمعية الدولية لعلم السياسة " التي عقدت مؤتمرها الدولي الأول في زيوريخ العام 1949 ، و حدد بعض علماء السياسة أربعة قطاعات لعلم السياسة هي : النظرية السياسية : وتشمل النظرية السياسية وتاريخ الفكر السياسي. النظم السياسية: وتشمل فروعاً مثل الدستور – الإدارة العامة – النظم السياسية المقارنة. الحياة السياسية: وتشمل موضوعات عديدة منها: الأحزاب السياسية وجماعات الضغط السياسي – الرأي العام. العلاقات الدولية : وتشمل: العلاقات السياسية الدولية والسياسة الدولية – التنظيم الدولي – القانون الدولي وغيرها .
ما ذكرته كان مدخلاً لتعرية السياسات العربية ، وهي التي مازالت تمارس بعقلية شيخ القبيلة أو إمام المسلمين ، وليس فيها أية نصوص أومراسيم لها أفق ، أو ديناميكية الحياة والقدرة على الثبات وإثبات الذات ، وبرع العرب اليوم في جمع التناقضات والمتناقضات ، في علاقاتهم العربية – العربية ، والعبودية والتبعية في علاقاتهم العربية – الدولية . ولم يعد مستغرباً أو مستهجناً عن الجمهور العربي رؤية أبو مازن والسيسي والمليك الأردني أو المغربي ، في الصفوف الأولى لمسيرة عالمية ، تندد بالاعتداء على محفل ماسوني ، أو مصرفاً أو جمعية أو منظمة يرفعون الشمعدان اليهودي ، وليس غريباً أن نجد اللقطات التذكارية تتكرر ذاتها ، تلك التي ظهرت منذ سنوات في مسلسل كرتوني أمريكي ، وليس غريباً أن يتخلى مشعل لهنية عن منصبه في حماس في العلن ، وهما في السر " دافنينو سوا " ، وليس غريباً ما رأيناه من انهيارات متلاحقة للغرف السوداء ، التي كان تديرها قطر وتركيا وأن يصبح اسم القرضاوي على لائحة الارهاب السعودية ، و أن يظهر ترامب إماماً للمسلمين ويرقص بالسيف قرب الكعبة الشريفة ، وتُفتح كل الخزائن العربية لدفع الجزية تحت ستار صفقات أسلحة متطورة ، قد يستخدمها العرب في مواجهة البرغش والنمل والجراد ، بل على الأرجح في إبادة بعضهم البعض ، وهذا كله من نتاج السياسات العربية المنغولية المتشابهة في الداء ، والباحثة عن العصا الأمريكية دواء .
ولأني لم أكن مؤمناً ببعض العرب ، ولا أعوّل عليهم أبداً ، لا في سياساتهم ولا في تجارتهم وعلاقاتهم الاقتصادية والفنية والرياضية والثقافية ، لم تعد تعنيني هذه الضوضاء الصادرة من جوف الصحراء أو الربع الخالي ، بل أضع نصب عيني ما ترسمه قواتنا الباسلة والقوات العراقية في البادية الممتدة بين البلدين من ملاحم كبرى سيتخللها بالتأكيد مواجهات مع القوات الأمريكية وأدواتها . هذا المشهد كأني رأيته منذ بداية الحرب على سوريا ، ومنه أستمد ايماني ويقيني بنصر مؤزر أكيد وقريب ، و المعارك القادمة ستكون أكثر سخونة تبعاً للتحالفات الجديدة ، وانحسار داعش بعد التلاقي السوري العراقي في التنف ، ودخول أمريكا مباشرة والادعاء أنها تدافع عن نفسها ، وتبقى السياسة السورية علامة فارقة في علم السياسة ، وستبقى كلمة الوزير وليد المعلم خالدة للتاريخ حين قال : من يريد أن يتعلم السباحة عليه أن يتعلّم العوم . في إشارة للسياسات العربية البدوية مقارنة بالسياسة السورية " البابلية " المتجذرة في المجتمعات المتعاقبة في هذه المنطقة . فلا تعتبوا على هدوء السياسة السورية ولا يغرنكم الصخب البعيد ، وانظروا للوراء قليلاً وتابعوا تفاصيل الأحداث وهولها ، تلك التي كانت تعصف بنا والأخطار التي كانت تحدق بنا ، رحل من رحل وسقط من سقط وتبدل من تبدل ، وبقيت سوريا صامدة شامخة لا تكسرها أعاصير أمريكا ، ولا تهزها أنفاق الدواعش في الداخل المتسابقين للقاء حوريات العين ، وهم يفجرون أنفسهم على صيحات " الله أكبر " والله منهم براء .
منذ تكوين المدن والامبراطوريات طغت السياسة على كل النواحي والمجالات الأخرى ، وكان دهاء بعض الأشخاص يصنع مجداً مازال التاريخ يشهد لهم بعظمتهم وحنكتهم السياسية ، وقوانين البابلي حمورابي لم تكن الأولى وإن تأخر اكتشافها إلى القرن العشرين ، لكنها أظهرت أن مراسيم العدالة معروفة وموضوعة منذ القدم ، والكثير من الألواح الطينية اُكتشفت ظهر عليها شرحاً لبعض العلاقات السياسية ، وأنظمة الحكم في عدد من بقاع العالم ، واسم حمورابي مخلداً على لوح من الرخام موجود في المحكمة الأمريكية العليا ، يعطينا فكرة كم استفادت أمريكا ودول الغرب من التشريعات والمراسيم البابلية القديمة .
واختلف الباحثون في تعريف علم السياسة ، وبعض الجامعات قامت بتعريفه وتدريسه ، فالمعاجم الفرنسية تعرّفه بأنه : العلم الذي يقوم بدراسة المجتمعات البشريّة أو الإنسانيّة ، أي بمعنى آخر عرف على أنه علم حكم الدول ،وقد رعت اليونسكو ولادة " الجمعية الدولية لعلم السياسة " التي عقدت مؤتمرها الدولي الأول في زيوريخ العام 1949 ، و حدد بعض علماء السياسة أربعة قطاعات لعلم السياسة هي : النظرية السياسية : وتشمل النظرية السياسية وتاريخ الفكر السياسي. النظم السياسية: وتشمل فروعاً مثل الدستور – الإدارة العامة – النظم السياسية المقارنة. الحياة السياسية: وتشمل موضوعات عديدة منها: الأحزاب السياسية وجماعات الضغط السياسي – الرأي العام. العلاقات الدولية : وتشمل: العلاقات السياسية الدولية والسياسة الدولية – التنظيم الدولي – القانون الدولي وغيرها .
ما ذكرته كان مدخلاً لتعرية السياسات العربية ، وهي التي مازالت تمارس بعقلية شيخ القبيلة أو إمام المسلمين ، وليس فيها أية نصوص أومراسيم لها أفق ، أو ديناميكية الحياة والقدرة على الثبات وإثبات الذات ، وبرع العرب اليوم في جمع التناقضات والمتناقضات ، في علاقاتهم العربية – العربية ، والعبودية والتبعية في علاقاتهم العربية – الدولية . ولم يعد مستغرباً أو مستهجناً عن الجمهور العربي رؤية أبو مازن والسيسي والمليك الأردني أو المغربي ، في الصفوف الأولى لمسيرة عالمية ، تندد بالاعتداء على محفل ماسوني ، أو مصرفاً أو جمعية أو منظمة يرفعون الشمعدان اليهودي ، وليس غريباً أن نجد اللقطات التذكارية تتكرر ذاتها ، تلك التي ظهرت منذ سنوات في مسلسل كرتوني أمريكي ، وليس غريباً أن يتخلى مشعل لهنية عن منصبه في حماس في العلن ، وهما في السر " دافنينو سوا " ، وليس غريباً ما رأيناه من انهيارات متلاحقة للغرف السوداء ، التي كان تديرها قطر وتركيا وأن يصبح اسم القرضاوي على لائحة الارهاب السعودية ، و أن يظهر ترامب إماماً للمسلمين ويرقص بالسيف قرب الكعبة الشريفة ، وتُفتح كل الخزائن العربية لدفع الجزية تحت ستار صفقات أسلحة متطورة ، قد يستخدمها العرب في مواجهة البرغش والنمل والجراد ، بل على الأرجح في إبادة بعضهم البعض ، وهذا كله من نتاج السياسات العربية المنغولية المتشابهة في الداء ، والباحثة عن العصا الأمريكية دواء .
ولأني لم أكن مؤمناً ببعض العرب ، ولا أعوّل عليهم أبداً ، لا في سياساتهم ولا في تجارتهم وعلاقاتهم الاقتصادية والفنية والرياضية والثقافية ، لم تعد تعنيني هذه الضوضاء الصادرة من جوف الصحراء أو الربع الخالي ، بل أضع نصب عيني ما ترسمه قواتنا الباسلة والقوات العراقية في البادية الممتدة بين البلدين من ملاحم كبرى سيتخللها بالتأكيد مواجهات مع القوات الأمريكية وأدواتها . هذا المشهد كأني رأيته منذ بداية الحرب على سوريا ، ومنه أستمد ايماني ويقيني بنصر مؤزر أكيد وقريب ، و المعارك القادمة ستكون أكثر سخونة تبعاً للتحالفات الجديدة ، وانحسار داعش بعد التلاقي السوري العراقي في التنف ، ودخول أمريكا مباشرة والادعاء أنها تدافع عن نفسها ، وتبقى السياسة السورية علامة فارقة في علم السياسة ، وستبقى كلمة الوزير وليد المعلم خالدة للتاريخ حين قال : من يريد أن يتعلم السباحة عليه أن يتعلّم العوم . في إشارة للسياسات العربية البدوية مقارنة بالسياسة السورية " البابلية " المتجذرة في المجتمعات المتعاقبة في هذه المنطقة . فلا تعتبوا على هدوء السياسة السورية ولا يغرنكم الصخب البعيد ، وانظروا للوراء قليلاً وتابعوا تفاصيل الأحداث وهولها ، تلك التي كانت تعصف بنا والأخطار التي كانت تحدق بنا ، رحل من رحل وسقط من سقط وتبدل من تبدل ، وبقيت سوريا صامدة شامخة لا تكسرها أعاصير أمريكا ، ولا تهزها أنفاق الدواعش في الداخل المتسابقين للقاء حوريات العين ، وهم يفجرون أنفسهم على صيحات " الله أكبر " والله منهم براء .
تعليق